كيف تدير الذكاء الاصطناعي في شركتك؟ إليك نصيحة Microsoft
ابحث عن موظفين أقوياء في استخدام أدوات الذكاء الصناعي، مما يضمن مواكبة مؤسستك لآخر التطورات التكنولوجية
حان الوقت لمواجهة الحقيقة: القوى العاملة لديكَ تستخدم الآن الذكاء الاصطناعي الإنتاجيّ، وفي الوقت الذي يعاني فيه قادة الأعمال من القلق بشأن كيفيّة دمج الذكاء الاصطناعي الإنتاجي بشكلٍ مسؤولٍ، يتبنّى العمال هذه التكنولوجيا بكلّ إخلاصٍ.
وفقاً لتقرير اتّجاهات العمل السّنويّ لعام 2024 الصّادر عن Microsoft وLinkedIn، فإنّ 75 % من العاملين في مجال المعرفة يستخدمون الذكاء الاصطناعي في مكان العمل حاليّاً، في حين أنّ 60% من قادة الأعمال ليس لديهم خطّة أو رؤية حول كيفيّة استخدام الذكاء الاصطناعي، وهم يتراجعون عن تطبيقه. إذ تقول برينا روبنسون، المديرة العامّة لفريق العمل الحديث الموجّه للشّركات الصّغيرة والمتوّسطة في Microsoft، إنّ أفضل طريقةٍ لتوحيد قادة الأعمال والموظّفين حول استخدام الذكاء الاصطناعي هي تحديد وتعزيز "المستخدمين الأقوياء" داخل مؤسّستك.
وفقاً لتقرير مايكروسوفت الذي شملَ 31,000 من قادة الأعمال والموظفين في 31 دولة، فإنّ 80% من مستخدمي الذكاء الاصطناعي في الشّركات الصّغيرة والمتوّسطة يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم، ولكن حوالي نصفهم يخشون الاعتراف بأنّهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في مهامهم المهمّة جدّاً.
هؤلاء الموظفون، وخاصةً أولئك الذين يقضون وقتاً طويلاً في استخدام الذكاء الاصطناعي الإنتاجي لحلّ المشاكل المُتعلّقة بالعمل، هم "المستخدمون الأقوى" في المؤسّسة. إذ تقول روبنسون، التي تساعد الشّركات الصّغيرة والمتوّسطة على تحقيق أقصى استفادةٍ من أدوات مايكروسوفت في مكان العمل، إنّ هؤلاء المستخدمين الأقوياء هم مفتاح زيادة استيعاب التّقنيات الاصطناعيّة على نطاقٍ واسعٍ.
تُعرّف مايكروسوفت المستخدمين الأقوياء بأنّهم الموظّفون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي عدّة مراتٍ في الأسبوع، ويوفّرون ما لا يقلّ عن 30 دقيقة في اليوم. ووفقاً للتّقرير، صرّح أكثر من 90% من المستخدمين الأقوياء الذين شملهم الاستطلاع، بأنّ الذكاء الاصطناعي ساعدهم على زيادة الإبداع والإنتاجيّة وتحسين التّوازن بين العمل والحياة.
ووفقاً لروبنسون، عندما كانت مايكروسوفت تطرح الاستخدام المُبكّر لبرنامج Copilot المدعوم بالذكاء الاصطناعي لـ Office 365، لم يكن أكبر مؤيّدي الذكاء الاصطناعي في الشّركات الشّريكة وداخل مايكروسوفت في الغالب من المديرين التّنفيذيين، ولكنّهم وجدوا استخداماتٍ ذكيّةً وملموسةً للتكنولوجيا في مكان العمل، إذ إنّ الموظّفين من المستوى الأدنى هم الذين شاركوا النّتائج التي توصّلوا إليها مع زملائهم. وداخل مايكروسوفت، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع تبنّي الذكاء الاصطناعي من خلال ترقية الموظّفين الذين "يتجاوزون الأهداف بشكلٍ كبيرٍ"، وعلى حسب قول روبنسون: "إنّ هؤلاء المستخدمين الأقوياء يُمكنهم نشر الحماس للذّكاء الاصطناعيّ والمساعدة في تطوير مهارات زملائهم بطرقٍ لا يستطيع المديرون القيام بها".
إذاً، كيف يُمكن تحديد المستخدمين الأقوياء للذكاء الاصطناعي وزيادة عددهم؟ تتمثّل إحدى الطّرق في تشجيع التّجريب والتّدريب. وفقاً لتقرير مايكروسوفت، فإنّ المستخدمين الأقوياء هم أكثر عرضةً بنسبة 68% من زملائهم لتجربة الأدوات المُتعلّقة بالذكاء الاصطناعي بانتظامٍ، وأكثر عرضةً -بنسبة 61% من زملائهم- لأن يكونوا قد سمعوا من مديرهم التّنفيذي عن أهمّية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم. كما أنّ المستخدمين المتميزين هم أيضاً أكثر احتمالاً -بنسبة 53% من زملائهم- لأن يكونوا قد تلقّوا تشجيعاً من القيادة للنّظر في كيفيّة تحويل الذكاء الاصطناعي لعملهم، وأكثر احتمالاً بنسبة 37% من زملائهم أن يكونوا قد تلقوا تدريباً خاصّاً بالذكاء الاصطناعي في العمل.
وتوضح روبنسون قائلةً: "لا نريد أن يكونَ الذكاء الاصطناعي سرّاً صغيراً قذراً". كما تتابع قولها: "نريد أن يعرفَ الجميع أنّ الذكاء الاصطناعي مرحبٌّ به ونشجّعه". كذلك تقول: "إنّ وضع الموظفين الذين يستخدمون هذه التّكنولوجيا بالفعل كمتحدّثين رسميّين، يسمح بالتّبني الطّبيعي والاحتضان الكامل لإمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة".