مشاكل انسحاب الكافيين: كيف تتعامل مع مديرك الصائم في رمضان؟
نصائح لمواجهة أعراض الصيام عند المدراء وإمضاء الشهر الفضيل بسلام وإنتاجية عالية.
الصُّداع والتَّعب وعدم التَّركيز من أعراض انسحاب الكافيين الأساسيَّة، والتي قد تتحوَّل إلى ضبابيَّةٍ في الرُّؤية واكتئابٍ ورعشةٍ أحياناً لدى المُسرفين في تناول الكافيين؛ لذا إذا كنت تعلم أنَّ رئيسك في العمل يتناول قهوته أكثر من مرَّةٍ في اليوم، فبالتَّأكيد قد تعاني من أزماتٍ متنوّعةٍ معه في بداية الصيام أو طوال الشَّهر الكريم، أمّا عند حدوث مشكلةٍ سواء كنت طرفاً بها أم لم تكنْ، فإنَّ الأمرَ قد يتحوَّلُ إلى رعبٍ حقيقيٍّ خصوصاً إذا كانت شخصيَّة المدير صعبةً أساساً في الأيَّام العاديَّة.
ومع كلِّ الحذر الذي يجب عليك أن تتوخَّاه ومحاولات إتقان العمل والتَّركيز الشَّديد، فإنَّ المشكلات والأخطاء لا بدَّ أن تقعَ، ولن يكونَ هناك مفرٌّ من اطّلاع المدير عليها، فكيف تعرض مشكلةً على مديرك وهو يعاني من انسحاب الكافيين أو في حالةٍ مزاجيَّةٍ سيِّئةٍ عموماً دون أن تفقدَ وظيفتك؟
اقترح حلاً مع المشكلة
عند التَّعامل مع مديرٍ يعاني من أعراض انسحاب الكافيين وما تتسبَّب به هذه الأعراضُ من غضبٍ زائدٍ وإرهاقٍ ذهنيٍّ، من المُهمِّ للغاية محاولة اقتراح حلٍّ أو أكثر بدلاً من الخوض في تفاصيل المشكلة أو أسبابها أو مَنِ المُخطئ فيها، ولكن بدلاً من ذلك ركِّز على الطَّريقة التي يُمكن بها المُضيُّ قدماً حتَّى بعد حدوث المشكلة، ممَّا سيبرز قدرتك على التَّعاون مع رئيسك لتحديد الأسباب ومنع حدوثها في المستقبل.
فاقتراح حلٍّ مع المشكلة سيخفِّف أوَّلاً من الضَّغط على مديرك للتَّفكير في الحلول، وهو بهذه الحالة من عدم التَّركيز والإرهاق، كما ستَظهرُ حريصاً على نجاح المؤسَّسة عموماً، بالإضافة إلى بناء علاقةٍ أكثر قوَّةً مع رئيسكَ.
وبالطَّبع عليك هنا تقبُّل أنَّ رئيسكَ قد يرفض اقتراحك، إذ إنَّ المديرين عموماً لديهم حلولٌ مختلفةٌ، ولكن من خلال مبادرتك بالحلِّ وعدم قدرتهِ على التَّركيز فيمكن أن يوافقَ، ولكن سيكون عليكَ عبءُ تحمل المسؤولية وتنفيذ استراتيجيَّة الحلِّ بكفاءةٍ، وهو ما قد يؤدّي لطفرةٍ قويَّةٍ في علاقتك بمديرك إذا أزحت عن كاهله عبء بعض المهام وسهّلت عليه دورَه.
سيطر تماماً على مشاعرك
عليك أن تُدرك أنَّك أيضاً قد تعاني من أعراض انسحاب الكافيين أو بعض الصُّداع من تغيير النّظام اليوميّ المعتاد؛ لذا جاهد بشدَّةٍ للحفاظ على هدوئك والتَّحكُّم في مشاعرك، إذ إنّ الردُّ بغضبٍ أو بإحباطٍ، لن يزيد الأوضاع إلَّا سوءاً؛ لذا حافظ بكلِّ ما أوتيت من قوَّةٍ على موضوعيَّتك ومهنيَّتك وخذ نفساً عميقاً، ويمكن أن تعدَّ إلى 10 أو 100 قبل الحديث في المشكلة.
شاهد أيضاً: في يوم المدير العالمي.. كم مرّةً تخيّلت أنّك ترمي مديركَ من الشّباكِ؟
الاستماع الجيد وعدم المقاطعة
قد تعتقد أنَّ الاستماع هنا، بينما يصرخ عليك رئيسك أو يلومك، هو أمرٌ مستحيل تماماً، ولكن ليس هذا هو الواقع، فإذا حافظتَ على هدوئك قدر الإمكان وحاولتَ التَّخفيف من توتُّرك قبل عرض المشكلة، فسترتفع لديك القدرة على الاستماع لرئيسك الغاضب واتّهاماتهِ التي يُكيلها لك دون مقاطعةٍ، إذ يميل معظم الموظَّفين للدِّفاع عن أنفسهم في هذه المواقف، ولكنَّ الاستماع هنا هو أكثر حكمةً بكثيرٍ، وتأكَّد وقتها من التَّواصل البصريِّ بينك وبينه، وتأكّد من استخدام الإشارات غير اللّفظيَّة مثل: الإيماء بالرَّأس أو الموافقة على ما يقول.
الإقرار بحقه في الغضب
نعلم جميعاً عدم احترافيَّة المدير الغاضب أو الذي لا يسيطر على مشاعره، ولكنَّه في النِّهاية يظلُّ رئيسك في العمل والمسؤول مباشرةً عن أدائك؛ لذا دعه يعرف أنَّك تُدرك مدى غضبه وأنَّ لديه الحقَّ، فهذا الاعتراف في حدِّ ذاته سيقلِّل من غضبه، ولا تحاول بالطَّبع لومه على الإطلاق على هذا الغضب بدعوى أن الصيام هو السَّبب، فهذا سيجعل المشكلة تنفجر في وجهك حتَّى لو لم تكن بسببك، ولكن اترك هذه المعلومة لنفسك ولا تُصرِّح بها إليه.
اعتذر عن التَّسبُّب في المشكلة
نُدرك أنَّه عند انسحاب أعراض الكافيين قد يبدو المدير غاضباً من كلّ شيءٍ وأيّ شيءٍ دون سببٍ، ولكن في حالة حدوث مشكلةٍ فعليَّةٍ وكنت سبباً بها بأيّ شكلٍ، فعليك الاعتراف والاعتذار، وحتَّى إذا لم ترَ نفسك مخطئاً أو لا حاجة للاعتذار أو تعتقد أنَّ رئيسك سخيفٌ فقط، فلا يوجد أيُّ ضررٍ من الاعتذار، بل سيكون مفيداً للغاية.
ومهما كانت وجهة نظرك، فمن الواضح أنَّ رئيسك في العمل يعتقد أنك مُخطئٌ، ولأنَّ المديرين عادةً ما يبحثون عن التَّقدير، فإنَّ هذا الاعتذار سيمنحهم إيَّاه، ممَّا سيسمح بإجراء محادثاتٍ أكثر إنتاجيَّةً بعد ذلك سواء فيما يتعلَّق بهذه المشكلة أو بشكل عامٍ، كما يُظهرك الاعتذار بصورةِ من يتحمَّل المسؤوليَّة عمَّا يرتكبه، وخصوصاً إذا كنت دقيقاً في عرض سببِ المشكلة أو تقديم حلولٍ سريعةٍ لها.
وفي النِّهاية، إنَّ التَّعامل مع مديرٍ يعاني من أعراض انسحاب الكافيين ليس من الأمور المستحيلة، بل قد يكفي فقط أن تُدرك أنَّ ما يقوله أو يفعله ليس بسبب موقفٍ شخصيٍّ، ولكن بسبب التَّغيُّرات التي تحدث بداخله، والتي قد تعاني أنت أيضاً منها، ولكن لأنَّك ترغب في الحفاظ على وظيفتك، فقد تحتاج إلى القليل من التَّحمُّل والتَّحلِّي بالموضوعيَّة والشَّجاعة، مع الكثير من التَّركيز بالطَّبع لتجنُّب الأخطاء قدر المستطاع.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.