الرئيسية الريادة كيف تصبح موظفاً لا يمكن الاستغناء عنه في عالم العمل الحديث؟

كيف تصبح موظفاً لا يمكن الاستغناء عنه في عالم العمل الحديث؟

الخطوات الأساسية لتصبح موظفاً صعب الاستبدال، وفقاً لسيث جودين وما أورده في كتابه "?Linchpin: Are You Indispensable"

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

مع تصاعد موجة التّسريحات التي نسمع عنها يومياً من كبرى الشركات، والذكاء الاصطناعي الذي يحلّ محلّ البشر بسرعةٍ مخيفة، كيف يمكنك أن تضمن أنّك ستبقى جزءاً أساسياً من فريق عملك؟ كيف تتحوّل من موظفٍ عاديٍّ إلى موظّفٍ لا يمكن الاستغناء عنه؟ في كتابه "Linchpin: Are You Indispensable?"، يقدّم سيث جودين خارطة طريقٍ لتحقيق هذا الهدف. دعونا نستعرض الخطوات الأساسيّة التي يمكن أن تساعدك في أن تصبح محوريّاً في مكان عملك.

تبنّي عقلية الإبداع

يؤكّدُ جودين أنَّ الإبداعَ ليسَ حكراً على الفنانينَ والكتابِ فقط. وأنّه يمكنُ للإبداعِ أن يكونَ الفارقَ الرئيسيَّ بين الموظفِ العاديِّ والمحوريِّ في كلِّ مهنةٍ. فيمكنُ أن يكونَ الإبداعُ في كيفيةِ حلِّ المشكلاتِ، أو في تقديمِ أفكارٍ جديدةٍ، أو في تحسينِ العمليّاتِ اليوميّةِ. الفكرةُ هي أن تنظرَ إلى عملكَ من زاويةٍ جديدةٍ، وتبحثَ عن طرقٍ لتحسينهِ. لتكونَ موظّفاً لا يمكنُ الاستغناءُ عنه، يجبُ أن تتبنّى عقليةَ الابتكارِ، أن تفكّرَ خارجَ الصندوقِ، وتبحثَ دائماً عن طرقٍ جديدةٍ لإنجازِ المهامِّ.

يقولُ جودين: "الشيءُ الحاسمُ في إثارةِ اهتمامِ الآخرينَ هو الفكرةُ نفسهاُ؛ يجبُ أن تكونَ فريدةً وغريبةً بما يكفي لتتميّزَ". هذهِ الكلماتُ تذكّرُنا بأهميةِ التّفكيرِ الإبداعيِّ والخروجِ عن المألوفِ لجذبِ الانتباهِ وتحقيقِ النّجاحِ.

القدرة على التكيّف والتّعلم المستمر

العالمُ يتغيّرُ بسرعةٍ، والتّكنولوجيا تعيدُ تشكيلَ أسواقِ العملِ باستمرارٍ. لذا، يجبُ أن تكونَ مرناً وقادراً على التكيّفِ مع هذهِ التّغييراتِ بسرعةٍ. المرونةُ ليست كافيةً، بل يجبُ أن تواكبَ هذهِ التغييراتِ بالتّعلمِ المستمرِّ. لا تعتمدْ على مهاراتكَ الحاليةِ فقط، بل اسعَ لتعلّمِ مهاراتٍ جديدةٍ وتوسيعِ معرفتِك. تعلّمْ من الدّوراتِ التّدريبية، القراءة، أو حتّى من زملائكَ في العمل. الموظّفُ الذي يلتزمُ بالتّعلمِ المستمرِّ يصبحُ أكثرَ قدرةً على مواجهةِ التّحدياتِ والتكّيفِ مع المتغيّرات.

في كتابهِ، يشدّدُ جودين على أهميةِ التّعلّمِ المستمرِّ قائلاً: "التّعلّمُ المستمرُّ هو السّمةُ الأساسيّةُ للموظّفِ المحوريِّ. لا تعتمدْ على مهاراتِك الحاليةِ فقط، بل اسعَ دائماً لتعلّمِ مهاراتٍ جديدةٍ ولتوسيعِ معرفتك".

بناء علاقات قوية

التّواصلُ الفعّالُ هو أساسُ النّجاحِ في أيِّ بيئةِ عملٍ. تأكّدْ من أنّكَ تتواصلُ بشكلٍ جيدٍ مع زملائكَ ومدرائك، وتسعى لفهمِ احتياجاتهم، وأن تكونَ دائماً مستعدّاً للمساعدةِ. بناءُ شبكةِ علاقاتٍ قويةٍ داخلَ وخارجَ مكانِ العملِ يعزّزُ من قيمتكَ كموظّفٍ. شاركْ في المناسباتِ والفعالياتِ المهنيّة، وابحثْ عن طرقٍ للتّواصلِ مع المحترفينَ الآخرينَ في مجالك. العلاقاتُ القويّةُ تبني الثّقةَ والاحترامَ المتبادلين، ممّا يجعلكَ شخصاً يعتمدُ عليهِ الجميع.

بناءُ شبكةِ علاقاتٍ قويّةٍ ليسَ فقط لتبادلِ المعلومات، بل لتوفيرِ الدّعمِ والإلهامِ والفرصِ الجديدة. كما يقولُ جودين: "نحنُ بحاجةٍ إلى فنانينَ لديهمْ عبقريةٌ لإيجادِ إجاباتٍ جديدة، وطرقٍ جديدةٍ لإنجازِ الأمور".

إظهار الالتزام والشغف

التّفاني والشّغفُ في العملِ هما من الصفاتِ الّتي تميّزُ الموظّفَ الذي لا يمكنُ الاستغناءُ عنه. عندما تُظهر شغفكَ بما تقومُ به، فإنّ ذلكَ يعكسُ جديّتكَ والتزامك. كنْ دائماً مستعدّاً لتقديمِ أفضلِ ما لديكَ، ولا ترضَ بالمستوى المتوسّطِ من الأداءِ. السّعيُ للكمالِ والتفوّقِ يجعلانكَ تبرزُ بين زملائكَ، ويجعلكَ الشخصَ الذي يُعتمدُ عليهِ في الأوقاتِ الصعبةِ.

جودين يشيرُ إلى أنَّ الالتزامَ والشغفَ هما مفتاحُ النجاحِ: "الشّغفُ يعكسُ جديّتكَ والتزامكَ. الموظّفُ المتفاني هو الشّخصُ الذي يبذلُ قصارى جهدِه لتحقيقِ أهدافِ الشّركةِ، ويتحمّلُ المسؤوليةَ عن نتائجِ عملِه".

تقديم الهدايا وبناء ثقافة العطاء

يشيرُ جودين إلى أنَّ الموظفَ المحوريَّ هو الشخصُ الذي يقدّمُ الهدايا، ولا نعني هنا الهدايا الماديّةَ، بل الهدايا المعنويّةَ مثل المعرفةِ، الوقتِ، والاهتمامِ. ثقافةُ العطاءِ تخلقُ بيئةَ عملٍ إيجابيةٍ، وتعززُ العلاقاتِ بين الزملاءِ. كنْ مستعداً لمشاركةِ معرفتكَ وخبراتِك مع الآخرينَ، ولا تحتفظْ بالمعلوماتِ لنفسكَ. هذهِ المشاركةُ تبني جسورَ الثقةِ والاحترامِ، وتجعلُ منك عنصراً لا غنى عنه في الفريقِ.

الثقافةُ التي يشددُ عليها جودين هي ثقافةُ العطاءِ والمشاركةِ: "كنْ مستعدّاً لمشاركةِ معرفتكَ وخبراتِك مع الآخرينَ. هذهِ المشاركةُ تبنّي جسورَ الثقةِ والاحترامِ، وتجعلُ منك عنصراً لا غنى عنه في الفريق".

امتلاك مهارات استثنائية

لكي تكونَ موظفاً لا يمكنُ الاستغناءُ عنه، يجبُ أن تكونَ لديكَ مجموعةٌ من المهاراتِ التي تميزكَ عن الآخرينَ. حددْ المهاراتِ الأكثرَ طلباً في مجالكَ واعملْ على تطويرِها. لا تكتفِ بالمهاراتِ الأساسيةِ، بل حاولْ دائماً تقديمَ شيءٍ جديدٍ. ابحثْ عن الطرقِ التي يمكنكَ من خلالها تحسينُ العملياتِ أو تقديمُ حلولٍ مبتكرةٍ للمشكلاتِ. الابتكارُ في العملِ يظهرُ أنكَ تفكرُ بشكلٍ استراتيجيٍّ، وتسعى لتحسينِ الأداءِ العامِّ للشركةِ.

جودين يوضحُ أهميةَ تطويرِ المهاراتِ قائلاً: "حددْ المهاراتِ الأكثرَ طلباً في مجالكَ واعملْ على تطويرِها. الابتكارُ في العملِ يظهرُ أنّكَ تفكرُ بشكلٍ استراتيجيٍّ، وتسعى لتحسينِ الأداءِ العامِّ للشّركة".

مواجهة المخاوف والمقاومة

الخوفُ هو العائقُ الأكبرُ أمامَ الإبداعِ والتفوّقِ. تعلّمْ كيف تتعاملُ مع مخاوفكَ وتجاوزها لتتمكّنَ من التّقدمِ في مسيرتِك المهنيةِ. عند محاولةِ تقديمِ أفكارٍ جديدةٍ أو تغييرِ العمليّاتِ، قد تواجهُ مقاومةً من الآخرينَ. كنْ مستعداً لهذهِ المقاومةِ وتعاملْ معها بحكمةٍ. كنْ مثابراً وواضحاً في رؤيتكَ، واستمرَّ في دفعِ أفكاركَ إلى الأمامِ حتّى في وجهِ العقباتِ.

يشيرُ جودين إلى أهميّةِ مواجهةِ المخاوفِ قائلاً: "الخوفُ هو العائقُ الأكبرُ أمامَ الإبداعِ والتفوّق. تعلّمْ كيف تتعاملُ مع مخاوفكَ وتجاوزها لتتمكّنَ من التّقدّمِ في مسيرتِك المهنيّةِ".

أنْ تصبحَ موظفاً لا يمكنُ الاستغناءُ عنه يتطلّبُ منك العملَ الجادَّ والتّفاني والإبداعَ. يجبُ أن تكونَ مرناً، مستعدّاً للتّعلّمِ المستمرِّ، وتبنّي عقليةَ الابتكارِ. بناءُ علاقاتٍ قويةٍ، إظهارُ الالتزامِ والشّغفِ، وتقديمُ الهدايا المعنويّةِ يمكنُ أن يجعلكَ عنصراً لا غنى عنه في فريقِ العملِ. تذكّرْ أنْ تتغلّبَ على مخاوفكَ، وتواجهَ المقاومةَ بحكمةٍ، وستجدُ نفسكَ تصبحُ موظفاً لا يمكنُ الاستغناءُ عنه، تسهمُ بشكلٍ كبيرٍ في نجاحِ شركتِك، وتحقّقُ إمكاناتِك الكاملةِ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: