كيف تحوّل زوّار موقعك إلى مشترين؟ إليك استراتيجيات مجرّبة
لم يعد وجود موقعٍ إلكتروني كافياً للشركات الصغيرة؛ بل أصبح التميز في التصميم وتجربة المستخدم هو المفتاح لجذب العملاء وزيادة التحويلات
في ظلّ التّوسّع الهائل للتّجارة الإلكترونيّة، لم يعد وجود موقع ويب كافياً للشّركات الصّغيرة. فالموقع بحدّ ذاته لم يعد يجذب العملاء، أو يشجّعهم على الشّراء؛ ما تحتاجه الشّركات فعلاً هو تصميمٌ يجذب الأنظار، ويوفّر تجربة استخدامٍ متميّزةً تجعل الزّائر يرغب في البقاء على الموقع والتّفاعل معه.
ووفقاً للمؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "سكوير سبيس" (Squarespace)، أنطوني كاسالينا، "تصميم الموقع المتميّز هو بمثابة ميزةٍ تنافسيّةٍ يمكن أن تضعك في المقدّمة". وفي سياق تحسين تفاعلات الشّركات الصّغيرة عبر الإنترنت، أعلنت سكوير سبيس، الّتي تتّخذ من نيويورك مقرّاً لها، عن 100 ابتكارٍ ومنتجٍ جديدٍ ضمن مبادرة "سكوير سبيس ريفرش" (Squarespace Refresh) السّنويّة، الّتي تركّز على مساعدة الشّركات الصّغيرة، إضافةً إلى المبدعين المستقلّين الّذين يستخدمون مواقعهم لتحقيق الدّخل، على زيادة معدّل التّحويل من زائرٍ إلى عميلٍ فعليٍّ.
إطلاق محرّك Fluid Engine: التّصميم بتقنيّة السّحب والإفلات
من بين الابتكارات المميّزة الّتي طرحتها سكوير سبيس، يأتي محرّك "فلويد إنجن" (Fluid Engine)، الّذي تمّ إطلاقه في يوليو الماضي، حيث يمكّن مستخدمي سكوير سبيس من تصميم مواقعهم بحرّيّةٍ وسهولةٍ تامّةٍ باستخدام محرّك سحبٍ وإفلاتٍ. حيث أعطى هذا الابتكار المبدعين إمكانيّاتٍ أوسع لتخصيص مواقعهم الإلكترونيّة وجعلها أكثر جاذبيّة.
ومن بين الميزات الجديدة الّتي تتعاون فيها سكوير سبيس مع فنّانين عالميّين، أعلنت الشّركة اليوم عن إطلاق أيقونات سكوير سبيس، وهي مجموعةٌ من القوالب ذات الإصدار المحدود الّتي صمّمت باستخدام محرّك فلويد إنجن. تمّ تصميم القالب الأوّل بالتّعاون مع الفنّانة الآيسلنديّة بيورك. فيقول كاسالينا: "لطالما اعتقدت أنّ طرح قوالب موسميّةً، كإصدارٍ خريفيٍّ وآخر ربيعيٍّ، سيمنح المواقع طابعاً متجدّداً وديناميكيّاً، وها نحن نخطو الخطوة الأولى نحو جعل هذا الحلم واقعاً".
إلى جانب ذلك، تطرح سكوير سبيس ميزاتٍ جديدةً لتسهيل التّسوق عبر مواقعها، ومنها عرض المنتجات ذات الصّلة في عربة التّسوق، وتقييمات المنتجات، ونظام جدولةٍ خاصّ لمقدّمي الخدمات، مثل صالونات التّجميل وصالات الرّياضة، ممّا يسهّل على العملاء حجز المواعيد وتلقّي الفواتير. كما أضافت ميزة "بايو سايتس" (Bio Sites)، والّتي تمكّن الشّركات والأفراد من إنشاء روابط صفحاتٍ مختصرةٍ لمنصّات التّواصل الاجتماعيّ مثل "إنستغرام" (Instagram) و"تيك توك" (TikTok)، ممّا يجعلها منافساً جديداً لخدمة "لينك تري" (Linktree) الأستراليّة.
تحديث تصميم المواقع لتناسب الأجهزة المحمولة
ومن جهةٍ أخرى، مع انتشار الهواتف الذّكيّة، تتّجه بعض الشّركات نحو التّخلي عن التّصميمات التّقليديّة للمواقع لصالح تجربة مستخدمٍ تركّز على الأجهزة المحمولة. وبدلاً من إجبار العملاء على النّقر للوصول إلى المنتجات، صمّمت بعض الشّركات مواقعها الجديدة بحيث يشجّع التّصميم على التّمرير المستمرّ، ممّا يجعل تجربة التّصفّح أكثر تفاعلاً وسلاسةً.
على سبيل المثال، قامت علامة "لُيمُو إي سي" (Lemieux et Cie) للأدوات المنزليّة، الّتي أطلقت موقعها مباشرةً للعملاء في أبريل، بإعادة تصميم موقعها بالكامل ليكون ملائماً للأجهزة المحمولة. وتقول مؤسّسة العلامة التّجاريّة، كريستيان ليميو، إنّ هذا التّحوّل مستوحًى من تيك توك، حيث يشجّع التّصميم على التّمرير وليس النّقر. وقد أثمر هذا التّغيير في زيادة معدّلات التّحويل، ووقت الزّيارة للموقع، وكذلك متوسّط قيمة الطّلب، الّذي تجاوز ألف دولار.
بالإضافة إلى ذلك، اتّخذت بعض الشّركات نهجاً متميّزاً لتسهيل عمليّة الدّفع، حيث أعلنت "هوليستر" (Hollister)، العلامة التّجاريّة التّابعة لشركة "أبيركرومبي آند فيتش" (Abercrombie & Fitch)، عن نظام دّفعٍ جديدٍ، يتيح للمستخدمين وضع منتجاتهم في عربة التّسوق ثمّ إرسالها مباشرةً إلى طرفٍ ثالثٍ، كأحد الوالدين، لمتابعة عمليّة الشّراء وإنهاء الدّفع، وهي ميزةٌ صمّمت خصّيصاً لاستهداف العملاء من فئة الشّباب والمراهقين.
فمع توفّر العديد من الفرص لتحقيق المبيعات، أصبح من الضّروريّ أن تركّز الشّركات ليس فقط على جذب الزّوّار إلى مواقعها، بل أيضاً على تقديم تجربة شراءٍ سلسةٍ تتيح للعملاء إتمام المعاملات دون تعقيداتٍ.
على أصحاب الأعمال اعتماد استراتيجيّاتٍ جديدةٍ تعزّز تجربة العميل، وتضمن إتمام المعاملات بسهولةٍ وسرعةٍ. ومن خلال تحسين التّصميم، والاستفادة من الميزات الجديدة مثل "بايو سايتس"، وتوفير تجربة شراءٍ ملائمةٍ للأجهزة المحمولة، يمكن للشّركات أن تضمن تجربة تسوّقٍ فريدةٍ تدفع الزّوّار إلى العودة مراراً وتكراراً.