3 أخطاء شائعة تُفسد تقدير الموظفين في بيئة العمل
لا شيء يُضعف الحماس أكثر من تقديرٍ شكليٍّ ومجاملاتٍ زائفةٍ، فاجعل احترام موظفيك أصيلاً وصادقاً ينبع من ممارساتٍ يوميّةٍ حقيقيّةٍ

هل تُقدّر موظفيك حقّاً؟ يجب أن تفعل ذلك. فبدونهم، لن يكون لديك عملٌ حقيقيٌّ. نعم، قد تعتقد أنّهم بحاجةٍ إلى وظيفتك، ولكن الحقيقة هي أنّك بحاجةٍ إليهم أكثر ممّا يحتاجون إليك. إن قمت بفصلهم اليوم، فسيجدون وظائف أخرى، ولكن إن استقالوا جميعاً، فسيواجه عملك خطر الانهيار. اليوم هو يوم تقدير الموظفين، ورغم أنّني عادةً ما اعترض على الأعياد المصطنعة، إلّا أنّني أؤمن بأهميّة التّقدير المستمرّ، وليس فقط في يومٍ واحدٍ.
لكن الحقيقة أنّ تقديم وجبة غداءٍ مجانيٍّ أو توزيع رمز تقديرٍ لن يكون كافياً، إلّا إذا كنت صاحب عملٍ جيّدٍ فعلاً. لذا، إن كنت تنوي الاحتفال بهذا اليوم –أو أيّ مناسبةٍ مشابهةٍ– فعليك تجنّب هذه الأخطاء:
1. عدم حصر التقدير في يوم واحد فقط
إذا كُنت تعامل موظفيك بشكلٍ سيّئٍ طول العام، ثمّ تأتي في 7 مارس لتقول لهم: "مرحباً، أقدّركم، إليكم شريحة بيتزا!"، فلن يترك ذلك التّأثير الّذي تأمله. وفي هذا السّياق توضّح جنيفر كووجل، رئيسة المكتب في شركة "أمبسايت" (Ampsight)، كيف تنفذ شركتها نهجاً مختلفاً: "نحن لا نحتفل بالضّرورة بهذا اليوم فقط، بل نقدّم على مدى العام هدايا عالية الجودة، مثل الحقائب والأكواب، كما نوفّر قمصان بولو وهوديز بشعارنا. بالإضافة إلى ذلك، نقدّم غداءً مجّانيّاً كلّ يوم جمعةٍ؛ لأنّ الجميع يحضرون إلى المكتب. لدينا أيضاً مجموعةٌ متنوّعةٌ من الوجبات الخفيفة والمشروبات المجانيّة طول اليوم، إلى جانب فعاليّاتٍ دوريّةٍ مثل ساعات السّعادة؛ الهدف هو جعل التّقدير مستمرّاً طول العام، وليس مجرّد يومٍ واحدٍ".
وهذا بالضّبط هو النّوع من السّلوك الّذي يشعر الموظفين بالتّقدير الحقيقيّ. وعلى النّقيض من ذلك، نجد بعض الشّركات الّتي لا تبذل جهداً حقيقيّاً، مثل تلك الّتي قرّرت منح كلّ موظّفٍ كيساً من فشّار الميكروويف! إذ كتب أحد الموظفين على "لينكدإن" (LinkedIn): "بصراحةٍ، كان من الأفضل ألّا يفعلوا شيئاً على الإطلاق، بدلاً من تقسيم صندوق فشارٍ بقيمة 5 دولاراتٍ على فريقٍ كاملٍ من البالغين".
2. إجبار الموظفين على المساهمة في تقدير أنفسهم
لا تحدث هذه المشكلة فقط في يوم تقدير الموظفين، بل تمتدّ أيضاً إلى حفلات الأعياد، فلا جدوى من احتفالٍ يُلزم الموظفين بتحمّل تكلفته بأنفسهم. اسأل نفسك: لماذا قد يرغب موظفوك في دفع المال لقضاء مزيدٍ من الوقت مع زملائهم في العمل؟
كما شارك أحد الموظفين، الّذي فضّل عدم ذكر اسمه، قصّةً عن يوم تقدير الموظفين في شركته: "في إحدى الوظائف، دعا صاحب العمل الموظفين إلى عشاءٍ فاخرٍ بمناسبة يوم تقديرهم. ولكن المفاجأة كانت أنّ الموظفين اضطرّوا إلى دفع 20 دولاراً مقابل وجبتهم! وإذا أراد أحدهم اصطحاب شريكه (للأزواج فقط)، فعليه دفع 30 دولاراً إضافيّاً". ونتيجةً لذلك، لم يسجّل عددٌ كافٍ من الموظفين للحضور، ممّا أدّى إلى إلغاء الحدث!
وفي قصّةٍ أخرى، قرّرت إحدى الشّركات أن تسمح لموظفيها بارتداء الجينز أيّام الجمعة مقابل تبرّعٍ بقيمة 3 دولاراتٍ للجمعيّات الخيريّة. والمشكلة؟ معظم الموظفين كانوا يتقاضون الحد الأدنى للأجور. فإذا كنت ترغب في جمع تبرّعاتٍ، فتأكّد من أنّ من تطلب منهم المساهمة ليسوا أصلاً بحاجةٍ للمساعدة الماليّة!
3. منح المدراء تقديراً أكبر من الموظفين العاديين
شارك راسل إيربي على لينكد إن تجربةً مزعجةً مرّت به في أحد أماكن العمل، حيث تلقّى الموظفون بريداً إلكترونيّاً يشكرهم على جهودهم، مصحوباً بقطعةٍ واحدةٍ من بيتزا بالجبن لكلّ شخصٍ! كتب إيربي: "لم تكن بيتزا كاملةً، ولا حتّى مجموعةً متنوّعةً من الخيارات، ولم يكن هناك حتّى مشروبٌ يخفّف من خيبة الأمل. مجرّد مثلّثٍ واحدٍ فقط، بدرجة حرارة الغرفة يعبّر عن امتنان الشّركة".
ولكن ما الأسوأ من ذلك؟ نفدت البيتزا قبل أن يحصل الجميع على حصّتهم! بينما كان المدراء يتناولون غداءً فاخراً منظّماً لهم خصّيصاً. فإن كنت ترغب في الاحتفال بمدرائك، لا بأس في ذلك، ولكن لا تفعل ذلك على حساب تقدير الموظفين العاديّين.
كيف تظهر التقدير الحقيقي لموظفيك؟
الأمر الأهمّ ليس مجرّد تقديم هدايا رمزيّةٍ، بل إظهار التقدير على مدى العام من خلال ممارساتٍ حقيقيّةٍ، مثل:
- دفع رواتب ومكافآتٍ منافسةٍ.
- وضع سياساتٍ شفّافةٍ.
- التّأكّد من أنّ المدرّاء مدرّبون جيّداً.
- التّعامل العادل والسّريع مع المشاكل.
وإذا كنت ترغب في تقديم هدايا رمزيّةٍ، فإليك بعض الأفكار الّتي لقت استحسان الموظفين:
- قمصانٌ عالية الجودة (وليست الرّخيصة).
- رسائل تقديرٍ مكتوبةٌ بخطٍّ يدويٍّ، بشرط أن تكون صادقةً وغير مستنسخةٍ من "شات جي بي تي" (ChatGPT).
- شاحنة طعامٍ مدفوعةٌ كاملاً من الشّركة.
- بطاقات هدايا لمحطّات الوقود أو المتاجر.
- يوم عطلةٍ إضافيٌّ.
- شوكولا فاخرة.
لكنّ في النّهاية، الأمر لا يتعلّق بالهدايا بقدر ما يتعلّق بالطّريقة الّتي تعامل بها موظفيك كلّ يومٍ، فالتّقدير الحقيقيّ يُبنى على الاحترام، والعدل، والاهتمام المستمرّ.