كيف يزيد النطاق الصحيح من قيمة علامتك التجارية؟

تخيّل نفسك في متجر للبقالة، على وشك الانطلاق إلى حفلة عشاء. تتجوّل في ممرِ النبيذ، بحثاً عن زجاجةٍ لتأخذها معك. لديك خبرة بسيطة بالنّبيذ، وتعلم أنّ مضيفك يعتبر نفسه خبيراً في هذا المجال، لذا تسعى للحصول على شيء راقٍ.

جريج، الذي يقيم الحفلة، يفضّل النّبيذ الطّبيعي. تجد بضعة خيارات. زجاجةٌ واحدةٌ مزيّنة برسمٍ فنيٍّ رائعٍ على الملصق، نصٌ مكتوبٌ بخط اليد، وفتحةٌ فلينية. الأخرى تأتي بغطاء لولبي ولا شيء سوى اسم النبيذ على الملصق.

ستختار لجريج الزجاجة الجذّابة بالطبع!

في الواقع، يتّجه الغالبية العظمى لاختيار الزجاجة ذات المظهر الجذّاب. النبيذ في الزجاجة ذات الشكل البسيط قد يكون متميزاً، لكنه قد لا يلفت الانتباه، وبالتالي، قد لا تحظى الكروم التي أنتجته بفرصة الاستمرار لفترة طويلة.

هذا يحدث دائماً؛ نقيّم العلامات التجارية استناداً إلى جودتها وموجوداتها، مُقدّرين بعضها ومُهملين البعض الآخر.

وبالنسبة لغالبية الشركات، الاسم والنطاق المُطابق يُعدان من أهم موجودات العلامة التجارية.

قيمة العلامة تبدأ بنطاقٍ قابلٍ للتمييز

لنلقي نظرةً على بعض الإحصائيات: قيمة علامتك التجارية تمثّل نسبةً معيّنةً من القيمة الإجمالية لشركتك. حسب ما ورد في مجلة إدارة العلامة، يمكن لهذه النسبة أن تتراوح بين 5% و23% من القيمة الكلّية للشركة، كما ذُكر في المجلة الاقتصادية.

إذا قمت بشراء نطاقٍ فريد ومميّز بمبلغ 10,000 دولار، وأنشأت حوله علامةً تجاريةً بقيمة 5 ملايين دولار خلال خمسة أعوام، فإن استثمارك الأولي البالغ 10,000 دولار سيكون قد أسفر عن تحقيق ما بين 750,000 دولار و3,450,000 دولار، استناداً إلى النسب المذكورة في مجلة إدارة العلامة والمجلة الاقتصادية. هذه القيمة المضافة تأتي مباشرةً من قوة علامتك التجارية، التي تعتمد بشكل كبير على النطاق المميز الذي اخترته.

ما الذي يجعل النّطاق مميزاً؟

عندما أتحدث عن "نطاقات مميزة"، قد يتراود إلى ذهنك مباشرةً نطاقاتٌ عالية الجودة مكوّنةٌ من كلمةٍ إنجليزية واحدة، مثل Slack.com أو Hinge.com أو Notion.com.

وبالفعل، هذه نماذج مثالية لنطاقاتٍ مميزة؛ فالنطاقات ذات الكلمة الواحدة تُعزّز قيمة عملك بشكلٍ كبير وتعتبر استثماراً ممتازاً. لكن، قد تكون مكلفة للشركات الصغيرة أو المُبتدئة.

لا داعٍ للقلق، لأنّ هذا لا يعني أنّ أصحاب الميزانيات المحدودة لا يستطيعون الحصول على نطاقاتٍ مميّزة، فالنطاقات المميّزة ليست مقتصرةً على الكلمات الإنجليزية الفردية فحسب؛ بل تتضمّن الأسماء سهلة النطق والتذكّر والتي تُعبِّر عن رؤية العلامة التجارية.

وهناك عدة فئات من النطاقات المميزة التي تُظهر نجاحاً متكرراً. فدعنا نستعرض بعض النطاقات المميزة التي ساهمت في نجاح العديد من الشركات:

• أسماء مركبة: مثل إنستاجرام، غروبون، بينتيريست
• أسماء مُدمجة: مثل باي بال، هابي ريتيرنز
• تهجئة مُبتكرة: مثل ليفت، تمبلر
• تحويلات: مثل زابوس، شوبيفاي

بالتأكيد، يمكنك التفكير في العديد من الأمثلة لكل فئة. لكنّ العامل الأساسي لاختيار اسمٍ مميّز يتمثّل في العثور على التّوازن المثالي بين سهولة الاستخدام، والمعنى، والصلة، والقصة التي يرويها الاسم.

ما دور الأسماء القابلة للتمييز؟

تلفت الأسماء القابلة للتمييز انتباه جمهورك. وفي بعض الحالات، تُعزّز الرابط بين علامتك التجارية والأفكار المُسبقة لدى الجمهور. وقد تُثير الفضول لدى الأفراد لتوجيه الأسئلة، أو حتى تُلهمُهم لحفظ اسم نطاقك. مثلاً، HappyReturns.com يُثير الإعجاب بكلمة "السعادة" ويُثير الفضول حول كيفية جعل عملية الإرجاع "سعيدة". النتيجة؟ تُسهّل الشركة عملية إرجاع المُنتجات المُشتراة عبر الإنترنت عن طريق السماح بإعادتها بسهولة إلى مواقع فيزيائية.

بفضل هذا التأثير، يُعزّز النطاق القابل للتمييز من جاذبية موقعك، مُشجعاً المستخدمين على زيارته مرات عديدة، كما يُحفّز الكلام الشّفوي أيضاً. من الضروري أن ينسجم النطاق والاسم الجيّد مع شخصية وقيم علامتك التجارية، ليوضّحوا للعملاء ما ينتظرهم عند اختيار منتجاتك أو خدماتك. وبالتالي، تلعب النطاقات القابلة للتمييز دوراً مركزياً في تكوين تجربة العميل وفي بناء علامةٍ تجارية يعترف بها ويُفضّلها الناس.

ختاماً

يحدّد اسم النّطاق الخاص بك نظرة عملائك لعملك. وهذا ما يجعله واحداً من أكثر موجوداتك قيمة، سواءً اشتريته مقابل 2000 دولار أو مليون دولار. تماماً مثل تلك الزجاجات من النبيذ، قد يظلّل اسم النّطاق السيء منتجاً رائعاً. كما لن يشتري منك الناس إذا لم يثقوا بعلامتك التجارية أو يزوروا موقعك. وهذا هو سبب أهمية النطاقات القابلة للتمييز إذ تقدّم لك أفضل فرصةٍ ممكنةٍ لبناء علامة تجارية قيمة. والباقي عليك!