كيف تضمن ألّا يسرق الذكاء الاصطناعي وظيفتك ككاتب محتوى؟
دروسٌ قيمةٌ من تجربة مجلة Sports Illustrated، قد تكون مفيدةً في حماية وظيفتك من خطر وحش التّكنولوجي الأحدث.
بقلم جو بروكوبيو Joe Procopio، مؤسس TeachingStartup.com
مرحبًا، صنّاعَ المحتوى، لقد حان الوقت لتحسينِ مهاراتكم بشكلٍ جديٍّ، وعندما أقول "تحسين"، أعني أن تتمتّعوا بالأصالة والتّفكير العميق والخبرةِ، وأن يكون لديكم استعدادٌ لتثبتوا أنّكم تملكون روحاً، لأنّ جيش أفاتار (رموز آلية مجسدة) الذكاء الاصطناعي عديم الرّوح قادمٌ للاستيلاء على وظيفتكم، وبقوّةٍ. [1]
قبل حوالي ستة أشهرٍ، كتبت مقالاً أُطمْئِنُ فيه معظم النّاس أن الذّكاء الاصطناعيّ لن يقضي على وظائفهم، لكنّني تأكّدت من توجيه تحذيرٍ لفئةٍ محدّدةٍ في خطرٍ؛ إنّهم صنّاع المحتوى بجودةٍ منخفضةٍ.
نعم، أنتم الكتّاب الذين تُروجوّن للمنتجات، وصانعوا الفيديوهات باستخدام لقطات الأرشيف، ونسبة 99.5٪ منكم أيّها المؤثّرون، لقد بدأ الذكاء الاصطناعي التوليدي بالفعل بتناول غدائكم.
أصبحت الخوارزميات تضخ "أشخاصاً" بمظهرٍ أفضل منّا، مع قصصٍ خلفيةٍ أكثر أناقةً منّا، وفهمٍ أفضل بكثيرٍ لمحتوى التّسويق الذي يظهر بعمليّات البحث أكثر ممّا نأمل أن نستطيع تحقيقه، لأنّها بالفعل تعملُ من الدّاخل، تتعاونُ مع أقرانها خوارزميات البحث لبيع المزيد من مسّاج القدم واستثماراتِ العملات المشفّرة أكثر ممّا يُمكننا أن نحلمَ به.
- ولكنّني لا ألومكم، بل ألوم مجلة Sports Illustrated.
- حسناً، أنا أيضاً ألوم نفسي، لأنّني ساعدت إلى حدٍّ ما في بدء الأمر كلّه.
شاهد أيضاً: الذكاء الاصطناعي والإنسان
وسيلة إعلامية رئيسية تُفضَحُ بسبب استخدامها للذكاء الاصطناعي
تناولت مقالةُ (أتمنّى أن تكون، كُتبت بواسطة إنسان) في موقع "فيوتوريزم Futurism" الأسبوع الماضي، بعمق قضيّة الاستخدام المزعوم للذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل Arena Group، الشّركة الأمّ لمجلة Sports Illustrated والتي، بالمناسبة، اشترت أيضاً موقع ذا ستريت The Street من جيم كريمر Jim Cramer.
يبدو أن مجلة سبورتس إليستريتد Sports Illustrated عقدت اتّفاقاً مع شركةٍ خارجيّةٍ لإنشاءِ محتوىٍ ترويجيٍّ يتحدّثُ عن منتجاتها ليُعرض على موقعها، ويُزعم أن هذه الشّركة الخارجيّة استخدمت مؤلّفين تم إنشاؤهم بواسطةِ الذكاء الاصطناعي، مع سيرٍ ذاتيّةٍ وصورٍ شخصيّةٍ تم إنشاؤها بواسطة الذّكاء الاصطناعيّ، لكتابة محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذّكاء الاصطناعيّ من أجل عروض المنتجات التّرويجيّة. وقد ضُبِطوا بأنّهم يفعلون ذلك،كما حصل مع جانيت Gannett.
لن أتناقشَ حتّى في زاوية الذّكاء الاصطناعيّ هنا، لأنّه -كما قلت منذ ستة أشهرٍ- الذّكاء الاصطناعيّ التوليديّ هو مجرّد حلٍ سيئٍ للمشكلة الأكبر، مشكلة صناع المحتوى ذوي الجودة المنخفضة. وفي هذه الحالة، ناشري المحتوى ذوي الجودة المنخفضة، الذين يقذفون الكلمات التي تعتمدُ على تقنيات البحث لبيع مساج القدم وعمليات احتيال العملات المُشفّرة.
المشكلةُ ليست في وجود هذا المحتوى، بل في تبريره. وهذا التّبرير سيكون السّبب الرّئيسيّ في المعارضة ضد الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ. نحن لا "نقدم للناس ما يريدونه" كما يُقال، نحن فقط نستخدمُ ذلك كذريعةٍ لممارساتِ التّسويق الخادعة والتّكتيكات الأخلاقيّة الضّئيلة الخاصّة بالمبيعاتِ.
فعندما تخبرني أن "درو أورتيز Drew Ortiz" قضى "معظم حياته في الهواء الطّلق"، لا يختلف ذلك عن ضمان أن نصائحه تستندً إلى تجربته باستخدام المنتج في الهواء الطلق، بدلاً من محتوى ملفّقٍ من قبل شخصٍ لم يضع قدمه في الهواء الطلق بتاتاً، بل حتّى ليس لديه قدم.
مؤسسة Sports Illustrated قائمة على المحتوى
هذا يضرُّ بشكلٍ خاصٍ بي، لأنّني -وهذا يُظهر عمري- كنت أشترك في مجلة سبورتس إليستريتد Sports Illustrated عندما كنت طفلاً، ونشأت على قراءة أشياء ذهبيّة كتبها أشخاصٌ مثل... حسناً، دعونا نواجه الأمر، فرانك ديفورد Frank Deford هو الوحيدُ الذي أستطيعُ تذكّره. ولكن صدّقني، كانت المجلّةُ في وقتٍ ما بطلةً لا تُنازع في مجال المحتوى المُتعلّق بالرّياضة في جميع أنحاء العالم.
ولكن كنت أيضاً مشاركاً في فريق الإدارة الكامن وراء أوتوميتد إنسايتس Automated Insights، التي بدأت كـ StatSheet، وأنتجت أوّل محتوى مولّد بالذّكاء الاصطناعي متاح تجارياً. في مجال الرياضة -وفي عام 2010- غطينا كل الفرق الرّياضية الكبيرة المحترفة والجامعيّة، وحتّى أنتجنا تقارير تلخّص أحداث Yahoo Fantasy Football لكرة القدم، ثم استحوذتْ علينا شركة استثمارٍ خاصّةٍ في عام 2015.
إذاً، نعم، سأفعل كما فعل ستيفن فالكن Stephen Falken في فيلم ألعاب الحرب War Games، عندما هبط في جزيرةٍ ما واختبأ فيها تاركاً العالم يفجّر نفسه في لعبة تيك تاك تو Tic-Tac-Toe كان قد برمجها.
بكلّ جديّةٍ، يُمكنك أن ترى أين أقفُ من كلا الجانبين في هذه القضيّة، فمع زيادة تشبُّع الإنترنت بأكوام من البيانات المتزايدة باستمرارٍ، يُصبح من الصّعوبة بمكانٍ تركيبُ هذه البيانات وتجميعها لتشكلِ رؤيةٍ ذات مغزى.
وهكذا، تغيّر اسم شركتنا إلى "أوتوميتد إنسايتس Automated Insights". لم نكن نحاول استبدال الكتّاب، لأنه، على المستويات العليا، لم يكن الذكاء الاصطناعي جيداً في ذلك؛ آلياً، نعم هو جيد، لكن بالنّسبة للجزء المُتفكّر الذي يحمل الرّوح؟ لا، ليس جيداً على الإطلاقِ.
كنا نحاولُ استبدال علماء البيانات، وكنّا ناجحين في ذلك، إذ حلّلنا البيانات وحوّلناها إلى كلماتٍ يُمكن أن تتعلّق بـ "ما (ماهية)" الحدث، وليس "لماذا (سببه)". الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم سحره، لا يزال لا يجيد فهم "لماذا"، فهل سيفهمها جيداً في يومٍ من الأيام؟ ربما، ولكنّه ليس كذلك الآن.
لذا حتّى لو، "حتّى لو"، قبلنا فرضيّة استخدام علامةٍ تجاريّةٍ مؤسسيّةٍ لبيع مساحة محتوى لمصنّعي مسّاج القدم لينشروا مراجع مشكوكاً فيها مع روابط تابعةٍ، يفترض أن يخبرنا الكاتب "لماذا" يجب علينا شراء ذلك المساج للقدم، بناءً على تجربته مع هذا المسّاج الخاصّ للقدم والعديد من مسّاجات القدم الأخرى.
أنا فقط أقول إنّني أرغب في بعض المعلومات من علم أمراض القدم في عرضي، وستجدُ أن هذا الاستخدام يُعطي الذّكاء الاصطناعي التوليدي اسماً فظيعاً، رهيباً، وغير جيد على الإطلاق.
شاهد أيضاً: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي هي هندسة اجتماعية بصورة مضاعفة
إظهار روحي البشرية
من ناحيةٍ أخرى، أنا أيضاً صانع محتوى. أكتب كثيراً، وأقوم الآن بعملِ فيديوهاتٍ، وقبل أن أصبحَ رائد أعمال، كنت في طريقي لأن أصبح نجم روك بدوامٍ كامل (على الأقلّ في رؤيتي المُستقبليّة المضلَّلة)، وعندما أجلس لإنشاء شيءٍ، فإنّ نيتي الأساسيّة هي إنشاءُ شيءٍ جيدٍ.
يا رجل، أعلم أنّ الإعلانات دائماً قد طمست الخطوط بين الإنشاء من أجل الفنّ والإنشاء من أجل التّجارة. ولكن أنا لست بتلك السّذاجة لأصدّق أن الأولى يُمكن أن تكون موجودةً بدون الأخيرة، ولكنّني أيضاً لم أبلغ درجةً من الإنهاك تجعلني أصدّق أنّنا يجب أن نقبلَ الأخيرة دون أيّة ملامحٍ للأولى.
المحتوى "الجيد" من الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجانياً، إنّه ليس رخيصاً حتّى، حقيقةٌ صعبةٌ يجب أن تتعاملَ معها OpenAI بسرعةٍ كبيرةٍ الآن. باعتراف الجميع، توقفت Sports Illustrated عن دفع ثمن محتوى بمستوى الجودة الذي قدمه فرانك ديفورد منذ عقود. وربما جيل زد Gen-Z أو الموجة التّالية من الأطفال بعدهم سيتقبّلون بشكلٍ كاملٍ فكرة الوثوق بالأفاتار الجذّاب (الشخصيات الآلية) في قرارات حياتهم.
لكن هناك تجميع بيانات، وهو أمرٌ جيدٌ، وهناك توصيةٌ آليّةٌ، وهو أمرٌ جيدٌ، وثم هناك خداعُ الملايين من الأشخاص للاعتقاد بأن للذّكاء الاصطناعيّ روحاً.
- هذا خاطئٌ. وصانع المحتوى المُبدع في داخلي سيجاهدُ في سبيلِ هذه القضيّة.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.