كيف تؤثر متلازمة ميتلوف على قراراتك الكبيرة في الحياة؟
كيف يمكن لتجنب الخسائر وتفضيل الوضع الراهن أن يعوق قدرتنا على اتخاذ خطوات جريئة نحو تحقيق أهدافنا؟
بقلم أندريا أولسون Andrea Olson، الرئيسة التنفيذية لـ Pragmadik
ربَّما سمعتم من قبل عن "ميتلوف Meatloaf" المغنيّ والممثّل الأمريكيّ الرَّاحل، المعروف بصوته القويّ وواسع النِّطاق وعروضه المسرحيَّة، في عام 1993، أصدر إحدى أشهر أغانيهِ، "سأفعل أيَّ شيءٍ من أجل الحبِّ (لكن لن أفعل ذلك)." في حين أنّ هناك بعض النِّقاش المستمرّ حول ما الّذي لن يقوم ميتلوف به من أجل الحبِّ؛ فإنَّ عنوان الأغنيّة ينطبق على الطّرق التي نستخدمها عند تفكيرنا بالتَّغيير أو إدارته. [1]
تخيّل موقفاً كنت تفكّر فيه بإحداث تغيّيرٍ كبيرٍ، تتّخذ القرار بأنَّه شيءٍ تريد فعلهِ، تفكّر في جميع الخطوات اللَّازمة للبدء في التَّحرك، تتحدّث مع الأصدقاءِ والزُّملاء عن ذلك، حتَّى إنَّك تعدُّ أيَّ وثائق أو أبحاثٍ أو دوراتٍ تدريبيَّةٍ مطلوبةٍ لتعزيزِ مهاراتكَ. ولكن بعد ذلك، لا شيء يحدث، لا تضغط على الزِّناد؛ "فأنت لا يمكنكَ فعل ذلك وحسب."
- لماذا؟ إنَّها متلازمةُ ميتلوف.
إنَّها تركيبةٌ من تحيز تجاه تجنُّب الخسائر –وهو تفضيل تجنُّب الخسائر بدلاً من الحصول على مكاسب مكافئةٍ، وتحيُّزٍ للوضعِ الحاليّ– أيّ تفضيل الحالةٍ الرَّاهنة، وتحيُّزٍ دون المتوسّط– وهو الاعتقاد بأنَّنا أسوأ من الآخرين في مهامٍّ أو وظائفٍ صعبةٍ.
قد يقول بعضهم إنَّها مجرّد خوفٍ وقلقٍ أو تردٍّد في الضَّغط على الزِّناد؛ ولكنَّ الأمر أكثر من مجرّد خوفٍ من التَّغيير، إن الغالبيَّة العظمى من القرارات التي تتّخذها تستند إلى العاطفة بدلاً من المنطق، هذه العاطفة لا تظهر بشكلٍ فرديٍّ، إنَّها مزيجٌ من التَّصورات والسِّياق والتَّحيزات. وعادةً ما يكون هناك أكثر من تحيُّزٍ واحدٍ.
تعيق متلازمة ميتلوف قدرتك على الخروج من دوامّةٍ أو ظرفٍ ترغب في تغيّيره، فكّر في كيف يؤثِّر ذلك ليس فقط عليك شخصيّاً ولكن على الهياكل التَّنظيميَّة بشكلٍ شاملٍ، مثل النَّاس في الشَّركات الَّذين تُعرض عليهم التَّرقيَّة ولا يأخذونها، أو الأشخاص الَّذين يطمحون في المساهمة بطريقةٍ أكثر فعاليَّةً؛ ولكن يتردّدون في التَّحرُّك، وكذلك الأشخاص الَّذين يتولّون مسؤوليّاتٍ جديدةٍ لفترةٍ معيّنةٍ؛ ثمَّ يطلبون العودة إلى دورهم السَّابق.
شاهد أيضاً: الذكاء الروحي.. حين تمتلك القدرة على تغيير حياتك والتأثير بالمجتمع
كقائدٍ، يمكنك التَّعرف على متلازمة ميتلوف ومساعدة موظّفيك في التَّغلب على تلك التَّحيزات التي تعيقهم، ويشملُ ذلك استخدام أدواتٍ مثل توفير المرشدين، وإنشاء مساراتٍ مهنيَّةٍ "بخطواتٍ صغيرةٍ"، ودفع التَّعزيز الإيجابيّ، وتطوير برامج تدريب المهارات، ويرجى ملاحظة أنَّني لم أذكر التَّدريب التَّعليميّ؛ فنحن نتحدّث عن التَّأثير على الدَّوافع العاطفيَّة، لا الدَّوافع المنطقيَّة.
- إذاً لماذا نهدر الإمكانيّات الرّائعة بسبب متلازمة ميتلوف؟
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.