التكامل بين الأشخاص والعمليات: مفتاح النجاح والنمو المستدام
كيف يُمكن إنشاء نظام بيئي صحي في شركتك من خلال تعزيز العلاقة بين الموظفين والعمليات، مع تجنّب البيروقراطيّة والسّياسات المعرقلة؟
يُعدّ إنشاء نظامٍ بيئيٍّ صحيٍّ يجمع بين الأشخاص والعمليّات أمراً حاسماً لتحقيق النّجاح والنّموّ المستدام، فتواجه العديد من الشّركات صعوبةً في تحقيق النّموّ المطلوب، وتجد نفسها غارقةً في البحث عن أسبابٍ قد تكون غير دقيقةٍ أو غير واقعيّةٍ، ومع ذلك فإنّ الحقيقة غالباً ما تكمن في الأساسيّات: النّاس والعمليّات.
تُعتبرُ العلاقة بين الأشخاص والعمليّات علاقةً حيويّةً لا يُمكن إهمالها، إنّ إطار الشّراكة بين القطّاعين العامّ والخاصّ، الذي يشمل الأشخاص والمنتجات والعمليّات، يُبرز أهمّية هذه العناصر وكيفيّة تفاعلها معاً لتحقيق الأهداف المُشتركة، وعلى الرّغم من اختلاف الآراء حول ترتيب أهمّية هذه العناصر، إلّا أنّه من المُستحيل أن يوجد أيّ منها بشكلٍ مستقلٍ عن الآخر؛ لذلك يُمكن القول بأنّ: الأشخاص والعمليات مرتبطان بشكلٍ وثيقٍ، ورغم ذلك يتمّ التّغاضي عن هذا الارتباط في كثيرٍ من الأحيان.
يجب أن نُدركَ أنّ الأشخاصَ هم القوّة الدّافعة وراء تنفيذ العمليّات وتحقيق النّتائج، فإذا كانت العمليات مُعقّدةً، فإنّها تستنزف الوقت، ولا تضيف أيّ قيمةٍ أو يصعُب تنفيذها، وبهذا سيحاول العاملون تجنّبها، ومن الطّبيعيّ أن يبحثَ النّاس عن المسار الأسهل والأقلّ مقاومةً. علاوةً على ذلك، عندما تعيق البيروقراطيّة والسّياسات المعّقدة سير العمل، فإنّ تبسيط العمليّات لن يكون كافياً، فإذا لم يتم تمكين الموظّفين للعمل بحريّةٍ، وإذا كانوا معزولين عن بعضهم البعض، فإنّ أيّ عمليّةٍ ستفشل أمام هذا العائق.
أحد أكبر العوائق أمام النّموّ هو الفشل في إدارة الأشخاص والعملياّت معاً بفعاليّةٍ، إذ لن تكون أي حملة مبيعاتٍ قويّةً أو جهودٍ لخفض التّكاليف كافيةً لتجاوز هذا الحاجز الّذي ينشأ عندما تفشل المؤسّسة في التّعامل بشكلٍ فعّالٍ مع موظّفيها وعمليّاتها، وإذا كُنتَ جادّاً في إزالة هذا العائق أمام النمو، فعليك أن تنظرَ بعينٍ ناقدةٍ إلى النّظام البيئيّ الّذي يجمع بين الأفراد والعمليّات في مؤسّستك.
شاهد أيضاً: 6 فروقات رئيسية بين النمو والتنمية المستدامة
وهناك ثلاثة عناصرٍ رئيسيّةٍ يجب معالجتها خلال هذا الفحص:
- التّخلي عن السّيطرة: عندما تواجه المشاكل، من الطّبيعي أن يزيدَ المسؤولون من سيطرتهم على العمليّات والأشخاص، ولكن هذا هو العكس تماماً ممّا ينبغي فعله، إذ يجب أن نُركّز على "التحدي" بدلاً من "الإملاء"، فغلق الصّفوف يعني إغلاق الباب أمام الأفكار والملاحظات الّتي يُمكن أن تقودَ إلى التّغيير الإيجابيّ.
- الثقة بالفريق: من الصّعب على روّاد الأعمال الوثوق تماماً بفريقهم، خاصّةً عندما تكون المنظمة قد بُنيت بعرقهم وجهدهم، ولكن تذكّر أنّك وظّفت فريقاً؛ لأنّهم مختصّون ولديهم رؤى في مجالاتهم، فاستغلّ هذا الاستثمار من خلال الاستماع لهم بجديّةٍ وقبول ملاحظاتهم، حتّى لو كانت غير مرغوبةٍ.
- القيادة الفعّالة: يجب على القادة أن يُركّزوا على الصّورة الكبيرة، وأن يُوجّهوا فريقهم نحو حلّ المشكلات النّظاميّة والشّاملة، فالقائد الفعّال يُساعد الآخرين على أن يكونوا أكثر إنتاجيّةً، ويطلب المشورة عند الحاجة، ويمكّن الفريق ليكون جزءاً من تنفيذ الحلول، فالأشخاص يبذلون قصارى جهدهم عندما يشعرون بأنّهم جزءٌ من الحلّ.
على الرّغم من أنّ هذه المبادئ تبدو سهلة نظريّاً، إلّا أنّ تطبيقها في الواقع يتطلّب الكثير من الجهد والانفتاح الذّهنيّ، ومن خلال تبنّي هذه المبادئ والاستفادة من الأفكار والملاحظات داخل المؤسّسة، ستجدُ أن العقبات أمام النّموّ أسهل في تحديدها والتّغلب عليها ممّا قد تتصوّر، وغالباً ما يمكن تجاوزها دون تكبّد تكاليف كبيرةٍ، فلا تكن العائق الأكبر أمام نجاحكَ.