ما تقوله ماريسا ماير (والعلم) حول مفاتيح الخروج من منطقة الراحة الخاصة
مع قناعة قوية ونهج شخصي للغاية، يمكنك إنجاز أشياء لم تظن أنها ممكنة من قبل.
بقلم آندي مولينسكي، أستاذ الإدارة وعلم النفس، جامعة برانديز
ترغب في المساهمة في المناقشات التّي تجري ضمن شركتك، لكن لا يمكنك مطلقاً قول كلمةٍ واحدةٍ. أنت تعلم أنّك بحاجة إلى التّواصل، لكنّك تشعر بعدم الارتياح عندما تبدأ المحادثات مع الغرباء. أنت بحاجة إلى البدء في التّأكيد على إنجازاتك المهنيّة في العمل حتى يتم ملاحظتها، ولكنّك تشعر بعدم الارتياح الشّديد عندما تتكلم.
أثناء نموّنا وتعلّمنا وتقّدمنا في وظائفنا وفي حياتنا المهنيّة، نواجه باستمرارٍ مواقف خارج مناطق راحتنا تتطلّب منّا التّكيف وتعديل أنماطنا السّلوكية. هذا هو الواقع؛ وبدون القدرة والشّجاعة على الخروج من منطقة راحتنا، لتعلّم كيفيّة تطوير سلوكنا ومنحه المرونة، سيكون من الصّعب جدّاً أن نكون ناجحين. وكما لاحظت ماريسا ماير، التّي ستصبح قريباً الرّئيسة السّابقة والمديرة التّنفيذيّة لشركة Yahoo، فإن القيام بشيء لست مستعدًا للقيام به يُعدّ أمراً ضروريّاً للنموّ الشّخصي؛ دائماً ما قمت بشيء لم أكن مستعدّةً تماماً للقيام به؛ أعتقد، أنّ هذه هي الطّريقة التّي ننمو بها، فعندما توجود تلك اللّحظة التّي تقول فيها "لست مُتأكّداً حقاً من أننّي أستطيع القيام بذلك، وتمضي قدماً خلال تلك اللّحظات، عندها ستحقّق إنجازًا كبيرًا."
وكيف يمكنك تحقيق هذا الإنجاز؟ كيف يمكنك حشد الشّجاعة والثّقة للقيام بهذه القفزة خارج منطقة الراحة الخاصة بك؟ ما تعلمته من المقابلات التي أجريتها خلال السنوات العديدة الماضية، والعمل بشكل وثيق مع روّاد الأعمال، والمدراء، والمدراء التّنفيذيين هو أن هناك أداتين أساسيّتين يمكن للأشخاص النّاجحين استخدامهما لتحقيق تلك القفزة التّي تتحدث عنها ماير.
الأداة الأولى: القناعة أو الشعور العميق بالهدف
كي تطلق العنان لنفسك وتتصرّف ضدّ طبيعة شخصيّتك، أو طريقتك المُعتادة في التّصرف، عليك أن تعرف ما هو الشّيء الذي ستكسبه من ذلك: لماذا يستحق هدفك كل العناء. في بعض الحالات، قد تكون الإجابة مهنيّة. على سبيل المثال، من أجل التّقدم في مسيرتي المهنيّة أو بناء شركتي، أحتاج ببساطة إلى التّحلي بالشّجاعة لتقديم عرض العمل هذا. وفي هذه الحالة، فإن هذا الهدف أو الطّموح المهنيّ هو مصدر اقتناعك.
لكن في حالات أخرى، تكون القناعة شخصيّة أكثر. ربما ما يحفزك على المشاركة في فعالية للتواصل (في الوقت الذي تفضل فيه عدم المشاركة) أو المشاركة في اجتماع ما (بينما أنت خائف من التحدث أمام الجمهور)، هو أنك تريد أن تكون قدوة لأطفالك. ربما أن تقول لأطفالك أن يكونوا شجعان، وتدرك أنّه ربما حان الوقت لكي تتطوّر أنت أيضاً؟ أينما يأتي مصدر التّحفيز الخاص بك؛ حدده، واحتضنه، واحمله معك في المواقف الصّعبة.
الأداة 2: التخصيص
لا يوجد مقاس واحد يناسب جميع فعاليّات التّواصل أو إعلان الشركات أو إعلان التسريح من العمل. وعلى الرغم من أنه قد يبدو أنّك بحاجة إلى تقليد "أفضل ممارسات الخبراء"، إلّا أن الحقيقة هي أن لديك حريّة أكبر مما تعتقد لجعل الموقف خاصّاً بك؛ لإضفاء لمسة شخصيّة بسيطة تجعل الموقف يبدو ببساطة أكثر أصالةً قليلاً.
على سبيل المثال، عندما تعرض أفكارك على أصحاب رأس المال المجازف، يمكنك كتابة الجمل القليلة الأولى، أو ارتداء خاتمك المحظوظ أو بدلة رسميّة تعزز ثقتك بنفسك، أو أن تحضر زميلًا تعرف أنه يمكنه أن يغطيك إذا فقدت السّيطرة على أفكارك (أو فقدت الشّجاعة) أو يمكنك الذّهاب مبكراً إلى الغرفة التّي ستشارك فيها -إن أمكن- لتحديد نطاق المكان والشّعور بمزيد من الرّاحة.
لقد تحدّثت مؤخرّاً مع موظّفٍ مصرفيٍّ كان مرعوباً من التّحدث أمام الجمهور في ذلك اليوم، وأخبرني أنه أحضر صديقاً من خارج المدينة ليجلس في الصّف الثامن أثناء خطابه، فقط كي يجد وجهاً ودوداً بين الجمهور؛ مهما كانت طريقة التّخصيص التي تناسبك، اجعلها خاصّة بك وستشعر بمزيد من الثّقة.
في النّهاية، ماير على حقٍّ، فأنت بحاجةٍ إلى التّغلب على القلق والخوف لتحقيق الإنجاز، قد لا يكون الأمر ناجحاً دائماً في البداية؛ من المؤكد أن ماريسا ماير حصلت على نصيبها من التّحديات خلال فترة عملها في شركة Yahoo، لكن ما تعلمته من بحثي الخاص هو أنّه يمكنك الاعتماد على الكثير من الأدوات المفيدة لزيادة احتمالات تحقيق ذلك الإنجاز حقاً.