كيف تحوّل القلق إلى أداةٍ للنجاح؟ إليك 5 نصائح فعّالة
القلق ليس عدوّاً، بل هو إشارةٌ إلى التّفكير بشكلٍ أعمقٍ واتّخاذ قراراتٍ أكثر وعياً، ممّا يجعلنا أكثر استعداداً للتّعامل مع ضغوط العمل الحياة
القلقُ أصبح جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة، خاصّةً في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة والسّياسيّة غير المُستقرّة، وتزايد الاعتماد على التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإنَّ القلق لا يجب أن يكون عبئاً، بل يُمكن تحويله إلى محفّزٍ قويٍّ للإنتاج والنّجاح، خاصّةً في مجالات القيادة، وفي هذا المقال سنُسلِّط الضّوء على كيفيّة استغلال القلق كأداةٍ لتحقيق النّجاح في الحياة المهنيّة والعمليّة.
القلق: إشارةٌ وليس عائقاً
وفقاً لاستطلاعٍ سنويٍّ أجرتهُ الجمعيّة الأمريكيّة للطّبّ النّفسيّ، فإنَّ 43% من البالغين في الولايات المُتّحدة يشعرون بمزيدٍ من القلق مقارنةً بالعام الماضي، وتتراوح الأسباب بين التّضخُّم المتزايد، والتّغيرات السّياسيّة، والابتكارات التّكنولوجيّة، مثل الذكاء الاصطناعي، ممّا يجعل الحياة الشّخصيّة والعمليّة مليئةً بالتوتر.
المديرون التّنفيذيّون غالباً ما يتحمَّلون ضغوطاً كبيرةً، وقد يعتقدُ البعض أنَّ القلق يُمثِّل قوةٌ مدمرةٌ، ولكن الحقيقة هي أنَّ القلق يُمكن أن يكونَ محفّزاً قويّاً إذا تمّت إدارته بطريقةٍ صحيحةٍ.
كيف يمكن تحويل القلق إلى قوّةٍ إنتاجيّةٍ؟
المفتاح في تحويل القلق إلى قوّةٍ إيجابيةٍ يكمن في توجيه هذه الطّاقة العصبيّة نحو التّحفيز والفضول، فبدلاً من الوقوع في فخّ التّفكير السّلبيّ أو الانغلاق، يُمكن للقلق أن يكونَ أداةً لتحفيز اتّخاذ القرارات الصّحيحة واستكشاف الحلول الإبداعيّة. وفي هذا السّياق، جلست شاما حيدر، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة Zen Media، مع ماريسا فالنتي، مؤسّسة مركز استراتيجيّة القوى العاملة الحديثة (Modern Workforce Strategy)، لمناقشة كيفيّة استخدام القادة للقلق لصالحهم، فوضّحت فالنتي أنَّ القلق ليس بالضّرورة سلبيّاً، بل يُمكن أن يكونَ مؤشّراً على الحاجة للتغيير أو الابتكار، إذ إنّ الفكرةَ هي بتحويل القلق إلى قوّةٍ دافعةٍ للتّفكير المُتعمِّق واتّخاذ القرارات بشكلٍ أكثر ثقةً.
القلق الإنتاجيّ في العمل
الأرقام تُشيرُ إلى أنَّ التّأثيرات السّلبيّة للقلق تظهر بوضوحٍ في سوق العمل، فعلى مدار السّنوات السّبع الماضية، زادت حالات الغياب المُرتبطة بالصحّة العقليّة بنسبة 300%، وفي العام الماضي وحده، زادت حالات الغياب بسبب الصحة العقلية بنسبة 33%؛ هذه الأرقام تُشير إلى أنَّ القلق لم يعد مجرَّد شعورٍ عابرٍ، بل هو عاملٌ مؤثّرٌ على الإنتاجيّة وأداء الشّركات.
أفضل 5 تقنيات لتحويل القلق إلى نجاح
- التّأمل واليقظة الذّهنيّة: من خلال ممارسة التأمل واليقظة الذهنية، يُمكن للقادة تهدئة عقولهم وتوجيه طاقاتهم بشكلٍ إيجابيٍّ، إذ يساعد التّأمل في تقليل مستويّات التّوتر، ويعزِّز القدرة على التّركيز في اللّحظات الحرجة.
- تحديد الأهداف الواضحة: عندما يكون القلق شديداً، قد يكون من المفيد تقسيم المهام الكبيرة إلى أهدافٍ صغيرةٍ وواضحةٍ، فهذه الطّريقة تمنح شعوراً بالتحكُّم والسّيطرة، وتساعد على تقليل الشّعور بالإرهاق.
- التحرُّك الجسديّ: النّشاط البدنيّ يُساعد في تحرير هرمونات السّعادة مثل الإندورفين، ممّا يُقلّل من مشاعر القلق. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للحركة أن تُحفِّزَ الدّماغ على التّفكير بشكلٍ أكثر إبداعيّةً.
- البحث عن دعمٍ اجتماعيٍّ: القيادة لا تعني العزلة، فالقادة الناجحون يعرفون متى يطلبون المشورة والدّعم من زملائهم أو مستشاريهم، فالحصول على وجهات نظرٍ مختلفةٍ يُمكن أن يُخفّفَ من وطأة القلق، ويمنح حلولاً جديدةً.
- استخدام القلق كوقودٍ للإبداع: يُمكن تحويل القلق إلى مصدر إلهامٍ للإبداع، فالقلق قد يشير إلى وجود مشكلةٍ تحتاج إلى حلٍّ، واستخدام هذه الطّاقة العصبيّة للتّفكير في الحلول يُمكن أن يقودَ إلى اكتشافاتٍ جديدةٍ وابتكاراتٍ غير متوقّعةٍ.
القلق ليس عدوّاً، بل هو إشارةٌ تدفعنا إلى التّفكير بشكلٍ أعمقٍ واتخاذ قراراتٍ أكثر وعيّاً، فالقادة الّذين يستطيعون استغلال هذه المشاعر وتحويلها إلى أدواتٍ إنتاجيّةٍ سيجدون أنفسهم أكثر استعداداً للتّعامل مع التّحديّات الّتي يواجهونها في حياتهم المهنيّة والشّخصيّة.