كيف يؤثر اختيار الشريك المناسب على نجاحك الماليّ وصحّتك؟

يؤكّد العلم أنّ الزّواج من الشّريك المناسب قد يعزّز فرصك في النّجاح الماليّ والمهنيّ، ولكن هل يحسّن أيضاً من صحّتك؟ تشير الأبحاث إلى أنّ الشّريك المثاليّ لا يؤثّر فقط على وضعك الماليّ، بل قد يكون له تأثيرٌ إيجابيٌّ على صحّتك كذلك.

يعدّ رجل الأعمال الشّهير وارن بافيت من أبرز المدافعين عن أهمّيّة اختيار الشّريك المناسب. حيث يرى أنّ هذا القرار هو واحدٌ من أهمّ القرارات الّتي تشكّل مسار الحياة. فالشّخص الّذي يشجّعك ويدفعك نحو الأفضل سيترك بصمةً إيجابيّةً على حياتك، ليس فقط من النّاحية الماليّة، بل على كافّة الأصعدة.

تدعم الدّراسات الحديثة هذا الرّأي؛ فقد كشف تقريرٌ صادرٌ عن "مكتب الإحصاء الأمريكيّ" عام 2021 أنّ الأزواج يتمتّعون بمستويات دخلٍ أعلى، وأنّ صافي ثروتهم يبلغ ثلاثة أضعاف ما يملكه غير المتزوّجين. كما أظهرت دراسةٌ أخرى أنّ الشّريك المسؤول والمنظّم قد يسهم في تحسين الأداء الوظيفيّ، وزيادة فرص التّرقية، ورفع مستوى الرّضا عن الحياة المهنيّة.

ولكن، رغم الفوائد العاطفيّة والماليّة، فإنّ الزّواج قد لا يكون مفيداً دائماً لصحّتك الجسديّة. فقد نشرت مجلّة "النّشاط البدنيّ والصّحّة" دراسةً أظهرت أنّ المتزوّجين يمارسون الرّياضة أقلّ من غير المتزوّجين، خاصّةً في الأنشطة البدنيّة المكثّفة مثل الجري ورفع الأثقال. ويعود السّبب إلى أنّ الوقت الّذي يقضيه الأزواج معاً يميل عادةً إلى الأنشطة الهادئة مثل مشاهدة التّلفزيون أو تناول الطّعام، ممّا يقلّل من احتماليّة ممارسة الرّياضة.

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أنّ الأزواج الّذين يعيشون معاً لفتراتٍ طويلةٍ قد يميلون إلى اكتساب الوزن وتراجع مستوى نشاطهم البدنيّ. وقد يكون ذلك نتيجةً للشّعور بالرّاحة والأمان في العلاقة، حيث يقلّ الاهتمام بالمظهر الخارجيّ والسّلوكيّات الصّحّيّة مثل ممارسة التّمارين وتناول الغذاء الصّحّيّ.

رغم ذلك، فإنّ اختيار الشّريك المناسب لا يعني التّخلّي عن هذه العادات الصّحّيّة. فممارسة الرّياضة وتناول الطّعام الصّحّيّ يظلّان من العوامل الأساسيّة للحفاظ على اللّياقة البدنيّة والصّحّة، حتّى مع التّقدّم في العمر. وقد أكّدت الدّراسات أنّ التّمارين الرّياضيّة تحسّن مرونة الدّماغ، وتزيد من حجم الحصين، وهو جزءٌ من الدّماغ مرتبطٌ بالذّاكرة.

في الختام، قد يسهم الزّواج من الشّخص المناسب في تعزيز مستقبلك المهنيّ وزيادة ثروتك، ولكنّه لا يضمن صحّةً أفضل ما لم تتّخذ قراراتٍ واعيةً للحفاظ على نمط حياةٍ صحّيٍّ. فالقيادة بالقدوة تظلّ المفتاح لتحقيق التّوازن بين حياتك المهنيّة والصّحّيّة والعاطفيّة، حيث تكون داعماً لشريكك ومشجّعاً له، ممّا يعزّز من قوّة العلاقة ونجاحها على جميع الأصعدة.