كيف تشرح سبب تركك عملك السابق في مقابلات العمل؟
طريقةُ إجابتِك على هذا السّؤال في مقابلة العمل قد تلعب دوراً محوريّاّ في قبولك أو استبعادك من الوظيفة، حتّى وإن كنت تتمتّع بجميع المهارات اللازمة لها
في الفترات التي يكونُ فيها الاقتصادُ جيداً، نرى زيادةً في عددِ الأشخاصِ الذين يقرّرون "تركَ هذه الوظيفةِ والابتعاد". تكونُ ثقةُ الباحثينَ عن عملٍ مرتفعةً، بالرّغمِ من أنَّ الحصولَ على وظيفةٍ في هذه الظّروفِ يكونُ أصعب منه في غيرها. ورغمَ أنَّ الابتعادَ عن رئيسٍ سامٍّ أو زملاءٍ سيئينَ يشعرنا بالراحةِ في البداية، إلا أنك في النهايةِ ستواجهُ السؤالَ الكبيرَ: "لماذا تركتَ وظيفتَك الأخيرةَ؟"
هناكَ ثلاثةُ جوانبَ لقصةِ الاستقالةِ: جانبُك، جانبُهم، والحقيقةُ
في بدايةِ مسيرتي في المواردِ البشريةِ، تعلّمتُ دائماً أن أبحثَ بعمقٍ عندما يستقيلُ شخصٌ، دونَ أن يكونَ لديهِ وظيفةٌ جديدةٌ. ما الذي كانَ سيئاً جداً لدرجةِ أنَّهُ قرّر التّخليَ عن الدّخلِ أو المرجعِ؟ تاريخياً، كانت هناكَ أسبابٌ قليلةٌ فقط:
- علموا أنَّهم على وشكِ الطّردِ، فاستقالوا لتجنّبِ الإحراجِ.
- تمَّ طردُهم بالفعلِ، وكذبوا بشأنِ ذلك.
- لم يتمكّنوا من تحملِ سُمِّيَّةِ مكانِ العملِ يوماً آخرَ، وشعروا أنَّ ذلك كانَ يؤثّرُ بشدةٍ على صحّتِهم، ممّا جعلَ الاستقالةَ الخيارَ الوحيدَ.
قد تعتقدُ أنَّ السببَ الثالثَ سهلُ التفسيرِ، لأنَّ صاحبَ العملِ الجيّدِ سيحترمُ قرارَكَ بوضعِ صحّتِكَ أولاً، أليسَ كذلكَ؟ حسناً، الأمرُ ليسَ بهذهِ البساطةِ. المشكلةُ تكمنُ في تعريفِكَ لمكانِ العملِ "السّام". ما هو غيرُ محتملٍ للبعضِ يكونُ مقبولاً للآخرينَ. الشخصُ الذي يجري المقابلةَ يحاولُ أن يعرفَ ما إذا كانتِ الاستقالةُ مبررةً حقاً أم أنَّكَ موظفٌ متطلّبٌ، ممّا يجعلكَ جزءاً من المشكلةِ. لذلكَ، يجبُ أن تكونَ مستعداً بشكلٍ جيّّدٍ لمناقشةِ سببِ استقالتِكَ.
إذا لم تتحمّلِ المسؤوليةَ عما حدثَ، فأنتَ في خطر
عندَ شرحِ سببِ تركِكَ وظيفةً سامةً، من الضروريِّ أن تتحملَ جزءاً من المسؤوليةِ عمّا حدثَ. قد لا تكونُ خلقتَ المشكلةَ، ولكنّكَ سمحتَ لها بأنْ تصلَ إلى مستوىً جعلَ الاستقالةَ حلاً وحيداً. لا يرغبُ أصحابُ العملِ في توظيفِ أشخاصٍ يستقيلونَ فجأةً. عندَ النّظرِ إلى الوراءِ، يجبُ عليكَ تحديدُ الأماكنِ التي كانَ يجبُ أن تتّخذَ فيها إجراءاتٍ مختلفةٍ حتّى لا تصلَ الأمورُ إلى هذا السّوءِ. إذا لم تستطعْ إثباتَ أنَّكَ تعلمتَ ونضجتَ من هذهِ التجربةِ السلبيةِ، كيف يمكنُ لصاحبِ العملِ الجديدِ أن يثقَ بأنكَ لن تجعلَ الأمرَ يتكررُ؟ مثالٌ على ذلكَ:
"كانَ قرارُ الاستقالةِ صعباً جداً، ولم أتّخذْهُ باستخفافٍ. فكّرتُ كثيراً فيما حدثَ وأندمُ على عدمِ إدراكي عدم التوافق في وقتٍ مبكّرٍ. كانت هناكَ علاماتٌ تحذيريّة، ومثالٌ على هذا عندما (ضعْ مثالاً هنا)، لكنني لم أشعرْ برغبةٍ في البحثِ عن عملٍ، وأملتُ فقط أنْ تتحسّنَ الأمورُ. أتحمّلُ هذا الخطأَ الآنَ. أفهمُ أنّني لم أكنْ سأنفعهم أو أنفع نفسي بالبقاءِ. الخبرُ الجيّدُ هو أنّني تعلّمتُ الكثيرَ عن نوعِ البيئةِ التي أعملُ فيها بشكلٍ أفضلَ. (ضعْ أمثلةً هنا). لهذا السّببِ أنا متحمّسٌ جداً لهذهِ الفرصةِ. أفتقدُ العملَ وأريدُ أن أنسى الأمر برمّته. الأهمُّ من ذلكَ، أريدُ أن أتمكنَ من إبهارِ صاحبِ العملِ الجديدِ والإثباتِ له ولي أنَّ التّوافقَ الصّحيحَ يحدثُ فرقاً كبيراً".
قد يختلف تفسيرك عن هذا، لكن يجبُ أن يتّبع ذات الخطوات؛ التّقييمُ الموضوعيُّ للوضعِ ومناقشةُ ما تعلّمتَهُ تثبتُ أنَّك لا تحبّ النحيب والشّكوى ولا توجيه أصابع اللّوم إلى الآخرين.
ملاحظة: توقَّعْ أن تكونَ عمليّةُ المقابلةِ أكثرَ شمولاً أيضاً
إلى جانبِ الحاجةِ إلى شرحِ سببِ استقالتِكَ، يجبُ أن تتوقعَ أن يرغبَ المحاورونَ في البحث بشكلٍ أعمقَ مع بعضِ الأسئلةِ السّلوكيةِ الإضافيةِ. يعرفونَ أنَّ لديك على الأرجحِ إجابةٌ جاهزة مسبقاً عن سببِ استقالتِكَ، لذا تُستخدمُ الأسئلةُ الإضافيةُ لتحديدِ ما إذا كنتَ صادقاً. معرفةُ كيفيةِ الردِّ بفعاليةٍ على الأسئلةِ السّلوكيةِ هي مهارةٌ مهمّةٌ للباحثينَ عن عملٍ اليومَ. إذا كنتَ تريدُ أنْ تضعَ وظيفةً سامةً خلفكَ، كنْ مستعداً لتسويقِ نفسكَ بشكلٍ صحيحٍ.