التّسويق لجيل ألفا: ما يجب أن تعرفه الشّركات
سيصبح جيل ألفا، المولود بعد 2010، المستهلك الرئيسي قريباً. فكيف يمكن لشركتك فهم ميولهم الرقمية وجذب انتباههم بفعالية؟
تتغيّر الأجيال، وتظهر فئاتٌ جديدةٌ تستحقّ التركيزَ عليها في عملية التسويق. يعَدّ جيل "ألفا" (Gen-Alpha)، المولود بعد عام 2010، الجيلَ الذي سيصبح المستهلكَ الرّئيس في المستقبل القريب. ومع تقدّمهم في السّن، تزداد أهمّية فهم ميولهم وسلوكهم الرقميّ، لتمكين العلامات التجاريّة من جذب انتباههم بفعالية. في هذا المقال، نستعرض ما ينبغي على الشركات أخذه بعين الاعتبار عندَ التسويق لجيل ألفا، كما نوقشَ في مهرجان الابتكار الذي نظّمته "فاست كومباني" (Fast Company) في نيويورك.
سمات جيل ألفا
ولدَ جيل ألفا في عالمٍ تهيمن عليه التكنولوجيا ووسائل التّواصل الاجتماعيّ، حيث أصبحَ الإنترنت جزءاً لا يتجزّأ من حياتهم اليوميّة. تختلف هذه الفئة السكانية بشكلٍ كبيرٍ عن الجيل الذي سبقها، إذ يتجاوز تفاعلهم مع العالم الافتراضيّ حدودَ اللعب والتواصل، ليصلَ إلى التفاعل المباشر مع العلامات التجاريّة ومنتجاتها.
منذ ولادتهم، تعاملَ هؤلاء الأطفال مع الأجهزة اللوحية مثل "آيباد"، ما جعلَهم يكتسبونَ مهارات التّعامل مع الخوارزميات والذّكاء الاصطناعيّ بسهولة. وفقاً لـ"براين بوردانيك"، مؤسّس "ستارفيس" (Starface)، يتعامل جيل ألفا مع الإنترنت كجزءٍ لا يتجزّأ من حياتهم، سواءً من خلال الألعاب الافتراضية أو الفيديوهات القصيرة على منصّاتٍ مثل "تيك توك" و"يوتيوب".
دور التكنولوجيا في حياتهم
نشأَ الجيل "زد" السابق، وهو يتعلّم كيفيةَ استخدام التكنولوجيا، بينما ولدَ جيل ألفا في عصر التكنولوجيا المتقدّمة. يطلَق على جيل ألفا لقب "أطفال الآيباد" بسبب انتشار استخدامهم للأجهزة اللوحية منذ الصغر. يقضي أفراد هذا الجيل وقتاً كبيراً في ألعابٍ مثل "روبلكس" و"فورتنايت"، حيث تتفاعل العلامات التجاريّة معهم من خلال إعلاناتٍ مخصّصةٍ وابتكار تجاربَ تفاعليّةٍ داخلَ هذه الألعاب.
توضّح "فيونا سيموندز"، مؤسّسة شركة "بينكي" (Pinkie)، أنَّ استخدامَ "تيك توك" يعَدّ أداةً فعّالةً للتفاعل مع جيل ألفا، حيث يتمّ نشر محتوىً يشجّع على التّعليقات والمشاركة بهدف تعزيز انتشار العلامة التّجاريّة عبرَ الإنترنت. وتتّفق اللجنة على أنَّ هذه العادةَ في التّفاعل عبرَ الإنترنت ستنمو مع تقدّم هذا الجيل في العمر.
شاهد أيضاً: 4 اتجاهات تسويق يجب معرفتها في عام 2024
الوعي الاجتماعيّ لجيل ألفا
نظراً لأنَّ جيلَ ألفا يقضي الكثيرَ من وقته على الإنترنت، فإنَّه يتعرّض باستمرارٍ للقضايا الاجتماعيّة، ويصبح مدركاً لها بشكلٍ كبير. وعلى عكس الأجيال السّابقة، يركّز هذا الجيل على المظهر والشخصيّة الرقمية، ممّا يؤدّي إلى ازدهار صناعاتٍ مثل مستحضرات التجميل والموضة عبرَ الإنترنت. وفقاً لـ"جو فيرينتش"، مؤسّس شركة الألعاب "جيمفام" (Gamefam)، يسعى جيل ألفا للتميّز في مظهره عبرَ الإنترنت كما يفعل في الواقع، سواءً من خلال الرقصات المشهورة على "تيك توك" أو اقتناء منتجات التّجميل الرائجة.
ويمتدّ هذا الوعي الاجتماعيّ أيضاً إلى القضايا المجتمعيّة والبيئيّة. وكحال الجيل "زد"، يهتمّ جيل ألفا بالتنوّع والتمثيل الثقافيّ. وقد أشارَ "ماثيو تراوب"، المدير التنفيذيّ في شركة العلاقات العامة "دي كيه سي" (DKC)، إلى أنَّ لدى العلامات التجاريّةَ التي تعزّز هذه القيمَ في حملاتها التسويقيّة فرصةٌ كبيرةٌ لكسب ولاء هذا الجيل.
عادات الشراء لجيل ألفا
أفراد جيل ألفا أذكياء فيما يتعلّق بالشراء وإنفاق الأموال، على الرغم من صغر سنّهم. يعيشونَ في عالمٍ رقميٍّ يستخدمونَ فيه تطبيقاتٍ مثل "فينمو" (Venmo) و"آبل باي" (Apple Pay) في المعاملات الماليّة، وقد يتداخل مفهوم المال الافتراضيّ مع المال الحقيقيّ في أذهانهم، خاصّةً عندَ الإنفاق على المنتجات داخلَ ألعاب الفيديو مثل "روبلكس".
أوضحت "فيونا سيموندز" أنَّ هذا التّداخلَ دفعَ شركتَها إلى تطوير استراتيجيّاتٍ تسويقيّةٍ موجَّهةٍ لهذا الجيل. على "تيك توك"، تركّز العلامة التّجاريّة على المحتوى السّاخر والجذّاب الذي يلقى صدىً لدى الأطفال، بينما تستخدم محتوىً أكثرَ نضجاً على "إنستغرام" لتوجيه الرسائل إلى الآباء، الذينَ عادةً ما يكونونَ المسؤولينَ عن عملية الشراء الفعليّة.
يتميّز جيل ألفا بالارتباط العميق بالتكنولوجيا والوعي بالقضايا الاجتماعيّة. ورغمَ أنَّ هذه الفئةَ لا تزال في بداية حياتها الاقتصادية، إلّا أنَّ تأثيرَها المستقبليَّ سيكون كبيراً على عالم الأعمال. لذا، على العلامات التجاريّة التي ترغب في النجاح في جذب هذا الجيل، أن تركّزَ على فهم تفضيلاتهم الرّقمية وتقديم محتوىً يتوافق مع قيمهم وميولهم.