ليلى عقل: رائدة أعمال تساعد الناس والمنظمات على التنقل بأمان في فلسطين
ليس من السهل على رواد الأعمال تحقيق النجاح والنمو في مناطق النزاعات، لكن ليلى عقل استثمرت تلك العقبة محولةً إياها إلى نقطة انطلاق بعد خروجها من منطقة الراحة
ليس من السَّهل على روَّاد ورائدات الأعمال تحقيق النَّجاح والنُّمو في مناطق النِّزاعات، لكنّ رائدة الأعمال الفلسطينيَّة، ليلى عقل، استثمرت تلك العقبة محولِّةً إياها إلى نقطة انطلاق، حيث اتَّخذت قرارها بالخروج من منطقة الرَّاحة الخاصَّة بها، وعملت مع شريكها وصديقها حسين ناصر، على تطوير تطبيق Red Crow الذي يساعد الأفراد على التَّنقُّل بأمان في البيئات الصَّعبة ذات المخاطر الأمنيَّة.
من هي ليلى عقل مؤسسة Red Crow؟
بدأت حياة رائدة الأعمال الفلسطينيَّة، بطريقةٍ مختلفةٍ نوعاً ما عمَّا وصلت إليه اليوم، حيث سافرت إلى تونس في سنّ الثَّامنة عشرة لدراسة المسرح، بعد ذلك وصلت إلى الولايات المتَّحدة الأميركيَّة، لتحصل على شهادة في العلوم التَّطبيقيَّة من كلية سيدار فالي الأميركيَّة.
لاحقاً وبعد عودتها إلى بلدها فلسطين، بدأت الشَّابة بالعمل في تصميم مواقع الويب والغرافيك، كما عملت في التَّسويق عبر الإنترنت ومواقع التَّواصل الاجتماعيّ، بالعديد من الشَّركات المحليَّة والخارجيَّة لمدَّة تزيد عن عشر سنوات. [1]
تلك الفترة الطَّويلة في العمل والتَّعامل مع البيانات والمعلومات، جعلت من بطلة قصتنا هذه، شغوفة بالبيانات التي اكتشفت أهميتها، وقرَّرت المضي قدماً في شغفها لإيجاد الحلول التي تستند إلى البيانات.
ليلى عقل وبداية شركة Red Crow
شابَّةٌ طموحةٌ وشغوفةٌ وقويَّةٌ مثل ليلى عقل، كان من المتوقَّع أن تبدأ الخروج من منطقة الرَّاحة الخاصَّة بها، والخوض في تجارب جديدةٍ، ففي عام 2014، وبعد أن عملت كمستقلِّة وأحياناً بدوامٍ جزئيٍّ، شاركت في تأسيس شركة Red Crow، التي تقدُّم حلولاً لتخفيف المخاطر الأمنيَّة خلال التَّنقل في بيئات النِّزاع والحروب، سواءً للأفراد أو للمنظَّمات والمؤسَّسات في فلسطين ولاحقاً في عدَّة مناطق أخرى في الشَّرق الأوسط وشمال إفريقيا. [3]
شاهد أيضاً: 5 طرق للنجاح خارج المنطقة الباردة الخاصة بك
تقول ليلى عقل: "أردت أن أعمل بجديَّةٍ أكبر وأن أكون أكثر ابتكاراً، كانت كلُّ وظيفةٍ بمثابة تجربةٍ وتمنحني مهارةً مختلفةً؛ مّما يؤهُّلني لتحمُّل المخاطر والقفز من كوني موظَّفةً إلى رائدة أعمالٍ وصاحبة عملٍ".
طورّت عقل مع شريكها حسين ناصر، تطبيق Red Crow، لمساعدة الأفراد والمؤسَّسات والمنظَّمات على التَّنقل بأمانٍ في بيئات النِّزاع والحروب، وتقوم فكرة عمله على أتمتة دورة الاستخبارات، حيث تمَّ إنشاء طريقةٍ لجمع البيانات، ومن ثمَّ تحويل تلك البيانات إلى معلومات الأمن والسَّلامة ومنحها للأفراد والمؤسَّسات والموظَّفين فور حاجتهم لها، وعلى الرَّغم من أنَّ التَّطبيقَ بدأ عمله في فلسطين، إلَّا أنَّه سرعان ما توسَّع في ستة بلدانٍ أخرى، هي: سوريا ومصر والأردن، كذلك لبنان واليمن وليبيا.
ليلى المفعمة بالطُّموح والحياة تستذكر نجاح مشروعها، وتقول: "إنَّ رؤية Red Crow تتطوَّر من فكرةٍ إلى شركةٍ جعلتني أدرك أنَّ الأمر لا يتعلَّق فقط بالمسؤوليَّة تجاه نفسي ولكن أيضًا تجاه الأشخاص الَّذين آمنوا بي".
كيف تتعامل ليلى عقل مع التعليقات السلبية؟
تدرك بطلة قصتنا هذه، أنَّ الحصول على تعليقٍ سلبيٍّ أو الرَّفض، يعدُّ أمراً مدمِّراً، كونه يضعكَ في موقفٍ ربَّما تشكُّ فيه بعملك وقدراتك وحتَّى نفسك أحياناً، ولكن وبمجرَّد تجاوز ردّة الفعل الأوليَّة وهي خيبة الأمل، يجب التَّحرّك على الفور لإجراء التَّغييرات، والتَّعلُّم من الخطأ، ثمَّ تحليل ردود الأفعال والمحاولة مرَّةً أخرى، فرائدة الأعمال الفلسطينيَّة، تحاول دائماً تحويل التَّعليقات السَّلبيَّة لنقطة انطلاق تحسُّن من خلالها نفسها، وفق رؤيتها الخاصَّة. [2]
تأثير العائلة في حياة ليلى عقل
للعوائل دورٌ كبيرٌ في تعزيز شغف أبنائها، حيث تترك التَّربية المنزليَّة بصمةً واضحةً على شخصية الأفراد، تلك البصمة التي تتحدَّث عنها رائدة الأعمال باستمرار، فكلمات والدها كانت دافعاً هامَّاً في حياتها ونجاحها، بينما تصف ليلى والدتها بالملهمة لها.
أثَّرت كلمات والدها الشَّاعر وأستاذ علم الاجتماع والفلسفة الرَّاحل، عبد اللطيف عقل، بشكلٍ كبيرٍ على اختيارات ليلى المهنيَّة كذلك شخصيتها، حيث علّمها أن تتناوب بين ما تريد فعله، وبين ما ينبغي عليها أن تقوم به، وهذا ما ساعدها على معرفة نفسها بشكلٍ جيدٍ، كذلك شكَّل الشَّخص الَّذي تريد أن تكونَ عليه.
حديثها السَّابق يتقاطع مع لقاءٍ أدلت به قبل فترةٍ، حين قالت إنَّ قرار ترك وظيفتها للتَّركيز على مشروعها لم يكن صعباً جداً، بل كان القرار أسهل بكثير ممّا تعتقد، وأضافت ليلى، أنَّها امتلكت الشَّجاعة الكافية للابتعاد عن الدَّخل المستقرِّ، والمغامرة بالتَّوجُّه إلى مستقبلٍ غير واضح المعالم، حيث وببساطةٍ شعرت أنَّ هذا ما يجب أن تفعله وكلَّ شيءٍ فيما عداه سيكون مضيعةً للوقت، على حدِّ تعبيرها. [2]
تقول ليلى عقل: "لقد علَّمني والدي ألَّا أتوافق مع توقُّعات المجتمع، بل أن أضع معايير عالية لنفسي، لقد منحني هذا الثِّقة لتولِّي أدوار جريئة في مسيرتي المهنيَّة وحياتي".
تأثير والدتها عليّها لم يكن أقلّ شأناً، فهي ترى بها الملهمة الحقيقيَّة لها، حيث علَّمتها قيمة الاعتماد على الذَّات، وأخبرتها دائماً، أنَّها قادرةٌ على فعل أيّ شيءٍ في حال أرادته. إذ تقول ليلى عقل: "لم تدع والدتي أيُّ عائقٍ في حياتي أو مجتمعي يوقفني عن تحقيق أحلامي". [4]
شاهد أيضاً: كيف حققت شركة عائلية النجاح مع الإبداع الرياضي وصولاً إلى 33 مليار دولارٍ
بالنَّسبة لرائدة الأعمال التي تنظر لتأثير العائلة وأهميُّتها بتلك الطَّريقة: إنَّ السَّعادة تكمن في التَّفاصيل البسيطة اليوميَّة، حتَّى أصغرها، مثل: اللّقاء مع الأصدقاء، وقضاء المزيد من الوقت مع والدتها وعائلتها، إضافةً إلى رحلات التَّسوق مع إخوتها.
أما النَّصيحة التي تقدُّمها لكلِّ النِّساء عموماً، ورائدات الأعمال خصوصاً، فإنَّها تختصرها بقولها: "أن يثقنَ بقدراتهنّ وأنفسهنّ، وأن يعتبرنَ كلَّ تجربةٍ فاشلةٍ بمثابة فرصةٍ للتعلّم، كذلك يجب ألا يقبلنَ بالرَّفض وأن يستمررنَ بالمحاولة، ويطلبنَ المسعدَّة حين يحتجنها، وألَّا يتوقفنَ عن التَّعلَّم أبداً".
ليلى الشَّغوفة بالفنِّ والأعمال، المرأة القويَّة المتمكّنة المتعطّشة للتَّعلُّم الدَّائم والتَّنمية الذَّاتيَّة، لا يمكن إلا أن تحقِّق النَّجاح الذي تريده، ليست هي فحسب، بل كلُّ النِّساء اللَّواتي يمتلكنّ القوَّة والثِّقة والإرادة، ربَّما تكون قصَّة ليلى عقل التي قرأتموها مصادفةً هنا، إشارةً لكم لتبدأوا تحقيق أحلامكم بعيداً عن منطقة الراحة.
لمزيدٍ من قصص النجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.