كيفية تجنب كبوة التنوع والمساواة والشمول كما جرى مع غيرك
درسٌ مستفادٌ من جمعية التصلب المتعدد في إدارة التنوع والشمول
في عصرنا الحالي، تسعى الكثير من المنظّمات جاهدةً لتطوير برامج فعّالة تدعم التنوع والمساواة والشمول (DEI)، بهدف تعزيز التّآلف بين النّاس وإبراز قبولها للأفراد من كافة الثّقافات. ولكن، واجهت جمعية التصلب المتعدد مؤخّراً تحديّاً كبيراً عندما أخفقت في تطبيق هذه المفاهيم بالشّكل الذي يليق بمعانيها العميقة، ما أدّى إلى تجربةٍ قيّمةٍ حول كيفيّة التّعامل غير الموفّق مع التّنوع ضمن المنظمات، وفيما يلي نقدّم خلفية القصة والعبر التي يُمكن للمؤسّسات استخلاصها من هذه الحادثة.
فران إتكوف، التي بلغت من العمر 90 عاماً، خصّصت 60 عاماً من عمرها في التّطوع لجمعية التصلب المتعدد، وذلك تبعاً لتجربتها الشّخصيّة مع المرض عبر زوجها. ومع ذلك، وجدت نفسها مطالبةً بالتّنحي عن دورها بعد تساؤلها حول سياسات الجمعية الجديدة المتعلّقة بإضافة الضمائر إلى المخاطبات، ما أثار موجةً من الانتقادات ضد الجمعيّة لإنهائها علاقتها بإتكوف.
ماهية التنوع والمساواة والشمول
التنوع يشير إلى حالة التّعدد والاختلاف، ويتضمّن إشراك الأفراد من خلفيّات اجتماعيّة وعرقيّة متعدّدة ومن جنسياتٍ وتوجّهاتٍ جنسيّةٍ مختلفةٍ، أمّا المساواة فترمزُ إلى العدالة والنّزاهة، بينما الشّمول يعني العمل على دمج الأفراد وتوفير فرص متساوية للأشخاص الذين قد يتم استثناؤهم أو تهميشهم لأسبابٍ متعدّدةٍ.
إذا كنت تُقدّر التنوع، يجب أن تعي بأن الاختلاف بين الناس أمرٌ مقبولٌ وجيدٌ. وإذا كنت تُقدّر المساواة، فإن العدالة والحياد تعنيان الاعتراف بأنّ النّاس يأتون من ثقافاتٍ مختلفةٍ، وهذا لا يعني بالضّرورة أنّهم غير جيدين. والشمول؟ إذا كنت تهدف إلى منع استبعاد الأشخاص المهمّشين، فإنّ استبعاد شخصٍ يبلغ من العمر 90 عاماً ليس الصّورة التي تودّ أن تعكسها.
عندما تُقرّر منظّمةٌ إنهاء علاقتها بمتطوّعٍ قدّم الكثير على مدار 60 عاماً، يجب أن يكونَ ذلك بناءً على مسألةٍ جوهريّةٍ، ولكن لم تشر أيّ من تصريحات جمعية التصلب المتعدد أو إتكوف إلى أنّها كانت تعامل النّاس بشكلٍ سيئٍ، ببساطةٍ، لم تفهم إتكوف سبب إضافة "هي/ها" بعد الأسماء، وهي بذلك أشارت إلى قضيّةٍ في التنوع والمساواة والشمول؛ لماذا يتوجّب على النساء فقط القيام بهذا الإجراء؟
كيفية التعامل مع من لا يفهم سياسة التنوع والمساواة والشمول
تختلف الثّقافات بين الأجيال، ومن المنطقي أن تكونَ ثقافة امرأة تسعينية غير مألوفة بالضّرورة بالعادات الحديثة المتعلّقة بالضّمائر، رغم أنّنا لا نعلم بالضّبط كيف كانت المحادثة بين إتكوف وممثّل جمعية التصلب المتعدد، يبدو من رواية إتكوف أنّ الشّرح المقدّم لم يكن كافياً.
يجب تحمل المسؤولية
بعد أن شاركت إتكوف تجربتها مع العامّة، وجدت الجمعيّة نفسها مضطرةً لإصدار بيانٍ، ولكنّها لم تتحمّل المسؤولية بشكلٍ كامل. لاحظ استخدام الصّيغة السّلبية في بيانهم الصّحفي الأوّل: "طُلب مؤخّراً من المتطوّعة فران إتكوف التّنحي عن دورها". استخدام الصيغة المبنيّة للمجهول هو طريقةٌ غير مباشرةٍ للاعتراف بشيءٍ ما، فمن طلب منها التّنحي؟ كن صريحاً وواضحاً.
تذكّر، التنوع والمساواة والشمول تعني الاعتراف بوجود ثقافاتٍ ومعتقدات مختلفة؛ لذلك لا يمكنك الادّعاء بالتنوع والشمول، إذا أنهيت العلاقات مع الأشخاص الذين يختلفون أو لا يفهمون التّطور السّريع للمفردات والمعتقدات المتعلّقة بالتنوع والمساواة والشمول.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم الأعمال، تابع قناتنا على واتساب.