الرئيسية التنمية القيادة الذكية: متى يجب التوقف عن الأساليب غير المثمرة؟

القيادة الذكية: متى يجب التوقف عن الأساليب غير المثمرة؟

القادة الناجحون لا يعتمدون فقط على الجهد المستمرّ، بل يدركون أهمّية التّوقف عن اتبّاع طرق لا تُحقّق النّتائج المرجوّة ويبحثون عن بدائل أكثر فعاليّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في كثيرٍ من الأحيان، لا يكمن التحدّي الأكبر في القيادة في القدرة على بدء شيءٍ جديدٍ، بل في معرفة متى يجب التوقّف عن متابعة الأساليب التي لم تُحقّق النّجاح المطلوب. من الشّائع أن تدفعَنا غريزتُنا إلى تكرار نفس الإجراءات بطرقٍ مختلفةٍ على أمل تحقيق نتائج جديدةٍ، ولكن في الواقع، الحلُّ ليس في زيادة الجهد، بل في تبنّي استراتيجيّةٍ جديدةٍ كليّاً.

فهم تضاريس الانقراض

الدكتور رينولدز، أستاذ علم النّفس في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، قدّم لي درساً لا يُنسى استمرَّ في ذهني لعقودٍ، إذ شرح لنا مفهومَ تضاريس الانقراض، وهو مصطلحٌ يصفُ الطّريقة الّتي نتعاملُ بها مع الفشل في سلوكيّاتِنا المُعتادة؛ الدّرس الّذي قدّمَه كان بسيطاً، ولكن عميقاً في أثره على فهمِنا للسّلوك غير المُنتِج.

مثالٌ من الحياة اليوميّة

أحد الأمثلة العمليّة الّتي قدّمها الدّكتور رينولدز كان عندما وقف ذات يومٍ أمام باب أحد الفصول الدّراسيّة المُغلق، حاول فتحَه بطرقٍ مختلفةٍ، أدار المقبض في جميع الاتّجاهات، ثم حاول بقوّةٍ أكبر، وأخيراً استمرَّ في محاولة فتحه بنفس الطّريقة لفترةٍ أطول. ومع ذلكَ، لم يتمكّن من فتح الباب. هذا الموقفُ البسيط يعكس تحدياتنا اليوميّة في القيادة والعمل، فعندما نواجهُ مقاومةً أو فشلاً في تحقيق النّتائج المرجّوة، يكونُ ردُّ فعلنا الأوّل عادةً هو التّمسّك بنفس الطّريقة ومحاولة بذل المزيد من الجهد، بدلاً من التّراجع وتقييم الوضع واستكشاف طرقٍ جديدةٍ.

كسر الدّورة المُفرَغة

الدّرس الرّئيسيُّ هنا هو ضرورة التّحرّر من الدّورات المُفرَغة للسّلوك غير المُنتِج، فبدلاً من الاستمرار في تنفيذ نفس الاستراتيجيّة، علينا أن نعرفَ متى يجب أن نتوقّفَ ونبدأ في إعادة التّفكير في مقاربتنا للمشكلة، إذ إنّ التّغيير قد يتطلّبُ نظرةً جديدةً وإعادة تقييمٍ كاملةً لما نقومُ به، وهو أمرٌ ضروريٌّ لأيّ قائدٍ يرغب في تحقيق نتائج فعّالةٍ ومستدامةٍ.

التّفكير الاستراتيجيُّ في القيادة

لكي نكون قادةً فعّالين، علينا أن نُدركَ أنَّ التّمسّكَ بالأساليب القديمة -الّتي لا تنجح- قد يكون ضارّاً بالتّقدّم، فعلى القائد النّاجح أن يكونَ مرناً وقادراً على تقييم المواقف بموضوعيّةٍ، وألّا يخشى من تغيير المسار أو تبنّي استراتيجيّاتٍ جديدةٍ.

باختصارٍ، القدرةُ على التوقّف عن ممارسة السّلوكيّات غير المثمرة هي مهارةٌ قياديّةٌ حيويّةٌ؛ إنّها تتطلّبُ شجاعةً ومرونةً وتفكيراً استراتيجيّاً، القادةُ الذين يستطيعون التّوقّف عن العادات غير المُنتِجة واحتضان التّغيير هم القادةُ الّذين سيقودون فرقَهم ومؤسّساتهم نحو النّجاح المُستدام.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: