لوسي غوه تقترب من لقب أصغر مليارديرة عصاميّة في العالم!
رائدةٌ شابةٌ تتجاوز أزمات الطّرد والخلافات لتبني ثروةً بمليار دولار، وتؤسّس شركةً ناجحةً في اقتصاد المبدعين

توشك شركة "سكيل إيه آي" (Scale AI)، المتخصّصة في تعليم البيانات والّتي تدرّب أدوات الذكاء الاصطناعي الّتي تطوّرها شركات التّكنولوجيا الكبرى والجهات الحكوميّة، أن تُدخل شريكتها المؤسّسة لوسي غوه تاريخ الثّروة من أوسع أبوابه، باعتبارها أصغر مليارديرةٍ عصاميّةٍ على مستوى العالم.
وتجري الشّركة في الوقت الرّاهن محادثاتٍ لإطلاق عرض مناقصةٍ يتيح للموظّفين بيع أسهمهم لمستثمرين جددٍ أو حاليّين. ووفقاً لتقارير متعدّدةٍ، فإنّ الصّفقة المرتقبة ستمنح الشّركة، الّتي تتّخذ من سان فرانسيسكو مقرّاً لها، تقييماً ماليّاً يبلغ 25 مليار دولارٍ. ووفقاً لما أوردته مجلّة "فوربس" (Forbes)، فإنّ حصّة لوسي غوه في الشّركة تصل إلى 1.2 مليار دولارٍ، وهو رقمٌ أكّده مصدرٌ مقرّبٌ من المؤسّسة، مشيراً إلى أنّ التّقدير واقعيٌّ. ومن المتوقّع إتمام هذه الصّفقة في شهر يونيو المقبل.
وإذا تمّت الصّفقة كما هو مخطّطٌ، فإنّ لوسي غوه، البالغة من العمر 30 عاماً، ستتفوّق على المغنّية العالميّة تايلور سويفت، البالغة 35 عاماً، وتصبح أصغر امرأةٍ عصاميّةٍ تصل إلى هذه المرتبة الماليّة، وذلك حسب التّصنيف الّذي تنشره مجلّة فوربس والمختصّة في متابعة ثروات أصحاب المليارات. والملفت في القصّة، أنّ غوه كانت قد فُصلت من شركة سكيل إيه آي في عام 2018 بعد خلافٍ مع الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ الحالي ألكسندر وانغ.
تؤدّي الشّركة دور الوسيط في قطاع الذكاء الاصطناعي، إذ تساعد نماذج الذكاء الاصطناعي على التّعلّم من خلال تعليم البيانات، وهي عمليّةٌ يتمّ فيها توظيف عاملين مستقلّين لتصنيف الصّور والنّصوص وغيرها من العناصر، بما يساعد على تطوير أداء أدوات الذكاء الاصطناعي التّجاريّة، مثل: روبوتات المحادثة (Chatbots).
في مقابلةٍ أجرتها معها مجلّة ".إنك" (.Inc) في الشّهر الماضي، كشفت غوه عن أسباب مغادرتها للشّركة، قائلةً: "بصراحةٍ، لم أكن أجد العمل ممتعاً أو محفّزاً. كنّا نتعامل مع أشخاصٍ في الفلبّين لتعليم البيانات، أليس كذلك؟ في نهاية المطاف، كان المشروع برمّته قائماً على الاستعانة بعمالةٍ خارجيّةٍ رخيصةٍ لتعليم البيانات، وكنت أيضاً منهكةً نفسيّاً، ولم أكن متّفقةً تماماً مع الاتّجاه الّذي كانت الشّركة تسير فيه".
وجديرٌ بالذّكر أنّ غوه كانت قد انسحبت من الدّراسة في جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، كما كانت ضمن برنامج "زمالة ثايل" (Thiel Fellowship)، الّذي يدعمه المستثمر الشّهير بيتر ثايل لتشجيع الشّباب على تأسيس مشاريعهم الخاصّة خارج المسار الجامعيّ التّقليديّ.
وفي عام 2022، أسّست غوه شركةً ناشئةً جديدةً باسم "باسز" (Passes)، تتّخذ من ميامي مقرّاً لها، وتهدف إلى تمكين صنّاع المحتوى والمؤثّرين من تحقيق دخلٍ مادّيٍّ من خلال التّفاعل المباشر مع جماهيرهم. وتوفّر المنصّة آليّاتٍ تتيح للمستخدمين جني الأرباح من علاقاتهم مع المتابعين، في إطار ما يعرف بـاقتصاد المبدعين.
غير أنّ الشّركة واجهت أزمةً قانونيّةً في فبراير الماضي، حين تمّ رفع دعوى قضائيّةٍ جماعيّةٍ ضدّها تتّهم المنصّة بالسّماح بتداول وتوزيع محتوى إباحيٍّ للأطفال، وهي تهمةٌ أنكرتها الشّركة تماماً، ورفضت أيّ مسؤوليّةٍ عنها. وفي مقابلتها مع .إنك، علّقت غوه على هذه الدّعوى، الّتي قُدّمت أمام محكمةٍ فيدراليّةٍ في ولاية فلوريدا، قائلةً: "إنّه هجومٌ مباشرٌ علينا. وأعتقد أنّنا سنتجاوز هذه المحنة أقوى ممّا كنّا؛ فالحقيقة دائماً ما تظهر في النّهاية".