الرئيسية الريادة كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي قيادة الابتكار في أوقات الأزمات؟

كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي قيادة الابتكار في أوقات الأزمات؟

استراتيجياتٌ مبتكرةٌ يستخدمها القادة للاستفادة من التّكنولوجيا المتقدّمة، لتعزيز النموّ وتحقيق النّجاح خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصاديّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يفهم روّاد الأعمال الشّباب والقادة المخضرمون أنّ الذكاء الاصطناعيّ (AI) قد أصبح أداةً لا غنى عنها في عالم الأعمال الحديث، فقد أظهر استطلاعٌ أجرته شركة "كورن فيري" (Korn Ferry)، أنّ 82% من الرّؤسّاء التّنفيذييّن والقادة البارزين يتوقّعون أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرٌ كبيرٌ على أعمالهم. لكن على الرّغم من هذه التّوقّعات، لا يزال الكثير من القادة لم يقضوا الوقت الكافي في تصوّر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون محرّكاً حقيقيّاً للتّحوّل والابتكار داخل مؤسّساتهم.

ولكي يتمكّن القادة من تحقيق النّجاح في عصر الذكاء الاصطناعي، يقترح برايان سوليس، مؤلّف كتاب "التّحوّل الذهنّي: تحويل القيادة، وتحفيز الابتكار، وإعادة تشكيل المستقبل" (Mindshift: Transform Leadership, Drive Innovation, and Reshape the Future)، عدّة طرقٍ فعّالةٍ تمكّن القادة من استخدام الذكاء الاصطناعي لصياغة مستقبلٍ أفضل لمنظّماتهم. فيوضّح سوليس في كتابه كيف يمكن للقادة تبنّي التّغييّر والتّكيّف مع بيئةٍ تكنولوجيّةٍ تتطوّر بسرعةٍ. ويستعرض أمثلةً من شركاتٍ، مثل: "ديزني/بيكسار" (Disney/Pixar) و"آبل" (Apple) الّتي يمكن للقادة أن يتعلّموا منها كيفيّة استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار في أوقات عدم اليقين.

1. النّظر إلى إمكانيّات الذّكاء الاصطناعيّ بما يتجاوز الأتمتة

غالباً ما ينظر إلى الذّكاء الاصطناعيّ على أنّه مجرّد أداةٍ لأتمتة العمليّات، وهو ما يعدّ تقليلاً كبيراً من إمكانيّاته. حيث يرى برايان سوليس أنّ هذه النّظرة المحدودة تقيّد قدرات الذّكاء الاصطناعيّ، وتمنع المؤسّسات من تحقيق أقصى استفادةٍ منه. وفي كثيرٍ من الأحيان، يقتصر استخدام الذّكاء الاصطناعيّ داخل أقسامٍ معيّنةٍ، ممّا يحرم الشّركات من فرص توسيع استخداماته ليشمل مجالاتٍ متعدّدةٍ قد تعزّز من العوائد.

ويضيف أنّ العديد من المديرين يتعاملون بحذرٍ شديدٍ مع الذّكاء الاصطناعيّ، حيث يرونه كأداةٍ لاستبدال البشر، ممّا يحدّ من إمكانيّة استخدامه لتعزيز قدرات العاملين بدلاً من استبدالهم. ويوضّح سوليس أنّ التّفكير في الذّكاء الاصطناعيّ من منظور الأتمتة فقط يحدّ من قدرته على إحداث تحوّلٍ حقيقيٍّ. فيقول: "عندما نتعامل مع الذّكاء الاصطناعيّ كأداةٍ لتعزيز القدرات البشريّة وليس استبدالها، يتحوّل من مجرّد تكلفةٍ إلى محرّك نموٍّ يسهم في تعزيز الإبداع البشريّ، واتّخاذ القرار، وحلّ المشكلات."

2. الاستثمار والالتزام بالفوز في ثورة الذّكاء الاصطناعيّ

يشعر العديد من روّاد الأعمال وأعضاء مجالس الإدارة بالتّردّد في الاستثمار في الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ، وهو نوعٌ من الذّكاء الاصطناعيّ الّذي يتيح إنشاء محتوياتٍ جديدةٍ مثل النّصوص، الصّور، الموسيقى، والفيديوهات. فوفقاً لمقالةٍ نشرت في مجلّة "الإيكونومست" (The Economist)، لا تزال تأثيرات الذّكاء الاصطناعيّ غير ملموسةٍ على الاقتصاد بالشّكل المتوقّع، حيث أظهرت الدّراسة أنّه "لا توجد دلائل تشير إلى أنّ الذّكاء الاصطناعيّ قد أثّر بشكلٍ كبيرٍ على أيّ شيءٍ حتّى الآن"، وأنّ التّكنولوجيّا "لم يكن لها حتّى الآن أيّ تأثيرٍ اقتصاديٍّ ملموسٍ".

ومع ذلك، يرى سوليس أنّ القادة بحاجةٍ إلى تجاوز هذه المخاوف وتقديم التزاماتٍ ماليّةٍ وفكريّةٍ أكبر للاستثمار في الذّكاء الاصطناعيّ. ومن الضّروريّ أن يتبنّى القادة استراتيجيّاتٍ جذريّةٍ وجريئةٍ تعزّز الأعمال القائمة، وتفتح فرصاً جديدةً للإيرادات بفضل الذّكاء الاصطناعيّ. يمكن للقادة تحقيق ذلك عن طريق طرح الأسئلة الجريئة من نوع "ماذا لو؟" الّتي تتحدّى الأساليب التّقليديّة في التّفكير، وتفتح آفاقاً جديدةً.


3. كن مبدعاً في طرح الأسئلة لتعطيل الوضع الرّاهن

في جميع جوانب تطوير الأعمال، قد يؤدّي الانغماس في منطقة الرّاحة والرّكود في الأفكار إلى جعل المؤسّسة غير قادرةٍ على مواكبة العصر. والحلّ لهذا الرّكود هو أن يصبح القائد مبدعاً في طرح الأسئلة الّتي تحدث تغييراتٍ حقيقيّةً. وهنا يؤكّد سوليس أنّ القدرة على طرح أسئلةٍ جديدةٍ ومختلفةٍ هي من أقوى الأدوات الّتي يمكن أن يستخدمها القادة في عصرٍ يشهد ثورةً تكنولوجيّةً بفعل الذّكاء الاصطناعيّ.

كما يشرح سوليس أنّ القادة يجب أن ينمّوا فضولهم، وهو ما يبدأ بسؤالٍ بسيطٍ لكنّه قويٌّ: "ماذا لو؟". بدلاً من قبول الافتراضات الموجودة أو اللّعب بأمانٍ، يجب على القادة الشّجعان تشجيع فرقهم على التّفكير خارج الصّندوق واستكشاف الإمكانيّات الجديدة الّتي قد تكون غير مرئيّةٍ.

يحدث التّغيير بفعل القيادة الجريئة، فهو ليس مجرّد مصادفةٍ، بل قرارٍ واعٍ يبدأ بإعادة صياغة طريقة التّفكير. من خلال قيادة المؤسّسة بروح الفضول وطرح أسئلةٍ مبتكرةٍ، يستطيع القادة صياغة استراتيجيّاتٍ مستقبليّةٍ تلهم فرق العمل، وتفتح آفاقاً جديدة للابتكار الحقيقي. ولتحقيق أقصى استفادةٍ من الذّكاء الاصطناعيّ، يتعيّن على القادة تعزيز الفضول والشّجاعة لتبنّي رؤىً مستقبليةٍ طموحة، وتحويل هذه الرّؤى إلى واقع ملموس يمكّنهم من تخطي حدود الممكن وتحقيق النّجاح في أوقاتٍ مليئةٍ بالتّحديات وعدم اليقين.ّ

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: