الرئيسية الريادة كيفية التعامل مع المواضيع المحظورة "التابوهات" في مكان العمل

كيفية التعامل مع المواضيع المحظورة "التابوهات" في مكان العمل

قد تثيرُ هذه الأحاديث مشاعر قويةً، وتسبب التّوتر، وقد تؤدّي إلى تصدّعِ العلاقاتِ المهنيّةِ. فكيف يمكنك التّعاملُ معها بحكمةٍ ودون التأثيرِ سلباً على بيئة العمل؟

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في الأوضاع الرّاهنة، قد تجدُ نفسك في مواقف يتزايدُ فيها الحديثُ عن السّياسةِ، سواءٌ في الاجتماعاتِ أو خلال المحادثاتِ الجانبيّةِ مع الزملاءِ. وعلى الرّغمِ من أنّ الحوار حول الشّؤونِ السّياسيةِ قد يبدو طبيعيّاً في مثلِ هذه الأوقاتِ، فإنّ هناك سياقاتٍ معينةً -وخاصّةً في بيئةِ العملِ- حيثُ يُعتبر التّطرقُ لمثلِ هذه المواضيعِ، إلى جانبِ الدّينِ والجنسِ، من الأمورِ غيرِ المستحبّةِ، بل والممنوعةِ أحياناً.

تُعدُّ هذه المواضيعُ من المحظوراتِ التي قد تثيرُ مشاعر قويةً، وتسبب التّوتر بين الزملاءِ، وقد تؤدّي إلى تصدّعِ العلاقاتِ المهنيّةِ إذا لم يتم التّعاملُ معها بحذرٍ. فكيف يمكنك كموظفٍ أو كمديرٍ التّعاملُ مع هذه المواضيعِ بحكمةٍ ودون التأثيرِ سلباً على بيئةِ العملِ؟

فهمُ المواضيعِ المحظورة

عندما نتحدّثُ عن "المواضيعِ المحظورةِ"، فإنّنا نتناولُ قضايا حساسةً تحملُ في طيّاتها معانٍ عميقةً ومتجذّرةً في الثّقافاتِ والمعتقداتِ الشّخصيةِ. كلمةُ "تابو" (Taboo) ذاتها تعودُ جذورها إلى لغاتِ الشّعوبِ البولنيزيةِ، مثل لغةِ تونغا "تابو" (Tapu)، أو لغةِ فيجي "تابو" (Tabu)، وتشيرُ إلى الأمورِ غيرِ المسموحِ بها أو المحظورةِ. إنّ ما يُعدُّ محظوراً وما لا يُعدُّ كذلك قد يختلفُ بشكلٍ كبيرٍ من ثقافةٍ إلى أخرى، ومن سياقٍ إلى آخر. فما قد يُعتبر مقبولاً على سبيلِ المزاحِ من قبلِ ممثلٍ كوميديٍّ على خشبةِ المسرحِ، قد يُعدّ غير لائقٍ تماماً في اجتماعِ عملٍ رسميٍّ.

تتغيرُ هذه المحظوراتُ مع مرورِ الزمنِ ومع تطورِ المجتمعاتِ. على سبيلِ المثالِ، ما كان يعتبرُ غير مقبولٍ فيما يتعلّقُ بالوشومِ أو الثقبِ في الأذنِ قد أصبح الآن مقبولاً على نطاقٍ واسعٍ. ولكن رغم هذه التحوّلاتِ، تظلُّ هناك مواضيعٌ بعينها تثيرُ القلق والتوتر عند مناقشتها في بيئةِ العملِ.

المواضيعُ المحظورةُ في العملِ: لماذا تُعتبرُ حساسةً؟

الحديثُ عن المواضيعِ المحظورةِ في العملِ لا يُثيرُ فقط مشاعر قويةً، بل يمكنُ أن يؤدّي إلى نزاعاتٍ كبيرةٍ قد تترك آثاراً دائمةً على العلاقاتِ المهنيّةِ. ولأنّ كلّ مكانِ عملٍ لديه ثقافتُهُ الخاصّةُ وأعرافُهُ، فإن التّعامل مع هذه المواضيعِ بحذرٍ يُعدُّ أمراً أساسياً للحفاظِ على جوٍّ من الاحترامِ المتبادلِ. فيما يلي خمسةٌ من أكثرِ المواضيعِ المحظورةِ شيوعاً في بيئاتِ العملِ:

1. السياسة: قد تبدو النقاشاتُ حول السياسةِ مثيرةً للاهتمامِ لبعضِ الزملاءِ، لكنها سرعان ما تتحولُ إلى جدالاتٍ ساخنةٍ تؤدي إلى انقساماتٍ حادةٍ في الرأيِ.

2. الدين: المعتقداتُ الدّينيّةُ تُعتبرُ من الأمورِ الشّخصيّةِ للغايةِ، وقد يؤدّي الحديثُ عنها إلى مشاعر عدمِ الرّاحةِ أو حتى الإقصاءِ بين الزّملاءِ.

3. التّوجهُ الجنسيُّ والهويةُ: بينما يُعدّ تعزيزُ الشّموليةِ أمراً بالغ الأهميةِ، إلا أنّ الخوض في تفاصيلِ التّوجهِ الجنسيِّ أو الهويةِ الشّخصيّةِ يمكنُ أن يُعدّ تطفّلاً غير لائقٍ.

4. الأمورُ الماليةُ الشخصيةُ: الحديثُ عن الرّواتبِ، الديونِ، أو الاستثماراتِ الشّخصيّةِ قد يُثيرُ مشاعر الحسدِ والاستياءِ بين الزّملاءِ، ويُعدُّ اختراقاً للخصوصيّةِ.

5. المشاكلُ الصحيّةُ: الخوضُ في تفاصيلِ المشاكلِ الصّحيّةِ الشّخصيّةِ يمكنُ أن يُسبب شعوراً بعدمِ الرّاحةِ بين الزملاءِ، ويُثير قضايا تتعلّقُ بالخصوصيةِ.

كيفيةُ التعاملِ مع المواضيعِ المحظورةِ: دليلٌ خطوةً بخطوةٍ

من المؤكّدِ أنّك واجهت في يومٍ من الأيامِ موقفاً في العملِ تمّ فيه طرحُ موضوعٍ محظورٍ، سواءً كان ذلك في اجتماعٍ رسميٍّ أو خلال دردشةٍ غيرِ رسميّةٍ مع زميلٍ. قد تكونُ ردّةُ فعلِك تراوحت بين الضّحكِ العصبيِّ أو التّظاهرِ بعدمِ السمعِ، أو ربما فضّلت التحديق في شيءٍ آخر لتجنّب النظر إلى الشّخصِ المتحدّثِ.

لكن ماذا لو وجدت نفسك مرةً أخرى في هذا الموقفِ؟ كيف تتعاملُ بحكمةٍ مع هذهِ المواقفِ دون الإضرارِ بالعلاقاتِ المهنيّةِ؟ إليك خمس خطواتٍ يجبُ اتباعُها عند ظهورِ مواضيع محظورةٍ في العملِ:

1. التعرفُ على الموضوعِ المحظورِ: الخطوةُ الأولى هي الوعيُ بالموقفِ. تعرّف على اللحظةِ التي يتحوّلُ فيها الحديثُ إلى موضوعٍ محظورٍ. لاحظ علاماتِ الانزعاجِ على نفسك، وعلى الآخرين من حولك. إذا شعرت بالتّوترِ أو بعدمِ الرّاحةِ، فمن المحتملِ أن يكون الموضوعُ حسّاساً.

2. الاعترافُ بالحدودِ: كن صريحاً عندما تلاحظُ أنّ الموضوع المطروح قد يتجاوزُ الحدود المقبولة. إذا كنت تشعرُ أنّ شخصاً ما قد يكونُ غير مرتاحٍ، ولكنّهُ لا يجرؤُ على التّحدثِ، كن أنت من يعترفُ بالموقفِ. يمكنك قولُ شيءٍ بسيطٍ مثل، "لنذهب في اتجاهٍ آخر"، أو أن تكون أكثر وضوحاً وتقول، "أفضلُ عدم مناقشةِ السياسةِ في العملِ" أو "دعونا نحافظ على المحادثةِ في إطارٍ مهنيٍّ". اجعلها قصيرةً وخالية من الاتّهامات لتجنّبِ التّصعيدِ.

3. إعادةُ توجيهِ المحادثةِ: إذا كان النّقاشُ قد بدأ في الانحرافِ إلى موضوعٍ حسّاسٍ، حاول توجيه الحديثِ نحو موضوعٍ أكثر حياديةً أو متعلّقٍ بالعملِ. على سبيلِ المثالِ، إذا بدأ زميلٌ في الحديثِ عن أمورهِ الماليّةِ الشخصيّةِ، يمكنك الردُّ بقولِ، "هذا مثيرٌ للاهتمامِ، لكنّني مهتمٌّ بمعرفةِ أفكارِك حول مشروعِنا الأخيرِ".

4. التثقيفُ والإعلامُ: إذا كنت تشعرُ أنّ الموضوع قد يُسببُ إحراجاً، أو قد يكونُ غير مناسبٍ، قد يكونُ من المناسبِ تثقيف زملائك بلطفٍ حول ذلك. من الأفضلِ أن يتمّ هذا بشكلٍ خاصٍّ ومتفهّم. ربما لا يُدركُ الشخصُ أنّ الموضوع الذي يناقشُهُ قد يكونُ مسيئاً أو مؤلماً للآخرين. جرّب قول شيءٍ مثل، "أفهمُ أنّ هذا موضوعٌ مهمٌّ بالنسبةِ لك، ولكنّ مناقشتهُ هنا قد تجعلُ البعض منّا يشعرُ بعدمِ الرّاحةِ".

5. طلبُ الدعمِ من الإدارةِ: إذا تكرّر طرحُ موضوعٍ محظورٍ، وأصبح يُثيرُ قلقك أو قلق زملائك بشكلٍ مستمرٍّ، قد تحتاجُ إلى طلبِ دعمٍ من الإدارةِ أو قسمِ المواردِ البشريةِ. هذهِ الخطوةُ يجبُ أن تكون الأخيرة، بعد استنفادِ جميعِ الخياراتِ الأخرى. الإدارةُ يمكنُها تعزيزُ سياساتِ العملِ وضمانُ بيئةِ عملٍ محترمةٍ ومتوازنةٍ.

متى يجبُ أن تنسحب من المحادثةِ؟

في بعضِ الأحيانِ، قد تجدُ أنّ الانسحاب من المحادثةِ هو الخيارُ الأفضلُ. إذا شعرت أنّ النقاش بدأ يتخذُ منحىً غير مريحٍ أو حتى عدائيّاً، يمكنك ببساطةٍ أن تقول، "أعتقدُ أنّه من الأفضلِ أن نتابع هذا النقاش في وقتٍ لاحقٍ". بهذهِ الطريقةِ، قد تحمي نفسك وزملاءك من موقفٍ غيرِ مريحٍ أو حتى غيرِ محتملٍ. إذا أصبح النقاشُ متوتراً جداً، فلا بأس من الاعتذارِ والانصرافِ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: