نمو شركتك يفتح الأبواب: كيف تضمن فرص الترقية لفريقك؟
يؤدّي توسّع الشّركات إلى خلق فرصٍ وظيفيّةٍ جديدةٍ مع زيادة التّرقيّات، حيث يصبح النّموّ عاملاَ رئيساً في تعزيز الأداء المهنيّ وتوسيع المسؤوليّات الإداريّة للموظفين
من أفضل النّصائح المهنيّة الّتي تلقيّتُها في بداية مسيرتي كانت أنَّ تطوّرَ فُرصي المهنيّة يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على معدّل نُموّ الشّركة الّتي أعمل فيها. بمعنىً آخر، إذا كُنتُ أريد التّقدُّم في مسيرتي المهنيّة، يجب أن تكونَ الشّركة التي أعمل بها تنمو بسرعةٍ كافيةٍ لتَخلُق لي فُرصاً جديدةً.
قد يبدو هذا الأمر بديهيّاً للأشخاص الّذين لديهم خبرةٌ طويلةٌ في العمل، لكن بالنّسبة لي كشخصٍ مبتدئٍ، كانت هذه النّصيحة بمثابة اكتشافٍ مهمٍّ، إذ كُنتُ أطمح لتطوير نفسي، ولذا فهمت أن نُموَّ الشّركة هو السّبيل لفتح أبواب التّرقيّة.
كيف يمكن لنموّ الشركة أن يُؤثّر على مسارك الوظيفي؟
عندما تنمو الشّركات، تزداد حاجتُها لتوظيف أشخاصٍ جددٍ وتوسيع فرق الإدارة، ممّا يُتيح فُرصاً للموظّفين الحاليّين للترقية. هذه الفُرص تحدث بشكلٍ طبيعيٍّ مع توسّع الشّركة، سواء كان ذلك من خلال فتح أسواقٍ جديدةٍ، أو إطلاق منتجاتٍ جديدةٍ، أو الدّخول في شراكاتٍ مع شركاتٍ أخرى. ومن وجهة نظر الموظّف، هذه الأوقات هي الفُرص المثاليّة للتّقدُّم في المسار المهنيّ، فكلّما نمتِ الشّركة، ظهرت مناصب إداريّةٌ جديدةٌ، ممّا يعني مزيداً من الفُرص للتّرقيات.
ماذا يحدث عندما تتوقف الشركة عن النموّ؟
لكن إذا توقفت الشركة عن النموّ، فإنَّ العكس يحدث. حينها تتقلص الفُرص، ويبدأُ الموظفون في التمسك بمناصبِهم لفتراتٍ أطول. هذا الركود يمكن أن يخلُق حالةً من الجمود، حيث ينتظر الموظفون الطموحون سنواتٍ طويلةً للحصول على ترقيةٍ، ممّا يشبه حالة السفينة التي تتوقف وسط البحر بسبب انعدام الرياح، في هذه الحالة، حتى لو كنت موظفاً مميزاً، فإن فُرص الترقية ستصبح محدودةً للغاية، وقد تشعر بأنّ مسارَك المهني قد توقف.
اتخاذ القرار في الوقت المناسب
في بداية مسيرتي المهنية، بعد أن حصلت على عدة ترقياتٍ، بدأت أراقب خطة الشركة المستقبلية، ووجدت أنها لم تكن تسعى إلى تحقيق نُموٍّ كبيرٍ. لم يكن هناك رؤيةٌ واضحةٌ لتوسيع الشركة، ممّا يعني أنّ فُرص الترقيات كانت ستصبح نادرةً في المستقبل. لذلك، اتخذت قراراً بمغادرة الشركة والبحث عن مكانٍ آخر يمكنني فيه مواصلة تطوير مسيرتي.
دور الرّؤساء التّنفيذيين في مسيرتك المهنيّة
بالنّسبة للرّؤساء التّنفيذيّين والقادة، الدّرس المهمّ هنا هو أنَّ خططَهم لتطوير الشّركة تلعب دوراً كبيراً في تحديد ما إذا كان الموظّفون المميّزون سيبقون أو يغادرون، فإذا كانت الشّركة لا تنمو، فإنّ الفُرص ستصبح نادرةً، ممّا قد يدفع أفضل موظّفيك للبحث عن فُرصٍ أخرى. أمّا بالنّسبة للموظّفين، وخاصةً من هم في بداية حياتهم المهنية، من المهمّ أن يفهموا أنَّ التّرقيةَ لا تأتي فقط بسبب الأداء الجيّد، فإذا كانت الشّركة لا تنمو، قد لا تتاح لك الفُرصة للتّرقي حتّى وإن كُنتَ تستحقّها.
في النّهاية، يرتبط نجاحُك المهنيُّ بنجاح ونُموّ الشّركة الّتي تعمل بها، فإذا كانت الشّركةُ تنمو، ستتوفّر لك المزيد من الفُرص للتّقدُّم، أمّا إذا توقّفت الشّركة عن النّموّ، فقد تجد أنَّ مسيرتَك المهنيّة عالقةٌ في مكانها. لذا، سواء كُنتَ موظّفاً أو قائداً، لا تغفل عن أهمّية ربط نُموّ الشّركة بتطوّر مسيرتِك المهنيّة.