لماذا يحتاج المؤسّسون إلى مدربٍ تنفيذيٍّ لتحقيق النّجاح؟
يأتي المدرّبون التنفيذيُّون بخلفيّاتٍ مختلفةٍ، فمنهم من يركّز على المهارات القياديّة والعلاقات، ومنهم من يعتمد على نهجٍ روحانيٍّ يعزِّز المرونة الشّخصيّة بغضّ النّظر عن التّخصّص
تعدّ ريادة الأعمال رحلةً شاقّةً مليئةً بالتحدّيات والتّوتّر، ولكنّها في الوقت نفسه تحمل آفاقاً واسعةً للنّموّ الشّخصيّ والمهنيّ. وفي هذه الرّحلة، قد يجد المؤسّسون أنفسهم بحاجةٍ إلى دعمٍ استثنائيٍّ لا يقتصر على فريق العمل أو الشّركاء المؤسّسين، وهنا يظهر دور المدرب التنفيذي، الّذي قد يكون الحافز الأساسيّ لتحقيق نجاحٍ مستدامٍ وشاملٍ.
ما دور المدرب التنفيذي في ريادة الأعمال؟
المدرب التنفيذي ليس مجرّد مستشارٍ أو موجّهٍ تقليديٍّ، بل هو شريكٌ استراتيجيٌّ يساعد المؤسّسين على استكشاف إمكاناتهم الكامنة وتعزيز أدائهم في شتّى الجوانب، إذ تختلف خلفيّات المدرّبين التّنفيذيّين، فمنهم من يركّز على تطوير المهارات القياديّة، بينما يتبنّى آخرون نهجاً شاملاً يعزّز المرونة الشّخصيّة والتّوازن بين الحياة والعمل. ولكن، الهدف النّهائيّ هو مساعدة المؤسّس لمواجهة التّحدّيات بثقةٍ واتّزانٍ، ما ينعكس إيجاباً على مسار الشّركة.
تجربةٌ ملهمةٌ من الواقع
روى ميشا بريكستون، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "سوميت إيه آي" (SOMITE.AI)، عن تجربته في ريادة الأعمال الّتي تميّزت بالتّنوّع في مجالاتٍ، مثل: الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللّغات الطّبيعيّة، إذ أكّد بريكستون أنّ رحلته كانت مليئةً بالتّحدّيات، ولكنّه اعترف أنّ استعانته بمدرّبٍ تنفيذيٍّ كانت خطوةً محوريّةً أحدثت فارقاً كبيراً في مسيرته.
كما أوضح بريكستون أنّ علاقات العمل مع الشّركاء، على الرّغم من أهمّيّتها، قد تكون أحياناً مرهقةً ومعقّدةً، وهنا جاء دور مدرّبته التّنفيذيّة كاتيا فريسن، الّتي اعتمدت نهج "التّفكير الوفير"، ما ساعده على إعادة تصميم رؤيته وأهدافه الشّخصيّة والمهنيّة، إذ قال: "ساعدتني كاتيا على أن أصبح أقوى وأكثر وعياً بإمكاناتي، ممّا انعكس على تحسين شركتي وعلاقاتي الشّخصيّة والمهنيّة".
ما الفوائد الرئيسية للتدريب التنفيذي؟
- تعزيز الوعي الذّاتيّ: في خضمّ الانشغال بتفاصيل العمل اليوميّة، قد يغفل المؤسّس عن تقييم ذاته بموضوعيّةٍ، وهنا يساعد المدرب التنفيذي المؤسّس على فهم نقاط القوّة والضّعف، ما يمكّنه من تحسين أدائه واتّخاذ قراراتٍ أكثر حكمةً.
- توازن الحياة والعمل: يقدّم المدرّب نصائح مخصّصةً تساعد المؤسّس على تحقيق التّوازن بين حياته الشّخصيّة ومهامّه المهنيّة، ممّا يمكّن المؤسّس من الحفاظ على صحّته النّفسيّة والجسديّة.
- المساءلة والتّطوّر المستمرّ: قد يؤدّي غياب الرّقابة المباشرة إلى ركود تطوّر المؤسّس على المستوى الشّخصيّ، فيقدّم المدرّب التنفيذيّ دوراً هامّاً في تشجيع المؤسّس على الالتزام بأهدافه والسّعي الدّائم نحو التّحسين، ممّا ينعكس إيجاباً على نموّ شركته.
- التّعامل مع الوحدة: يشعر الكثير من المؤسّسين بالعزلة أثناء قيادتهم لمشاريعهم، وهنا يوفّر المدرّب التّنفيذيّ دعماً عاطفيّاً ومهنيّاً يساعد المؤسّس على التّغلّب على هذا الشّعور، ما يجعله أكثر قدرةً على مواجهة التّحدّيات بثقةٍ.
لذا يؤكّد العديد من المؤسّسين الّذين استعانوا بمدرّبين تنفيذيّين أنّ هذا الاستثمار كان نقطة تحوّلٍ في حياتهم. لذا، تُظهر التّجارب النّاجحة أنّ وجود مدرّبٍ متمكّنٍ ليس رفاهيّةً، بل هو أداةٌ فعّالةٌ لتطوير القيادة وتحقيق النّموّ المستدام.
الخلاصة، ريادة الأعمال ليست مجرّد وسيلةٍ لتحقيق الأرباح، بل هي رحلةٌ لاكتشاف الذّات وبناء مستقبلٍ متكاملٍ، ووجود مدرّبٍ تنفيذيٍّ يُمكن أن يكون الخطوة الّتي تُحدث الفرق في هذه الرّحلة. فإذا كُنت مؤسّساً طموحاً، لا تتردّد في استثمار الوقت والموارد للعثور على مدرّبٍ تنفيذيٍّ يساعدك على تحقيق أفضل نسخةٍ من ذاتك؛ لأنّ نجاح شركتك يبدأ من نجاحك الشّخصيّ.