كيف تُحوِّل الحظ إلى مفتاح لنجاحك المالي والشّخصي؟
الحظ ليس عشوائياً بالكامل. اكتشف كيف يمكن التحكم في جوانب الحظ لتصل إلى النجاح المالي والمهني الذي تطمح إليه
إذا كنتَ تسعى للنّجاحِ وتحقيقِ أهدافك، خاصّةً إذا كانت الثّروةُ والفائضُ المالي جزءاً من مفهومِ النّجاح الخاصّ بك، فإنّك لن تكتفيَ بمجردِ العملِ والسّعي. بل ستحتاجُ إلى قدرٍ من الحظِّ أيضاً، على الأقلِّ هذا ما تشيرُ إليه بعضُ الدراسات الحديثة.
أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة Physics and Society أنّ النّجاحَ في الحياةِ يتطلّب بالطّبعِ قدراً من الموهبةِ، ولكنّ المفاجأةَ هي أنّ الأشخاصَ الأكثر موهبةً نادراً ما يصلونَ إلى قمّة النّجاح. بل يتفوّق عليهم في كثيرٍ من الأحيان أفرادٌ أقلُّ موهبةً، ولكنّهم أكثرُ حظّاً. ورغم أنّ الجهدَ والتفوّقَ والمثابرةَ عواملُ مهمّةٌ في تحسينِ فرصِ النّجاح، إلا أنّ الحظَّ لا يزالُ يلعبُ دوراً حاسماً في الوصولِ إلى القمّة.
من المعروف أنّ الحظَّ غالباً ما يكون عشوائيّاً وغير متوقّعٍ، لكنّه ليس كذلك دائماً. وهذا ما أكّده خبير الأعصاب جيمس أوستون (James Austin) في كتابه The Lucky Art of Novelty، حيث يقولُ إنّ للحظِّ أربعةَ أنواعٍ أساسيّة، ويمكننا التحكّمُ جزئيّاً في ثلاثةٍ منها على الأقلّ.
1. الحظُّ الأعمى
كما يوحي الاسمُ، فإنّ هذا النوعَ من الحظِّ غيرُ قابلٍ للسّيطرةِ على الإطلاق، فهو يحدثُ بشكلٍ عشوائيٍّ تماماً. مثالٌ بسيطٌ على ذلك هو ما حدثَ معي عندما كنتُ طفلاً أشاهدُ مباراة كرةِ قدمٍ مع والدي. في اللّحظةِ الحاسمةِ التي كنتُ أنتظر فيها هدفاً من لاعبي المفضّل، انقطعَ البثُّ فجأة. قد يبدو الأمرُ مضحكاً الآن، لكنّه لم يكن كذلك بالنسبةِ لطفلٍ مليءٍ بالحماس.
2. الحظُّ الناتج عن الحركة
هذا النّوعُ من الحظِّ يرتبط بالحركةِ وتجربةِ أشياءٍ جديدة. ببساطة، تحرّكْ وجرّب أموراً لم تفعلها من قبل. مثلاً، أرسلتُ بريداً إلكترونيّاً لصديقٍ أُعبّر فيه عن إعجابي بعمله، وانتهى الأمرُ بأن حصلتُ على وظيفةٍ مرضيةٍ ومربحةٍ معه، رغم أنّني لم أكن أتوقّعَ ذلك. هذه الصّدفةُ السّعيدةُ جاءت فقط لأنّني قرّرتُ التحرّك وتجربة شيءٍ جديد. كلّما زاد عددُ الأشخاصِ الذين تقابلهم، زادت فرصك في الحصول على هذا النّوع من الحظ.
3. الحظُّ الناتج عن الوعي
الحظُّ من هذا النوع يتمثّل في القدرةِ على رؤيةِ الفرصِ واغتنامها. إنّه جوهرُ الحظِّ الحقيقي. أن تكونَ محظوظاً بما يكفي لرؤيةِ الفرصةِ هو أمرٌ مهم، ولكن الحظَّ الحقيقيَّ يكمنُ في امتلاكِ المهاراتِ والخبرةِ والمواردِ للاستفادة من تلك الفرصة. تخيّلْ أنك تعيشُ بالقرب من منزلِ مؤسسِ شركةٍ كبيرةٍ ومعروفة، هذه فرصة قد تكون بوابتك إلى النّجاح إذا تمكنتَ من استغلالها.
وفقاً لريتشارد وايزمان (Richard Wiseman) في كتابه عامل الحظ (The Luck Factor)، الأشخاصُ الذين يرونَ أنفسهم محظوظين هم أكثرُ قدرةً على رؤيةِ الفرصِ واغتنامها مقارنةً بأولئك الذين يرون أنفسهم غيرَ محظوظين. ببساطة، إذا اعتقدتَ أنّك محظوظ، فإنّ هذا الاعتقادَ بحدِّ ذاته سيجعلكَ ترى الفرصَ وتستفيد منها بشكلٍ أسرع.
شاهد أيضاً: 7 استراتيجيات ذهبية لضمان نجاح أي اجتماع
4. الحظُّ الناتج عن التفرّد
يتعلّق هذا النّوع من الحظِّ بتميّزك وتفرّدك في اهتماماتك وهواياتك. ليس المطلوبُ أن تكونَ غريبَ الأطوار، لكن أن تكونَ لديك معرفةً مميّزةً في مجالاتٍ معيّنة مثل التّاريخ أو الرّياضة أو الفلسفة. هذه المعرفةُ قد تجعلُ منك شخصاً مميّزاً في عيون الآخرين، ممّا قد يفتحُ لك أبواباً جديدة لم تكن تتوقعها.
لتعزيز حظّك، قابل المزيدَ من النّاس، جرّب المزيدَ من الأشياء، وكن كريماً في تعاملاتك مع الآخرين. الأمور البسيطةُ مثل التّهنئة والثّناء قد تبدو لك عاديّةً، لكنّها قد تكون ذاتَ تأثيرٍ كبيرٍ على تحسينِ حظك. وعندما ترى فرصةً، لا تخف من السؤال. في كثيرٍ من الأحيان، الحظُّ يتجلّى في قولِ شخصٍ ما "نعم" لفكرةٍ أو مشروعٍ أو اقتراح.
في الختام، لا يمكنكَ التحكّم في الحظِّ الأعمى، ولكنّك تستطيعُ أن تؤثرَ في أشكالِ الحظِّ الأخرى. ما يمكنكَ التحكّم فيه حقاً هو كيفيةُ استجابتك للظّروفِ والصّدَف. والأهمّ من ذلك، أن تضعَ نفسك في المكانِ والزّمانِ المناسبين لتكونَ "محظوظاً".