أبرز 3 اتجاهات توظيف في سوق العمل الحالي
استطلاعٌ جديدٌ يكشف تأثير مواقع التوظيف الإلكترونيّة، والذكاء الاصطناعي، ونقص المواهب على استقطاب المرشّحين المناسبين وإدارة عمليّات التوظيف
في ظلّ تباطؤ سوق العمل وتغيّرات بيئة التوظيف، تواجه الشّركات اليوم تحدّياتٍ مختلفةٍ فيما يتعلّق باستقطاب المواهب المناسبة وإدارة عمليّات التوظيف بكفاءةٍ. وفي هذا السّياق، تكشف الأبحاث الجديدة أنّ هناك ثلاثة اتجاهاتٍ رئيسيّةٍ تبرز بقوّةٍ رغم هذا التّباطؤ.
زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التوظيف
أظهرت الدّراسة أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسيّاً في عمليّة التوظيف، حيث تتبنّى الشّركات هذه التّقنيّة بسبب سرعتها. ففي عام 2024، قال 14.7% من أصحاب العمل إنّهم يستخدمون الذّكاء الاصطناعيّ في عمليّات التوظيف، وهذا يمثّل زيادةً بنسبة 200% مقارنةً بعام 2023، إذ يتمّ استخدام الذّكاء الاصطناعيّ في كتابة أوصاف الوظائف وصياغة الرّسائل للمرشّحين، وهي أدواتٌ تُساهم في تحسين كفاءة وفعّالية عمليّات التوظيف.
ومن ناحيةٍ أخرى، شهد الباحثون عن العمل أيضاً تبنّياً متزايداً لأدوات الذّكاء الاصطناعيّ، حيث صرّح 17.3% منهم أنّهم استخدموا هذه الأدوات لكتابة سيرهم الذاتيّة وخطابات التّقديم في 2024، مقارنةً بنسبةٍ ضئيلةٍ بلغت 2.8% في العام السّابق، وهذا يعكس التّغيّر السّريع في كيفيّة تعامل الأفراد والشّركات مع التّكنولوجيّا.
نقص المواهب المؤهّلة مستمرٌّ، رغم توازن سوق العمل
رغم زيادة معدّلات البطالة الّتي من المفترض أن تُؤدّي إلى توفّر عددٍ أكبرٍ من المرشّحين، إلّا أنّ نقصَ المواهب المؤهّلة لا يزال يُمثّل تحدّياً كبيراً، حيث يشير 63.3% من المسؤولين عن التوظيف إلى أنّ استقبالَ عددٍ كبيرٍ من المتقدّمين غير المؤهّلين هو من أكبر المشكلات الّتي تواجههم، كما أنَّ 39.1% منهم يرون أنّ هناك نقصاً كبيراً في عدد المُرشّحين بشكلٍ عامٍ.
هذا النّقص المستمرّ في المواهب يعود لأسبابٍ مُتعدّدةٍ، منها فجوة المهارات المتزايدة وانخفاض نسبة مشاركة العمالة في السّوق، إضافةً إلى ذلك، هناك عددٌ متزايدٌ من الموظفين الذين يفضّلون البقاء في وظائفهم الحاليّة، ممّا يحدّ من توفّر المواهب الجديدة.
كما قد يكون أحد أسباب هذا النّقص هو أنّ بعض الشّركات لا تتبع ممارساتِ توظيفٍ فعّالةً، مثل نشر إعلانات وظائفٍ غير واضحةٍ أو عدم تقديم معلوماتٍ جذّابةٍ حول الرّواتب والمزايا، كما أنَّ عدم الاستجابة السّريعة من قبل الشّركات لطلبات المرشّحين قد يؤدّي إلى إحباطهم وانسحابهم من عمليّة التوظيف.
مواقع التوظيف الإلكترونيّة تتطوّر وتتكيّف مع التّغيّرات
رغم أن مصطلحَ لوحات الوظائف قد يبدو قديماً، إلّا أنّ هذه الأدوات لا تزال تلعب دوراً محوريّاً في عمليات التوظيف الحديثة، وفقاً للدّراسة الّتي أُجريت، يستخدم حوالي 70% من أصحاب العمل مواقع التوظيف الإلكترونيّة في معظم أو جميع عمليّات التوظيف، ويُتوقّع 34.3% منهم زيادة الاعتماد عليها في المستقبل.
فهذه المواقع لم تعد مجرّد مواقعٍ لنشر الإعلانات، بل تطوّرت إلى منصّات توظيفٍ متكاملةٍ تعتمدُ على الذكاء الاصطناعي لتسهيل عمليّات التوظيف، ومن بين الأدوات الحديثة الّتي تُقدّمها هذه المواقع: رسائلٌ تلقائيّةٌ للتّواصل مع المرشّحين، وأدواتٌ لتحليل السّير الذاتيّة باستخدام الذّكاء الاصطناعيّ، وتكاملاتٌ مع أنظمة تتبع المتقدّمين (ATS)، هذه الأدوات تُتيح لأصحاب العمل تحسين عمليّة استقطاب المواهب والتّواصل معهم بشكلٍ أكثر فعاليّةً.
مستقبل التوظيف
يبدو أنّ الاتّجاهات الثّلاثة السّابقة تُؤكّد أنّ الشّركات التي تتبنّى التكنولوجيّا بذكاءٍ وتعمل على تحسين ممارسات التوظيف ستكون الأكثر قدرةً على المنافسة في المستقبل، سواء من خلال اعتمادٍ أكبر على الذكاء الاصطناعيّ أو عبر تحسين أدوات الاتّصال واستقطاب المواهب، أو حتّى مراجعة متطلّبات الوظائف وتعديلها لتكون أكثر مرونةً، فإنّ النّجاحَ في التوظيف مستقبلاً سيكون حكراً على الشّركات القادرة على التّكيّف مع هذه التّغيّرات.
في الختام، على الرّغم من التّباطؤ الظّاهر في سوق العمل، إلّا أنّ التوجّهات الجديدَة تُؤكّد أنّ هناك دائماً فرصاً للتّحسين والابتكار، خصوصاً مع الاعتماد المُتزايد على التّكنولوجيّا واستمرار البحث عن المواهب المُؤهّلة.