كيف تجعل مكان عملك الهجين أكثر كفاءةً في عام 2024؟
مع تقليل أيام العمل في المكتب، يبتكر المؤسسون وسائل لتعزيز إنتاجية فرقهم وتواصلهم
بقلمِ آلي دونالدسون Ali Donaldson، مراسلةٌ صحفيةٌ
عندما يتعلّقُ الأمرُ بأماكنِ العملِ، فالوضعُ الطّبيعيُّ الجديدُ هو الهجينُ، في الولاياتِ المتحدّةِ، يسمحُ الآنَ 62% من الشّركاتِ بدرجةٍ معيّنةٍ من العملِ عن بُعدٍ، مقارنةً بنسبةِ 51% في بدايةِ العامِ، وفقاً لبياناتٍ حديثةٍ من شركةِ برمجيّاتِ العملِ الهجينِ Scoop Technologies. وسطياً، تتطلّبُ الشّركاتُ يومينِ إلى ثلاثةِ أيامٍ من العملِ بحضورٍ شخصيٍّ في الأسبوعِ، وهو ما يبدو أنَّ العمّالَ يفضّلونَه، وقد وَجدتُ أبحاثاً من كليةِ هارفارد للأعمالِ أنَّ الموظفينَ الذين قضوا يومين في الأسبوعِ في المكتبِ أبلغوا عنْ "تحقيقِ توازنٍ أفضلَ بين العملِ والحياةِ، ورضا أكبرَ في العملِ، وانعزالٍ أقلّ عن الزملاءِ". [1]
لكنْ قد يتطلّبُ التّحوّلُ إلى روتينِ عملٍ هجينٍ -ينجحُ مع الجميعِ- إعادةَ تنظيمِ كيفيّةِ ووقتِ إسنادِ مهمّاتٍ معيّنةٍ، وجدولة الاجتماعاتِ، وجمع زملاءِ العملِ، إذ تقولُ نيومي تايتلمان كولا Naomi Titleman Colla، مؤسِّسةُ شركةِ Collaborativity للاستشاراتِ في مجالِ المواهبِ ومقرُّها تورونتو: "من المهمِّ حقاً ألا تركّزَ المؤسّساتُ على عددِ أيّامِ العملِ في الأسبوعِ في المكتبِ، ولكن على أنواعِ الأنشطةِ التي يجبُ أن تقومَ بها عندما تذهبُ إلى المكتبِ؛ فما تفعلُهُ في تلكَ الفترةِ هو الأهمُّ."
إليكَ كيفيّةُ جعلِ مكانِ عملَِك الهجينِ أكثر كفاءةً في عام 2024.
تحقيق الاستخدام الأمثل للعمل عن بُعدٍ والعمل في المكتب
يجبُ أن تكونَ أيامُ العملِ بحضورٍ شخصيٍّ مرتكزةً على التّفاعلِ الاجتماعيِّ، والتّعاونِ العميقِ، وبناءِ العلاقاتِ، كما يقولُ الخبراءُ، وهذا يعني استخدام الوقتِ الذي تكونون فيهِ جميعاً في نفسِ الغرفةِ للعملِ على أمورٍ، مثلِ: إلحاق الموظفين الجددَ بالعملِ، وتوجيهُ العمّالِ ذوي الخبرةِ الأقلّ، والتّفكير في مشاريع جديدةٍ بالعصفِ الذّهنيِّ، وتدريب التّطويرِ المهنيّ. "هذهِ هي الأمورُ التي تجعلُ النّاسَ يشعرونَ بأنَّ رحلتَهم إلى المكتبِ كانتْ تستحقُّ العناءَ"، وفقاً لـسادو Sadow.
يجبُ أن تُخصّصَ أيامَ العملِ في المنزلِ للعملِ "بتركيزٍ" مثلُ: القراءة والكتابة والبحث والتّحليل، والّذي يفضّلَ أن يقومَ الأشخاصُ به في بيئاتٍ هادئةٍ مع الحدِّ الأدنى من التّشويشِ، برأي كولا من Collaborativity. وتضيفُ كولا "سيحقّقُ العمّالُ أكبرَ نجاحٍ في أداءِ هذه المهمّاتِ من المنزلِ عندما لا تربِطُ شركتُهم بين الظّهورِ في المكتبِ والقيامِ بالعملِ".
شاهد أيضاً: 3 أسبابٍ تجعل العمل من المنزل أفضل للأفراد والشركات والكوكب
تقليلُ عدد الاجتماعات الافتراضيّة
تحتاجُ الشّركاتُ الهجينةُ إلى أن تكونَ حذرةً من خطأٍ تنظيميٍّ محدّدٍ، وهو التّعويضُ الزّائدُ، في محاولةٍ لإعادةِ تكوينِ تأثيرِ مبرِّدِ المياهِ (اجتماعُ الموظّفين حول مبرّدِ المياهِ للتّواصلِ الاجتماعيّ ومشاركةِ المعلوماتِ) خلال أيامِ العملِ من المنزلِ، وقَعتِ الشّركاتُ في فخِّ جعلِ جداولِ الموظّفين مزدحمةً بعددٍ أكبرَ من اللّازمِ من الاجتماعاتِ الافتراضيةِ. "المنظّماتُ الهجينةُ تكافحُ فعليّاً مع تكدّسِ الاجتماعاتِ"، وفقاً لـ Sadow. "يكونُ لدى الأشخاصِ اجتماعاتِ زومٍ متتاليةٍ لمدّةِ 30 دقيقةٍ طوالَ اليومِ كلَّ يومٍ."
للتّصدّي لانتشارِ الاجتماعاتِ، يمكنُ للشّركاتِ تقليصُ عددِ الاجتماعاتِ المتكرّرةِ، وتمكينُ الموظّفينَ من رفضِ الدّعواتِ إلى بعضِ الاجتماعاتِ، ووضعُ حدودٍ لمواعيدِ الاجتماعاتِ، في Scoop، طبّق سادو قاعدةَ عدمِ إجراءِ اجتماعاتٍ يومَ الأربعاءِ ووجدَ أنَّ استثناءَ وقتٍ من الاجتماعاتِ في منتصفِ الأسبوعِ كانَ وسيلةً فعّالةً للنّاسِ لتحقيقِ أولوياتِهم، التي تمَّ تحديدُها يومي الاثنينِ والثلاثاءِ.
بالنّسبةِ للاجتماعاتِ الّتي لا يمكنُ أن تكونَ بريداً إلكترونيّاً، تقترحُ تايتلمان كولا النّظرَ فيما إذا كانَتْ وسيلةُ الاتّصالِ تتناسبُ مع جدولِ الأعمالِ، الاجتماعات الهجينة، المقسّمة عبرَ عدّةِ مشغّلاتِ فيديو وقاعاتِ اجتماعاتٍ، تكونُ أصعبَ للإدارةِ بسببِ الأخطاءِ التّكنولوجيّةِ وصعوبةِ معرفةِ متى يتعيّنُ على الأشخاصِ المشاركةُ دونَ التّحدّثِ مع حديثِ شخصٍ آخرَ، لذا تقترحُ تايتلمان كولا تجنّبَ هذه الاجتماعاتِ إذا كانَ ذلكَ ممكناً، إذ تكونُ الاجتماعاتُ الافتراضيّةُ أكثرَ إنتاجيةً في الاتّصالِ الأحاديّ، مثل: العروض التّقديمية، في حينِ لتوفُّرِ التّجمعاتِ بحضورٍ شخصيٍّ قدرةٌ أكبر على التّعاونِ وتسهيلِ المشاركةِ ثنائيةِ الاتّجاهِ، وإذا كنتَ تقومُ بإحضارِ الجميعِ إلى المكتبِ لعقدِ اجتماعٍ فتأكّدْ من أنَّ المشاركةَ تتجاوزُ مجرّدَ جلسةِ سؤالٍ وجوابٍ، ويجبُ استخدامُ تلكَ الفترةِ التي تقضونَها معاً للتّعرّفِ على بعضِكم بعضاً.
"يجبُ أن يكونَ هناك جزءٌ في جدولِ الأعمالِ يسمحُ ببناءِ العلاقاتِ"، بحسبِ تايتلمان كولا، "قد يبدو ذلكَ غيرَ منتِجٍ، ولكنّهُ في الواقعِ بالضّبطِ ما يجبُ القيامُ بهِ عندما تكونون معاً بشكلٍ شخصيٍّ".
تخصيص ميزانيّة للتّرفيه
إحدى السّبلِ للاستفادةِ القُصوى من وقتِكَ مع الموظّفينَ في مكانِ العملِ هو تنظيمُ فعاليّاتٍ متكرّرةٍ معاً خارجَ مكانِ العملِ، بالنّسبةِ لمعظمِ الفِرقِ، يعدُّ تخصيصُ ميزانيّةٍ للتّرفيهِ كلَّ 90 يوماً، أو مرّةً في كلِ ربعٍ سنويّ، هو الخيارُ الوسطُ المناسبُ.
"مجردُ التّعرّفِ على بعضِنا بعضاً بصفتِنا بشراً هذا هو الاعتبارُ الذي عليكَ أنْ تحسبَ لهُ حلّاً، إذ لا يمكنُ تحقيقُهُ بنفسِ الطّريقةِ إذا لم تكنْ في المكتبِ خمسةَ أيّامٍ في الأسبوعِ"، بحسب سادو.
شاهد أيضاً: أبرز 5 شركات لصناعة الألعاب والترفيه الرقمي في العالم العربي
بنى مؤسِّسُ شركةُ Boompop ورئيسُها التّنفيذيُّ، هيلي سايفر Healey Cypher، سوقُهُ على الإنترنتِ في سانِ فرانسيسكو لتنظيمِ فعاليّاتِ الشّركاتِ وتجمعاتِها خارج موقعِ العملِ بناءً على هذا المفهومِ، يقولُ سايفر: إنَّ الطّلبَ على فعاليّاتِ الشّركاتِ ظلَّ قويّاً على الرَّغمِ من مجموعةٍ من التّحدياتِ الاقتصاديّةِ التي واجهَها روّادُ الأعمالِ خلالَ العامِ الماضي، مثل: التّسريحات الكبيرة وتقليص الإنفاقِ، بالنّسبةِ لعملاءِ Boompop، كانتْ هذه الرّحلاتُ تتّجهُ نحو اثنينِ من المجالاتِ: الأنشطة الجماعيّة التّفاعلّة، مثل: جلسة مع ممثلٍ كوميديٍّ مرتجلٍ، أو الأنشطة الخارجيّة، "إذا كانَ الشّرابُ ركيزةً أساسيّةً لفعاليتِكَ، فأنتَ تتعمّدُ الكسلَ"، كما يقولُ.
سواء قرّرَ فريقُكَ ممارسةَ مهاراتِ الكوميديا أو تسلّق الجبالِ، فالهدفُ هو إنشاءُ تجربةٍ مشتركةٍ تأخذُ زملاءَ العملِ خارجَ منطقةِ راحتِهم ومجموعاتِهم المعتادةِ، يقولُ سايفر: "نقضِي ثلثَ حياتِنا في العملِ، إنَّكَ تستثمرُ جزءاً كبيراً من وجودِكَ مع هؤلاءِ الأشخاصِ، ربّما من الأفضلِ أن تستمتِعَ بها وترَوِّح عن نفسِكَ."