الشعبية والقيادة: كيف تجمع بينهما لتحقيق النجاح؟

كونك قائداً محترماً هو أمرٌ أساسيٌّ، ولكنّ الشّعبيّة أيضاً تلعب دوراً مهمّاً. غالباً ما يكون الأشخاص المحبوبون أكثر نجاحاً في مختلف المجالات، مثل المبيعات، والتّوظيف، والتّرقيات. بعبارةٍ أخرى، الإعجاب بك يمكن أن يكون مفتاحاً لتحقيق النّجاح المهنيّ والشّخصيّ.

أظهرت دراسةٌ أجرتها مجلّة هارفارد بيزنس ريفيو (Harvard Business Review) أنّ النّاس يفضّلون العمل مع شخصٍ محبوبٍ، حتّى لو كان أقلّ كفاءةً. بمعنىً آخر، قد تتفوّق الشّعبيّة على الكفاءة في بيئة العمل، حيث يكون النّاس أكثر ميلاً للتّفاعل الإيجابيّ مع الأشخاص الّذين يفضّلونهم. وبيّنت دراسةٌ أخرى أنّ الأفراد المحبوبين يتمتّعون بقدرةٍ أكبر على إقناع الآخرين بقبول مقترحاتهم، حتّى لو كانت هذه المقترحات تفتقر إلى أدلّةٍ قويّةٍ.

تأثير الأخطاء على الشّعبيّة

تظهر دراسةٌ نشرت في مجلّة العلوم القياسيّة النّفسيّة (Psychometric Science) أنّ الشّخص الّذي ينظر إليه على أنّه كفءٌ قد يزيد من شعبيّته إذا ارتكب خطأً عرضيّاً. يشير الباحثون إلى أنّ النّاس يرون أنّ من يرتكب الأخطاء بشكلٍ عرضيٍّ يبدو أكثر إنسانيّةً، ممّا يجعله أكثر جاذبيّةً وسهولةً في التّعامل معه.

ولكن ماذا لو كنت تريد أن تصبح أكثر شعبيّةً على الفور؟ هل هناك طريقةٌ لتحقيق ذلك بسرعةٍ؟ الجواب هو نعم، حيث كشفت دراسةٌ نشرت في مجلّة علم النّفس الاجتماعيّ التّجريبيّ (Journal of Experimental Social Psychology) أنّ مجرّد التّواجد بانتظامٍ حول الآخرين يزيد من احتماليّة الإعجاب بك، حتّى لو لم تتفاعل معهم بشكلٍ مباشرٍ. الفكرة هنا تكمن في أنّ الوجود المستمرّ يخلق إحساساً بالألفة، وهذا يؤدّي إلى زيادة جاذبيّتك في نظر الآخرين.

كيف تزيد من شعبيّتك كقائدٍ؟

إذا كنت قائداً في العمل، فإنّ قضاء المزيد من الوقت مع فريقك يمكن أن يزيد من شعبيّتك، ويعزّز من فعاليّتك كقائدٍ. لا تتعلّق الفكرة فقط بجودة الوقت الّذي تقضيه مع الآخرين، بل بالتّواجد المستمرّ والمشاركة الحقيقيّة.

على سبيل المثال، إذا كنت تظهر في مكان العمل بانتظامٍ، وتشارك في الأنشطة اليوميّة للفريق، فإنّ هذا يعزّز من شعور الآخرين تجاهك. على الرّغم من أنّ هذا قد يبدو غريباً في البداية، إلّا أنّ الوجود المستمرّ يجعل فريق العمل يشعر براحةٍ أكبر معه، وزاد من شعبيّته بين الموظّفين. لا تتعلّق الشّعبيّة فقط بالظّهور، بل بالأفعال الصّغيرة الّتي تساهم في بناء العلاقات. إذا كنت شخصاً محبوباً بدرجةٍ معقولةٍ، فإنّ زيادة تواجدك بين الآخرين سيساهم في زيادة شعبيّتك.

تكمن الطّريقة الأسهل لتصبح أكثر شعبيّةً ببساطةٍ في التّواجد الدّائم والتّفاعل الطّبيعيّ مع الآخرين. لا تحاول تصنّع الأمور أو التّفكير في جعل كلّ تفاعلٍ مثاليٍّ. بدلاً من ذلك، كن موجوداً وشارك الآخرين في حياتهم اليوميّة بشكلٍ صادقٍ.