كيف تستفيد من يوم الصحّة النفسية العالمي على أكمل وجه؟
الاستراحة ليومٍ للمحافظة على الصحة العقلية والعاطفية قد يزيد من إنتاجيتك
مع تطوّرِ أماكنِ العملِ لتشملَ المزيدَ من التّكنولوجيا والخياراتِ للعملِ عن بُعد، تظلُّ الحاجةُ لأخذِ فتراتِ استراحةٍ لتجنّبِ الإرهاقِ النّفسيّ والجسديّ في تزايدٍ مستمرٍّ. ربّما لم تأخذ يوماً للرّاحةِ النّفسيّة من قبل، لكن من المُحتمل جدّاً أنّك بحاجةٍ لذلك، خصوصاً إذا كنتَ تسعى للحفاظِ على إنتاجيّتكَ. وقد تكون قد بادرت فعليّاً وأخذتَ يوماً للرّاحةِ، لتشعرَ بالذّنب لاحقاً أو بالحاجةِ للإمساكِ بزمامِ الأمورِ والتّقدّمِ في عملك، ممّا يُلغي الهدف من اليومِ الّذي خصّصته للصّحّةِ النّفسيّةِ تماماً.
أحياناً تصعبُ معرفةُ كيفيّة الخروجِ من وضعِ العملِ، خصوصاً إذا كنتَ تعمل عن بُعدٍ أو كان لديك مشروعٌ جديدٌ تديره. سواء كنتَ تمرّ بحدثٍ كبيرٍ في حياتك الشّخصيّة أو أنهيت مشروعاً هامّاً في عملكَ، هناك العديد من الأسبابِ الّتي تجعل من المهمّ أن تأخذَ بعض الوقتِ لإعادةِ شحنِ طاقتكَ. تماماً كما هناك العديد من الأسبابِ لأخذِ وقتٍ للرّاحةِ، هناك أيضاً العديد من الطّرقِ الّتي يُمكنُ أن تجعلَ يوم الصّحّةِ النّفسيّةِ مفيداً لكَ.
إذا كانَ من الصّعبِ عليكَ الحصول على فترةِ راحةٍ طويلةٍ، لا تقلق، ما زالَ بإمكانكَ تخصيص بعض الوقتِ للصّحّةِ النّفسيّةِ للتّعافي. وفيما يلي بعضُ الطّرقِ الّتي يُمكنكَ من خلالها قضاء يومٍ فعّالٍ للصّحّةِ النّفسيّةِ يعودُ بالنّفعِ عليكَ وعلى إنتاجيّتكَ.
ابحث عن مصدر التوتر الخاص بك
قبلَ أن تأخذَ يوماً للصّحّة النّفسيّة، يجدرُ بكَ التّفكير في جذر التّوتر الّذي تعيشه. إذا كان بإمكانكَ تحديد شيءٍ معيّنٍ، فتساءل عمّا إذا كان يُمكنكَ الابتعادِ عنه دونَ زيادةِ مستوياتِ التّوترِ لديكَ. لا ترغب في أخذ يوم للرّاحة لتشعرَ بقلقٍ أكبر عندَ العودةِ. أحياناً، الطّريقةُ الوحيدةُ للخروجِ من مشكلةٍ هي مواجهتها.
رُبّما يُمكنكَ العمل على معالجةِ مصدرِ التّوترِ، وفي الوقتِ نفسه الانصراف أبكر بساعاتٍ قليلةٍ للعنايةِ بنفسك. إذا لم يكن ذلك ممكناً، حاول أن تأخذَ فتراتِ استراحةٍ متفرّقةٍ طوالَ اليومِ. تجوّل داخل المكتبِ، خصّص بضعَ دقائقٍ للتّأمّلِ على مكتبكَ، أو حتّى استمتع ببضعِ دقائقٍ من الاستراحةِ داخل سيّارتك.
شاهد أيضاً: في يوم الصحة النفسية العالمي: التوازن بين العمل والحياة ضروري للأعمال
خطط مُقدّماً
إذا كانَ ذلك مُمكناً، خطّط بحيثُ تتمكّنُ من أخذِ وقتٍ للرّاحةِ دون أن يُقاطعكَ أحدٌ من العملِ. بالإضافةِ إلى ذلكِ، يُمكنكَ ترتيبُ أعمالكَ وتجهيزها مسبقاً. إذ يمنحكَ التّخطيطُ المُسبقُ نوعاً من الرّاحةِ النّفسيّةِ، لأنّك لن تشعرَ بالضّغطِ الإضافيّ للأعمالِ الّتي قد تكون تأخّرتَ فيها. كما يُمكنكَ التّخطيطُ لكيفيّةِ قضاءِ يومكَ.
ومع ذلك، قد يكونُ هناك أحياناً حاجةٌ ليومٍ للصّحّةِ النّفسيّةِ، حتّى لو لم تكن قد خطّطتَ له. وإذا كان هذا هو الحالُ، خذ اليوم واحتفظ بالأفكارِ الّتي لديكَ للمرّة القادمةِ الّتي قد تحتاجُ فيها للرّاحة.
تماماً كما قد تُخطّطُ وتقارنُ لشيءٍ ما في ميزانيتكَ (على سبيل المثال، شخص يبحثُ عن أفضلِ أسعارِ التّأمينِ على السّياراتِ في فيلادلفيا)، من المفيدِ أن تجدَ ما ينطبقُ عليكَ، وما هو الأكثر فعاليّةً لصّحتّكَ النّفسيّةِ.
أعد النظر في تصوراتك
أحد أنماط التّفكيرِ السّلبيّة الّتي يُعاني منها الكثيرون عندَ أخذِ يومٍ للصّحّةِ النّفسيّةِ هو الشّعور بالذّنبِ لأخذِ يوم عطلةٍ، رغم عدم معاناتهم من مرضٍ جسديّ أو مرئيّ. تغييرُ هذا النّمط من التّفكيرِ والطّريقة الّتي تنظرُ بها إلى كيفيّة قضاء يومك، يُمكن أن يُساعدَ في جعلِ اليوم مريحاً. على سبيل المثال، إذا كُنتَ قد خطّطت للقيامِ بخمسة أشياءٍ في يُومك للصّحّة النّفسيّة، ولكنّك لم تتمّ إلّا اثنين منها فقط، فهذا أمرٌ لا بأسَ فيه.
الهدفُ هو ألّا تتوتّرَ وخذ استراحةٍ، حتّى ولو لم تفعل شيئاً مميّزاً هذا اليوم، فلا مشكلةَ في ذلك. هذا اليوم هو لك؛ كن لطيفاً مع نفسك.
افعل ما يناسبك
هناكُ العديدُ من الطّرق الّتي يُمكنكَ من خلالها الاستفادة القصوى من يومكَ. بالنّسبة لبعضِ الأشخاصِ، قد يعني ذلكَ الذّهابَ في رحلةٍ طويلةٍ أو الجلوس في الطّبيعة لفترةٍ لتفريغِ العقلِ من ضجيجه. بالنّسبة للآخرين، قد يكون إتمامُ قائمةِ المهامّ الشّخصيّة أو الرّسم والتّلوين شيئاً مُرضياً للغايةِ.
وحدكَ تعرفُ ما سيجعلكَ تشعرُ بتحسّنٍ. وبما أنّك تأخذُ استراحةً من العملِ، حاول تجنّب الشّاشاتِ. يُمكن تأجيلُ وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، ومشاهدةِ البرامجِ المُتتاليةِ في يومٍ آخر. وإذا كان بإمكانكَ الانفصال التّامّ عن الشّاشات، فافعل ذلكَ.
إذا استطعتَ، زِر صديقاً أو اتّصل به بدلاً من ذلكَ. قد تُفكّر حتّى في التّخطيطِ ليومكَ مع شريكِ حياتكَ أو عضوٍ من أسرتكَ. ويمكن لهذا أن يكون مفيداً، خصوصاً إذا كان العملُ قد تسبّبَ بمشاكلٍ في العلاقاتِ.
تذكّر، يوم الصّحة النّفسية ليس حلاً كافياً
غالباً ما يحتاجُ الأمر لأكثر من يومٍ واحدٍ للصّحّة النّفسيّة لإعادة شحنِ طاقتكَ بالكاملِ. ومن الأفضل أن تواصلَ ممارسةَ العنايةِ بالنّفسِ بحيثُ تصبحُ روتيناً. كن مُبادراً بدلاً من ردّ الفعلِ تجاه صحّتكَ.
في نهايةِ اليومِ، من المُهمّ أن تكونَ فعلتَ أشياء تجعلكَ تشعرُ بالرّاحةِ، وممارسة العنايةِ بالنّفس بانتظامٍ قد تكونُ أكثر جدوى. إذ إنّ منحَ نفسكَ استراحةً نفسيّةً من العملِ يُمكن أن يساعدكَ في استقبالِ المهامّ القادمةِ بعيونٍ جديدةٍ وأفكارٍ مُبتكرةٍ.