كيف تُحقّق الطقوس المُخصصة لك مساراً فريداً نحو النجاح؟
اخلق روتينك الخاص الذي يتناسب مع كيفية عملك وحياتك.
بقلم برنارد كولمان Bernard Coleman، نائب رئيس الموظفين في Swing Education.
كانت إحدى الضّغوطاتِ المزعجةِ للجائحةِ والتي ما زلتُ أحاولُ التّعافي منها هي: تخريبُ طقوسي اليوميّةِ. طوالَ حياتي المهنيّةِ والشّخصيّةِ، أتاحت لي هذه الطّقوسُ التمتّع بالاستقرارِ والانسجامِ والتّقدّمِ. [1]
أنا شخصٌ يُمكن وصفي بأنّني مخلوقٌ أساسُ حياتهِ العادة، والرّوتين هو من مرجعياتي الرّئيسيّةِ. قبلَ الجائحةِ، كان لديّ نظامٌ يوميٌّ، يسمحُ لي بأن أكون أكثرَ إنتاجيّةً وتركيزاً. ولكن بمجرّد أن أثّرت الجائحةُ بكلّ قوّتها، اضطرّ معظمُ الأشخاصِ إلى إجراءِ تعديلاتٍ سريعةٍ غالباً على حسابِ طقوسهم اليوميّةِ. وفي حين زادَ إنتاجي في العملِ، إلّا أنّها أحدثت فوضى عارمةً في طقوسي الشّخصية.
الآن بما أنّ الحياةَ عادت إلى طبيعتِها إلى حدٍّ ما، حانَ الوقتُ لاستعادةِ الطّقوسِ اليوميّةِ التي أعادت التّوازنَ. وفيما يلي بعضُ النّصائح التي يمكنُ أن تساعدكَ في استعادةِ طقوسكَ اليوميّة.
اجعلها عادة روتينية
الآن بعد أن انتهت الجائحةُ بشكلٍ كاملٍ، بدأت في العودةِ إلى طقوسي وكنتُ مركّزاً على استعادةِ ذاتي. كان الأمرُ يتعلّقُ بتحديدِ أولوياتِ طقوسِ النّجاح، بحيث يمكنني تحقيق أهدافي، ما كانَ منها قصير المدى وطويله.
تمنحُ الطقوسُ شيئاً من السّيطرةِ وتتيحُ مزيداً من الإرادةِ والقوّةِ في التّعاملِ مع تحدّياتِ اليوم. كما تسمحُ الطّقوسُ الثّابتةُ بإنشاءِ خططِ عملٍ يمكن أن تعزّز الثّقةَ والاطمئنانَ. ومن المثبتِ علميّاً أنّ الطّقوسَ اليوميّةَ تقدّمُ العديدَ من الفوائدِ لتحسينِ الصّحةِ البدنيّةِ والعقليّةِ والعاطفيّةِ والعامّةِ، وذلك بتقليلِ التّوترِ من خلالِ الاستقرارِ، وتحسينِ التّركيزِ وتحديدِ أولوياتِ المهامِّ، والوضوحِ العقليّ بواسطةِ ممارسةِ تدريباتِ التّركيزِ الذّهني، وتحسينِ إدارةِ الوقتِ، وتعزيزِ المرونةِ العاطفيّةِ من بابِ المثالِ لا الحصرِ.
شاهد أيضاً: هل ترغب بالسيطرة على مجرى الحديث؟ إليك 7 حيل ذكية من الأذكياء عاطفياً
دونها على الورق
أنا أعشقُ القوائمَ سواء كانت لقائمةِ التّسوّقِ، أو لتنظيمٍ أسبوعيٍّ، أو لتدوينِ المهامّ العشوائيّةِ. هناك شيءٌ مريحٌ للأعصابِ في القوائمِ، خاصّةً عندما أشطب الأشياء منها، فتحقيقُ الإنجازِ ومعرفة أنّك شخصٌ منتِجٌ يعطي شعوراً رائعاً بالرّضا.
أجدُ أنّ القوائمَ مفيدةٌ على عدّةِ أبعادٍ. فأنا أستخدمها لأُطلِع مديري وفريقي على آخرِ المستجداتِ، وفي حالاتٍ أخرى، تُساعدني في معرفةِ ما يجبُ عليّ التّعاملُ معه في الأسبوعِ التّالي. كما أنّني أستخدمُ القوائمَ لتسجيلِ إنجازاتي بشكلٍ أسبوعيّ، وللحديثِ عن أدائي في العملِ في فترةِ المراجعةِ. قد يكون سهلاً بالنسبةِ للمرءِ أن ينسَ إنجازاتهُ، لكن القائمةَ تقومُ بدورِ سجلٍّ للجهدِ المُنجزِ. وفي نهايةِ اليوم، تجدُ أنّ كلّ ما أدرجتَه في قائمةِ المهامِّ قد عالجتَه وأنجزتهُ.
استعرض أسبوعك وراجعه
كانت مراجعةُ أسبوعي أمراً مارستهُ دوماً أثناءَ مسيرتي المهنيّةِ. أتفحّصُ مهاميّ، وألقي نظرةً على المواعيدِ النّهائيةِ، وعلى التّقدّمِ أو التّعثرِ، وأقومُ ببناءِ أو تعديلِ الخططِ بناءً على الوضعِ الحاليّ. تتيحُ لي عمليّةُ الاستعراضِ والمراجعةِ تقييماً صادقاً لكيفيّةِ أدائي بشكلٍ شهريّ، وتمكنني من اتّخاذِ قراراتٍ مدروسةٍ أكبر بشأنِ جدولي الزّمنيّ.
ولرفعهِ إلى مستوى أعلى، قدّمت لي إحدى أفراد فريقي شيئاً يُسمى "فجوةً زمنيّةً"، حيث تقومُ بتحليلٍ لتقويمي لتأخذَ فكرةً عن كيفيّةِ توزيعِ الوقتِ، وتقيِّم الاجتماعاتِ لتحدّدَ الضّروري منها، وأيٌّ منها يمكنُ تعديلها لوضعٍ أفضل أو إلغاؤها. الوقتُ شيء لا نملكُ جميعنا ما يكفي منه، لذا من المهمِّ أن نحصلَ على الاستفادةِ القُصوى من الوقتِ الذي نملكهُ.
الثبات هو المفتاح
حاول ألّا تنحرف عن طقوسكَ، لأنّه من السّهلِ الابتعادُ عن المسارِ ثمّ البقاء بعيداً عنهُ. خلالَ الجائحةِ، يمكنني أن أتذكّرَ عندما قلتُ: "ببساطةٍ لا أهتمّ"، واستسلمتُ لفقدانِ السّيطرةِ. الثّباتُ هو في النّهايةِ القدرةُ على التّحكّمِ فيما يمكنك التّحكّمُ فيه. لا يمكننا التّحكّم في الكثيرِ في هذه الحياةِ، ولكن يمكننا التّحكّمُ في كيفيّةِ استجابتنا لظروفِ الحياةِ.
فكّر في إنشاءِ نوعٍ من التّمثيلِ البصريّ لروتينكَ المرغوبِ وضعهُ في مكانٍ مرئيّ، مثل الملاحظاتِ على مرآةِ الحمّامِ أو شاشتكَ، التذكيرُ البصريّ الذي أستخدمُه هو لوحٌ أبيضٌ ضخمٌ ليذكّرني بالمهامِّ الأهمِّ التي يجبُ عليّ إكمالها. استخدم هذا كتذكيرٍ للبقاءِ ثابتاً في طقوسكَ والحفاظِ على السّيطرةِ على جدولك ومهامكَ.
امنح نفسك مهلة
غالباً ما نكونُ أسوأ نقّادٍ لأنفسنا. يمكنُ أن تحدثَ ظروفٌ في الحياةِ وتبعدنا عن المسارِ، ولكن كما قالَ الكاتبُ كوامي ألكسندر Kwame Alexander مرّةً: "العثرةُ تهيئةٌ للنفرةِ (السّقوطُ مرحلةٌ يليها النّهوضُ)". لا يكون الفشلُ قطعياً طالما تابعتَ التّقدمَ، لذا امنح نفسكَ مهلةً. الأهدافُ هي في الواقعِ معالمٌ من صُنعِنا الخاصّ، والجداولُ الزّمنيّةُ هي مجرّدُ أعمدةٍ داعمةٍ لهذهِ الأهدافِ.
بعضُ الأمورِ لا تخضع للسيطرةِ والتّحكّمِ أحياناً، لكن ما هو أكثرُ أهميّةً هو المثابرةُ في خدمةِ الهدفِ.
شاهد أيضاً: التنمية المستدامة.. 17 هدفاً لتغيير العالم وجعله مكاناً أفضل
المساءلة
أخيراً هناكَ المساءلةُ، وهي تبدو مختلفةً من شخصٍ لآخر. إحدى الطّرقِ التي أُحمِّل بها نفسي المسؤوليّةَ هي أن أقولُ أهدافي بصوتٍ عالٍ وأمامَ الآخرين. إذ يجعلني ذلك أشعرُ بالالتزامِ أكثر للعملِ من أجلِ ما قلتُ أنّني سأفعلهُ. عندما أحدّدُ هدفاً ما بصمتٍ، فلا أحد يعلمه إلّا أنا، وهذا يجعلُ التّراجع أمراً أسهل. ويمكنُ أن يكون ذلك بطلبٍ من صديقٍ يُحمِّلك المسؤوليةَ تجاهَ هدفكَ المعلن أو تحديد تاريخٍ في المستقبلِ للعملِ بالاتجاهِ المعاكسِ مع وضعِ معالم كمحطّاتٍ، يجبُ الوصولُ إليها ممّا سيساعدكَ في تحقيقِ أهدافكَ.
مهما كان النّهجُ الذي تختاره، فمن المهمِّ العثورُ على طقوسٍ فريدةٍ لك تبقيكَ على الطّريقِ الصّحيحِ.