لماذا لا يقبل Jeff Bezos حلول التسوية؟ إليك وجهة نظره في اتخاذ القرار
باعتقاد بيزوس، التسوية طريقةٌ رهيبةٌ للتوصل إلى اتّفاقٍ، فمتى ينبغي أن تقبل بها أو ترفضها؟
بقلم جيف هيدن Jeff Haden، محرر مساهم في Inc.
تخيَّل أنَّك وشريككَ/زميلكَ/صديقكَ تختلفان، هو يقول رأيهُ، وأنت تقول رأيكَ، هو يشعرُ بهذا، وأنت تشعرُ بذاك. ولكن، كيف يمكنكَ حلُّ الصِّراع؟ عادةً -وخاصّةً إذا كنت تُقدِّر العلاقة- فإنّك تقدّم تنازلاتٍ للوصول لتسويةٍ. ومن الواضحِ أنَّ هذه هي عمليّة صنع القرار التي يحتقرها جيف بيزوس:
"الطّريقة السّيئة حقاً للتّوصّل إلى اتّفاقٍ هي التّسوية، نحن في غرفةٍ ويمكنني أن أقولَ: ما هو ارتفاع هذا السّقف في رأيكَ؟ ستكون إجابتكَ مثلاً: لا أعرف يا جيف، ربَّما يبلغ طوله 12 قدماً، وأقولُ أنا: أعتقدُ أنَّ طوله 11 قدماً، ومن ثمَّ نقول: أتعرف ماذا؟ لنعتمد قياس 11 قدماً ونصف".
هذا حلٌّ وسط نتوصَّل إليه بدلاً من التّصرّف الصّحيح: احصل على شريط قياسٍ، لكنَّ الحصول على شريط القياس هذا ومعرفة كيفيّة الوصول إلى أعلى السّقف يتطلّب ذلك طاقةً، وميّزة التّسوية كآليّة حلٍّ هي أنَّها منخفضة الطَّاقة، لكنَّها لا تؤدِّي إلى الحقيقة. وعندما تكون الحقيقة شيئاً يمكن معرفته، فلا يجب أن تسمح باستخدام التَّسوية بينما يمكنكَ معرفة الحقيقة.
من المؤكّد أنَّ العثور على الحقيقة أمرٌ صعبٌ عندما لا يمكن للحقيقة أن تُعرَف، هل يجب علينا توظيف هذا المرشَّح؟ لا توجد طريقةٌ للتنبّؤ بالنّتيجة بشكلٍ حقيقيٍّ؛ الطَّريقة الوحيدة للمعرفة هي المحاولة، هل يجب علينا التّوسّع في منطقةٍ جديدةٍ؟ وهنا يأتي دور مبدأ بيزوس "لا أوافق وألتزم".
وفقاً لبيزوس:
"ربَّما ينبغي أن يتمّ اتّخاذ معظم القرارات باستخدام نحو 70% من المعلومات التي ترغب في الحصول عليها".
لذلك استخدمْ عبارة: "لا أوافق وألتزم"، هذه العبارة ستوفِّر الكثير من الوقت، إذا كان لديك قناعةٌ في اتّجاهٍ معينٍ على الرَّغم من عدم وجود إجماعٍ، فمن المفيد أن تقول: "انظر، أعلم أنّنا نختلف حول هذا الأمر، لكن هل ستراهن معي عليه؟ لا أوافق وألتزم؟".
لا يعني هذا أنَّني أفكِّر في نفسي، حسناً، هؤلاء الأشخاص مخطئون ويفوتهم فهم النّقطة الأساسيّة، لكنّ هذا لا يستحقّ أن أسعى وراءه؛ إنَّه اختلافٌ حقيقيٌّ في الرّأي، وتعبيرٌ صريحٌ عن وجهة نظري، وفرصةٌ للفريق لتقييم وجهة نظري، والتزامٌ سريعٌ وصادقٌ مع التّأكيد بالتزامي بطريقتهم.
فبدلاً من تقديم التّنازلات، مثل الدّخول بفتورٍ ودون تركيزٍ إلى سوقٍ جديدةٍ، يسمح لك الاختلاف والالتزام بتبنّي فكرةٍ واحدةٍ أو اتجاهٍ واحدٍ أو استراتيجيّةٍ واحدةٍ بشكلٍ كاملٍ، ممَّا يعني أنَّك ستعرف ما إذا كان هذا القرار هو القرار الصّحيح، وبعد ذلك يمكنك التّكيّف معه أو مراجعته أو التّخلّي عنه بناءً على البيانات والنّتائج الفعليّة أو ما يسمّيه بيزوس الحقيقة، جرّبها قبل أن تتوصّلَ إلى حلٍّ وسطٍ، خذ خطوةً إلى الوراء.
- أولاً، قرّر ما إذا كان من الممكن معرفة الحقيقة: إذا كنت تميل إلى التّسوية لأنّ تحديدَ الحقيقة يتطلّب طاقةً، فهذه علامةٌ على أنّك تستخدم التّسوية باعتبارها الطّريق السّهل للخروج.
- إذا لم تكن معرفة الحقيقة ممكنةً: قرّر ما إذا كان بإمكانكَ الاختلاف والالتزام، فالتّسوية تخفّف الأمور،وإنَّ اختيار نهجٍ واحدٍ -الخوض في كلِّ شيء، على الأقلِّ حتّى تشير الأدلّة إلى خلاف ذلك- هو الطّريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان هذا النّهج صحيحاً بالفعل.
خذ على سبيل المثال نسخة بيزوس الأصليّة من Amazon Studios والتي تمّت الإشارة إليها في خطاب المساهمين لعام 2016:
أخبرتُ الفريق بوجهة نظري: وكان هناك نقاشٌ حول أمورٍ تخصُّ هذا المشروع، مثل إن كان سيصبح مثيراً للاهتمام بدرجةٍ كافيةٍ، وأنّ عمليّة إنتاجه معقّدة، وأنّ شروط العمل ليست جيّدةً، ولدينا الكثير من الفرص الأخرى، كان لديهم رأيٌ مختلفٌ تماماً وأرادوا المضيّ قدماً، لقد ردّدت على الفور قائلاً: "أنا لا أوافق على ذلك وألتزم به وآمل أن يصبح الشّيء الأكثر مشاهدةً من كلِّ ما صنعناه".
كان من الممكنِ أن يسعى بيزوس إلى تسويةٍ، ميزانيةٌ أصغرُ، حلقاتٌ أقلُّ، نطاقٌ أضيقُ، لكن تخفيف المفهوم والإنتاج كان من المحتمل أن يعني أن كلا الجانبين كانا مخطئين.
شاهد أيضاً: Jeff Bezos وإعادة تعريف القيادة: حقيقة النجاح المُرّة التي نتجنّبها
عندما تتعذّرُ معرفةُ الحقيقة، لا تستخدم التّسوية -أو ما هو أسوأ من ذلك، مثل: سلطتك- لاتّخاذ قرارٍ، استمع وقيّم وقرّر ما إذا كان يجب عليكَ عدم الموافقة والالتزام، أو اطلب من الشّخص الآخر أن يختلفَ معك ويلتزم، وإذا لم يكونوا على استعدادٍ نهائيّاً لعدم الموافقة والالتزام، اتّخذ قراراً مختلفاً إذا كنت تريد مواصلة العلاقة المهنيّة أم الشّخصيّة.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.