كيف يستغل الرؤساء التنفيذيون الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام؟

أصبح الذكاء الاصطناعي لاعباً رئيسيّاً في مختلف قطّاعات الأعمال، حيث باتت استخداماته تتوسّع بشكلٍ كبيرٍ لتشمل المهامّ الّتي كانت تستغرق الكثير من الوقت والجهد البشريّ، فأظهرت دراسةٌ حديثةٌ نُشرت في مجلّة "هارفارد بيزنس ريفيو" (Harvard Business Review) أنّ نماذج الذكاء الاصطناعيّ يمكن أن تتفوق على البشر في مجالاتٍ متعدّدةٍ، مثل تصميم المنتجات وتحليل السّوق واتّخاذ القرارات المتعلّقة بالرّبحيّة. ومع ذلك، لا يُظهر الرّؤساء التّنفيذيون اهتماماً كبيراً باستبدال أنفسهم بهذه الأدوات، بل يسعون للاستفادة منها لتحسين كفاءة العمل.

وفي هذا السّياق، عبّر أكثر من 20 رئيساً تنفيذيّاً عن أهميّة الذكاء الاصطناعيّ في تحسين الإنتاجيّة، وأوضحوا أنّ أدواتٍ مثل "شات جي بي تي" ChatGPT))، تسهم في تسهيل المهامّ المتعلّقة بالعصف الذّهنيّ، وكتابة التّقارير، وإدارة الوقت، ممّا يوفر الكثير من الوقت الّذي يمكن استثماره في اتّخاذ قراراتٍ استراتيجيّةٍ أكثر أهميَّةٍ.

كيف يستفيد الرؤساء التنفيذيون من الذكاء الاصطناعي؟

يستخدم الرّؤساء التّنفيذيون الذكاء الاصطناعي بأربعة طرقٍ لتحقيق أقصى استفادةٍ ممّكنةٍ، وهي كالتّالي:

تسهيل العلاقات مع المستثمرين

استخدم ماكس كوبي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "أبستراكس" (Abstrax)، الذكاء الاصطناعي لتحضير تقارير المستثمرين، حيث أدخل بيانات شركته في نموذج "جي بي تي" وطلب منه إعداد تقريرٍ ماليٍّ مخصّصٍ للمستثمرين. ورغم أنَّ النّتائج كانت بحاجةٍ لبعض التّعديلات، إلّا أن كوبي قدّر أنَّ التّقنية وفّرت عليه، وعلى المدير الماليّ ما يقارب أربع ساعاتٍ من العمل.

مراجعات أداء الموظفين بشكلٍ أسرع

استخدمت ستايسي جونز، الرّئيس التّنفيذيّ لوكالة "هوليوود براندِد" (Hollywood Branded) لشراكات العلامات التجاريّة، الذكاء الاصطناعيّ لتوليد تقارير مفصّلةٍ عن أداء موظفيها. وبناءً على مدخلاتٍ بسيطةٍ، أنشاء البرنامج تقارير عن نقاط القوّة والضّعف لكلّ موظّفٍ وكيفيّة تحسين أدائهم، فقد ساهمت هذه الأداة في توفير أكثر من 16 ساعة عملٍ لكلّ موظّفٍ، علاوةً على ذلك، حوّلت مراجعات الأداء التّقليديّة إلى تجربةٍ غنيّةٍ بالتّفاعل والتّوجيه.

أتمتة مستندات المشتريات

عندما يتعلّق الأمر بالرّد على طلبات تقديم العروض (RFPs) من العملاء المحتملين، استخدم لوك تومازيوسكي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "بروكسي بيكس" (ProxyPics)، الذكاء الاصطناعي لتوفير الوقت والجهد، حيث استغلّ تومازيوسكي الذكاء الاصطناعي لتخزين المعلومات المطلوبة والردّ عليها بسرعةٍ، ممّا أدى إلى توفير ما يصل إلى 40% من الوقت المعتاد لهذه العمليّات.

المراجعة القانونيّة السّريعة

استخدم ريان شيفكي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "ليد لايزون" (Lead Liaison) المُتخصّصة في أتمتة المبيعات، الذكاء الاصطناعي في مراجعة العقود القانونيّة بسرعةٍ وبدقةٍ. فبدلاً من انتظار المحامي لمراجعة التّعديلات القانونيّة، اعتمد على الذكاء الاصطناعي لمقارنة العقد المُعدّل بالنّسخة الأصليّة، ممّا وفّر الوقت، وخفّض التّكاليف القانونيّة بنسبةٍ تصل إلى 90%.

أخيراً، بات الذكاء الاصطناعي أداةً لا غنى عنها للرّؤساء التّنفيذيّين في تسهيل عمليّات اتّخاذ القرار وإدارة الشّركات بفاعليّةٍ أكبر، ومع التّقدّم المستمرّ في هذه التّقنيّة، من المُتوقّع أن تتوسّع استخداماتها لتشمل المزيد من الوظائف الحيويّة في المستقبل.