التخيل العميق: سرّ تحقيق الأهداف وجذب الإنجازات
تعرّف على كيفيّة استخدام الخيال كأداةٍ فعّالةٍ لتحقيق النّجاح الماليّ والوصول إلى مكانة المليونير
يعتقدُ الكثيرون أنَّ النّجاح مرتبطٌ بالعمل الجادّ وحدهُ، إلَّا أنَّ هذه الفكرة الشّائعة قد تكون مُضلّلةً إلى حدٍّ كبيرٍ، فالعمل الشاقُّ وحده لا يكفي للوصول إلى الأهداف، وإنَّما الأمرُ يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على طريقة التّفكير والذّهن الذّي يُدير ذلك العمل، إذ هناك تقنياتٌ عقليّةٌ وممارساتٌ تتجاوز مجرّد بذل الجهد البدنيّ أو العقلي، وتساعد على تحقيق النّجاح بسرعةٍ وفعاليّةٍ أكبر، ومن أبرز هذه الأدوات العقليّة: التخيل العميق (Visualization)، الّذي يتحدّث عنه المدرّبون والخبراء في تحقيق الأهداف الماليّة والشّخصيّة.
التخيل العميق ودوره في تحقيق الأهداف
يُوضّح المُدّرب والاستشاريُّ جيه في كروم الثّالث، وهو رجل أعمالٍ ناجحٌ حقّق ملايين الدّولارات في سنٍّ مبكرةٍ، أنَّ التخيل العميق لا يقتصر فقط على الرّياضيّين الّذين يتخيّلون أنفسهم يُحقّقون الانتصارات، بل يُمكن أن يكونَ أداةً فعالةً لتحقيق النّجاح الماليّ والتّجاريّ أيضاً. وفقاً لهُ، لا يرتبط النّجاح بمقدار الجهد المبذول فقط، بل بما يحدث داخل العقل. بمعنى آخرَ، أيُّ شيءٍ تريدهُ في الحياة يجب أن يتشكّل أوّلاً في عقلكَ قبل أن يتحقّقَ في الواقع.
يُشير كروم إلى أنَّ معظمَ النّاس يعلقون في حالةٍ من الرّغبة المستمرّة، دون أن يتمكّنوا من تصوّر أنفسهم في حالة الإنجاز، هذه الرّغبة العاطفيّة تظلُّ حاجزاً يمنعهم من تحقيق أهدافهم، على عكس الأشخاصِ الّذين يستخدمون التّخيّل بشكلٍ صحيحٍ، حيث يتخيّلون أنفسهم وهم يعيشون النّجاح بالفعل، ويشعرون بما يعنيه أن يكونوا أثرياء أو ناجحين.
الخطوة الأولى نحو الحريّة الماليّة
في كتابه "المليونير الواعيُّ: تنميةُ عملك من خلال إحداث فرقٍ"، يتحدّثُ كروم عن تصوّر المليونير الواعي وهو مستوى عالٍ من التّخيّل الّذي يتجاوز الأساليب التّقليديّة، هذه التّقنية لا تُمكّن الفرد فقط من وضع أهدافه، بل تُتيح له العيش بأقصى إمكاناته، يتعلّم النّاجحون كيفيّة تجاوز مشاعر الرّغبة والانتقال إلى حالةٍ ذهنيّةٍ يعيشون فيها النّجاح حتى قبل تحقيقه، إذ يعيش هؤلاء الأشخاص كلَّ يومٍ كما لو أنّهم قد حقّقوا أهدافهم بالفعل، ويذهبون إلى الفراش، وهم يشعرون بالامتنان للإنجازات الّتي يسعون لتحقيقِها؛ هذه العقليّة تجعلهم يتّخذون قراراتٍ صغيرةً تُؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على حياتهم اليوميّة.
اتّخاذ القرارات الصّغيرة الّتي تؤدي إلى النّجاح
من المهمّ أن ندركَ أنَّ تصوراتِنا الذّهنيّة تُؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على القرارات الّتي نتّخذها يوميّاً، نتّخذ آلاف القرارات الصّغيرة كلَّ يومٍ، وهذه القرارات تتراكم لتؤدّي إمّا إلى النّجاح أو البقاء في نفس الوضع الحاليّ، ومن خلال التّخيّل المستمرِ، يضع الفرد نفسه في حالةٍ من الإنجازِ، ممّا يدفعُه إلى اتّخاذ خطواتٍ فعليّةٍ نحو أهدافه.
شاهد أيضاً: 4 كتب لتعزيز التفكير الابتكاري والنجاح الريادي
تجربةٌ بسيطةٌ للتّخيل
لإيضاح هذه الفكرة، يُمكن تجربة تمرينٍ بسيطٍ: أغمض عينيك وتخيّل أنَّك قد حقّقت جميع أحلامكَ الماليّة والمهنيّة. كيف تشعرُ؟ كيفَ تبدو حياتك في هذا الوضع الجديد؟ ما هي التّغييرات الّتي تطرأُ على سلوككَ؟ من الّذي يدعمُك؟ ما التّحديّات الّتي تواجهها وأنتَ في هذا الوضع؟
الهدف من هذا التّمرين هو وضع نفسكَ في حالةٍ ذهنيّةٍ جديدةٍ تمكّنك من اتخاذ خطواتٍ عمليّةٍ نحو تحقيق هذه الأهداف، معَ الحفاظ على هذه الحالة الذّهنيّة القويّة.
التخيل العميق هو أحد الأدوات الأكثر فعاليّةً لتحقيق النّجاح في الحياة، سواء كان ذلك في المجال الماليّ أو الشّخصيّ، ومن خلال تغيير الطّريقة الّتي ننظرُ بها إلى أنفسِنا وإلى أهدافِنا، يمكنُنا تحقيق نتائج غير متوّقعةٍ وسريعةٍ. لا يكفي أن نعملَ بجدٍّ، بل يجب أن نعملَ بذكاءٍ، ونستفيد من قوّة التّخيّل الّتي تجعلنا نعيش النّجاح قبل أن يتحقّقَ فعليّاً.