لماذا يرفض الكثيرون العمل بذكاء وليس بجهد؟
استراتيجيات فعّالة لزيادة الإنتاجية والاستغلال الأفضل لكلّ الموارد، مع الحرص على بقاء راحتك النّفسيّة والجسديّة على رأس أولوياتك
توقَّف عن الشَّكوى من مدى انشغالكَ واعمل بذكاء وليس بجهد، فليس معنى أنَّك أمضيت 15 أو 20 ساعةً في العمل مع انعدام التَّركيز وجفاف العين، أنَّك أدَّيت كلَّ ما يُمكنكَ بالفعل، فصحيحٌ أنَّ مقولاتٍ -مثل مَن أراد العلا سهر اللَّياليّ، وأنَّ النَّجاح لا بدَّ له من جهدٍ- صحيحةٌ تماماً ولا جدال عليها، إلَّا أنَّ الحقيقةَ الأكيدة أيضاً أنَّ الاجتهادَ فقط والتَّفرُّغ لبذل الكثير من الجهد في أمورٍ قد تأخذ وقتاً أقلَّ، يُضيِّع طاقتك ويُقلِّص من إنجازاتكَ، مهما كانت السَّاعات الَّتي تبذلها في العمل.
فكيف بالفعل تعمل بذكاء وليس بجهد لتزيد من إنتاجيَّتك؟ ولماذا يقاوم بعضهم أيَّ استراتيجيَّاتٍ تجعله يقلِّل من وقت إنجاز مهمَّةٍ ما؟ وهل يُمكن للجميع النَّجاح في العمل بذكاءٍ وليس بجهدٍ، مهما كان مستوى ذكائهم؟ هذا ما سنتعرَّف عليه الآن.
ما الفرق بين أن تعمل بذكاء وأن تعمل بجهد؟
يعتقدُ بعضهم أنَّ العملَ بذكاء يهدفُ فقط لزيادة الإنتاجيَّة، وطالما أنَّ العملَ بجهدٍ يؤدِّي إلى النَّتيجة نفسها فلا داعٍ للتَّخطيط والتَّفكير في طرقٍ بديلةٍ، ومن الأسهل الاعتماد على طرقٍ كلاسيكيَّةٍ. ولكنَّ العمل بذكاءٍ لا يعني فقط زيادة الإنتاجيَّة، ولكنَّه يُركِّز أكثر على الاستغلال الأفضل لكلِّ الموارد المتاحة، سواءً عقلكَ أو جسدكَ أو الإمكانات الماديَّة المُتوفِّرة أمامكَ باتِّباع استراتيجيَّاتٍ تضمن لك استمرار الجهد المبذول لفترةٍ أطول بكثيرٍ وبإنجازاتٍ أكثر، فبذل شخصٍ للكثير من الجهد سوف يؤدِّي في النِّهاية إلى انهياره سريعاً، مع كثرة ارتكابه للأخطاء؛ وبالتَّالي عدم الاستمرار في الجهد المبذول وفقدان الموارد. [1]
لماذا انتشرت عبارة اعمل بذكاء وليس بجهد؟
مع سيطرةِ القطَّاع الخاصِّ على جميع مجالات العمل وارتفاع حدَّة المنافسةِ وكثرة متطلَّبات الوظائف من مهاراتٍ وشهاداتٍ ودوراتٍ تدريبيَّةٍ وغيرها، أصبح الجميع في حالةٍ دائمةٍ من اللُّهاث ليظلَّوا في سباق الحياة والوظائف، حتَّى لا يجدوا أنفسهم بلا عملٍ، ممَّا أدَّى لانعدام أيّ وقتٍ شخصيٍّ تقريباً أو مخصَّصٍ للعلاقات الاجتماعيَّة الطَّبيعيَّة، وهذا قد يبدو شيئاً لا يستحقُّ التَّوقُّف أمامه، إذا كان هذا اللُّهاث المستمرِّ أدَّى إلى زيادة رفاهيَّة الإنسان وسعادته، ولكن على العكسِ من ذلك تماماً، فقد انتشرت معدَّلات الاكتئاب والانتحار والعلاقات الشَّاذَّة والجرائم في جميع الفئات العمريَّة والاجتماعيَّة، وبمختلف بلدان العالم سواءً الفقيرة أو الغنيَّة.
لذا في محاولةٍ لتحقيق الرَّفاهيَّة المفقودة للإنسان، والَّتي لا تتعلَّقُ بالتَّأكيد فقط بمقدار ما يكتسبه من أموالٍ، بدأ الكثير من خبراء علم النَّفس والاجتماع في محاولة طرح بدائل تُساعد الإنسان على إعادة التَّوازن لحياتهِ من جديدٍ، وتحديد أولويَّاته وأهدافه من العمل، والَّذي لا يجب على الإطلاق أن يكون هدفاً في حدِّ ذاته، بل وسيلةً من وسائل الرَّفاهيَّة والسَّعادة، ولكنَّ هذا الاتِّجاه قُوبل باعتراضاتٍ من فئاتٍ متنوِّعةٍ من العمّال على مدى عدَّة سنواتٍ.
لماذا يخشى بعضهم من العمل بذكاء وليس بجهد؟
عندما تجدُ شخصاً يتذمَّرُ من عدم وجود الوقت للرَّاحة، وأنَّه يدور في طاحونة العمل 48 ساعةً في اليوم، ثمَّ تقترحُ عليه طرقاً مختلفةً لمحاولة تقليلِ المجهود وتنفيذ المهام بطريقةٍ أكثر ذكاءً، عادةً ما يُقابل الأمر بنوعٍ من عدم التَّصديق في البداية أنَّ هذه الطُّرق نافعةٌ أصلاً، وفي أحيان أُخرى يرفضُ بعضهم مجرَّد المحاولة، وهذا في الواقعِ لعدَّة أسبابٍ: [2]
- عدم الثّقة في ذكائهم: يعتقدُ بعضهم أنَّ العمل بذكاءٍ، وليس بجهدٍ يتطلَّب معدَّل ذكاء أينشتاين ودرجة دكتوراه في الفيزياء، ولكنَّ الأمر أكثر بساطةً من هذا بكثيرٍ، فمهما كانت المهنة أو الحرفة الَّتي تعملُ بها سوف تجدُ أشخاصاً يمارسونها بذكاءٍ، ويحقِّقون بها إنجازاتٍ أكثر بكثيرٍ من غيرهم، حتَّى مع تساوي معدَّل الذّكاء ودرجة التَّعليم.
- عدم العدل: يتساءل بعضهم هل من العدل أن يُنجز مهمَّةً ما في ساعتين، بينما يُنجزها آخر في 4 ساعاتٍ، ويحصلون على الرَّاتب نفسهُ في النِّهاية؟ إنَّ هذا ليس عدلاً من وجهة نظرهم.
- الخوف من الاتهام بالتَّقصير أو التَّكاسل: ارتبط العمل بذكاء لدى بعضهم بالتَّقصير والتَّكاسل، وأنَّ من لا يبذل جهداً مضنياً فهو كسولٌ وليس ذكيّاً.
- الخوف من المهام الزَّائدة: وهذا من التَّصوُّرات الأكثر انتشاراً، فيخشى بعضهم من إنجاز المهام بسرعةٍ وكفاءةٍ، فتكون النَّتيجة ليس الحصول على مكافآتٍ أو راحةٍ، بل إلقاء مهامٍ زائدةٍ على عاتقه، وهذا للأسف يحدث بالفعل في نسبةٍ لا بأس بها من الشَّركات، ممَّا يجعلهم يفقدون موظَّفين أكفَاء على حساب آخرين لا يحقِّقون الإنجازات نفسها، على الرَّغم من ساعات العمل الطَّويلة.
- عدم وجود حياةٍ اجتماعيّةٍ: إدمان العمل من سمات العصر الحديث، فبسبب انعدام العلاقات الاجتماعيَّة وتحولها إلى رسائل نصيّةٍ، لم يعد الكثيرون يرغبون في الأساس عن التَّوقُّف عن العمل، وأصبح هو حياتهم، ولكن يكتشفون بعد وقتٍ قليلٍ أنَّهم أهدروا عمرهم دون جدوى وهدفٍ حقيقيٍّ.
- التَّذمُّر والشَّكوى أسهل من الحلّ: يرتاح بعضهم لدور الضَّحيَّة المغلوب على أمره، ويكون هذا أسهل بالنّسبة له كثيراً من محاولة البحث عن حلولٍ جادَّةٍ لمشكلاتهِ.
شاهد أيضاً: 4 قواعد أساسية لزيادة إنتاجية رواد الأعمال
لماذا من الضروري أن تعمل بذكاء وليس بجهد؟
في عالمٍ شديد التَّنافسيَّة لم يعد العمل بذكاء، وليس بجهدٍ من الاختيارات المتاحة أمامكَ في الأساس، فإنَّ محاولة توفير طاقتك ووقتك للعمل بطريقةٍ أكثر كفاءةً سوف يُساعدك على إنجاز المهام بسرعةٍ أكبر، ممَّا يؤدِّي إلى مجموعةٍ أكبر من الفوائد: [3]
- تحسُّن الحالة الصّحيَّة: فهرمون التوتر النَّاجم عن كثرة اللُّهاث للحاق بالمواعيد النِّهائيَّة من أكثر أسباب أمراض العصر من الضَّغط المرتفع والجلطات الدّماغيَّة والسُّكريّ وغيرها، فعندما تعمل بذكاءٍ سوف تتمكّن من ترتيب وقتكَ أفضل دون توتُّرٍ.
- زيادة الرّضا عن الذَّات: فكثرة الإنجازات تُزيد من تقديرك الذَّاتيّ لنفسك في البداية، ومن رضاء رؤسائك عنكَ، وبالتَّالي ارتفاع الأمان الوظيفيّ.
- الاهتمام بجوانب أكثر في الحياة: فالعمل جزءٌ من الحياة وليس كلَّها، فإذا لم تجد وقتاً لهواياتكَ وراحتكَ وعلاقاتكَ الاجتماعيَّة المتنوِّعة، فلن تكون إنساناً في الأساس، وستعملُ ضدَّ طبيعتكَ نفسها، لتنهار سريعاً دون أيّ فائدةٍ من الأموال الَّتي جنيتها.
أفضل طرق لزيادة الإنتاجية ومساعدتك على العمل بذكاء وليس بجهد
هناك 24 ساعةً فقط في اليوم، وهذه حقيقةٌ لا تقبلُ الجدالَ، ولكن هناك أيضاً من ينجزون في هذه السَّاعات أضعاف ما ينجزه غيرهم، فإذا كنت دائم اللُّهاث للحاق بالمواعيد النِّهائيَّة، وعلاقتكَ الاجتماعيَّة مضطربة دائماً؛ نتيجة الغياب عن المناسبات المهمَّة، وتركيزكَ منخفضٌ بسبب كثرة الإرهاق، فإنَّ تلك الطُّرق البسيطة يُمكنها حقَّاً مساعدتك، إذا اقتنعت بفائدتها، وبدأت في تطبيقها بالتَّدريج:
التّركيز وتقليل الأولويّات
الطَّريقة الأولى والأكثر أهميَّةً على الإطلاق هي الصَّرامة الواضحة في تحديد الأولويَّات القصوى، من الطَّبيعي أنَّه من السَّهل قول ذلكَ، لكن من الصَّعب، وليس المُستحيل تنفيذهُ، فالجميع يعدُّ كلَّ شيءٍ أولويَّةً الآن، لكنَّ العمل بذكاءٍ يستدعي تغيير هذه النَّظرة والاهتمام بالتَّرتيب الرَّأسي، وليس الأفقيّ للأمورِ، وهذا يعني من 2 إلى 3 أو 4 أولويَّاتٍ على الأكثر بدلاً من 10، وتلك هي الَّتي نستثمرُ بها الجزء الأكبر من عقلنا ووقتنا، بحيث لا يوجد هناك أيَّ بديلٍ أمامنا على الإطلاق إلَّا تنفيذها بأنفسنا، وأن يكون لها تأثيراتٌ أكبر بكثيرٍ من غيرها إن لم تُنفَذ بدقَّةٍ، ثمَّ جدولة المهام الأخرى وفقاً لترتيبها وتأثيرها.
التّخطيط
يكره الكثيرون هذه الكلمة لاعتقادهم أنَّ الأمرَ يتطلَّبُ شهادة خبرةٍ في الهندسة، ولكنَّ هذا ليس الحال على الإطلاق، فكلُّ ما تحتاج إليه هو 5 دقائق على الأكثر في نهاية اليوم تُخطّط فيها المهام الَّتي سوف تبدأ بها اليوم التَّالي، وفي أيّ ساعةٍ بالتّحديد، مع وضع نهايةٍ مُحدَّدةٍ لكلِّ مهمَّةٍ إذا لم تتمّ فيها، تنتقل فوراً إلى المهمَّة التَّالية.
سوف تقول الآن كيف ننتقلُ إلى مهمَّةٍ أُخرى دون إنجاز الأولى، وسأؤكِّد لك فاعليَّة هذه الطَّريقة في إجبار العقل على التَّركيز على المهمَّة الَّتي أمامهُ، حتَّى يبدأ في المهمَّة التَّالية، ولكن إذا لم تُحدِّد وقت الانتهاء والتَّوقُّف التَّامِّ عن تلك المهمَّة سوف تجد أنَّها تستغرقُ شهراً كاملاً بدلاً من عدَّة أيامٍ، فالسِّرُّ بأكمله في خداع العقل.
طريقة الدقيقتين أو الـ5 أو الـ10 دقائق
وهي من أكثر طرق زيادة الإنتاجيَّة وخداع العقل وإنجاز المهام مع العمل بذكاءٍ وجهدٍ في الوقت ذاته، فهناك الكثير من المهام الَّتي تكون ثقيلةً على النَّفس ودائماً مؤجَّلةً، حتَّى تصل إلى جبلٍ لا يُمكن زحزحتهُ، وهنا اخدع عقلك من جديدٍ وحدِّد فقط دقيقتين أو 5 دقائق أو 10 على الأكثر لهذه المهمَّة الَّتي تجدها شديدة الصُّعوبة، واعمل بها هذه الفترة فقط لا غير، وبالطَّبع هذا لن يُنهي المهمَّة، لكنَّك ستكون كسرت الحاجز النَّفسيَّ، وبدأت بها وأنجزت بها أيَّ شيءٍ يزيد من حماسكَ للانتهاء منها سواءً في الوقت الحاليّ، أو فيما بعد؛ إنَّها من الطُّرق الأكثر نجاحاً لكلِّ من جرَّبها في زيادة الحافز والدَّافعيَّة للإنجاز.
تفويض آخرون لتنفيذ بعض المهام
وهي نصيحةٌ تصلحُ للجميع، سواءً كانوا مدراء وقادة فرقٍ أو أشخاصاً يعملون بمفردهم، فإذا كنتَ مديراً لفريقٍ، يجبُ منح من حولكَ ثقةً أكبر في تنفيذ المهام بطريقتهم بعد وضع نظامٍ يشرح التَّحديَّات والأولويَّات، وإذا كنت موظَّفاً بمفردكَ، فإنَّ التَّفويض هنا في الحصول على مساعدةٍ من زميلٍ آخر، أو توكيل شخصٍ بتأدية مهمَّةٍ شخصيَّةٍ لك تعوق تركيزكَ أو أيضاً السُّؤال المباشر لغيركَ عن خبرتهم في تنفيذ أمرٍ محدَّدٍ وطلب مساعدتهم، فهذا لا يعني التَّكاسل ولا عدم الرَّغبة في تنفيذ المهام، ولكنَّ هذا التَّفويض يُقلِّل من الضُّغوط حولكَ، وبالتَّالي تشعرُ بالمزيد من الاتّساع في الوقت.
الالتزام بروتين محدّدٍ لبدء العمل وإنهائه
قد يكون هذا شديد السُّهولة بالنِّسبة لموظَّفٍ حكوميٍّ يبدأ دوامهُ في ساعةٍ محدَّدةٍ، وينتهي في وقتٍ محدَّدٍ، ولكن بالنِّسبة للعاملين في القطَّاع الخاصِّ وأصحاب المشاريع والأعمال الحرَّة والعاملين عن بُعدٍ قد يكون الأمر تحديّاً حقيقيّاً، ولكنَّ تحديد وقتٍ محدَّدٍ وصارمٍ قدر الإمكان لبدء العمل وإنهائه في وقتٍ ثابتٍ يوميّاً، والإصرار على وقت راحةٍ يوميٍّ وأسبوعيٍّ، يساعدكَ على تفريغ عقلكَ والتَّخلُّص من ضجيج المعلومات والاتِّصالات والصِّراعات ومشكلات العمل وغيرها، فارفض جميع المكالمات الَّتي ليست في وقت العمل وركِّز على وقت راحتك لتمضيته بالطَّريقة الَّتي تحبُّ سواءً في التَّنزُّه أو القراءة أو النَّوم العميق أو الرِّياضة أو غيرها من أنشطةٍ تزيد من تصفية عقلكَ، فهذا شديد الضَّرورة لرفع درجة التَّركيز وزيادة الإنتاجيَّة وتأدية المهام بأكبر قدرٍ من الكفاءة. [4]
التّعلم المستمرّ
لا يعني العمل بذكاءٍ أن تتجاهلَ فوائد التَّعلُّم المستمرِّ والاطلاع على كلِّ جديدٍ في مجال عملكَ، فهناك الكثير من الوسائل الحديثة الَّتي تُقلِّل من وقتكَ في العمل دون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل لما حوله من جدلٍ حتَّى الآن، ولكنَّ الطُّرق الحديثة تكون في الكثير من الأحيان ذات فاعليَّةٍ كبيرةٍ في إنجاز مهامك الأساسيَّة دون الكثير من الجهد.
لا تتجاهل أوقات الطَّاقة الأفضل لك
إذا كُنتَ من الأشخاص الَّذين يتمتَّعون بطاقةٍ أكبر صباحاً، فحدِّد مهامك الأكثر صعوبةً في هذا التَّوقيت، وإذا كنت من الأشخاص اللَّيليين فحاول جدولة المهام الَّتي تحتاج إلى تركيزٍ في الوقت الَّذي تكون به في قمَّة نشاطك عادةً، فهذا يضمن تأديتها بأفضل طريقةٍ.
التّواصل المفتوح مع الزملاء والمديرين والمحيط العائليّ
قد تقول إنَّ المهامَ الَّتي تُكلّف بها مطلوبةٌ في وقتٍ محدَّدٍ بصرف النَّظر عن مستوى طاقتكَ، وهنا يكون التَّواصل الذَّكيُّ والمفتوح مع المديرين والزُّملاء والمحيط العائليّ ضرورةً قصوى، فلا تتردَّد في قول "لا" على مهمَّةٍ تأتي في وقتٍ لا يتناسبُ مع مستويات طاقتكَ، فاطلب تأجيلها إلى وقتٍ ملائمٍ لك أكثر دون توتُّرٍ أو عصبيَّةٍ، وإذا كان الأمرُ شديد الإلحاح، فيمكنكَ استخدام قاعدة الـ10 دقائق للبدء في هذه المهمَّة؛ لتكون أقلَّ في الصُّعوبة.
شاهد أيضاً: يفضل الناس الموهبة الفطرية على الجهد، فكيف تستغل هذا لصالحك؟
في النِّهاية، أن تعمل بذكاء وليس بجهد لا يعني مطلقاً أنَّك ستُنفِّذ مهام أقلّ، أو أن تكون كسولاً، أو تتجاهلَ بعض المسؤوليَّات الضَّروريَّة، ولكنَّ التَّنظيم الفعَّال والاستراتيجيَّات المبتكرة لتنفيذ أكبر قدرٍ من المهام في أقلِّ وقتٍ وأفضل كفاءةٍ هو ما نعني به العمل بذكاء مع وضع نفسكَ وقدراتها وضرورة حصولها على قسطٍ من الرَّاحة في المرتبة الأولى دائماً، وإلَّا سينهار تماماً كلُّ ما حولكَ.