خطط لبداياتك الجديدة بذكاء عبر الاستفادة من هذا النصائح البسيطة!
ضع أهدافك بطريقةٍ تُركّز على التقدم والاقتراب، وليس على التجنب والابتعاد
بقلم جيف هيدن Jeff Haden، محرر مساهم في Inc.
أنا لا أحدّدُ قراراتٍ لرأسِ السّنةِ الجديدةِ، وعلى الرّغم من أنّ هذا يبدو انتقاديّاً نوعاً ما، فأنا أحسبُ إذا كان هناك أمرٌ ما يستحقّ أن أقومَ به أو أن أغيّره، فإنّهُ يستحقّ القيام به أو تغييره الآن، وليس في أيّ تاريخٍ اعتباطيٍّ. بالإضافةِ إلى ذلكِ، أعتقدُ أنّني إذا لم أستطع بدء ذلك الآن والاستمرارَ في فعلهِ، فمن غير المرجّح أن أبدأَ في فعلهِ والاستمرارِ في فعلهِ بعد تاريخٍ اعتباطيٍّ ما. [1]
- عفواً! لقد تبيّن أنّي مخطئٌ في هذا.
في هذه الدّراسةِ المنشورةِ في مجلةِّ العلومِ النّفسيّة Psychological Science، طُلب من المشاركين التّسجيلَ إلكترونيّاً لتلقّي بريد إلكتروني يذكّرهم بأهدافهم. مُنح بعضهم تاريخاً اعتباطيّاً للتسجيلِ من أجله، مثل "6 أبريل". في حين أنّ آخرين تلّقوا تاريخاً يعتبرُ نقطةً مميّزةً، مثل "أول يومٍ من الرّبيع".
بالنّسبةِ للمشاركين الّذين حصلوا على تاريخٍ مميّزٍ كانت فرصتهم كبيرةً في أن يبدؤوا هدفاً جديداً. لماذا؟ يسميّه علماءُ النّفسِ "تأثير البداية الجديدة". فالتّواريخُ ذات النّقاطُ المميزة -مثل: بداية سنةٍ جديدةٍ، أو شهرٍ جديدٍ، أو أسبوعٍ جديدٍ، أو فصل جديدٍ، وما إلى ذلك- تتّسمُ بتميّيز مرورِ الوقتِ وإنشاءِ فتراتِ "حساب ذهني" جديدةٍ، مما يضعُ الماضي في الماضي ليجعلَ المستقبلَ الطّموحَ يبدو أكثرَ إمكانيّةً.
كما يكتبُ الباحثون:
{نقدّمُ دليلاً على أنّ التّركيزَ على نقطةٍ زمنيّةٍ مميّزةٍ تدلُّ على بدايةِ فترةٍ زمنيّةٍ جديدةٍ، يزيد من نيّةِ الأشخاصِ بالبدءِ في متابعةِ الهدفِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، نقترحُ ونُظهر أنّ التّحفيزَ المعزّز للأفرادِ لبدءِ متابعةِ تطلّعاتهم بعد تلكَ النّقاط الزّمنيّة المميزة، ينبعُ جزئيّاً ممّا تسبّبه هذه النّقاط من انفصالٍ نفسيٍّ عن الذّات القاصرةِ الّتي كانت لدى الشّخصِ في الماضي.}
- ويُمكننا أن نلّخصَ الأمرَ كلّهُ بـ "سنةٍ جديدةٍ، شخصٍ جديدٍ".
السّطرُ الأخيرُ في الاقتباسِ أعلاه هو الأساسُ: النّقاطُ المميزةُ تبدو وكأنّها فصولٌ جديدةٌ في حياتكَ. إذ قد تكون تناولتَ الكثيرَ من الآيس كريم العام الماضي، ولكن هذا العام -أدخل "الانفصال النّفسي عن ذاتٍ ماضيّةٍ قاصرةٍ"- لن أفعلَ ذلكَ.
- ما هي مهمّةُ النّقاطُ المميزةُ؟ إنّها تساعدنا على قلبِ الصّفحةِ. ومع ذلكَ، البقاءُ على تلكَ الصّفحة الجديدة يتطلّبُ تحديدَ النّوع الصّحيح من الأهدافِ.
التجنب والابتعاد مقابل الاقتراب
في هذه الدّراسةِ المنشورةِ في PLOS One، قسّمَ الباحثون أهدافَ المشاركين إلى فئتين أساسّيتين:
- أهداف التّجنب: إيقافُ أو تركُ أو منعُ سلوكٍ غير مرغوبٍ فيه. مثلًا: "تناولُ كميّةٍ أقلّ من الآيس كريم" هو هدفُ تجنّبٍ، كذلك "التّوقف عن شربِ الكثيرِ من دايت ماونتن ديو Diet Mtn. Dew" (سأتحدّثُ عن ذلكَ بعد لحظةٍ)، كذلك "التّوقف عن تجاهلِ القضايا الشّخصيّة الّتي تحدثُ بين الموظّفين"، كما أنّ "التّوقفَ عن تناولِ الكثيرِ من الطّعامِ غير الصّحيّ" هو هدفُ تجنّبٍ، وهو أيضاً مبهمٌ للغايةِ وغير واضحٍ.
- أهداف الاقترابِ: اعتمادُ سلوكٍ جديدٍ. مثلاً: "تناول طعاماً صحيّاً أكثر" هو هدفُ اقترابٍ، ولكنّه أيضاً غير واضحٍ أو محدّدٍ، أمّا مثالُ "تناول وجبةٍ على الأقلِّ من الخضارِ عندَ الغداءِ والعشاء" هو هدفُ اقترابٍ أكثر تحديداً، كذلك "توجيه كلمةِ إعجابٍ أو إشادةٍ لموظّفٍ واحدٍ على الأقلّ يوميّاً".
كما يُمكنكَ أن تخمّنَ، أنّ المشاركين الّذين حدّدوا أهدافَ اقترابٍ، كانت فرصتهم أكبرَ في الالتزامِ بها من الّذين حددّوا أهدافَ تجنّبٍ وابتعادٍ. ويكمنُ السّببُ في ذلكَ جزئيّاً في الشّعورِ النّهائيّ، فالقيامُ بشيءٍ ترغبُ في فعلهِ يُشعركَ بقدرٍ من الرّضا أكبرَ من الشّعورِ الحاصلِ عندَ تجنّبِ شيءٍ لا ترغبُ في فعلهِ.
لنأخذَ مثالًا عنّي؛ بقيتُ أشربُ الكثيرَ من دايت ماونتن ديو "Diet Mtn. Dew" لعقودٍ من الزّمنِ، وعندما قرّرتُ أنّني يجبُ أن أشربَ أقلّ، صغتُ هدفي على أنّه شربُ المزيدِ من الماءِ. بدلاً من قول "لن أشربَ دايت ماونتن ديو في الصّباح"، قلتُ "سأشرب ماءً مع لوحِ البروتين والموزِ على الإفطارِ". لاحقاً وسّعتُ قاعدةَ الماءِ إلى الغداءِ والعشاءِ والوجباتِ الخفيفةِ...
- النّتيجةُ، بالطّبعِ، كانت شربَ كميّةٍ أقلّ من دايت ماونتن ديو، ولكنّني لم أكن أتجنّب المياه الغازيّة، بل كنتُ "أقتربُ" من الماءِ.
ويُمكن أن يكونَ الأمرُ نفسهُ صحيحاً بالنّسبةِ لأيّة عادةٍ ترغبُ في تغييرها. إذا كنت تميلُ إلى تجنّبِ المشاركةِ في الخلافاتِ الشّخصيّةِ بين الموظّفين، فلا تقل إنّكَ ستتوقّف عن تجاهلها. حدّد هدفاً لنفسكَ لبناء حسٍّ أفضلَ بالتّآلفِ وروحِ الفريقِ، واختر الأنشطةَ أو السّلوكيات الّتي تدعمُ هدفك. ربّما ستقضي بعض الوقتِ كلّ يومٍ في العملِ في القسمِ الّذي يحتوي موظفَيْن غير متفاهمين. ربّما ستخلقُ حالاتٍ يُمكن للأفرادِ أن يعملوا معاً فيها على شيءٍ إيجابيٍّ. قال لي رئيسي مرّةً أن أقومَ بمشروعٍ مع موظّفٍ كُنتُ أتنازعُ معه، وكانت هناك فرصةٌ كبيرةٌ للمكافأةِ؛ سرعان ما سوّينا خلافاتنا لنقومَ بالمشروعِ.
تقريباً يُمكن تحويلُ كلّ هدفِ تجنّبٍ أو ابتعادٍ إلى هدفِ اقترابٍ؛ فقط حدّد السّلوك الإيجابيّ أو العادةَ الّتي ترغبُ في استبدال ما ترغبُ في التّوقف عن فعلهِ، وركّز على القيامِ بذلكَ. فإذا كنتَ تريدُ أن تشاهدَ التّلفاز لفترةٍ أقلّ، اجعل هدفكَ قراءةَ 20 صفحةً كلّ مساءٍ.
ولتعزيزِ فرصِ نجاحكَ في الالتزامِ بهذه العادةِ، ابدأ بذلكَ الاثنين القادم أو الشّهرَ القادمَ أو في أيّ يومٍ يشعركُ بالفعلِ بأنّهُ نقطةٌ مميّزةٌ تساعدكَ على قلبِ صفحةٍ عقليّةٍ والانفصالِ عن شخصكَ القديمِ. فالشّخصُ الّذي كان يشاهدُ التّلفاز بكثرةٍ، ولكن -بدءاً من ذلك اليوم- لن يكونَ كذلكَ.
ولو كانَ ذلكَ فقط لأنّك ستقضي بعضَ ذلكَ الوقتِ في القراءةِ بدلاً من مشاهدةِ التلفاز.