الرئيسية الريادة ابدأ اليوم: كيف تتجاوز فخّ الأوّل من يناير لتحقيق أهدافك؟

ابدأ اليوم: كيف تتجاوز فخّ الأوّل من يناير لتحقيق أهدافك؟

لا تربط نجاحك بتاريخٍ على التقويم. اختر لحظتك للانطلاق وابدأ فوراً، لأنّ التّغيير لا ينتظر موعداً محدّداً، بل يبدأ بخطوتك الأولى

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

مثل العديد من المؤسّسين وروّاد الأعمال، أجد متعةً في تحديد الأهداف. وإذا كنت مثلي، تبدأ في التّفكير في قرارات السّنة الجديدة منذ شهر ديسمبر، وتعمل على صياغة القائمة بعنايةٍ استعداداً لليوم المنتظر، الأوّل من يناير، حين يبدأ الطّريق نحو تحقيق نسخةٍ أفضل من نفسك.

لكن من المؤسف، وكما يعلم الجميع، أنّ معظم النّاس عن يتخلّون قراراتهم في الشّهر الأوّل، ويصعب عليهم العودة إلى المسار الصّحيح. ويُرجع علماء النّفس ذلك إلى أنّنا نعطي لتاريخٍ واحدٍ أهمّيّةً مبالغاً فيها، ونضع على أنفسنا ضغوطاً هائلةً لنكون مثاليّين، وهي معضلةٌ شائعةٌ بين القادة الطّموحين وروّاد الأعمال. وبفضل أرنولد شوارزنيغر ونيل ديغراس تايسون، تعلّمت طريقةً أكثر فعّاليّةً لوضع القرارات وتحديد الأهداف.

تاريخ الانطلاق المتميّز

يبدأ الأمر بالاعتراف بأنّ الأوّل من يناير، رغم الضّجّة الكبيرة والتّهيئة، ليس سوى تاريخٍ عابرٍ على التّقويم. وفي نشرةٍ إخباريّةٍ حديثةٍ، قال شوارزنيغر إنّه لا شيء استثنائيّاً في بدء روتينٍ جديدٍ أو بناء عادةٍ جديدةٍ في هذا اليوم. حيث يقول شوارزنيغر: "يحدث التّغيير كلّما بدأت".

على سبيل المثال، لماذا الانتظار للوصول إلى أفضل شكلٍ بدنيٍّ في حياتك؟ افترض أنّك اخترت تاريخاً آخر لبدء روتين لياقةٍ جديدٍ، مثل 1 ديسمبر، قبل شهرٍ من بدء الآخرين في تحديد أهدافهم. ولنفترض أنّك التزمت بالمشي 8,000 خطوةٍ يوميّاً. بحلول 1 يناير، كنت قد قطعت 240,000 خطوةٍ، أي ما يعادل أربعة ماراثوناتٍ. في هذه الحالة، يصبح 1 يناير مجرّد يومٍ عاديٍّ. فقد بنيت الزّخم بالفعل، وبدلاً من أن تضع ضغطاً على نفسك لتحقيق إنجازٍ كبيرٍ في ذلك اليوم، تتحقّق فقط لتعرف ما إذا كنت على المسار الصّحيح أو بحاجةٍ لتعديل هدفك. ومع زوال الضّغط، تصبح فرص التّخلّي عن أهدافك أقلّ.

فعندما نحدّد بداية شهرٍ أو سنةٍ لبدء شيءٍ جديدٍ، يوضّح العلماء أنّنا نختار "علامةً زمنيّةً"، وهي تاريخٌ يمنحنا بدايةً جديدةً من النّاحية النّفسيّة. ومع ذلك، فإنّ إعطاء أهمّيّةٍ كبيرةٍ ليومٍ واحدٍ خاصٍّ يؤدّي إلى مشكلتين. أوّلاً، نؤجّل تحسين أنفسنا حتّى يأتي ذلك اليوم. ثانياً، نبني توقّعاتٍ قد تؤدّي في كثيرٍ من الأحيان إلى خيبة الأمل والإحباط إذا اعتقدنا أنّ تقدّمنا بطيءٌ جدّاً. ولهذا السّبب يتخلّى معظم النّاس عن قرارات السّنة الجديدة، على أمل إعادة المحاولة في العام التّالي. وبصفتك قائداً أو رائد أعمالٍ، لديك الكثير لتحقيقه. فتأجيل أهدافك ليس خياراً. لذا، اصنع سحرك الخاصّ وحدّد "معالم زمنيّةً" تعمل لصالحك.

التّقويم والقرارات

يوضّح عالم الفلك الشّهير نيل ديغراس تايسون، في كتابه "جولة ميرلين في الكون: دليل المسافر إلى القمر الأزرق والثّقوب السّوداء والمرّيخ والنّجوم، وكلّ شيءٍ بعيدٍ" (Merlin’s Tour of the Universe:A Traveler’s Guide to Blue Moons and Black Holes, Mars, Stars, and Everything Far،) لماذا بدأ أسلافنا في الاحتفاظ بالتّقويمات منذ آلاف السّنينحيث يشرح أنّ التّقويم الغريغوريّ، الّذي نستخدمه اليوم، يعتمد على حركة الأرض حول الشّمس، وهو مصمّمٌ بشكلٍ أساسيٍّ لتنسيق الأنشطة البشريّة مثل الزّراعة والحصاد وتخزين المحاصيل

فيكتب تايسون: "لا تفترض أنّ الشّمس أو القمر أو النّجوم تهتمّ بك فعلاً. يمكنك أن تعطي أيّ تاريخٍ على التّقويم أهمّيّةً". بمعنى آخر، لا ينبغي أن نتعلّق بمواعيد معيّنةٍ مثل 1 يناير كبدايةٍ لتحقيق أهدافنا؛ يمكننا اختيار أيّ يومٍ في السّنة لنبدأ فيه مساعينا، وهو أمرٌ أكثر مرونةً وأقلّ ارتباطاً بالتّوقّعات الكبيرة

كما يشجّعنا تايسون على اختيار أيّ تاريخٍ في التّقويم كبدايةٍ جديدةٍ، ليكون أوّل يومٍ في مسيرتنا نحو تحقيق أهدافنا، إن كانت في الصّحّة، أو اللّياقة البدنيّة، أو التّطوّر المهنيّ. وإليك بعض التّواريخ الّتي يمكن اعتبارها بدايةً جديدةً:

  • 1 ديسمبر: يمنح هذا التّاريخ فرصةً لتقديم بدايةٍ مبكّرةٍ على الأهداف الّتي عادةً ما يتمّ تأجيلها إلى يناير.
  • التّواريخ ربع السّنويّة: ثلاثة أشهرٍ هي فترةٌ مناسبةٌ لبناء عادةٍ جديدةٍ، لذلك يمكن مراجعة الأهداف في بداية ونهاية كلّ ربع سنةٍ.
  • يوم ميلادك: بما أنّ هذا التّاريخ سيكون مميّزاً بالنّسبة لك، يمكن استخدامه كنقطةٍ لتقييم الأهداف، أو مراجعة التّقدّم المحرّز وتحديد الخطوات التّالية.

التّواريخ الّتي يتمّ اختيارها هي بيد الشّخص نفسه. هذه هي الفكرة الأساسيّة. فالأرض والشّمس والقمر لا يؤثّرون في التّاريخ الّذي يتمّ اختياره. لأنّ التّغيير يحدث عندما يبدأ الشّخص في اتّخاذ الخطوة الأولى.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: