5 أسباب تحول بينك وبين توظيف أصحاب الكفاءات
نصائحٌ هامةٌ للتوظيف بكفاءةٍ والاحتفاظ بالكفاءات الحالية بفعاليَّةٍ، بغض النظر عن استراتيجيَّة التعويض المادي.
إذا كنتَ تواجه صعوبةً في جذب مرشَّحين أكفَّاء للوظائف، والاحتفاظ بالموظَّفين ذوي الخبرة والكفاءة، فقد تتساءل ما إذا كانت الأمور الماديَّة التي تقف خلف ذلك، لكنَّك لست وحدك، إذ يُخطّط أرباب العمل لزياداتٍ بنسبة 3.5% في ميزانيَّات الأجور على أساس الجدارة، وزياداتٍ بنسبة 3.8% في ميزانيَّات التَّعويض الإجماليّ في عام 2024.[1]
ولكن قبل أن تُعدِّل سلَّم الأجور لديك بشكلٍ جذريٍّ، تحقِّق ما إذا كانت هذه الأسباب الخمسة التَّالية تثني المرشَّحين الأكفَّاء عن التَّقدُّم للوظائف لديك، وقبول عروض العمل من شركتك، والبقاء فيها على المدى الطَّويل، وذلك استناداً إلى نتائج استطلاعٍ أجرته iHire على أكثر من 1300 طالب عملٍ في الولايات المتَّحدة:
بيئة العمل السامة
أفاد 72% من مشاركي الاستطلاع بأنَّ بيئة العمل الإيجابيَّة تعدُّ أمراً بالغ الأهميَّة بالنِّسبة لوظيفتهم القادمة، تليها العلاقات الطَّيبة مع المديرين بنسبة (57%)، والمبادئ الرَّاسخة التي تقوم عليها الشَّركة بنسبة (45%)؛ لذلك، إذا كان ينبعث من بيئة عملك طاقاتٌ سلبيَّةٌ، فهذا من شأنه أن يجعلَ الموظَّفين الحاليّين يبحثون عن الفرص الأفضل، ويمنع المتقدِّمين المحتملين من التَّقديم أو قبول العروض.
ولإصلاح بيئة العمل السامة، عليك أن تحدِّدَ أولاً السَّبب الأساسيّ أو الأسباب التي تجعلها كذلك، والتي يمكن أن تشملَ نقص التَّواصل والشَّفافية، وسوء القيادة، والتَّحرُّش والتَّنمر، وعدم التَّقدير، وضغط العمل، والاحتراق الوظيفيّ، وأعباء العمل الزَّائدة عن الحدِّ، أيّ عليك تحديد المشكلات ومن ثمَّ وضع حلول لتغيير ثقافة الشَّركة، وقد يساعدك في ذلك إجراء استطلاعات رأي للموظَّفين بحيث تبقى هويتهم مجهولةً، ومحادثات استبقاء الموظَّفين، وجلسات التَّركيز، أو المحادثات الفرديَّة.
وبعد ذلك، قم بالتَّرويج لثقافتكَ الإيجابيَّة عبر جميع قنوات التسويق التوظيفي، مثل: إعلانات الوظائف، ومواقع الوظائف، ووسائل التَّواصل الاجتماعيّ، والمواد الدِّعائيَّة الأخرى، وبهذا ستكون لديك إمكانيَّة أكبر لجذب المرشَّحين للتّقديم على فرص العمل لديك وتعزيز سمعتك كصاحب عملٍ بشكلٍ عام.
شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة
عدم منح المرونة الكافية
من المحتملِ أنَّنا في المستقبل المنظور لن نشهدَ مستويات العمل الذي يتطلَّب حضوراً شخصيَّاً كما كانت ما قبل الجائحة، وقد أكَّد استطلاعنا هذا الافتراض، إذ يتطلَّع 42% من المشاركين في عام 2024 إلى العمل الذي يتطلَّب الحضور الشَّخصيّ، في حين 43% منهم يتطلَّعون إلى العمل عن بعد أو بيئة عمل هجينة لمعظم الوقت. بالإضافة إلى ذلك، أفاد 32% من المشاركين أنَّه من المهمِّ أن يتيحَ صاحب العمل للموظَّفين خيار العمل عن بعد، في حين قال 24% منهم الأمر ذاته عن خيار العمل الهجين.
ليس فقط سيكون بإمكانكَ الحفاظ على موظَّفيك من خلال تمكينهم من اختيار مكان العمل وتوقيته، بل ستتحسَّن لديك أيضاً عمليَّة التَّوظيف من خلال جذب مجموعةٍ واسعةٍ من الكفاءات وفقاً لما تحتاجه من خبراتٍ متنوِّعةٍ، ويمكن أن تشكِّلَ أنماطاً أُخرى تتّسم بالمرونة، مثل: ضغط ساعات العمل الأسبوعية، ومشاركة جداول العمل، وميّزاتٍ جاذبةٍ تُعين الموظَّف على تحقيق توازنٍ ما بين العمل والحياة، وتقلّل من الضَّغط والاحتراق الوظيفي، الذي يمثِّل مصدر قلقٍ رئيسيٍّ لدى 28% من الموظَّفين الَّذين شملهم الاستطلاع.
شاهد أيضاً: المرونة في الأزمات: السر إلى النجاح في 3 خطوات
عدم تقديم الدعم للموظفين
أفاد 43% من الموظَّفين بأنَّ فرص النُّمو والتَّقدُّم كانت مطلباً أساسيَّاً في وظيفتهم المرتقبة، وقال 38% الشّيء نفسه حول فرص التَّطوير المهنيّ، إذ عندما يشعر الموظَّفون بالرُّكود، يمكن أن ينخفضَ التَّفاعل وتقل الإنتاجيَّة، وترتفع معدَّلات الدَّوران الوظيفيّ.
لذلك عليكَ إجراء تحسينات على كلٍّ من التَّوظيف والاحتفاظ بالموظَّفين في شركتك، وذلك عن طريق توفير أساليبٍ واضحةٍ للمبتدئين للتَّقدُّم في مساراتهم المهنيَّة، مثل: تطوير المهارات وتحديثها، والتَّدريب الذي يشمل اختصاصاتٍ ومهاراتٍ متعددةٍ، واستخدم طريقة تحديد المسار المهنيِّ لتوضح لهم كيف يمكنهم التَّقدُّم في أدوارهم، وشبكة المسارات الوظيفيَّة؛ لإظهار كيف يمكنهم التَّحرُّك بشكلٍ أفقيٍّ والانتقال بمرونةٍ إلى مناصب تناسب إمكاناتهم وأهدافهم بشكلٍ أفضلٍ، واجذب المرشَّحين ذوي التَّطلُّعات المهنيَّة العالية عن طريق التَّركيز على التزامك بتطوير الموظَّفين المستمرِّ في إعلانات الوظائف وخلال عمليَّة التَّوظيف بأكملها.
شاهد أيضاً: طريقة بسيطة لتحفيز الموظفين وتحسين إنتاجيتهم
عدم التَّواصل مع المتقدِّمين
كان عدم تلقِّي الرَّدّ من أرباب العمل عند التَّقديم على الوظائف يُمثِّل -بناءً على الاستطلاع- ثاني أكثر الأمور تحدِّيَّاً أمام المرشَّحين في عام 2024؛ لذا حريّ بك أن تُشعرَ المرشَّحين بأنَّك تُقدِّر الوقت الذي منحوك إياه من خلال شكرهم على تقديم طلباتهم، وإعطائهم معلوماتٍ حول المدَّة الزَّمنيَّة المتوقِّعة للتَّوظيف (أي متَّى يمكن توقُّع الاستدعاء لإجراء مقابلة)، وإبلاغ البقيَّة عندما يتمُّ استبعادهم من مجموعة المرشَّحين.
ويمكن تبسيط هذه المهمَّة باستخدام رسائل أتوماتيكيَّة أو رسائل مولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن من شأن التَّواصل بصورةٍ أكثر شخصيَّةٍ مع المرشَّحين في مراحل متقدِّمة من العمليَّة أن يصقلَ تجربتهم.
ويخلق التَّواصل مع المتقدِّمين بشكلٍ واضحٍ وفي الوقت المناسب شعوراً إيجابيَّاً تجاه شركتك، ما من شأنه أن يمكّنَ من توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها، وربَّما يبقى ذلك الشُّعور لدى المتقدِّمين النَّاجحين في نهاية المطاف، وأيضاً لدى الأشخاص الَّذين جرى استبعادهم، ومن يدري، قد يتقدَّم أحد هؤلاء الأشخاص بطلب توظيفٍ من جديدٍ يوماً ما ويصبح ملائماً تماماً لدور آخر.
شاهد أيضاً: هل يجب أن أخبر المرشحين للوظيفة بأن الشركة لا تعطي زيادة على الراتب؟
تجاهل الموظفين الأكبر سناً والأكثر خبرةً
وكان 42% من الموظَّفين الَّذين شملهم الاستطلاع يشعرون بقلقٍ بشأن تعرضهم للتَّميُّيز من حيث العمر في البحث عن وظيفة أو في التَّوظيف اليومي في عام 2024، ومع تأجيل المزيد من الأمريكيّين للتَّقاعد أو عودتهم إلى مزاولة أعمالهم أو تغيير مسارهم المهنيّ في وقتٍ لاحقٍ في الحياة، وقد نشهد المزيد من حالات التَّمييز بسبب العمر في قوى العمل المتعدّدة الأجيال، التي تبرز بصورةٍ استثنائيَّة في وقتنا الرَّاهن.
فعليك أن تولي اهتمامك لهذه الفئة من الموظَّفين ذوي الخبرة ضمن مجموعة مساعيك في التَّوظيف والاحتفاظ بالكفاءات، وأن تجعلَ من شمولية الأعمار جزءاً من مبادرات التَّنوُّع والمساواة والاندماج والانتماء (DEIB)، كما ينبغي لك التَّحقُّق من إعلانات الوظائف التي تخصُّ شركتك لاحتمال وجود لغةٍ متحيَّزةٍ تجاه العمر، وإتاحة تدريب على مكافحة التَّمييز لمدراء التَّوظيف وللقوى العاملة الأوسع لديك، والسَّعي للحصول على تأهيل يراعي المستويات العمريَّة، بحيث يشعر الموظَّفون ذوو الخبرة بالرَّاحة عند التَّقديم للوظائف الشَّاغرة لديك.
وسواء كنت تتطلَّع إلى توظيف أحد في عام 2024 أم لا، ستهيئك هذه النَّصائح بشكلٍ أفضل للتَّوظيف بكفاءةٍ أكبر، والاحتفاظ بالكفاءات الحاليَّة بفعاليَّةٍ أكبر، بغضِّ النَّظر عن الاستراتيجيَّة التي تتبعها في التَّعويض الماديّ.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.