دعم الأمن الغذائي.. أبرز الشركات الناشئة التي نجحت في محاربة الجوع
شركاتٌ مميزةٌ تشارك في الحدّ من هدر الطعام وتوزيعه على المحتاجين، بدءاً من أبسط الوسائل وصولاً إلى أحدثها
حظيت فكرةُ بنوك الطعام باهتمامٍ واسعٍ في العديد من الدُّول، نظراً لأهميَّتها في دعم الطَّبقات الفقيرة وتوفير الوجبات الغذائيَّة والعمل جنبَّاً إلى جنبٍ مع المجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائيّ؛ للحصول على الغذاء والموارد التي يحتاجها السُّكَّان. وتقولُ شبكةُ تغذية أمريكا Feeding America؛ إنَّ القضاءَ على الجوع سيتطلَّب أكثر من مجرَّد الغذاء، مبيّناً بأنَّهم لهذا السَّبب يدعمون السِّياسات التي تعمل على تحسين الأمن الغذائيّ للجميع والعمل على معالجةِ الأسباب الجذريَّة للجوع، مثل: الصِّحَّة وتكاليف المعيشة والسَّكن. [1]
ما هو بنك الطعام؟
هو مؤسَّسةٌ غير ربحيَّةٍ تقوم بتخزين ملايين الأوزان من الطَّعام بأمانٍ، والتي يتمُّ تسليمها إلى برامج الغذاء المحليَّة. وبنوك الطَّعام موجودةٌ بأحجامٍ مختلفةٍ بعضها كبيرٌ جداً؛ ولكن بغضِّ النَّظر عن الحجم، فإنَّه يتمَّ التَّبرُّع بالأغذية التي يخزنونها من الجيران المحليّين وتجَّار التَّجزئة ومحلّات البقالة والمطاعم.
كيف تعمل بنوك الطعام؟
بحسب منظمة trussell trust، فإنَّه يوجد أكثر من 1300 مركزٍ لبنك الطَّعام في شبكتهم، وقد تختلفُ الخدماتُ الّتي تقدّمها بنوك الطَّعام من منطقةٍ إلى أخرى؛ لأنَّها تستجيبُ لاحتياجات مجتمعها لتقديم المساعدة والدَّعم للسُّكَّان المحليّين في الأزمات. [2]
ويتمُّ التَّبرع بالأغذية غير القابلة للتلف من قبل الجمهور في مجموعةٍ من الأماكن، مثل: المدارس والكنائس والشَّركات، بالإضافة إلى نقاط التَّجميع في السُّوبر ماركت، ثمَّ يتمُّ فرزها في طرودٍ غذائيَّةٍ طارئةٍ بواسطة أكثر من 28000 متطوِّعٍ؛ لتقديمها للأشخاص الَّذين يعانون من الأزمات.
وتحدَّثت Anastasia golovoko مديرة وكالة tino design عن "صعود تكنولوجيا الأغذيَّة: استكشاف ابتكارات الشَّركات النَّاشئة الواعدة في صناعة الأغذية"، وقالت: إنَّ جائحة كورونا أحدثت تغيَّيراتٍ كبيرةً في صناعة الأغذية، ومع التَّركيز المتزايد على الاستدامة والصِّحَّة والرَّاحة والسَّلامة، تتقدَّم الشَّركات النَّاشئة في مجال التُّكنولوجيا الأغذية؛ لتقديم حلولٍ مبتكرةٍ لهذه التَّحدَّيات. [3]
وقد قدّمت عدِّة شركاتٍ ناشئةٍ ابتكاراتٍ رياديَّةً في مجال منع هدر الطَّعام وإيصاله إلى محتاجيه، وإليكم بعضاً منها:
Hungry harvest
- اسم البلد: الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
- المؤسّس: إيفان لوتز.
- سنة التّأسيس: 2014.
شركة Hungry Harvest شركةٌ ناشئةٌ في مجال تكنولوجيا الأغذية، وتهدفُ إلى تقليل هدر الطَّعام ومعالجة انعدام الأمن الغذائيّ من خلال إنقاذِ المنتجات الفائضة التي قد لا يتمُّ بيعها، والتي ينتهي بها الأمر في مكبِّ النِّفايات. [4]
وتعمل الشَّركةُ على نموذجٍ قائمٍ على الاشتراك؛ بحيث يمكن للعملاء الاشتراك للحصول على تسليماتٍ أسبوعيَّةٍ أو نصف أسبوعيَّةٍ من المنتجات الطَّازجة التي تمَّ إنقاذها، كما للموقع الإلكترونيّ الخاصِّ بالشَّركة دوراً مهمّاً في نموذج أعمالها؛ حيث إنَّه بمثابة منصَّة للعملاء للتّسجيل في الاشتراكاتِ وتخصيصِ طلباتهم وإدارة عمليَّات التَّسليم الخاصَّة بهم.
Goodr
- اسم البلد: الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
- المؤسّس: جاسمين كرو.
- سنة التّأسيس: 2017.
كان لدى شركة Goodr رؤيةً مختلفةً للقضاء على الجوع والحدِّ من هدر الطَّعام في جميع أنحاء العالم؛ حيث إنَّها تربط الشَّركات التي لديها فائض من الغذاء بالمنظّمات غير الرِّبحية المحليَّة، ممّا يضمن توزيع الطَّعام الصّالح للأكل الذي قد يضيع على المحتاجين. [5]
حيث طوَّرت Goodr نموذج عملٍ فريدٍ يسخِّر قوَّة التُّكنولوجيا والخدمات اللّوجستيَّة؛ حيث إنَّهم يعملون مع شركاتٍ، مثل: المطاعم، والفنادق، ومحلَّات البقالة، لتحويل الطَّعام الزَّائد عن عمليّاتهم والذي عادة ما يتمُّ التَّخلُّص منه.
Spoiler alert
- اسم البلد: الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
- المؤسّسون: ريكي أشينفيلتر وإيميلي مالينا.
- سنة التّأسيس: 2015.
أما شركة Spoiler Alert، فهدفها تقليل هدر الطَّعام، وتساعد الشَّركات على إدارةِ المخزون الفائض والتَّواصل مع منظّمات استعادةِ الأغذيةِ؛ حيث يمكِّن الشَّركات من تحديد فائض الطَّعام المناسب للتَّبرُّع ويخلق آليَّةً سلسةً للتَّواصل مع بنوك الطَّعام المحليَّة ومخازن الطَّعام والمنظَّمات الخيريَّة الأخرى. [6]
شاهد أيضاً: The Waste Labs: شركة ناشئة في دبي تسعى لتقليل هدر الطعام
Winnow solutions
- اسم البلد: المملكة المتّحدة.
- المؤسّس: مارك زورنس.
- سنة التّأسيس: 2023.
شركةُ Winnow Solutions النَّاشئة، أحدثت ثورةً في أساليب الحدِّ من هدر الطَّعام؛ حيث إنَّها توفِّر تقنيةً قائمةً على الذَّكاء الاصطناعي، والتي تقع في قلبِ نظام مراقبة هدر الطَّعام الخاصِّ بها؛ حيث يمكن للمطابخ التِّجارية استخدام الصّناديق والموازين الذَّكية من Winnow؛ لتحديدِ وتوثيقِ كميّة الطَّعام الذي يتمُّ التَّخلُّص منه بسهولةٍ، ويتمُّ بعد ذلك تحليل هذه البيانات بواسطة خوارزميَّات الذَّكاء الاصطناعيّ الخاصَّة بـ Winnow؛ لتقديم رؤىً وتوصياتٍ قابلةٍ للتَّنفيذ لتحسين الكفاءة وتقليلِ الهدرِ. [7]
Farm to feed
- اسم البلد: كينيا.
- المؤسّسون: كلير فان إنك وأنوك بويرتيان.
- سنة التّأسيس: 2020.
شركة Farm to Feed هي عبارةٌ عن منصّةٍ ممكَّنةٍ رقميَّاً تركِّز على الحدِّ من فقد الأغذية وهدرها، وبالتَّالي تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ، وزيادة دخل المزارعين، وجعل الطَّعام المغذّي في متناول المستهلكين، يفعلون ذلكَ عن طريق تجميع المنتجات غير الكاملة والمنقذة والفائضة من شبكة تضمُّ الآلاف من المزارعين أصحاب الحيازات الصَّغيرة في جميع أنحاء كينيا وتوزيعها على العملاء، مثل: برامج التَّغذية، وأسواق البيع بالتَّجزئة، ومعالجات الأغذية بأسعارٍ معقولةٍ، كما أنَّهم يعملون حاليَّاً على إطلاق ائتمانات الكربون كمصدرٍ إضافيٍّ للإيرادات. [8]
يُشكِّل القضاء على الجوع تحديَّاً كبيراً على مستوى العالم، لا سيّما مع ازدياد أعداد الأشخاص الَّذين يعانون من انعدام الأمن الغذائيّ، فيما يبرزُ دور الشَّركات النَّاشئة والتَّطور التُّكنولوجيّ في إيصال تبرُّعات الطَّعام إلى المحتاجين ومساعدتهم عبر مبادراتِ بنوك الطَّعامِ.
لمزيدٍ من قصص النجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.