أتريد سياسةً تسويقيّةً فعّالةً؟ عليك بفهم احتياجات عملائك
4 خطوات أساسية يجب أن تتبناها الشركات التي تسعى بجدّيةٍ لتكون عند حسن ظنِّ زبائنها
بقلم شاما هايدر Shama Hayder، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لـ Zen Media
نتحدّثُ، كمسوّقين، باستمرارٍ عن طرقٍ لا تعدّ ولا تُحصى، نخدمُ بها عملاءنا ونلبّي -أو نتجاوز- احتياجاتهم وتوقّعاتهم. ولكن التّسويقَ الجيّدَ لا يتعلّقُ بإرضاءِ النّاسِ، بل إنّه يتعلّقُ بمعرفةِ كيفيّةِ تنفيذِ أكثر الاستراتيجيّاتِ فعاليّةً للحصولِ على النّتائجِ المرغوبةِ، وفي بعض الأحيان يعني ذلك التّصرّفُ ضدّ طلبِ العميلِ. [1]
في الواقعِ، الشّركاتُ التي تسعى بجدّيةٍ لحلّ مشاكلِ عملائها وتقودُ حسبما يحتاجونه، تكون الأكثرَ نجاحاً في جهودها التّسويقيّةِ. وهذا أمرٌ ضروريٌّ عند وضعِ خطّةٍ تسويقيّةٍ لعميلٍ جديدٍ.
إذا نظرتِ الشّركةُ النّاشئةُ الصّغيرةُ في مجالٍ معيّنٍ مؤسَّسٍ سابقاً إلى المنافسين الكبارِ ورأت وسائلَ الإعلامِ الكبرى تغطّي نشاطاتهم باستمرارٍ، فقد تتوقّعُ أن تكون خطّتك التّسويقيةُ مركّزةً على استهدافِ نفسِ الوسائطِ. وبينما من الممكن أن يكون الأمرُ كذلك، إلّا أنّ القولَ إنّك ستحقّقُ نفسَ النّتائجِ في هذه المرحلةِ قد لا يكون واقعيّاً. بدلاً من ذلك، استفد من هذه الفرصةِ لتوعيةِ عميلكَ بما يحتاجه فعلاً. في هذا المثالِ، ستكون الإعلاناتُ المدفوعةُ أكثر فعاليّةً من إطلاقِ حملةٍ إعلاميّةٍ ضخمةٍ.
ولكن كلّ حالةٍ هي حالةٌ مختلفةٌ، لذلك استند إلى تجربتكَ واستمع إلى عملائكَ، لإنشاءِ نتائج ومنتجاتٍ حقيقيّةٍ من خلال التّفكيرِ من منظورٍ ثانويٍّ حولّ الحلولِ الّتي يحتاجونها فعليّاً.
شاهد أيضاً: 6 نصائح تسويقية من الخبراء لتبقى على اطلاع في عام 2024
ابحث عن إلهامٍ بسيطٍ ومبتكرٍ
العملُ في مجالٍ إبداعيٍّ يتطلّبُ بالضرورةِ وجودَ هذا "الإبداع". ولكن في بعض الأحيانِ، يُمكن أن يأخذنا هذا الإبداعُ في الاتجاهِ الخاطئ، ممّا يؤدّي إلى ميزانيّاتٍ متضخّمةٍ ومحتوى لا يتناسبُ مع العلامةِ التّجاريةِ.
بدلاً من البحثِ عن فكرةٍ قادمةٍ لفيديو واسعِ الانتشارِ، ابحث عن مشكلةٍ خاصّةٍ بفئةٍ معيّنةٍ من العملاء وقدّم حلّاً. قامت Stage 32، وهي مجتمعٌ عبر الإنترنت على مستوى عالميٍّ، وتطبيقٌ مصمّمٌ لربطِ النّاسِ من جميعِ أقسامِ صناعةِ التّرفيه، بتطبيقِ هذه الفكرةِ عندما لاحظت أنّ مدارسَ السّينما لا تزوّد الطّلاب بالتّدريبِ والشّهاداتِ المناسبةِ التي يحتاجونها.
كجزءٍ من بحثها، قضت Stage 32 سبعَ سنواتٍ تتحدّثُ مع خبراءٍ في الصّناعةِ وطلابِ مدارسِ السّينما لكشفِ المشاكلِ التي تواجه الصّناعة. والنّتائجُ؟ ديونٌ طلابيّةٌ هائلةٌ، نقصٌ في المهاراتِ للوظائفِ الموجودةِ في الواقعِ، توفّرُ عمّالٍ على مستوى العالم، وبيئةُ إنتاجٍ وتوسعٍ متغيّرةٍ بسرعةٍ. ومع تسلّحها بهذه المعلوماتِ، استغلّت Stage 32 شبكتها من المحترفين في الصّناعةِ لإنشاءِ "Stage 32 Certification"، وهي دوراتٌ في مجالاتٍ متعدّدةٍ مصمّمةٍ لتزويدِ الأفرادِ بالمهاراتِ العالميّةِ للعملِ في الإنتاجِ السّينمائيّ أو التّلفزيونيّ المتعارفِ عليه حاليّاً.
يعملُ التّسويقُ بنفس الطّريقةِ، إذ نجري بحوثاً من خلال الاستفادةِ من مهاراتنا الاجتماعيّة في الاستماعِ، واستعراضِ المنافسةِ، والتّأمل في بياناتِ نوايا البحثِ للمستهلكين لمعرفةِ ما يبحث عنه جمهورنا، ونسوّقُ الحلولَ بطرقٍ تُظهر لجمهورنا أنّ لدينا بالضّبطِ ما يحتاجون إليه.
شاهد أيضاً: أتريد الانتشار لعلاماتك التجارية؟ إليك أهم 5 اتجاهات للتسويق خلال 2024
خفّف وطأة الخلاف
قد يؤدّي التّضاربُ في الأفكارِ حول تنفيذِ الخطّةِ إلى سوءِ الفهمِ بين المسوّقين والعملاءِ، ولكن إعلامَ العملاءِ بأنّ أفكارهم أو استراتيجياتهم لن تحقّقَ النّتائجَ التي يرغبون فيها يمكن أن يكون تحدّياً صعباً.
بالنسبةِ لبعض العملاءِ، يتعلّقُ الأمرُ بالتّوعيةِ. إذ من السّهلِ أن تعتقدَ أنّ الانتشارَ الكبيرَ في وسيلةِ إعلامٍ رئيسيّةٍ هو الخيارُ الصّحيحُ عندما يكون ذلك هو كلّ ما يعرفه عميلكَ. بدلاً من ذلك، استمع إلى عميلكَ وأَبرِزْ النّقاط القويةَ الّتي يطرحها قبل أن تشرحَ أنّ لديكَ نهجاً مختلفاً سيؤدّي إلى تحقيقِ نتائجٍ أفضل، وكيفيّةِ حدوثِ ذلك.
تفتخرُ غولدي تشان Goldie Chan، الخبيرةُ في LinkedIn والرّاويةُ ذات العلامةِ التّجاريةِ، بجعلِ التّسويقِ أكثرَ صلةً. إذ تهدفُ وكالتها، والّتي تحمل اسم Warm Robots بجدارةٍ، إلى جعل عملائها أكثر صدقاً وقادرين على التّواصلِ مع جماهيرهم. ولكن كمؤسّسِ وكالةٍ، عليك أن تتبّعَ نفسَ النّهجِ مع عملائكَ كما تفعلُ مع جمهورِ عملائكَ.
ومن المهمِّ دائماً دمجُ نهجٍ معتمدٍ على الإنسانِ مع الاستراتيجيّةِ، سواءً كنت تستثمرُ في تسويقِ وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ أو تناقشُ أفكاراً حول طاولةِ الاجتماعاتِ. فالمصداقيةُ التي تغرسها وكالاتٌ، مثل Warm Robots وZen Media، من خلال استراتيجيّاتِ العملاءِ، يجب أن تنطبقَ على التّواصلِ مع العملاءِ وحتى الاتصالاتِ الدّاخليّةِ أيضاً.
شاهد أيضاً: 4 استراتيجيات رائعة: كيفية تكبير دائرة تسويقك لتعزيز نمو شركتك
تذكّر، أنت الخبير
عملاؤك مشغولون، تماماً كما أنّك أنت وفريقك مشغولون. قد لا يكونوا على علمٍ بأحدثِ المواضيعِ الرّائجةِ أو فوائدِ تحليلِ نيّةِ البحثِ، ولكنّهم خبراءٌ في مجالاتهم وأنت خبيرٌ في مجالك. حدّد وقتاً للتّحدّثِ حول المحتوى الذي يرغبون في مشاركتهِ، واستفد من مهاراتكَ لمساعدتهم في نقلِ هذه الرّسالةِ إلى الجمهورِ المناسبِ.
ذكِّرهم بسبب توظيفهم لكَ. لا يقتصرُ واجبكَ على معرفةِ الفروقِ بين تسويقِ المؤثّرين، وتضخيمِ التّسويقِ بوسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، والإعلانِ المدفوعِ، بل يتعدّاه إلى وضعِ خططٍ فعّالةٍ. ويعتمد عميلكَ عليكَ لمساعدته في بناءِ الرّوابط، والعثور على الكلماتِ المفتاحيةِ ذات الصّلةِ واستخدامها، وذلك لإنشاءِ وتحسينٍ تصنيفهم عند ظهورهم في عمليّاتِ محرّكاتِ البحثِ، ومعرفة الأسئلةِ التي يرغبُ جمهورهم في الإجابةِ عنها.
دع النتائج تتحدث
قياسُ نجاحِ التّسويقِ يختلفُ بين العلاماتِ التّجاريةِ والحملاتِ والمواسمِ. ولكنّ قياسَ كميّة النّتائجِ لا يكون سهلاً دائماً. بالطّبعِ، يمكننا تقديمُ قائمةٍ بالعددِ الإجماليّ للظهورِ في وسائلِ الإعلامِ، ومشاركةُ الرّسومِ البيانيّةِ التي تشيرُ إلى زيادةِ حركةِ المرورِ على الموقعِ، والحديثُ عن توليدِ العملاءِ المحتملين طوال اليوم، ولكن المقاييس الرّقميّة والبيانات ليست السُّبلَ الوحيدةَ لقياسِ عائدِ الاستثمارِ لحملةِ تسويقٍ.
في كثيرٍ من الأحيانِ، تبحثُ العلاماتُ التّجاريةُ عن فِرق تسويقٍ لمساعدتها في بناءِ الوعي بالعلامةِ التّجاريةِ، وتوليدِ الضّجةِ الإعلاميّةِ، وزيادةِ الشّعورِ الإيجابيّ حيال العلامةِ التّجاريةِ. وهذا ينطبقُ بشكلٍ خاصٍّ على الأسواقِ المشبعةِ أو خلال مواسمِ الإعلاناتِ المزدحمةِ. على سبيلِ المثالِ، يعدّ التّميّزُ خلال موسمِ الأعيادِ تحدّياً صعباً بشكلٍ دائمٍ، خاصّةً في عالمِ الجمالِ، حيث تحدثُ إطلاقاتٌ جديدةٌ بتواترٍ كبيرٍ كتغيّراتِ الطقسِ. ولكن لم تدَعْ وكالةُ التّصميمِ الإبداعيّ والاستراتيجيّ Velvet Badger، هذه العقبات أن تعيقَ طريقها. بدلاً من ذلك، تعاونتُ مع علامةٍ تجاريّةٍ فاخرةٍ كبيرةٍ، لتطوير أوّل حملةِ أعيادٍ إعلانيّةٍ عالميّةٍ لمنتجاتِ الجمالِ تستخدمُ تقنيّة الرّسوماتِ الحاسوبيّةِ (CGI).
لقد ابتكرت Velvet Badger نهجاً شاملاً لعرضِ أحدثِ إطلاقاتِ الشّركةِ من خلال حملةٍ ديناميكيّةٍ نابضةٍ بالحياةِ، وذلك باعتمادها على شهرةِ العلامةِ التّجاريةِ الفاخرةِ ووضعها الأيقوني. ومن خلال عرض الشّركةِ لأكثرِ من 45 منتجاً مميّزاً مغلّفاً ببراعةٍ ضمن سردٍ مثيرٍ، ابتكرت Velvet Badger تجربةً بصريّةً مترفةً لا تُنسَ للجمهورِ، حيث شاركت أكثر من 2500 من الأصولِ عبر الوسائطِ الرّقميّةِ والطّباعةِ والويب والرّسومِ المتحرّكةِ.
التّسويقُ أمرٌ معقّدٌ، وقياسُ حملةٍ ناجحةٍ أمرٌ أكثر تحدّياً. ولكن عندما تعتمدُ العلاماتُ التّجاريةُ على خبرةِ وإرشاداتِ المحترفين في التّسويقِ، ستكون معدّةً بشكلٍ أفضل لتوجيهِ المسارِ عبر التّغييراتِ المستمرّةِ في منظومةِ التّسويقِ وتقديمِ نتائج تُلبّي احتياجاتِ أعمالها.