الرئيسية الأخبار كيف نجحت Lokalee في تحقيق استحواذ بقيمة 12.8 مليون دولار؟

كيف نجحت Lokalee في تحقيق استحواذ بقيمة 12.8 مليون دولار؟

بين الطّموح والتّخطيط الدّقيق، سارت لوكيلي في رحلةٍ حوّلتها من فكرةٍ ناشئةٍ إلى صفقة استحواذ ناجحةٍ، حيث كان الابتكار والشّفافيّة وبناء العلاقات ركائز هذا الإنجاز

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ها المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

إطلاق وتوسيع نطاق شركةٍ ناشئةٍ في مجال التّكنولوجيا ليس بالأمر السّهل، والوصول إلى مستوىً يجعلها هدفاً للاستحواذ من قبل شركاتٍ أخرى يتطلّب رؤيةً استراتيجيّةً وتخطيطاً دقيقاً. إذ إنّ سمير أبي فريم، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "لوكيلي" (Lokalee)، هو أحد روّاد الأعمال الّذين يمكنهم الشّهادة على ذلك، فقد تمّ الاستحواذ على شركته النّاشئة، الّتي تعمل في قطّاع تكنولوجيا السّفر، في نوفمبر الماضي من قبل مجموعة "بيكونزميند" (beaconsmind Group) السّويسريّة، في صفقةٍ بلغت قيمتها 11.6 مليون فرنك سويسري أي 12.8 مليون دولارٍ أمريكيٍّ.

بالنّسبة لأبي فريم، كانت عمليّة الانتقال هذه سلسةٌ، ويعود الفضل في ذلك إلى التّركيز على عددٍ من العوامل الأساسيّة خلال مسيرة النّموّ والاستعداد للاستحواذ، إذ يقول لـ"عربية .Inc":

"لقد وضعنا في مقدّمة أولويّاتنا بناء نموذج أعمالٍ متينٍ وقابلٍ للتّوسّع، مدعوماً بأنظمة تشغيلٍ فعّالةٍ، إذ أنشأنا تقارير شفّافةً وقويّةً لإثبات مسار نموّنا وكسب ثقة المستثمرين المحتملين. كما واصلنا التّواصل مع أصحاب المصلحة والشّركاء بشكلٍ مستمرٍّ، ممّا ساعدنا على تحسين أدائنا الماليّ، وتعزيز مواءمة المنتج مع السّوق، وترسيخ موقعنا التّنافسيّ".

يضيف أبي فريم أنّ حماية الملكيّة الفكريّة والامتثال للوائح التّنظيميّة تعدّ من المتطلّبات الأساسيّة للاستعداد للاستحواذ. كما كان لرؤيةٍ واضحةٍ ومستقبليّةٍ دورٌ مهمٌّ في تحقيق هذا الهدف، إذ ساعدت على إبقاء الفريق مركزاً على النّتيجة النّهائيّة: "تعلّمنا أنّ بناء ثقافة فريق قويّة هو أحد متطلّبات الاستحواذ الرّئيسيّة، إلى جانب التّكنولوجيا والبيانات الماليّة".

كما يشير إلى أنّ الاستعداد التّشغيليّ كان جزءاً أساسيّاً من التّحضير لعمليّة الاستحواذ، حيث لعبت عمليّات التّدقيق الدّوريّة والدّقيقة دوراً مهمّاً في معالجة أيّ مشكلاتٍ قبل أن تصبح عوائق حقيقيّةً:  "قبل الاستحواذ، أجرينا تدقيقاً تشغيليّاً شاملاً لتقييم كل جانبٍ من جوانب أعمالنا. ومن خلال تحديد أي فجواتٍ أو مشكلاتٍ محتملةٍ في وقتٍ مبكّرٍ، تمكّنا من معالجتها قبل بدء عمليّة الاستحواذ. ساعدنا هذا الاستعداد الدّقيق على طمأنة الشّركة المستحوذة بأنّ عمليّة التّكامل لن تواجه اضطراباتٍ كبيرةً".

كما يؤكّد أبي فريم أنّ أحد الجوانب الحاسمة لضمان تكاملٍ سلسٍ بعد الاستحواذ هو الحفاظ على قنوات تواصلٍ واضحةٍ ومتّسقةٍ:  "من البداية، أنشأنا قنوات اتّصالٍ مفتوحةً مع قيادة الشّركة المستحوذة، ممّا ساعد على مواءمة الأهداف وتقليل مخاطر سوء الفهم، وضمان التّوافق الثّقافيّ والتّشغيليّ بين الفريقين".

ولعبت استراتيجيات مشاركة المعرفة دوراً أساسيّاً في إنجاح الصّفقة، فقال: "أدركنا أنّ نقل المعرفة الأساسيّة، مثل: التّكنولوجيا الخاصّة بنا، والإجراءات الدّاخليّة، وأفضل الممارسات، أمرٌ بالغ الأهميّة لإنجاح عمليّة الاستحواذ، فقد ساعد هذا الإعداد فرقنا على الانطلاق بسرعةٍ بعد الاستحواذ، ممّا قلّل من التّأخيرات المعتادة في عمليّات التّكامل".

بالنّظر إلى نجاح أبي فريم في تحقيق هذه الصّفقة، فإنّ الشّركات النّاشئة الّتي تسعى إلى تحقيق خروجٍ مماثلٍ قد تستفيد من الاسترشاد بملاحظاته حول هذا الموضوع، وفيما يلي أهم نصائحه للشّركات النّاشئة الّتي ترغب في جذب المشترين المحتملين:

1. التركيز على قابلية التوسع

تركز العديد من الشّركات النّاشئة على خلق ميّزةٍ تنافسيّةٍ، بينما يكون بناء نموذج قابلٍ للتّوسّع أكثر جاذبيّةً للاستحواذ، وينبغي أن تثبت الشّركات النّاشئة قدرتها على النّموّ والتّكيّف مع متطلّبات السّوق.

2. إظهار النجاح القابل للقياس

إظهار مؤشّرات نموٍّ ثابتةٍ وحضورٍ قويٍّ في السّوق أمرٌ ضروريٌّ، إذ تعتمد قرارات الاستحواذ بشكلٍ كبيرٍ على النّجاح القابل للقياس.

3.بناء شبكات استراتيجية

يجب أن يكون تكوين العلاقات والشّبكات القيّمة ممارسةً دائمةً في الأعمال، ويمكن للعلاقات مع الشّخصيّات البارزة في القطّاع أن تفتح الأبواب وتخلق فرصاً للاستحواذ أو التّعاون في المستقبل.

4. إعطاء الأولوية للشفافية

بناء الثّقة من خلال الشّفافيّة والتّنظيم هو عاملٌ حاسمٌ؛ فالوضوح في العمليّات والبيانات الماليّة والخطط المستقبليّة، إلى جانب التّوثيق الدّقيق، يُعزّز من ثقة المشترين المحتملين.

5. تبني الابتكار

التّحسين المستمرّ في الكفاءة التّشغيليّة والابتكار يبرز أنّ الشّركة لديها رؤيةٌ مستقبليّةٌ، وقادرةٌ على الازدهار في سوقٍ ديناميكيٍّ.

6. النظر في التوافق الثقافي

على الرّغم من أنّه ليس شرطاً أساسيّاً، إلّا أنّ تحقيق التّوافق الثّقافيّ مع الجهة المستحوذة يُمكن أن يجعل عمليّة التّكامل أكثر سلاسةً، ويمكن التّفكير في الأمر على أنّه البحث عن توافقٍ استراتيجيٍّ يجعل الاستحواذ مفيداً للطّرفين.

لا يتمحور تحقيق الاستحواذ النّاجح فقط حول الأرقام الماليّة أو التّقنية، بل يشمل الاستعداد التّشغيليّ، والشّفافيّة، وبناء العلاقات الاستراتيجيّة، والتّوافق الثّقافيّ. وتُظهر تجربة لوكيلي أنّ الاستحواذ ليس مجرّد صفقةٍ، بل هو تتويجٌ لعمليّةٍ مدروسةٍ من البناء والتّطوير والمواءمة الاستراتيجيّة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: