كيف تكون الشخصية الأكثر جاذبية في الغرفة؟
فن الاستحواذ على الاهتمام في الغرفة في المواقف الاجتماعية حسب ما أظهرته العلوم
إذا كنت مثل معظم الأفراد الأذكياء والماهرين في عالم الأعمال، فربما تكون في بحثٍ دائم عن فرصةٍ لبدء حديثٍ جذّاب في حدثٍ اجتماعي. هل تساءلت يوماً ما الذي يميّز بعض أصحاب العلاقات ويجعلهم أكثر جاذبية وتقبّلاً عندما يتعلّق الأمر بالتّواصل مع الآخرين في مثل هذه المواقف؟
الأمور تبدأ بفهمك لعقلك. هناك جزءٌ في عقلك يطلق عليه الخبراء اسم "النظام المتعمّد". إنّه قويٌّ بشكلٍ كبير عندما تعرف كيفية استغلاله بشكلٍ صحيح. لكن هناك مشكلة: أن "نظامك المتعمّد" يعمل على مستوى اللّاوعي، وأنّه كحاسوبٍ يمكنه التّعامل مع كمية محدودة من البيانات في كلّ مرة. لذا، يميل إلى تجاهل الكثير من الأمور المحيطة بنا، ممّا يعني أنّنا قد نفوّت بعض الإشارات والأحداث الهامة.
أشياء عليك تجنّبها
الآن، عندما يتعلّق الأمر بتحقيق الاستفادة القصوى من هذا النظام المتعمّد، لدينا بعض النصائح القيّمة من خبراء الدماغ. ينصحون بتجنّب الصور النّمطية السلبية والأحكام السريعة. والسبب؟ لأنّه إذا قرّرنا مسبقاً أنّنا لا نحبّ شخصاً ما، فسنركّز فقط على الأمور التي تؤيّد رأينا. إنّها كأن تضع نظارات متحيّزة. لذا، يعدّ الحفاظ على عقلٍ منفتح وتجنّب الأحكام السريعة أمراً مهماً. بهذه الطريقة، تعطي عقلك الفرصة للعمل بأفضل ما يمكن.
قبل أن تنهمك في الحوار، خذ لحظةً لتحديد ما تهدف إليه. يحدّد هذا الأمر نغمةَ عملِ عقلِك خلال الحوار. من خلال وجود نوايا واضحة، من المحتمل أن تتجاهل أيّ لحظاتٍ محرجة أو إزعاجٍ وأن تكون أكثر قدرةً على ملاحظة جوانب الحوار المثيرة للاهتمام. هذا سيمكّنك من إقامة علاقةٍ قويّة مع الشخص الذي تحادثه.
ثلاث طرقٍ لتكون شخصيةً مثيرةً للاهتمام
لتصبح شخصيةً مثيرةً للاهتمام، عليك أن تركّز على الشّخص الآخر وتظهر فضولك نحوه بصدق. يعني هذا العثور على شيءٍ مثيرٍ للاهتمام بشأنهم، شيءٍ ربما تعلّمته خلال الحوار، ومتابعته بأسئلة تثير التّفكير. تظهر الدّراسات أنّ الأشخاص الفضوليين يمتلكون علاقاتٍ أفضل ويتواصلون بشكلٍ أفضل مع الآخرين.
شاهد أيضاً: تطوير الذات.. كيف أصبح شخصاً أفضل؟
طريقة أخرى لتكون أكثر جاذبية، هي التّركيز على الجوانب الإيجابية. أدمغتنا مبرمجة لمسح محيطنا بحثاً عن الجوائز والتهديدات باستمرار. إذا ركّزنا فقط على التّهديدات، نصبح متوترين، مما يعوق قدرتنا على التفكير والتواصل بفعالية. بدلاً من ذلك، ركّز على الجوائز. حتى إذا كنت متوتراً، حاول أن تجد شيئاً مثيراً أو مذهلاً في الحوار لتحويل تركيز عقلك.
وأخيراً، يحبّ النّاس الحديث عن أنفسهم، لذا اطرح أسئلة صادقة عليهم. من خلال إظهار اهتمامك بقصّتهم، تجعل نفسك شخصيةً مثيرةً للاهتمام. توضّح العلوم أنّه عندما التركيز على الآخرين من خلال فضولك تجاههم وسؤالك عن آرائهم بشأن موضوع معين، فإن ذلك يخلق تكافئاً ذهنياً لهم.
تعد الجودة مهمة عند طرح الأسئلة. تجنّب أسئلة الحديث العامة المعتادة مثل "ماذا تفعل؟" أو "من أين أنت؟" وبدلاً من ذلك، اسأل أسئلةً أكثر جذباً مثل "ما الذي دفعك للعيش هناك؟" أو "ما الذي تحبّه أكثر في عملك؟".
من خلال تركيز الحوار حول الشخص الآخر، تدرّب عقلك على أن يكون أكثر نشاطاً اجتماعياً وتصبح الشخصية الأكثر جذباً في الغرفة.