الذكاء الاصطناعي في التعليم: نحو تجربة تعليمية ثورية
أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم وكيفية تحقيق الفوائد المحتملة من خلال تعزيز القيادة، محو الأمية الرقمية، وتطوير المهارات التقنية للمعلمين والطلاب
يبدو من السَّذاجة الاستمرار بالنَّهج التَّعليميّ التَّقليديّ السَّائد حاليّاً، دون البحث عن جوابٍ لسؤال كيف يُمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم؟ فالأنظمة الذَّكيَّة التي دخلت مجال الرّعاية الصّحيَّة، والإعلام، وكافَّة مناحي الحياة تقريباً، لن تقف عاجزةً أمام تعليم الطُّلاب، وهنا يبرز دور الحكومات في تأمين البنية التَّحتيَّة اللَّازمة؛ لضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم وتأهيل الطُّلاب والمعلِّمين استعداداً لتجربةٍ تُعدُّ اليوم ثورةً حقيقيَّةً في العالم.
تعريف الذكاء الاصطناعي في التعليم
الذكاء الاصطناعي في التعليم، عبارةٌ عن عمليَّة دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها داخل الفصل الدّراسيّ، بهدف تعزيز تجارب التَّدريس والتَّعلُّم، كما يستفيد هذا النَّهج متعدِّد الأوجه من خوارزميَّات الذكاء الاصطناعي وأدواته لتحليل بيانات الطُّلاب وتفسيرها.
إضافةً إلى ما سبق، فإنَّ الاستفادة تكمن في تخصيص المحتوى التعَّليميّ، وأتمتة المهامّ الإداريَّة، وتقديم تعليقاتٍ تكيفيَّةٍ، ويساعد المعلّمون والمعلّمات في تحديد الطُّلاب المتعثِّرين وتقديم الدَّعم المخصِّص المطلوب لتقليل العوائق التي تحول دون النَّجاح والتَّفوُّق. والذكاء الاصطناعي في التعليم، يشير كذلك إلى استخدام التُّكنولوجيا؛ لمعالجة العوامل المعرفيَّة والجسديَّة والأكاديميَّة والاجتماعيَّة والعاطفيَّة التي تؤثِّر على التَّعلُّم. [1]
باختصارٍ، يستطيع الذكاء الاصطناعي إحداث ثورةٍ حقيقيَّةٍ في حقل التَّعليم، فهو المُعلِّم الذي لا يتعب ولا يَمَلُّ، بالمقابل لا يجب أن تخلو العمليَّة التَّعليميَّة من وجود الأستاذ البشريّ القادر على معرفة واكتشاف مشاكل الطُّلاب النَّفسيَّة والتَّفاعل معهم بالحسّ الإنسانيّ.
شروط عمل نظام الذكاء الاصطناعي في التعليم
على بساطتها، فإنَّ شروط عمل نظام الذكاء الاصطناعي في التعليم قد لا تكون متوفّرةً في العديد من البلدان، وللأسف فإنَّ كثيراً من الدُّول العربيَّة لا تحقّقُ تلك الشُّروط المتمثِّلة بوجود البنية التَّحتيَّة اللَّازمة، من إنترنت سريعٍ ومتوفِّرٍ على مدار السَّاعة، كذلك أن تكون تكاليفه منطقيّةً تراعي دخل الفرد، ولا ننسَ توافر المعدَّات الرَّقميَّة اللَّازمة لعمليَّة التَّعليم، والتَّأكُّد من تدريب المعلّمين والمعلّمات عليها.
بالمقابل يبدو توفُّر تلك الشُّروط ذا فائدةٍ عظيمةٍ بالنّسبة لمعظم الدُّول، قياساً بما يقدِّمه الذكاء الاصطناعي من مزايا، مثل التَّعلُّم الشّخصيِّ، والتَّغذية الرَّاجعة، ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه يحمل الوعد بمعالجة العديد من مشكلات التَّعليم المستمرَّةِ، مثل التَّعليم غير المكتمل وإرهاق المعلّمين.
شاهد أيضاً: الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: توظيف تطبيقاته بتعلم اللغة
ويمكن لواضعي السّياسات وقادة التَّعليم إعداد القوى العاملة المستقبليَّة، عبر تنفيذ خمس سياساتٍ أساسيَّةٍ تُعدُّ شرطاً للمساعدة في تحقيق الفوائد المحتملة من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وهي: [2]
- تعزيز القيادة: من خلال إنشاء فريق عملٍ للذكاء الاصطناعي في مجال التَّعليم يضمُّ خبراء ومعلِّمين وطلاب وأعضاء المجتمع، ويمكن لفريق العمل هذا أن يدفعَ الابتكار والتَّأكُّد من توافق الذكاء الاصطناعي مع الأهداف التَّعليميَّة.
- تعزيز محو أمية الذكاء الاصطناعي: من خلال دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدّراسيَّة، وتعليم الطُّلاب كيفيَّة تقييم الذكاء الاصطناعي ومخرجاته بشكلٍ نقديٍّ، إذ يُمكن للطُّلاب أن يصبحوا مبدعين مطلعين على التِّقنيات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من خلال فهم إمكانات الأنظمة الذَّكيَّة وقيودها.
- تقديم التَّوجيه: وضع مبادئ توجيهيَّةٍ واضحةٍ للاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي في التعليم، وهنا ينبغي الحرص جيداً لضمان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أخلاقيٍّ، ومن خلال توفير التَّوجيه، نستطيع التَّأكُّد من أنَّ الذكاء الاصطناعي يُعزِّز تجاربَ التعلم دون أن يمسَّ بالخصوصيَّة أو السَّلامة.
- بناء القدرات: ويعني تدريب المعلّمين والمعلّمات على دمج الذكاء الاصطناعي في عمليَّة التَّدريس، ويُمكن لبرامج التَّطوير المهني أن تساعد الموظَّفين على فهم الذكاء الاصطناعي وقيوده واعتباراته الأخلاقيَّة.
- دعم الابتكار: ويتمُّ عبر تمويل البحث والتطوير لتعزيز الذكاء الاصطناعي في أساليب التعليم والمناهج والأدوات، ومن خلال دعم الابتكار، يمكننا دفع تطوير تقنيَّات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تُعزّز تجارب التَّعلُّم وتحسِّن نتائج الطُّلاب.
أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم للطلاب والمعلمين
ربَّما من الصَّعب حَصرُ أهميَّة استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم للطُّلاب والمعلِّمين، فالطُّلاب سيتفاعلون بطريقةٍ جديدةٍ مع المعرفة والعلم، والمعلِّمون سيعتمدون عليه للحصول على تجاربَ تعليميَّةٍ أكثر ثراءً. ويمكن القول إنَّ أهميَّة استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، تكمن بما يلي: [3]
- تخصيص التَّعلُّم: واحدٌ من أكثر جوانب الذكاء الاصطناعي في التعليم إثارةً، إذ إنَّ قدرته على تخصيص التَّعليم سواءً للطُّلاب أو للمعلمين، تتيح تحليل أداء المعلِّمين وتحديد مجالات التَّحسين، وكذلك تقديم الموارد والاستراتيجيَّات المحدَّدة بهدف تلبية احتياجات الطُّلاب، ممَّا يسمح للمعلّمين بتكييف نهجهم وتوفير تعليمٍ أكثر فعاليَّةً ومَغزًى.
- تقليل العبء الإداريّ: معظم المعلّمين والمعلّمات يواجهون أعباءَ هائلةً نتيجة ضغط العمل، الموزَّعِ على المهام الإداريَّةِ والمهام التَّدريسيَّة على حدٍّ سواءَ، يستطيع الذكاء الاصطناعي تولِّي بعض تلك المسؤوليَّات، مثل التَّقييم التّلقائيّ للامتحانات وإدارة السّجلَّات، ممَّا يوفِّر وقتاً ثميناً للمعلِّمين، الذين يستطيعون استثمار الوقت الفائض في تخطيط الدُّروس والتَّفاعل مع الطُّلاب.
- الموارد التَّعليميَّة: يمكن للمنصَّات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أن تساعد المُعلّمين والمُعلّمات على تصميم موادٍ تعليميَّةٍ جذَّابةٍ وشخصيَّةٍ للغاية، كما يمكن لتلك الأدوات أن تبقَ محدَّثة بأحدث التَّطورات في مجالها، ممَّا يضمن محتوى عالي الجودة.
- الدَّعم في تقييم التعليم: الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يكون حليفاً ممتازاً في تقييم تقدم الطُّلاب، نظراً لقدرته الكبيرة على تحليل كميَّاتٍ كبيرةٍ من البيانات في وقتٍ قصيرٍ، فهو قادرٌ على توفير معلوماتٍ مفصَّلةٍ عن أداء الطُّلاب، ممَّا يُتيحُ للمعلّمين تَحديد الطُّلاب الذين يحتاجون إلى دعمٍ إضافيٍّ ليلتحقُوا بزُملائهم المتفوّقين.
- التَّطوير المهنيُّ المستمرُّ: من قال إنَّ الذكاء الاصطناعي يفيد الطُّلاب فقط؟ بالتَّأكيد لا أحد، فهو يُعزّز من عمليَّة التَّطوير المهنيِّ المستمرِّ للمُعلِّمين، فيوفِّر لهم فرصاً تدريبيَّةً مخصَّصةً عبر الإنترنت، يكتسبون من خلالها مهاراتٍ جديدةً، ويبقون مطلعين على أحدث الاتِّجاهات التَّعليميَّة، ما ينعكس إيجاباً على الطُّلاب في المحصلة.
مع تلك الأهميَّة الكبيرة، يبدو أنَّه على الدُّول العربيَّة أن تسارعَ لحجز دورها في حضارة الذكاء الاصطناعي الجديدة، التي من الواضح أنَّها ستنسف كلَّ ما قبلها، على الأقلّ هذا ما يبدو عليه الوضع بالنَّظر من زاوية الانتشار الواسع له على المستوى العالميّ.
شاهد أيضاً: 3 أسئلة من الصعب الإجابة عليها حول الذكاء الاصطناعي
مميزات وسلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم
وعلى الرَّغم من الأهميَّة الكبيرة، لا يمكن إغفال الحديث عن مميزات وسلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، فهو كأيّ شيءٍ آخر في هذه الحياة له مساوؤه، ولهُ إيجابيَّاته.
مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم
تشمل مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم الكثير من الفوائد، لعلَّ أبرزها المسارعة للالتحاق بالأدوات الجديدة التي تُمهِّد للمستقبل القادم، بالإضافة إلى: [4]
- المساعدة في جعل وظائف المعلِّمين أسهل، ومنحهم الوقت الكافي لقضاء الوقت مع طلابهم.
- السُّرعة، فالطَّالب الذي يشعر بأنَّه عالقٌ في مهمَّةٍ ما، يستطيع طلب المساعدة الفوريَّة من برامج الذكاء الاصطناعي في حال عدم توفُّر المعلِّم.
- التَّفرُّد، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في تصميم المشاريع لتناسبَ مهارات الطُّلاب واهتماماتهم.
- يتيح الذكاء الاصطناعي للطُّلاب إمكانيَّة التَّواصل مع العُلماء الرَّاحلين، فيستطيعون مثلاً التَّحدُّث مع شكسبير عن مسرحيَّاته ومع ماري كوري عن ابتكاراتها.
- يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة الطُّلاب الأكثر حاجة لتلقّي المزيد من الشَّرح والتعليم.
سلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم
كون المُعلِّم سيكون عبارةً عن آلةٍ، ربَّما هذا من أبرز سلبيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، لكنَّه بالتَّأكيد ليس السَّلبيَّة الوحيدة، وهناك أيضاً: [4]
- التَّحيُّز: فالذكاء الاصطناعي لا يتمتَّع بالمعرفة سوى بقدر المعلومات التي يتمُّ تدريبه عليها، أحياناً بعض تلك المعلومات قد تكون متحيِّزةً، ممَّا يؤدِّي إلى تعزيز الصُّور النَّمطيَّة وعدم المساواة الاجتماعيَّة، كمثال على ذلك بحال تمَّ استخدام أداة ذكاء اصطناعي متحيِّزةٍ لوضع العلامات، قد يحصل الطُّلاب على علاماتٍ متدنيَّةٍ بناءً على عرقهم أو جنسهم.
- الأخطاء: للأسف أحياناً يولّد الذكاء الاصطناعي معلوماتٍ مضلِّلةً، فالبيانات التي يستمدُّ الذكاء الاصطناعي معلوماته منها ربَّما تحتوي على أخطاءٍ، أو تكون قديمةً؛ لذا لا يجب على الطُّلاب أو المعلِّمين افتراض أنَّ المعلومات التي يقدِّمها دقيقةً مئةً بالمئة.
- الغش: يستطيع الطُّلاب اللُّجوء إلى أحد أدوات الذكاء الاصطناعي؛ لكتابة واجباتهم المدرسيَّة أو الإجابة على أسئلة الاختبارات، وهنا ينبغي الانتباه جيداً من قبل المعلِّمين.
- العزل: بحال تفاعل الطُّلاب مع أحد برامج الذكاء الاصطناعي، أكثر من تفاعلهم مع المعلِّم، ربَّما يبدؤون بالشُّعور بالانفصال والعزلة، وهذا قد يؤدِّي بهم إلى انخفاض الحافز والمشاركة، ما يمكن أن يتسبَّب بزيادة معدَّلات التَّسرُّب من المدرسة.
- فقدان الوظائف: مع القدرة الكبيرة لدى الذكاء الاصطناعي بأن يكون أداةً تعليميَّةً قويَّةً، يشعر الكثير من المُعلِّمين والمُعلِّمات بالقلق من أن يحلَّ مكانهم، وربَّما كانوا على حقٍّ مستقبلاً.
تحقيق التَّوازن بين مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم وبين سلبيَّاته، ما يزال يتطلَّب الكثير من التَّخطيط والدّراسات الدَّقيقة، إضافةً إلى التَّقييم المستمرِّ، للوصول إلى حلٍّ يرضي الجميع ويحقِّق الهدف في تعليم الأجيال القادمة بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ.
كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم
هناك العديد من الطُّرق التي تشرح كيفيَّة توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، مثل تقديم إعداد الدُّروس، وأتمتة المهام الإداريَّة، وغيرها الكثير الذي سنكتشف بعضه في سطورنا القادمة: [5]
- إنشاء خطَّة الدَّرس: يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مساعدة المُعلِّمين في إنشاء دوراتٍ تدريبيَّةٍ وخططِ دروسٍ مخصَّصةٍ، مثل: Top Hat و Education Copilot و ChatGPT.
- التعليم المتمايز: من خلال الاستفادة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للمُعلمين تصميم مساراتٍ تعليميَّةٍ مخصَّصةٍ لطلابهم بناءً على نقاط القوَّة والضَّعف الفرديَّة وتفضيلات التَّعلُّم الخاصَّة بهم، ومن الأمثلة على كيفيَّة قيام المُعلِّم بتنفيذ ذلك هو استخدام منصَّات التَّعلُّم التَّكيفيَّة مثل Dreambox أو Smart Sparrow أو Knewton.
- التَّصنيف التّلقائيُّ: يمكن أن يستغرق التَّقييم وقتاً طويلاً ويتسبَّب بالإرهاق للمُعلِّمين، لكنَّ الخبر السَّعيد، هو أنَّه من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل Gradescope يمكن للمُعلّمين الرَّاحة من عبء التَّقييم والاكتفاء بمراجعة الدَّرجات وتعديلها بسهولةٍ قبل توزيعها على الطُّلاب.
- تحديد الفجوات المعرفيَّة: يستطيع الذكاء الاصطناعي إنشاء تقييماتٍ تشخيصيَّةٍ لتحديد المجالات التي يواجه فيها الطُّلاب صعوباتٍ، ومن خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد الفجوات المعرفيَّة مثل Edmentum’s Exact Path يستطيع المُعلِّمون تقديم دعمٍ خاصٍّ للطُّلاب ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
- الإدارة وأتمتة المهام: باستخدام خوارزميَّات التَّعلُّم الآليّ، يمكن تبسيط العمل الإداريّ وتقليل مقدار الوقت الذي يقضيه المُعلّمون في المهام الإداريَّة، أحد الأمثلة على تلك الأدوات التي يمكن استخدامها Zapier الذي يساعد المُعلِّمين في التَّركيز على التَّدريس والتَّفاعل مع الطُّلاب.
- الدُّروس الخصوصيَّة: يوفّر الذكاء الاصطناعي دعماً شخصيّاً للطُّلاب، ما يسمح لهم العمل بالسَّرعة التي تناسبهم والحصول على الدُّروس عندما يحتاجون إليها، وتعدُّ Squirrel AI أحد الأمثلة على أدوات التَّدريس المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث توفّر تمارين تدريبيّةً تساعد الطُّلاب على التَّحسُّن.
إذاً، يمكن القول إنَّ المُعلِّمين سيحظون بتجربةٍ تعليميَّةٍ أكثر كفاءةً لطلابهم، من خلال دمج الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في التعليم، كما أنَّ العبء المُلقى على عاتقهم سيقلُّ بدرجةٍ كبيرةٍ.
مجالات الذكاء الاصطناعي في التعليم
مجالات الذكاء الاصطناعي في التعليم واسعةٌ للغاية، ويُعتَقدُ أنَّها ستتوسَّع أكثر لتشمل المزيد من المجالات في المستخدم. وتشمل أمثلة الذَّكاء الاصطناعي في التَّعليم للطُّلاب، برامج التَّدقيق النَّحويّ، ومنصَّات تحويل النَّصّ إلى كلامٍ، بينما تشمل أمثلة الذكاء الاصطناعي بالنّسبة للمُعلِّمين، برامج الكشف عن الانتحال ومنصَّات نسخ المحاضرات، إضافةً إلى أدوات التَّصنيف التّلقائيّ. [6]
ما هي أهم تحديات الذكاء الاصطناعي في التعليم؟
أحد أهم تحديات الذكاء الاصطناعي في التعليم، هو عدم ضمان وصول جميع الطُّلاب إلى أدواته، نتيجةَ ضعف البنية التَّحتيَّة أو الفقر، كذلك التَّحيُّز والتَّمييز الذي لم يستطع أحد إيجاد حلٍّ له حتَّى اللَّحظة.
كذلك فإنَّ غياب التَّواصل بين المُعلِّم والطَّالب، يمكن أن يؤدّي إلى العزلة الاجتماعيَّة، ما يشكِّل تحدّياً كبيراً أيضاً، لم ننتهِ هنا، ما يزال هناك العديد من التَّحدّيات الأخرى، مثل: [7]
- نقص الخبرة الفنيَّة لدى بعض المُعلِّمين، وتمضية وقتٍ طويلٍ في محاولة التَّأقلم مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
- ارتفاع التَّكلفة الماليَّة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يجعل بعض المؤسَّسات التَّعليميَّة تتخلَّى عنه نتيجةَ قيود الميزانيَّة لديها.
- المخاوف الأخلاقيَّة من دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم، وتشمل تلك المخاوف، الخصوصيَّة والسَّرقة الفكريَّة وعدم المساواة.
- الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي ربَّما يؤدِّي إلى انخفاض جودة وثراء المحتوى التَّعليمي، مع استمرار خطر التَّحيُّزات أو عدم الدّقَّة في البيانات.
- مقاومة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من بعض المُعلِّمين خوفاً من فقدان وظائفهم.
باختصارٍ، لا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلاً عن المُعلِّمين البشر، على الأقلِّ حتَّى الآن، لكن يمكن أن يكون مثاليّاً بحال تمَّ دمجه في التعليم بإشراف المُعلِّمين والمُعلِّمات، ليكون مسانداً لهم في العمليَّة التَّعليميَّة، وضمان سيرها بالشَّكل الأمثل.
-
الأسئلة الشائعة
- ما استخدام الذكاء الاصطناعي في للتعليم؟ توفر أدوات الذكاء الاصطناعي طرقاً مختلفة للتعلم ومساعدة المعلمين في تخطيط الدروس، كذلك وضع العلامات والتقييمات وكافة المهام الأخرى، ورغم أهميته إلا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعليم ما يزال في بداياته. كما يقدم الذكاء الاصطناعي وسيلة يمكن من خلالها للطلاب تحسين المعرفة الرقمية والتفكير النقدي، وحل المشكلات والإبداع وإعداد المتعلمين لمتطلبات العمل المستقبلية، كذلك فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، من خلال الأساليب التقليدية أو المبتكرة، هو المفتاح لتشكيل القوى العاملة في المستقبل.
- ما دور الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم؟ تعمل منصات التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، على تمكين التعليم المخصص، كذلك معالجة الاحتياجات الفردية للطلاب، حيث يقدم المعلمون الافتراضيون المدعومون بالذكاء الاصطناعي، تعليقات فورية مكملة لتوجيها المعلمين، أيضاً يستطيع الذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الإدارية، مثل وضع الدرجات ما يتيح للمعلمين المزيد من الوقت للتدريس.
- كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المعلم؟ يستطيع المعلمون والمعلمات استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعليم لكل طالب، ما يجعل الدروس أكثر جاذبية وفاعلية، بينما تساعد الأدوات الذكية على أتمتة عملية التصنيف وإراحة المعلمين من المهام الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يساعد المعلمين على رؤية القدرات المعرفية للطلاب بطريقة أفضل مقارنة باختبارات الذكاء التقليدية، وحتى الأطفال الذين أعمارهم أقل من خمس سنوات، يظهرون نقاط القوة والضعف ضمن أنواع مختلفة من أدوات الذكاء الاصطناعي.
- متى بدأ استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم؟ ربما من الصادم أن نعلم، بأن المرة الأولى التي تم استخدام الذكاء الاصطناعي فيها بالتعليم، كان عام 1965، وتحديداً في جامعة ستانفورد، عبر برنامج الكومبيوتر PLATO الذي تم تطويره لتعليم الطلاب مفاهيم العلوم الأساسية والرياضيات، وكان واحداً من أوائل أنظمة التعلم المعتمدة على الكومبيوتر، وكان إنجازاً كبيراً وقتها.