لماذا منع Jeff Bezos برنامج PowerPoint في أمازون؟ درس في كيفية التفكير
يجعل اجتماعات أمازون غير عادية بالتأكيد، ولكنه أيضاً يجعلها أفضل!
بقلم جاستين باريسو Justin Bariso، مؤلف EQ Applied
إذنْ لقدْ بدأتَ للتوّ عملكَ في أمازون، أنتَ جالسٌ في غرفةِ اجتماعاتٍ، تستعدّ لبدايةِ اجتماعكِ الأوّلِ، فجأةً، يسلِّم رئيسُ الاجتماعِ لكَ وللجميعِ مذكّرةً تتألفُ من ستِّ صفحاتٍ، ثمَّ تجلسونَ في صمتٍ لمدةِ 30 دقيقةً. [1]
"الاجتماعاتُ في أمازون تختلفُ عن العادةِ" قالَ مؤسّسُ أمازون، جيف بيزوس Jeff Bezos، فِي مقابلةٍ حديثةٍ مع عالمِ الحاسوبِ ومذيعِ البودكاستِ الشّهيرِ ليكس فريدمان Lex Fridman. "لمدةِ 30 دقيقةً، نجلسُ هناكَ جميعاً بصمتٍ في الاجتماعِ، ونقرأُ وندونُ الملاحظاتِ في الهوامشِ، ثم نبدأُ بالمناقشةِ."
هذا ليسَ جديداً فِي أمازون؛ إذْ منذُ سنواتٍ، كان بيزوس يؤكّدُ على قيمةِ "بدايةٍ صامتةٍ" للاجتماعاتِ ،في الواقعِ، يُقال: إنَّه كان ذلكَ منذُ عام 2004 عندمَا حظر بيزوس استخدامَ باوربوينت في اجتماعاتِ القيادةِ، واستبدلَهُ بـ "نصوصٍ مبنيّةٍ بشكلٍ جيّدٍ وتسردُ بشكلٍ جيّدٍ".
ولكنْ لماذا دعَا بيزوس إلى هذا التَّغييرِ؟ وكيفَ تؤدِّي بدايةُ الاجتماعاتِ بقاعةِ دراسةٍ إلى تحسينِ التّفكيرِ واتّخاذِ القراراتِ؟ دعونَا نُلقي نظرةً عن كثبٍ على هذهِ الأسئلةِ، ونرى كيفَ يمكنُ أن تساعدَكَ الإجاباتُ في التّفكيرِ في استخدامِ بدايةٍ صامتةٍ في اجتماعاتِكَ، (إذا وجدتَ قيمةً في هذا الدرسِ، قد تكونُ مهتمّاً بدورتِي المجانيَّةِ في التّفكيرِ العاطفيّ free emotional intelligence course، التي تعلّمُكَ كيفيّةَ بناءِ الذكاءِ العاطفيّ في نفسِكَ وفريقِكَ).
الناس لا يستعدّون للاجتماعات
يقولُ جيف بيزوس مؤسسُ أمازون: "إنَّ السببَ الرئيسيّ وراءَ بدءِ الاجتماعاتِ بالقراءةِ الصَّامتةِ هو أنَّ الناسَ ببساطةٍ لا يستعدّون جيداً، وأنَّ التّفكيرَ الأفضلَ يتطلّبُ التّحضيرَ الجيدَ".
"أرغبُ في أن يقرأَ الجميعُ هذهِ المذكّراتِ مسبقاً"، قالَ بيزوس لـ فريدمان: "لكنَّ المشكلةَ هي أنَّ الناسَ ليس لديهِم الوقتُ للقيامِ بذلكَ، وينتهي بهمُ الأمرُ إلى الحضورِ إلى الاجتماعِ بعد أنْ قاموا بتصفُّحِ المذكّرةِ فقط أو ربَّما لم يقرؤوها على الإطلاقِ، وهم يحاولون إدراكَ ما يُطرح، وأيضاً يتظاهرونُ بالمعرفةِ مثلما كانوا يفعلون في الجامعةِ حينَ يتظاهرونَ بقراءةِ الدّروسِ."
ويضيفُ بيزوس: "من الأفضلِ تخصيصُ هذا الوقت للنّاسِ؛ لذا الآن نحنُ جميعاً على نفسِ الصّفحةِ ولدينا نفسُ الإدراك."
شاهد أيضاً: كن آخر من يتحدّث! نصيحة ثمينة من Jeff Bezos يدعمها علم الاجتماع
أنتَ لا تريدُ الإقناع، أنتَ تريدُ الحقيقةَ
مشكلةٌ كبيرةٌ أخرى مع باوربوينت وفقاً لبيزوس، هي أنَّها مصمّمةٌ للإقناعِ؛ لجعلِ الآخرينَ يشعرونَ وليس لجعلِهم يفكّرونَ. إذ يقولُ بيزوس: "إنَّه أداة بيعٍ إلى حدٍّ ما، وفي قرارةِ نفسك، آخر ما تريدُ القيامَ به هو التّرويجُ، أنتَ باحثٌ عن الحقيقةِ، أنتَ تحاولُ العثورَ على الحقيقةِ."
عندما يبدأُ فريقٌ في اجتماعِهِ بالقراءةِ الصَّامتةِ، تُتاحُ لهم الفرصةُ للتّفكيرِ بشكلٍ نقديٍّ حولَ النّقاطِ التي يرونَها أمامَهم، وهذا يسمحُ لهم بتدوينِ الملاحظاتِ وتوضيحِ تفكيرِهم بشكلٍ أفضلَ حولَ الموضوعِ.
ويقول بيزوس" إنَّه فقط في هذا الوقتِ يكونُ الفريق جاهزاً للنّقاشِ، لإجراءِ مناقشةٍ متقدّمةٍ حقّاً، بيزوس يسمّيها "التّجولُ"، ويقولُ: "الاجتماعُ يتعلّقُ بطرحِ أسئلةٍ لا يعرفُ أحدٌ إجابتَها ومحاولةُ التّجول بطريقِكَ نحو الحلّ، لأنّه عندما يحدثُ ذلك بشكلٍ صحيحٍ؛ فإنّه يجعلُ كلّ الاجتماعاتِ الأخرى تستحقّ الجهدَ."
ويضيفُ: "كما أنّك تحصلُ على ابتكاراتٍ حقيقيّةٍ في اجتماعاتٍ مثلَ تلكَ."
إنَّه أفضلُ للجمهورِ
يقولُ بيزوسُ: "المشكلةُ الأُخرى مع باوربوينت هي أنَّها سهلةٌ للكاتبِ وصعبةٌ للجمهورِ والمذكّرةُ على العكسِ تماماً."
يقولُ بيزوس: إنَّ مذكّرةً جيدةً منْ ستٍّ صفحاتٍ قد تحتاجُ إلى أسبوعينِ للكتابةِ، إنّها تتطلبُ كتابةً وتعديلاً وإعادةَ كتابةٍ، والتّحدثَ مع الآخرينَ حولَ موضوعِكَ، محاولة إقناعِهم بالعثورِ على نقاطِ ضعفٍ في تفكيركَ حتَّى تتمكّنَ من التّعاملِ مع تلكَ النّقاطِ بشكلٍ استباقيٍّ.
النّتيجةُ لهذا العملِ الشّاقّ في البدايةِ، على الرَّغم من ذلكَ، هي أنَّ هناكَ مستوىً عاليّاً جداً من التّفكيرِ الذي ضُمِّنَ في المذكَّرةِ، إنّها تختلفُ كثيراً عن باوربوينت؛ حيثُ يمكنُ للعرضِ التّقديميِّ إخفاءَ التّفكيرِ السّيئِ وراءَ نقاطِ التَّعريفِ ومحاولةِ الحديثِ بمهارةٍ للخروجِ من المشاكلِ.
يقولُ بيزوس: "عندما تكونُ مضطراً للكتابةِ بجُملٍ كاملةٍ مع هيكلٍ سرديٍّ؛ فإنَّهُ من الصَّعبِ حقاً إخفاءُ التّفكيرِ السّيئِ؛ لذلكَ هو يجبرُ الكاتبَ على أنْ يكونَ في أفضلِ حالاتهِ."
شاهد أيضاً: Warren Buffett يكشف عن ندمه: كنت غبياً جداً لعدم الاستثمار في أمازون
إنَّه يوفِّرُ الوقتَ
من خلالِ الحصولِ على أفضلِ تفكيرٍ من الكاتبِ منذ البدايةِ، ومنحِ الجمهورِ الوقتَ لمعالجةِ هذا التَّفكيرِ، تبدأُ مناقشتكَ بمستوى أعلى بكثيرٍ من مستواها في حالة البوربوينت، وهذا يوفِّرُ لكَ الوقتَ على المدى الطّويلِ. ولكنْ هناكَ طريقةٌ أخرى تساعدُك فِيها "بدايةٌ صامتةٌ" على توفيرِ الوقتِ.
"تعلمونَ، [مع باوربوينت]، يقاطِعُ القادةُ الكبارُ بأسئلةٍ في منتصفِ العرضِ"، يشرحُ بيزوس: "وذلكَ السؤالُ سيُجابُ عليهِ في الشّريحة التَّاليةِ؛ لكنَّكَ لم تصلْ إلى تلكِ النّقطةِ". وعلى عكسِ ذلكَ، يقولُ بيزوس: "من خلال قراءةِ المذكَّرةِ بأكملِها قبلَ النّقاشِ، تحصلُ على العديدِ من الإجاباتِ التي تبحثُ عنها".
"غالباً ما أكتبُ الكثيرَ من الأسئلةِ التي لديّ في هوامشِ هذه المذكَّراتِ"، يقول بيزوس: "ثمَّ أقومُ بشطبِها جميعاً؛ لأنَّني عندما أصلُ لنهايةِ المذكّرةِ، أكونُ قد حصلتُ على الإجاباتِ."
إذن إذا كنتَ تبحثُ عن طريقةٍ لتحسينِ الاجتماعاتِ، فكّرْ في اتّباعِ نهجِ جيف بيزوس وابدأ بالقراءةِ الصَّامتةِ، ثم المناقشةِ. إذ ستضمنُ بذلكَ:
- أنَّ الجميعَ مستعدٌ.
- أنَّكَ تعطِي الأولويّةَ للحقيقةِ.
- أنَّكَ قد بنيتَ أساساً للتّفكيرِ الأوضحِ والأفضلِ.
- أنّكَ توفِّرُ الوقتَ على المَدى الطَّويلِ.
وهذا يبدو تجربةً اجتماعيّةً أفضلَ للجميعِ.