كيف تُجهز موظفيك لعمليات الاستحواذ؟ إليك 3 طرق فعالة

القدرةُ على التَّعبير والاستماع والتَّواصل على مستوى شخصيٍّ هي متطلَّباتٌ لقادة الأعمال الَّذين يهدفون إلى توجيهِ فرقهم نحو هدفٍ مشتركٍ للشَّركة. إذ يُعدُّ التَّواصل الفعَّال ركيزةً أساسيَّةً لكلِّ عمليَّة اندماجٍ واستحواذٍ (M&A)، سواءً كانت شركتكَ مستهدفةً للاندماج، أو تستحوذُ على شركةٍ أُخرى أو العكس.

تستخدمُ العديدُ من الشَّركاتِ الاستحواذ كاستراتيجيَّةٍ للنُّموِّ، وقد أظهرَ سوقُ الاندماج والاستحواذ علامات تقدُّمٍ جيِّدةً، حيث تتصدَّرُ التُّكنولوجيا والرّعايةُ الصّحيَّةُ القوائم، ويُمثِّلُ الاستحواذ على التُّكنولوجيا 27% من قيمة جميع الصَّفقات الَّتي تمَّت في عام 2023، وجاءت الرّعاية الصّحيَّة في المرتبة الثَّالثة. ويشملُ ذلك الاستحواذ الأخير لشركة Pfizer على شركة Seagen، وهي شركةٌ عالميّةٌ للتُّكنولوجيا الحيويَّة، مقابل 43 مليار دولارٍ.

يُمكن أن تُثيرَ عمليَّات الاندماج والاستحواذ ردود فعلٍ سلبيَّةً وغيرها من ردود الفعل من الموظَّفين في الشَّركة المستحوذ عليها وكذلك الشَّركة الَّتي تبدأ عمليَّة الاندماج، إذ يشعرُ الموظَّفون بالقلق بشأن التَّغييرات في أدوارهم ومسؤوليَّاتهم، وبالأخصِّ أمنهم الوظيفيّ.

خلالِ هذه الأوقات، يحتاجُ القادة إلى استراتيجيَّة تواصلٍ فعَّالةٍ وشفَّافةٍ، فكيف ستناقشُ الأسباب وراء القرار؟ وهل ستوفِّر جداول زمنيَّةً واضحةً؟ هل يتمُّ تضمين الإمكانات المستقبليَّة للكيان المشترك في جدول أعمال الاجتماع؟ مناقشة هذه النِّقاط بصراحةٍ أمرٌ حاسمٌ لخلق الثِّقة بين الموظَّفين، لكنَّه ليس مجرَّد تبادلٍ للمعلومات ذهاباً وإياباً، إنَّه يتعلَّق بتهيئة مساحةٍ يُمكن فيها للأفكار أنَّ تنطلقَ بحريَّةٍ، ويُمكن للموظَّفين طرح الأسئلة؛ إنَّه يتعلَّق بالتَّأكُّد من أنَّ الجميع يشعر بأنَّهم مسموعون ومقدِّرون.

تطوير رسائل واضحة وموجزة

لا توجد استراتيجيَّةٌ واحدةٌ تناسبُ الجميع للتَّواصل في عمليَّات الاندماج والاستحواذ، ولكن تخصيصُ رسالةٍ تتماشى مع جمهوركَ المُحدَّد سيعزِّزُ من تأثيرها. على سبيل المثال عند التَّواصل مع موظَّفيك، قم بتسليط الضَّوءِ على الفرص المستقبليَّة للشَّركة المُشتركةِ وسبل التَّطوُّر الوظيفيِّ المُحتملةِ، وعند التَّحدُّث إلى المستثمرين وأصحاب المصلحة الآخرين، ركِّز على المكاسب الماليَّة المُحتملةِ، والأسباب الاستراتيجيَّة، وإيجاد قيمةٍ طويلة الأجل لأصحاب المصلحةِ.

بغضِّ النَّظر عن الوضعِ، تجنَّب المُصطلحات الفنيَّة، وحافظ على لغةٍ واضحةٍ وموجزةٍ، ففي الأعمال التِّجاريَّة، تستمرُّ حياة الرِّسالةِ العاديَّة لفترةٍ قصيرةٍ مثل رفرفة الفراشة؛ لذلك من المهمِّ تقديم محتوى واضحٍ وجذَّابٍ ومثيرٍ قبل أن يفقدَ المُستمع اهتمامهُ، وإليك 4 طرقٍ لتكوين استراتيجيَّة التَّواصل الخاصَّة بك:

• تطوير رسائل مُتعمدةٍ: اشرح الأسباب وراء الاندماج والفوائد الَّتي سيُحقِّقها، اشرح كيف ستبدو العمليَّة، وتواصل بوضوحٍ مع موظَّفيك، حتَّى يفهموا الأهداف الَّتي تدفعُ هذه التَّغييرات، وتذكَّر أنّ الشَّكَّ يُولّدُ عدم الثِّقة.
• استغلال قنوات الاتّصال المتعدِّدة: اختر أساليب الاتِّصال الأكثر تأثيراً لكلِّ جمهورٍ، بالنِّسبة لأصحاب المصلحة الدَّاخليين والموظَّفين، واستخدمالبريد الإلكترونيَّ، والنَّشرات الإخباريَّة، والاجتماعات الشَّخصيَّة، وSlack، وتعملُ البيانات الصَّحفيَّة، والإحاطات للمستثمرين، والتَّحديثات على وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ أفضل مع الجماهير الخارجيَّة.
• كُن مرئيّاً: هذا ليس الوقت للاختباء من موظَّفيك، يجب أن يكونَ التَّنفيذيون حاضرين في جميع الاجتماعات والأحداث الإعلاميَّة؛ لتعزيز التزامهم بنجاح الاندماج والاستحواذ.
• الاستعداد للشَّائعات: السَّلبيَّة والمعلومات المُضلِّلة ستنشأ حتماً، فتعامل مع المخاوفِ والأسئلةِ بسرعةٍ ودقَّةٍ من خلال رسائل شفافةٍ ومتَّسقةٍ؛ لتقليل الارتباك وتحديد رؤيةٍ أوضح.

التعامل مع تحديات الاندماج والاستحواذ

قد يكونُ دمج شركتين أمراً مثيراً ومرهقاً ومجزيّاً، ومع ذلك يُمكن أن يجلبَ أيضاً اختلافاتٍ ثقافيّةً حتميّةً، فابدأ بتقييم ثقافات الشَّركتين وتحديد أوجه التَّشابه والاختلاف بينها، إذ ستكونُ هذه النَّتائج أساس خطَّتك لتوحيدِ الثَّقافة، حيث ستناقشُ القيادة الاتِّجاه الجديَد لثقافة الشَّركة من خلال سلسلةٍ من الرَّسائل والمحادثات. وتذكَّر أنَّ القيادة يجب أن تكونَ نموذجاً لما تبدو عليه هذه الثَّقافة الجديدة مع تشجيعِ الموظَّفين على المشاركةِ بنشاطٍ في هذه المحادثاتِ.

على الرَّغم من أنَّ المعلوماتِ الحسَّاسةَ تتطلَّبُ الحذر وأنَّ السّريّةَ تظلُّ جانباً حاسماً في المفاوضات، من المهمّ توفير الشّفافيّة، والحافظ على أيِّ شيءٍ يُمكن حلُّه داخليّاً ضمن القيادة المركزيَّة؛ لتجنُّب أيّ شكوكٍ غير ضروريّةٍ للموظّفين.

فن التواصل في عمليات الاندماج والاستحواذ

يُعدُّ التَّواصل الفعَّال عمليَّةً مستمرَّةً تتضمَّن التَّعلُّم والتَّكيُّف والتَّحسين، بالنِّسبة لقادة الأعمال، فإنَّ التَّواصل بوضوحٍ وفعاليَّةٍ هو أحد المكوِّنات الأساسيَّة الَّتي ستدفعُ الشَّركة إلى الأمام، ويظلُّ هذا المبدأ صحيحاً عبر جميع جوانب الأعمال، وخاصَّةً في عالم الاندماج والاستحواذ ذي المخاطر العالية.

تُعدُّ استراتيجيَّةُ التَّواصل المُحدَّدةُ جيداً -خلال عمليَّات الاندماج والاستحواذ- أمراً حيويّاً لإدارة التَّوقُّعات وتقليلِ الاضطرابات، ممّا يضمنُ عمليَّةَ تكاملٍ سلسةً.