لا تحرق نفسك وظيفياً في أوّل شهرٍ من السنة!
خطط لتقدّمك في العام الجديد بخطواتٍ مدروسةٍ على مدى 12 شهراً، فالنّجاح لا يخلق بين ليلةٍ وضحاها
بقلم ألكس بوداك Alex Budak، مؤلف "Becoming a Changemaker"
نحنُ على بُعد أسبوعينِ تقريباً من العامِ الجديدِ وألاحظُ بالفعلِ توجّهاً بين الأصدقاءِ والزّملاءِ: النّاسُ يشعرونَ من الآنِ بالضّغطِ والثّقلِ والإرهاقِ من جميعِ المهامِ الّتي يجبُ القيامُ بها هذا العامَ. [1]
أنا أتفهّمُ الأمرَ تماماً، فأنتَ تعودُ من أسبوعٍ أو اثنينِ من عطلةِ الاسترخاءِ اللّطيفةِ (كما نأملُ!). تقومُ بوضعِ قراراتِ العامِ الجديدِ وأهدافهِ وطموحاتهِ؛ وفي يناير، ترغبُ في الانطلاقِ بقوّةٍ، ومع ذلكَ، تظهرُ الأبحاثُ أنَّ معظمّ قراراتِ العامِ الجديدِ ستتخلى عنها بحلولِ 18 يناير.
- وهذا تذكيرٌ لكَ بأنّهُ من الطّبيعيّ أن تأخذَ الأمورَ ببطءٍ، وتبدأ برفقٍ في العملِ، وتُهدّئُ من وتيرةُ نفسكَ.
في تدريسي وكتاباتي، أحبُّ اقتباسَ ماثيو كيلي Matthew Kelly، مؤلّف كتاب "الرّؤيةُ الطّويلةُ":
يبالغُ معظمُ النّاسِ في تقديرِ ما يمكنُهم فعلهُ في يومٍ، ويستهينونَ بما يمكنُهم فعلهُ في شهرٍ، ونبالغُ في تقديرِ ما يمكننا فعلهُ في عامٍ، ونستهينُ بما يمكننا إنجازهُ في عقدٍ.
قد يشعرُ الإنسانُ بالإغراءِ لوضعِ قائمةٍ بقراراتِ العامِ الجديدِ في 31 ديسمبر والرّغبةُ في البدايةِ في التّنفيذِ في اليومِ التّالي، ولكن عليكَ أن تضبطَ وتيرةَ نفسكَ وتلعبَ اللّعبةَ الطّويلةَ، خاصّةً عندما يتعلّقَ الأمرُ بتقديمِ عملٍ هادفٍ ومؤثّرٍ. وأعتقدُ أنَّ المرونةَ ليست مجردَ تحمّلِ أكبرَ قدرٍ ممكنٍ من الألمِ، بل إنَّها التّأكّدُ من أنَّك تظلُّ قويّاً على المدى الطّويلِ.
شاهد أيضاً: كلمة واحدة تشرح ببراعة السبب الخفي للاحتراق الوظيفي
- لا حاجةَ لإنجازِ كلّ شيءٍ في يناير، ولكن عليكَ العنايةُ بصحتكَ النّفسيّةِ والجسديّةِ.
يتّخذُ الكثيرُ من النّاسِ قراراً في العامِ الجديدِ بممارسةِ الرّياضةِ، وهناكَ تشبيهٌ مفيدٌ لفهمِ كيفَ نعالجُ مسائلَ العملِ والتّأثيرِ على مدارِ العامِ، أرى الكثيرَ من الأشخاصِ يعودونَ ويقومونَ بما يعادلُ خمسةَ أيامٍ متتاليةٍ من التّمارينَ الرّياضيّةِ الشّديدةَ جدّاً (HIIT، وهو {تدريبٌ متواترٌ عالي الكثافةِ})، ثم يجدونَ أنفسهمُ مرهقينَ بعضلاتٍ مجهَدةٍ، لا يمكنُ أن تُحدَّدَ أهدافَ اللّياقةِ البدنيّةِ السّنويةِ بخمسةِ أيامٍ في يناير، بل تحدّدُ من خلالِ تقدّمٍ مدروسٍ وثابتٍ على مدارِ العامِ، وهو الأمرُ نفسهِ بالنّسبةِ للعملِ الهادفِ الذي نأملُ في تحقيقهِ خلالِ الـ 12 شهراً القادمةَ.
هذهِ العقليةُ مهمةٌ أيضاً بالنّسبةِ لقادةِ الفرقِ، وأنتَ تحدّدُ الأسلوبَ، وسيتطلعُ النّاسُ إليكَ لترشدهمْ حولَ ما يُتوقّعُ منهم، هل تملأُ جدولَ ينايرَ بأكبرِ عددٍ من الاجتماعاتِ الممكنةِ؟ بلا شكّ سيتبعُ فريقكَ نفسَ النّهج، أم هل تشجّعُ زملاءَ العملِ والمرؤوسينَ المباشرينَ على بناءِ قوّةٍ دافعةٍ مع بدايةِ العامِ الجديدِ من خلالِ منحهمُ بعضَ المساحةِ وتقديمِ مثالٍ يُمكنُ أن يُحتذى بهِ؟ الأمرُ الأخيرُ سيعزّزُ ثقافةَ الأمانِ النّفسيِّ في الفريقِ؛ بينما قدْ يٌحقّقُ الأمر الأوّل نتائجَ قصيرةَ الأجلِ ولكنّها تجازفُ بانتشارِ عدوى الاحتراقِ الوظيفيّ.
لذا، خذْ نفساً عميقاً، تحرّرْ من الضّغطِ، وتذكّرْ أنَّ هناكَ 50 أسبوعاً إضافيّاً أمامكَ.
- أنتَ تستطيعُ التّحكمَ بذلكَ!