أيّها تختار: دليلك لتحديد الوقت المناسب للخطة والاستراتيجية
فهم الفروق والتكامل بين الخطط والاستراتيجيات لتحقيق أهداف المؤسسة بفعالية
الاستراتيجيَّة ليست عصاً سحريَّةً تُحقِّق الهدف النِّهائي لمؤسَّستك بغمضة عينٍ، بالمقابل لن تساعدكَ الخطَّة على تحقيق أهدافك بدون استراتيجيَّةٍ مرنةٍ واضحة المعالم، باختصار يمكن القول إنَّ الاستراتيجيَّة هي خطَّةٌ شاملةٌ، بينما التَّخطيط هو التَّفكير قبل اتّخاذ القرار المناسب؛ لذا فأنت بحاجةٍ إليهما معاً لتحقيق النَّجاح الذي تطمح إليه.
وبينما يتساءل العديد من الأشخاص في عالم الأعمال، عن الفرق بين الخطة والاستراتيجيَّة، ويرى بعضهم أنَّهما عبارةٌ عن شيءٍ واحدٍ بمسمَّيين مختلفين، فإنّه ينبغي معرفة الاختلافات بين المصطلحين بشكلٍ جيدٍ، فالاستراتيجيَّة ببساطةٍ هي: ماذا ولماذا، في حين أنَّ الخطَّة هي: كيف، وكلّما ازداد فهم قادة الأعمال لتلك المصطلحات بشكلٍ دقيقٍ، كلَّما نجحوا برسم مسارٍ أكثر فعاليَّةٍ نحو النَّجاح في مشهدٍ دائم التَّغيّر، وفي مقالنا هذا سنزيد من معلوماتكم حول الفرق بين الاستراتيجيَّة والخطَّة.
ما هي الخطة؟
الخطَّة هي ترتيبٌ أو نمطٌ أو برنامجٌ لغرض معيَّن، وهي شيءٌ ملموسٌ للغاية وليس مرناً جداً، ولا يسمح بالانحراف، بمعنى أنَّه إن لم تنجح "الخطَّة أ"، لا تبذل جهداً بتعديلها، بل انتقل إلى "الخطَّة ب" مباشرةً.
تكون الخطة مفيدةً للغاية للسَّير على المسار الصَّحيح بطريقةٍ منظَّمةٍ، فهي توفِّر إطاراً متماسكاً يمكن البناء عليه واتجاهاً يجب اتّباعه، مع تجاوز المراحل المتقطِّعة بغية الوصول إلى الهدف النِّهائي، وبمساعدة التَّخطيط، تستطيع المؤسَّسة أو الشَّركة السَّيطرة على العمل، بمعنى، إمَّا أنَّ كلَّ شيءٍ يسير وفقاً للخطَّة، وإمَّا لا.
غالباً ما تكون الخطَّة قصيرة المدى، وتمتاز بأنَّها تزيد من شفافية العمل ولا تترك مجالاً للافتراضات، كما أنَّها تثبت أنَّك بذلت الكثير من الجهد والتَّفكير. وتشمل أنواع الخطط: [1]
- الماليَّة: وهي مهمَّة تحديد كيفيَّة توفير الأموال اللَّازمة لتحقيق أهداف الأعمال الاستراتيجيَّة.
- التَّكتيكيَّة: وهي التي تتعلَّق بمسؤوليَّة ووظائف الإدارات ذات المستوى الأدنى.
- التَّشغيليَّة: وتركِّز على الإجراءات والعمليَّات الرُّوتينيَّة المحدَّدة.
- الخلاقة: كي لا تتخطَّى أيَّ فوزٍ في حال رحيل أحد الموظَّفين الرَّئيسيين فجأةً.
- الطَّوارئ: وهي استراتيجيَّة استباقيَّة يتمُّ وضعها لاستخدامها عند الأحداث الطَّارئة.
شاهد أيضاً: انسَ موجات توقعات 2024 واتبع خطة Eisenhowers لقيادة أعمالٍ ملهمةٍ
ما هي الاستراتيجية؟
بخلاف الخطَّة، فإنَّ الاستراتيجيَّة غالباً ما تكون طويلة المدى، وهي عبارةٌ عن مخطَّطٍ أو تصميمٍ أو فكرةٍ يتمُّ استخدامها لتحقيق هدفٍ محدَّدٍ، وهي مرنةٌ للغاية ومنفتحة على التَّغيير عند الحاجة. كما يؤكِّد خبراء عالم الأعمال، أنَّ الاستراتيجيَّة مفيدةٌ جداً، حين تولي الشَّركات أهميَّةً كبيرةً للإبداع والتَّعاون والابتكار، فهي تشجّع على الانفتاح والنّقاش لكلّ جوانب المعادلة.
تحتوي الاستراتيجيَّة أسئلةً وإجابات فعَّالة خارج الصُّندوق، كما تسمح بالتَّدفُّق الطَّبيعيّ للأفكار والزَّخم المستمرِّ الذي يتراكم حتَّى الوصول إلى النِّجاح، وتستطيع الاستراتيجيَّة مفاجئتك وإثارة إعجابك ووضعك على المسار الصَّحيح لتصبح قوَّةً تنافسيَّةً في السُّوق.
في عالم الأعمال، توضع الاستراتيجيات لتوسيع ونموِّ الكيانات التي تشمل الاندماج والتَّنويع والاستحواذ وغيرها، لكن لا ينبغي الوقوع في فخِّ المثاليَّة، قد لا تكون الاستراتيجيَّة ملائمة دائماً لكلِّ الأوقات، نتيجة المتطلَّبات والمتغيّرات، كذلك سيناريو السُّوق الذي ربَّما يتَّخذ منعطفاً غير متوقَّع بغمضة عينٍ؛ لذا على المؤسَّسة أن تكون جاهزةً دائماً لتطوير استراتيجيَّاتها وفقاً للأحداث الجديدة.
لبناء استراتيجيَّةٍ جيدةٍ، فأنت تحتاج للعناصر التاليَّة: [2]
- صياغة الأسئلة الصَّحيحة.
- التَّعلُّم من الماضي.
- تشخيص الأسباب.
- التَّنبُّؤ بالمستقبل.
- البحث عن المسارات المحتملة.
- اختيار كيفيَّة التَّكامل.
- الالتزام بالتَّغييرات.
- التَّطوُّر حين يكون ذلك ضروريَّاً.
ما هو الفرق بين الخطة والاستراتيجية؟
للتخطيط والاستراتيجيَّات أهميَّةٌ قصوى في عالم الأعمال، ومع ذلك ليسا مترادفين ولا يجب استخدامهما بالتَّبادل، فلكلٍّ منهما معانٍ وهوية مختلفةٌ، كذلك لكلٍّ منهما أهدافٌ معينةٌ.
فكِّر في الاستراتيجيَّة كخطوتك الأولى نحو هدفٍ بعيدٍ، فهي تبدأ بالنَّظر للخارج، للعالم الواسع والفرص والتَّحدِّيات التي لا يمكنك التَّحكُّم بها، كأن تقرِّر مسار رحلةٍ مبنيٍّ على حالة الطَّقس والطُّرقات، هذه العوامل خارجة عن إرادتك لكن تؤثِّر في قرارك.
- التَّوجُّه: الاستراتيجيَّة تنظر للخارج أمّا الخطَّة تركِّز على الدَّاخل.
- التَّحكُّم: الاستراتيجيَّة تعالج ما هو خارج السَّيطرة أمّا الخطَّة تدير ما يمكن التَّحكُّم به.
- القياس: الاستراتيجيَّة تقيس النَّجاح أمّا الخطَّة تقيس الأداء.
ثم يأتي دور الخطَّة، التي تشبه خريطة التَّوجيه التي تحدِّد كيف ستصل إلى هناك، إنَّها تأخذ بالاعتبار كلُّ خطوةٍ ممكنةٍ، تستعد للمفاجآت وتخطِّط لها بدقَّةٍ، وإذا كانت الاستراتيجيَّة تخبرك بأيِّ طريقٍ تسلك، فالخطَّة توضِّح لكَ كلَّ نقطةِ توقُّف، وكلَّ منعطفٍ على الطَّريق.
- التَّوقُّعات: التَّخطيط يتعامل مع المستقبل أمّا الاستراتيجيَّة تركِّز على الحاضر.
- الأفق: التَّخطيط قد يكون قصيراً أو طويل الأمد أمّا الاستراتيجيَّة تُبنى للمدى الطَّويل.
- الأساس: التَّخطيط يعتمد على افتراضاتٍ أمّا الاستراتيجيَّة تستند إلى خبراتٍ عمليَّةٍ.
في النِّهاية، الاستراتيجيَّة هي ما يحدِّد وجهتك والطَّريق الكُّلِّي الذي ستسلكه، بينما الخطَّة هي التي تُرشدك خلال كلِّ خطوةٍ من خطوات الرِّحلة، متضمِّنةً التَّوقيت والموارد اللَّازمة. الاثنان يكمّلان بعضهما البعض: الاستراتيجية تؤدّي إلى التّخطيط، والتّخطيط يفتح الطّريق لتحقيق الاستراتيجية. [3]
شاهد أيضاً: 10 استراتيجيات لتجعل أعمالك متقدمة على المنافسين
متى نحتاج الخطة ومتى نحتاج الاستراتيجية؟
الآن وبعد أن أدركنا الفرق بين الخطَّة وبين الاستراتيجيَّة، ربَّما بتنا قادرين على معرفة ما نحتاجه بالفعل، هل نحن بحاجةٍ إلى وضع خطَّةٍ، أم أنَّ الفريق يحتاج إلى وضع استراتيجيَّة؟ لكن ولضمان التَّأكُّد من معرفة الاحتياج الحقيقيّ، من الأفضل زيادة فهمنا حول الموضوع والمؤشرات التي تدلُّ على حاجتنا.
فهناك حاجةٌ إلى وضع خطَّةٍ، حين نريد تخصيص الموارد ومواءمتها، خصوصاً حين تكون محدودةً، أو إدارة الأشخاص والعمليَّات بكفاءةٍ، أو نكون بحاجةٍ لتوضيح الأدوار والمسؤوليَّات المُلقاة على كلِّ موظَّف. بالمقابل تخبرنا المؤشِّرات التَّالية أنَّنا بحاجةٍ إلى وضع استراتيجيَّة: [4]
- حين لا تكون الوجهة واضحةً، أو حين لا يوجد اتِّفاق على الوجهة بين أصحاب العمل.
- بعد المرور بالكثير من التَّغيير، الذي أدَّى إلى ارتباكٍ حول كيفية استعادة الألق وقوَّة الجذب.
- على الرَّغم من كلِّ الخطط الكبيرة والتَّفاني في العمل، فإنَّنا لا نحصل على الأداء الذي نريده أو نحتاجه.
- عندما أكون جديداً في دوريّ القيادي، وأريد تحديد اتجاهٍ جديدٍ ومثيرٍ.
إنَّ فهم ما تحتاجه هو الخطوة الأولى للنَّجاح؛ لذا لا تستقلَّ بأهميَّة دراسة الحالة جيداً، والانتباه لكلِّ المؤشِّرات من حولك، التي تساعدك على تكوين تصوُّرٍ عميقٍ عن احتياج مؤسَّستك.
في عالم الأعمال، لا يوجد أيُّ مكانٍ للحظَّ، على الأقلِّ فإنَّ الشَّركات النَّاجحة لا تعتمد عليه ولو بنسبة 1%، إذ إنّ سرُّ النَّجاح يكمن دائماً في وضع استراتيجيَّةٍ ناجحةٍ، ثمَّ خططٍ جيدةٍ كفيلةٍ بتنفيذها.
لمزيدٍ من المعلومات عن عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.