كيف تغيَّر مشهد شركات اليونيكورن على مدى العقد الماضي؟
بيانٌ من شركة Cowboy Ventures يوضح سبب تزايد أعداد شركات التكنولوجيا "اليونيكورن" منذ عام 2013.
في جوانب كثيرةٍ، تميُّز العقد الأخير بظهور شركات التُّكنولوجيا المعروفة باليونيكورن "وحيدات القرن" وهيمنتها على القطَّاع التِّجاري، ومن بينها شركاتٌ تقدِّم خدماتٍ أو أمور ترفيهيَّة عبر التَّطبيقات، مثل: Uber، وAirbnb، وInstagram، التي أتت لتجسّد فكرة اليونيكورن الحديثة، وهو مصطلح ابتكرته المضاربة الماليَّة إيلين لي، التي كتبت في عام 2013 أنَّ حالة اليونيكورن تعتمد على تحقيق تقييمٍ خاصٍّ قدَّره مليار دولارٍ أو أكثر. [1]
وأصدرت شركة لي التي تدعى Cowboy Ventures تقريراً بيانيَّاً يوم الخميس يحلّل وضع ظاهرة اليونيكورن، ويستكشف سبب تزايد أعداد شركات اليونيكورن في الولايات المتِّحدة منذ عام 2013، وعلُّة كون الوضع الحالي يشير إلى احتمال تكرار ظاهرة اليونيكورن في السَّنوات القادمة.
شاهد أيضاً: تمارا أول شركة تقنية مالية سعودية ناشئة تصل لمرحلة اليونيكورن
تزامن نمو اليونيكورن مع زيادة التدفق النقدي إلى شركات رأس المال المغامر
تزامن ظهور اليونيكورن مع انفجارٍ في مشهد الرَّأس المال المغامر بشكلٍ عامٍ، فمنذ عام 2013 إلى عام 2023، تضاعفت الأموال المتدفِّقة إلى مجال رأس المال المغامر ثلاث مراتٍ مقارنةً بالعقد السَّابق، وخلال هذه الفترة، تدفَّق ما بلغ مقداره 580 مليار دولارٍ إلى الممولين، كما تشير شركة Cowboy، مستشهدةٌ بالبيانات من الجمعيَّة الوطنيَّة لرأس المال المغامر والاحتياطيّ الفيدراليّ.
كما دخل العديد من المبتدئين أيضاً إلى السَّاحة، وهم على استعدادٍ للإنفاق ببذخ على شركات اليونيكورن المرتقِّبة: "اكتسب المجال آلاف المستثمرين الجدد ممّن يحملون 'دفاتر شيكات' جديدةٍ ويفتقرون إلى الإرشاد أو الإشراف، نظراً إلى سرعة جريان الأمر"، وفقاً لـ لي ورئيسة الطَّاقم في Cowboy Ventures أليغرا سيمون.
لطالما كانت معدَّلات الفائدة منخفضةً خلال فترةٍ كبيرةٍ من العقد -وانخفضت بشكلٍ أكبر من عام 2010 حتى عام 2022- فكانت الظُّروف مثاليةً للمستثمرين المتقلِّبين لرمي الأموال حيث شاؤوا، إذ رأى النّاس المندفعون أنَّ أعداد شركات اليونيكورن في الولايات المتَّحدة ينمو 14 مرّة خلال العقد الماضي، من 49 إلى 352، وفقاً للدِّراسة، ومع تطوِّر التُّكنولوجيا، انتشرت شركات اليونيكورن في 19 مجالاً متطوراً تتبعته Cowboy، بما في ذلك تكنولوجيا المناخ، وبرمجيَّات SaaS العموديَّة، وبرمجيَّات إدارة الموارد البشريَّة، والذَّكاء الاصطناعيّ.
بينما كان العقد الذي يمتدُّ من عام 2013 إلى عام 2023 مكسباً بالفعل، فإنَّ المصادر تحثًّ على التَّحفُّظ، حيث أنَّ تحقيق حالة اليونيكورن ما زالت أمراً نادراً، وطوال العقد، "أقل من 1% من الشَّركات النَّاشئة التي دعمها رأس المال المغامر أصبحت شركات يونيكورن، ومن المرجَّح أن تبلغَ نسبة حصول مرشَّحٍ استثنائيٍّ على قبول في جامعة ستانفورد أو هارفارد أو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا 5 أضعاف مقارنةً بنسبة تأسيسه شركة يونيكورن"، حسبما أفادت المصادر.
شاهد أيضاً: تراجع تمويل رأس المال المغامر في المنطقة، بحسب تقرير MAGNiTT
شركات اليونيكورن تواجه تقليصاً لمدى انتشارها
في عام 2022، رفع الاحتياطيّ الفيدراليّ أسعار الفائدة، وهو ما وضع حدَّاً للارتفاع الذي نشأ نتيجة الجائحة، الذي شهد تسجيل رقمٍ قياسيٍّ في عدد شركات اليونيكورن الَّذين أُنشأت في عام 2021، حيث بلغ هذا العدد 321 شركة، كما صرّحت مجلة Inc بشكلٍ حصريٍّ، أنَّه إذا كانت مساحة رأس المال المغامر في تسارع في عام 2021، فإنَّها الآن تتباطأ إلى حدٍّ كبيرٍ، إذ ازداد انتشار جولات التَّمويل الاستثماريَّة الهبوطيَّة أكثر ممّا يرغب العديد من المؤسِّسين، حيث تواجه تقييمات كانت تحلِّق في السَّماء في وقتٍ سابقٍ واقعاً مؤلماً لتقلُّص الأموال في رأس المال المغامر.
ولن تكون شركات اليونيكورن الحاليَّة بمنأى عن الهبوط، وفقاً لتقرير Cowboy. وإجمالاً، تعدُّ 93% من شركات اليونيكورن الأمريكيَّة "papercorns"، وهذا يعني أنَّ قيمتها تتجاوز مليار دولار فقط على الورق، ويجب عليها في الوقت الرَّاهن أن تثبت، سواءً من خلال البيع أو خروج المؤسِّس، مقدار قيمتها الحقيقيَّة، وفي عام 2013، كانت نسبة هذا النَّوع من شركات اليونيكورن 36%.
علاوة على ذلك، فإن 60% من شركات اليونيكورن الحالية هي ما تصفها Cowboy بـ "ZIRPicorns"، وهو إشارةٌ إلى سياسات القروض بفائدةٍ قريبةٍ من الصِّفر من عام 2020 إلى 2022، إذ جرى تقييم هذه الشَّركات آخر مرَّةٍ بين يناير 2020 ومارس 2022، عندما كان عددٌ كبيرٌ منها في أوج نشاطه وأسعار الفائدة قريبة من الصِّفر"، كما ذكرت المصادر، وهذا يعني أنَّ هذه الشَّركات قد لا تنجح في جمع التَّمويل بنفس المقدار أو بأكبر منه، ولكن على الرَّغم من العوائق، لا تتوقَّع شركة Cowboy اندثاراً جماعيَّاً لهذه الشَّركات، "إذ رفعت العديد من شركات ZIRPicorns وpapercorns مقادير كافيةً من رأس المال، آخذين الوضع الجديد للنُّموِّ إلى أقصى تقييمٍ حصلوا عليه وما يفوقه."
في ظلِّ المناخ الحاليّ، لن تشجِّع الظُّروف على حصول موجةٍ عارمةٍ أخرى، فلم يمضِ وقتٌ طويلٌ على الطَّفرة التي حدثت عام 2021، وفقاً لما ذكرته المصادر: "ستلمس منظومة الاستثمار أثر هذه الدُّروس، وستستفيد منها في السَّنوات القادمة مع تصاعد موجة التَّسريح من العمل، وجولات الاستثمار الهبوطيَّة، وإغلاق الشَّركات، الذي سيطال أثره المؤسِّسون والموظَّفون والمستثمرون".
بالطَّبع، ليس الهدف هو مجرَّد السَّعي للحصول على تقييم، إذ كما قالت لي سابقاً لمجلة Inc: "الهدف هو بناء شركةٍ ذات قيمةٍ مستدامةٍ تسعد العملاء، وتكون مكاناً رائعاً للعمل، فالأمر لا يتعلَّق بالحصول على تقييماتٍ وحسب".
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.