مؤسسة Cloudset تسعى لتغيير صناعة الأزياء وجعلها أكثر استدامة
أمينة موساييفا تتحدث عن الأزياء المستدامة، العلامات التجارية الفاخرة، والفروق بين "الغسل الأخضر" والحلول الحقيقية للاستدامة
هذا المقال مُتوفِّرٌ أيضاً باللُّغة الإنجليزيَّة هنا.
نتحدَّثُ اليوم مع أمينة موساييفا الرَّئيس التَّنفيذيّ لشركة Cloudset، عن رؤيتها للأزياء المستدامة، والعلامات التّجاريَّة الفاخرة، والفَرق بين "الغسل الأخضر" والحلول الحقيقيَّة للاستدامة.
أطلقت موساييفا مُنتَجَها المُبتَكر لتبادل الأزياء أوَّلاً في روسيا، ثمَّ انتقلت إلى دبي حيثُ تشهدُ علامتها التّجاريَّة نموَّاً ملحوظاً.
ما هي Cloudset؟
أمينة موساييفا: "Cloudset هو متجرٌ إلكترونيٌّ للأزياء يشبه Net-a-Porter أو Farfetch، يُقدِّمُ خدمات تأجيرٍ قصيرةٍ وطويلةِ الأجلِ، بالإضافة إلى عمليَّات شراءٍ سريعةٍ. شركاؤنا في التَّوريد هم تُجَّار القطّاع الخاصّ والعملاء الأفراد والعلامات التّجاريَّة والمتاجر. لدينا التّكنولوجيا التي تُمكّننا من تقديم تجربة أزياءٍ تُشبه Airbnb، مع إمكانيَّاتٍ مدمجةٍ تسمحُ لنا بالتَّوسُّع بسرعةٍ والاستفادة من مجموعة أدواتِنا وحلولنا لصالح الصّناعة".
ما الذي ألهمكِ للتَّركيز على استدامة الموضة؟
أمينة موساييفا: "لاحظتُ أنَّ معظم الشَّركات -ذات رأس المال الكثيف مثل العقارات والسَّيَّارات- قد أنشأت اقتصادات ملكيَّةٍ بديلةٍ. لقد تمَّ إضفاء الشَّرعيَّة على جوانب الاقتصاد التَّشاركيّ هذه، كما تمَّ توسيع نطاقها وإضفاء الطَّابع المؤسَّسيّ عليها. على سبيل المثال: لديك Airbnb لتأجير الشّقق، إذ يعدُّ بيعُ الأزياء بالتَّجزئة أيضاً صناعةً ضخمةً كثيفة رأس المال، كما وأدركتُ الفجوة والتَّحدّي في صناعة الأزياء التي لا تعتمد بشكلٍ افتراضيٍّ على الملكيَّة فحسب، بل إنَّها أيضاً مقاومةٌ للابتكار".
شاهد أيضاً: قطاع الأزياء في السعودية يزدهر بقيمة 25 مليار دولار
كيف تُعرّفين الموضة المستدامة؟
أمينة موساييفا: "لا تقتصر الموضة المستدامة على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فقط؛ لأنَّ تأثيرَ الاحتباس الحراريّ يُمكن أن يحدثَ حتَّى في الصّناعات غير الفعّالة. بالنّسبة لي، الاستدامة تعني تحقيق التَّوازن بين الإنتاج والاستهلاك والتَّسويق. إنَّ عدم استدامةِ الموضة يكمن في الإفراط في الإنتاج وفائض العرض، وهو ما يُشكِّل جزءاً من منطق الصِّناعة، فالإنتاجُ الصّناعيُّ الزَّائدُ الحاليُّ تمَّ دمجه في أسعار أسهمِ أكبر شركات التَّجزئة والشَّركات في جميع أنحاء العالم".
كيف تؤثِّر الموضة المستدامة على مستقبل الصّناعة؟
أمينة موساييفا: "أعتقدُ أنَّه من الصَّعب الحفاظُ على معدَّل النّموّ الحاليّ وحجمه دون تحسين القطّاع. تتطلَّب نماذج أعمال الأزياء الحاليَّة الإفراط في الإنتاج، والأعمال التّجارية واسعةَ النّطاق، وحتَّى قطّاعات الطَّاقة والنّفط والغاز، كما رأينا في مؤتمر COP28. إنَّهم يدركون البصمة البيئيَّة. وكانت تجارة الأزياء بالتَّجزئة تُعالجُ هذه القضيَّةَ بشكلٍ سطحيٍّ دون تحسين الإنتاج أو منطق القطّاع بشكلٍ أساسيٍّ. وأعتقد أنَّ الوقت قد حان لكي تتوقَّف ماركات الأزياء التَّقليديَّة عن تجاهل الفيل في الغرفة".
وأضافت: "أجرت شركة Bain & Company دراسةً رائعةً حول الموضة المستدامة، ووجدت أنَّه بحلول عام 2030، سيمثِّل الاستهلاك البديل مثل الإيجار وإعادة البيع 40% من هوامش ربح متاجر الأزياء، وسيتعيَّن على الصّناعة مواجهة هذا التَّحدّي بشكلٍ مباشرٍ. الفجوة بين ما يُقال وما يُفعل آخذةٌ في الاتّساع، ممَّا سيزيد الضُّغوط لإيجاد حلٍّ عمليٍّ. إنَّ الاستدامة -وليس الغسل الأخضر، وليس عنصر التَّسويق، بل اقتصاديَّات نموذج الحجم الكبير- أمرٌ لا مفرَّ منه".
شاهد أيضاً: العلامات التجارية الصغيرة تسلطُ الضوء على الوعي البيئي في أسبوع الموضة
هل يمكنكِ مشاركة أمثلةٍ حول كيفيَّة إدراك الصّناعة للحلول المستدامة والعمل على تحقيقها؟
أمينة موساييفا: "تلتزمُ العديد من العلامات التّجارية باستخدام المواد الجديدة وشفافيَّة سلسلة التَّوريد. على سبيل المثال، تعمل ستيلا مكارتني مع جلودٍ وفراءٍ بديلةٍ مثل الفطريات المرحة. حتَّى الآن، كانت الصّناعة متردّدةً في اعتماد نموذج تحقيق الدَّخل المتكرِّر. إنَّ التَّسييل المتكرِّر -إعادة البيع والتَّأجير والاستهلاك الدَّائريّ- لم يعالج المخزون الزَّائد والإفراط في الإنتاج. ومنذ عامي 2021 و2022، دخل شاغلو الوظائف والمشاركون في الصّناعة التَّقليديَّة في شراكةٍ بشأن حلول إعادة البيع، ممَّا أحدث ثورةً في هذا الأمر".
"استوعبت شركة Selfridges واستخدمت استراتيجيَّة التَّأجير لتحقيق الدَّخل في عام 2021. وهي تستأجر مباشرةً من موقعها على الإنترنت. يؤجِّرونَ مباشرةً لعملاء D2C من مراكزهم التّجاريَّة غير المتَّصلة بالإنترنت. وبالمثل، تتعاون متاجر التَّجزئة البريطانيَّة Harrods مع منصَّة التَّأجير My Wardrobe HQ".
"بدأت العديد من العلامات التّجاريَّة، مثل Balenciaga وHarvey Nichols، في دمج الحلول الجاهزة ذات العلامة البيضاء لإعادة البيع والموافقة رسميّاً على قنوات إعادة البيع وتحقيق الدَّخل الدَّائريّ".
ما هي أكبر التحديات التي تواجهكِ في تصميم وتعزيز الأزياء المستدامة؟
أمينة موساييفا: "كان الاستهلاك الفاخر مدفوعاً بدوافع تقليديَّةٍ محافظةٍ، فالاستهلاك المُرتبط بالمكانة يُعارض التَّحوُّل إلى الدّيمقراطيَّة والاستخدامات المُتعدِّدة، وهو ما تروِّج له نماذج الأعمال الحديثة؛ ونتيجةً لذلك، يتعيَّن على العلامات التّجاريَّة والمُمتلكات الفاخرة أن تتصرّفَ بحذرٍ ودقَّةٍ".
"هناك أيضاً تحدِّياتُ النَّظافة والوصمات المتعلّقة بمشاركة الملابس مع الغرباء، وهذه أيضاً يجب التَّغلُّب عليها".
كيف يمكنكِ مواجهة هذه التحديات؟
أمينة موساييفا: "تتضمَّن رسائلنا عباراتٍ مثل "لا شيء شخصيّ" و"ليس لي". والهدف من ذلك هو كسر الوصمة المُرتبطة بارتداء الملابس المُستعملة، وتحريف العبارات المُخزية أو غير المريحة أو شيءٍ تُفضِّل تجاهله. نحن نعكس هذا المنطق بالقول إنَّ هذا بيانٌ مهمٌ للعقليَّة الجديدة وإنَّ الإعلان عن شيءٍ ما على أنَّه ليس ملكي أو لا شيء شخصيّاً يُظهر أنّك منفتحة الذِّهن وتُقدّرين حرّيَّة التَّعامل مع الموضة وفقاً لشروطك. فتغيير العادات عمليَّةٌ طويلة الأمد".
"تعملُ العديدُ من العلامات التّجاريَّة على أنماط استهلاكٍ بديلةٍ جديدةٍ، ويجبُ أن تستعدَّ لذلك؛ لأنَّ التَّحوُّل الثَّقافيَّ لا يمكنُ قياسُه إحصائيّاً. لكنَّ هذا التَّحوُّل يحدثُ فعلاً، ومن مصلحتنا أن يكونَ التَّحوُّلُ الدّيموغرافيُّ والجيلُ الجديد -مثل المستخدمين على منصَّتي Depop وRewear- حاضرين، فهم أكثر عرضةً لتبنّي عقليَّاتٍ جديدةٍ".
"تشكّل الثَّقافة مشكلةً كبيرةً، كما أنَّ تكلفةَ السّلعِ والنَّموذج الماليَّ من المشكلات أيضاً، فهذه هي الأشياء التي لم تتقنها الصّناعةُ".
شاهد أيضاً: 5 نصائح للشركات الناشئة الساعية لإحداث ثورة في عالم الأزياء
ما هي خططكم التَّوسُّعيَّة؟
أمينة موساييفا: "هدفنا على المدى الطَّويل هو التَّوسُّع إلى مؤسَّسةٍ وإنشاء مجموعة أدواتٍ شبيهةٍ بـ Shopify لجميع طرق التَّوزيع البديلة؛ حتَّى تتمكَّن العلامات التّجاريَّة من دمج حزمة أدوات البرمجيَّات (SDK) ذات العلامة البيضاء للتَّأجير وإعادة البيع مباشرةً للعملاء دون أطرافٍ ثالثةٍ. ونحن نُفضِّل الاستثمار في الأعمال غير المتَّصلة بالإنترنت، والقنوات المُتعدّدة، وعمليَّات الاندماج والشّراء، والاستحواذ على العلامات التّجاريَّة، واكتساب العلامات التّجارية من جهاتٍ خارجيَّةٍ، ونرغب في التَّوسُّع من خلال SaaS ومهاراتنا البرمجيَّة الفريدة".
"بدلاً من إنشاء فروعٍ في أسواقٍ جديدةٍ في دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة ودول مجلس التَّعاون الخليجيّ، قد نقوم بدمج حلول منصَّتنا".
"يمكن دمج جميع الإمكانيَّات المشابهة لتأجير الفنادق، وتقويم الحجز، والتَّوسيع التّلقائيّ لفترة الإيجار، والتَّحليلات، وإدارة المستودعات العكسيَّة، وإدارة الخدمات اللوجستيَّة العكسيَّة كحلٍّ خاصٍّ وذي علامة بيضاء للعلامات التّجاريَّة".
"سنركِّز على مهاراتنا الأساسيَّة وتقنيَّتنا ومعرفتنا الفريدة بالعوامل الخارجيَّة التَّشغيليَّة المُرتبطة باستراتيجيَّة تحقيق الدَّخل الدّيناميكيَّة هذه".