كيف تكتشف إن كان زميلك أو رئيسك شخصيّةً سامّةً؟ إليك 5 دلائلٍ حاسمةٍ
التّعرف على الشّخص السّام في العمل أمرٌ بالغ الأهميّة كي تحافظ على مكان عملٍ صحيٍّ
بقلم مارسيل شوانتيس Marcel Schwantes، محرر مساهم في Inc. ومؤسس Leadership from the Core
في حياتِنا الشّخصيّةِ والمهنيَّةِ، نتفاعلُ مع مجموعةٍ واسعةٍ من الأشخاصِ في شبكاتِ تواصلنا، ومع ذلكَ، يصبحُ من المهمّ مع مرورِ الوقتِ أن نقيِّمَ ما إذا كانَ استثمارُ المزيدِ من الوقتِ في بعضِ الأفرادِ مفيداً. وهذا يعدُّ صحيحاً بشكلٍ خاصٍّ فيما يتعلقُ بزملائِنا في العملِ، والأشخاصِ الذين نقضي معهمُ جزءاً كبيراً من ساعاتِ اليقظةِ في يومنا، لماذا؟ لأنَّهم قد يكونونَ سامّينَ ولهم تأثيرُ سلبيُّ حقيقيُّ عليكَ.
التَّعرُّفُ على شخصٍ سامٍّ في العملِ أمرٌ حاسمٌ للحفاظِ على بيئةِ عملٍ صحيَّةٍ، فيما يأتي بعضُ العلاماتِ التي يجبُ مراقبتُها:
السلبية المستمرة
الأفرادُ السّامّونَ غالباً ما يكونُ لديهُم سحابةٌ داكنةٌ دائمةٌ تحومُ حولَهم، تخيّلْ أنَّك تناقشُ مشروعاً جديداً، تراهمُ يركزونَ فوراً على جميعِ المشاكلِ المحتملةِ دونَ الاعترافِ بأيّة فرصٍ، إذا كانَ شخصٌ ما سلبيّاً باستمرار، يشكو دونَ تقديمِ حلٍّ، ويرى المشاكلَ في كلِّ شيءٍ، فإنَّ في ذلكَ علامةُ حمراءَ كبيرةُ.
نصيحة عملية: حافظْ على تصرّفٍ احترافيٍّ، وتجنَّبْ تشجيعَ السُّلوكِ غيرِ المناسبِ، إذا لزمَ الأمرُ اعتذرْ بلطفٍ عن الحديثِ، وتواصل مع إدارةِ المواردِ البشريَّةِ أو مديركَ.
شاهد أيضاً: كيفَ تُعلِّم فريقك، بأساليب مُبتكرة، أن يكون لديهم وعيٌ أمنيٌّ؟
السلوك الذي يقوّض عملك
لنفترضْ أنَّك تشاركُ فكرةً مبتكرةً مع الفريقِ، لتكتشفَ أنَّ زميلكَ يقدمُها كفكرتِه الخاصَّة خلالَ الاجتماعِ، فهذهِ حركةٌ سامّةٌ كلاسيكيَّةٌ، يمكنُ أن يقومَ هؤلاءِ الزملاءِ بتقويضِ زملاءِ العملِ عن طريقِ نشرِ الشّائعاتِ أو نسبِ الفضلِ لأنفسِهم في أعمالِ أشخاصٍ آخرين، كما يجبُ مراقبةُ الذينَ لا يحتفلونَ بنجاحاتِ الآخرينَ.
نصيحة عملية: لمعالجةِ المشكلةِ مع زميلِ العملِ، حاول فهمَ سببِ تصرّفهِ بهذهِ الطّريقةِ، قد يكونُ غيوراً، أو منافساً، أو يعرضُ حالةَ عدم الأمانِ لديهِ؛ فمن خلالِ فهمِ دوافعهمِ، يمكنكَ التَّعاملُ معهم بشكلٍ أكثرَ فعاليَّةٍ وبناءِ علاقةٍ مهنيَّةٍ أقوى.
عدم تحمل المسؤولية
يفتقرُ الأشخاصُ السَّامّونَ إلى الوعي بأنفسِهم، فهم لا يمارسونَ المسؤوليَّة، ولا يعترفونَ بـ "مشاكلهم" عندما تكونُ "مشاكلهم" هي السّببُ، هل تذكرُ المثلَ القديمَ، "لكلِّ إصبعٍ تشيرُ بهِ، هناكَ ثلاثةُ أصابعَ تشيرُ إليكَ"؟ كما أنَّ الأشخاصَ السّامّين انتقاديونَ، ولا يمكنهمُ الاعترافُ بأخطائِهم، ويحمِّلون زملاءَهم (أو المرؤوسين، إذا كانوا مدراء) مسؤوليّةَ أيِّ شيءٍ يحدثُ خطأً، حتَّى لو لم يكنْ ذلكَ مبنيّاً على الواقعِ، إنَّهم ببساطةٍ لا يتحملّونَ مسؤوليَّةَ أفعالِهم.
نصيحةٌ عمليّة: لاحظْ كيفَ يتفاعلونَ عندما تسيرُ الأمورُ بشكلٍ سيئٍ هل يعترفونَ بالجزءِ الخاصِّ بهم أم يبدؤونَ بتوجيهِ الأصابعِ لغيرهم؟
شاهد أيضاً: 6 خطوات لزرع ثقافة التوقعات الصريحة والمسؤولية القوية في فريق عملك
الدراما المستمرة
يعيشُ الأفرادُ السامّونَ ويزدهرونَ على الدّراما، إذا كان شخصٌ ما متورّطاً باستمرارٍ في نزاعاتٍ أو شائعاتٍ أو يخلقُ ضغطاً غير ضروريٍّ على الآخرينَ، فقد يكونُ مصدراً للسمّيةِ، تخيلْ زميلاً يحولُ كل خلافٍ طفيفٍ إلى مسلسلٍ دراميٍّ كاملٍ، ممّا يجعلُ التّعاونَ تحديَّاً صعباً، هذه دراما بالنّسبةِ لكَ، وهي سامّةٌ.
نصيحةٌ عمليَّةٌ: ارسمْ حدوداً واضحةً واتفاقيّاتٍ ضمنَ الفريقِ حولَ ما هو مناسبٌ وما هو ليس مناسباً في كيفيّةِ التَّواصلِ والتَّعاونِ.
السيطرة المفرطة
قد يحاولُ الأفرادُ السّامّون السَّيطرةَ على الأوضاعِ والأشخاصِ من حولهمِ، إذا كانَ شخصٌ ما غيرَ مستعدٍّ للتفويضِ، أو يديرُ كلَّ شيءٍ بشكلٍ تفصيليٍّ، أو هو متسلطٌ بشكلٍ زائدٍ، فقد يجعلُهم ذلكَ سامّين، على سبيل المثالِ، تقترحُ نهجاً جديداً لمهمةٍ ما، فيقاومونَ، مصرّينَ على فعلِ الأمورِ بطريقتِهم، مما يكبحُ الإبداعَ والتَّعاونَ، هؤلاءُ هم الذينَ لديهمُ شغفٌ للسّيطرةِ على الآخرينَ.
نصيحةٌ عمليَّةٌ: إنَّ المهووسينَ بالسّيطرةِ يزدهرونَ في صراعاتِ السُّلطةِ، ومن الأفضلِ تجنُّبِ المشاركةِ في لعبتِهم ورسمِ حدودٍ واضحةٍ بدلاً من ذلكَ، تابعْ بتنفيذِ العواقبِ إذا استمرّوا في سلوكِهم.
تذكّرْ، هذهِ العلامات لا تعني دائماً أنَّ شخصاً ما لا يمكنُ إصلاحُه، فالنّاسُ يمكنُهم أن يتغيّروا، وأحياناً يمكنُ أنْ يؤدّي التّعاملُ المباشرُ مع المشكلةِ إلى تحوّلاتٍ إيجابيَّةٍ، ومع ذلكَ، فإنَّ التَّوعيةَ بالسّلوكِ السَّامِّ تساعدكَ في توجيهِ ديناميكياتِ مكانِ العملِ بشكلٍ أكثرَ فعاليَّةٍ.