4 اتجاهات تسويق يجب معرفتها في عام 2024
الذكاء الاصطناعي سيغير اللعبة بالتأكيد، لذلك انتبه إلى هذه التحولات الكبيرة في واقع التسويق!
بقلم أماندا بريسنر كروزر، المؤسس المشارك والشريك الإداري في شركة MASTHEAD MEDIA
هل تحاولُ مواكبةَ كلِّ التّحولاتِ الّتي تحدثُ حاليّاً في جميعِ مجالاتِ الأعمالِ؟ بالتّأكيد لستَ وحدكَ؛ فلا أستطيعُ أن أتخيّلَ أيّ مؤسسٍ أو مسوّقٍ أو بائعٍ أو مخطّطٍ استراتيجيٍّ لا يحاولُ فهمَ التّغييراتِ في مجالِ عملهِ، والّتي تعدُّ في معظمها محفّزاتٍ، لكنّها في الوقتِ ذاتهِ تثيرُ الارتباكَ أيضاً.
ولا بدَّ أن يكونَ أكبر تغيّيرٍ لا يمكنني التّوقفُ عن التّفكيرِ فيهِ لخمس ثوانٍ (كمسوّقٍ وصاحبِ مؤسّسةٍ) هو انتشارُ الذّكاءِ الاصطناعيّ وإمكانيّةُ استخدامهِ في كلِّ شيءٍ نقومُ بِه، وهو لا يبشّرُ بزيادةِ الإنتاجيّةِ فحسب، بل عمّا قريبٍ قد يجعلُ حتّى ارتداءَ الملابسِ للعملِ أمراً أسهلَ. [1]
جرى إطلاقُ الذّكاءِ الاصطناعيّ بسرعةٍ كبيرةٍ بحيثُ لم يتوقّعْ العديدُ من أفضلِ ألف خبيرِ تسويقٍ مدى أهمّيتهِ، وكيفَ سيصبحُ جزءاً لا يتجّزأُ في وقتٍ قصيرٍ جداً، وذلكَ حسبَ استطلاعٍ أجرتهُ منصةُ HubSpot لتوقّعاتِ التّسويقِ لعامِ 2023. وعلى الرّغمِ من أنّهُ لا يعلمُ أحدٌ بالضّبطِ إلى أينَ سيأخذُنا الذكاءُ الاصطناعيّ بعد، إلا أنّهُ من المفيدِ النّظرُ إلى كلٍّ من الماضي والتّوقعاتِ للعامِ القادمِ، حتّى نكونَ على استعدادٍ لتغييرِ استراتيجيّةِ التّسويقِ الخاصّةِ بنا مع وضعِ الهدفِ نصبَ أعيننا، وليسَ الخشيةَ من المستقبلِ في الأشهرِ القادمةِ.
وها هي توقعاتي بشأنِ ما هو قادمٌ فيما يخصُّ الذّكاءَ الاصطناعيّ، وبعضِ التّنبؤاتِ الأخرى لهذا العامِ:
مستقبل أدوات الذكاء الاصطناعي في التسويق
يكتسحُ الذّكاء الاصطناعيّ بقوّتهِ الهائلةِ عالمَ التّسويقِ إذ يعتقدُ عددٌ كبيرٌ من المسوقينَ -أي حوالي 88% منهم- بأنّ شركاتهم يجبُ أن تزيدَ استخدامَ الذّكاءَ الاصطناعيّ لتلبيةِ توقّعاتِ العملاء والحفاظِ على القدرةِ التّنافسيةِ، وإذا أضفنا إلى ذلكَ البحثَ الذي يُظهِرُ أنّ التّسويقََ الذي يعتمدُ على الذّكاءِ الاصطناعي سيقودُ 45%من الاقتصادِ العالميّ الإجماليّ بحلولِ عامِ 2030، فإنّهُ من المؤكّدِ أنّهُ يجبُ علينا بوصفِنا مسوّقين التّعاملُ مع التّسويقِ بالمحتوى بطريقةٍ مختلفةٍ.
وحتّى هذهِ اللّحظةُ يعدُّ هذا التّغيرُ تغيّراً إيجابيّاً، إذ تحصلُ الشّركاتُ والمسوقّون بالفعلِ على مساعدةٍ في إنشاءِ محتوى بالمستوى المطلوب -مع تدخلٍ بشريٍّ في التّوجيهِ والتّعديلِ- وسيتاحُ لهم قريباً الوصول إلى أدواتٍ فعّالةٍ في وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، وأتمتةِ الحملاتِ بواسطةِ الذّكاءِ الاصطناعيّ، وحتّى الدّردشة الآليّة للمساعدةِ في التّراسلِ المحدّدِ.
شاهد أيضاً: انتهى التسويق عبر المؤثرين، وبدأ التسويق عبر صناع المحتوى
الرغبة في تجربة أدوات التخاطب الصوتي الجديدة
أصبحتِ المساعداتُ الصّوتيّةُ والأدواتُ المتعلّقةُ بالصّوتِ أكثرَ أهميّةً من أيّ وقتٍ مضى، ولديّ أكثرُ من مساعدٍ صوتيٍّ في جميعِ أنحاءِ منزلي، وأستخدمهم باستمرارٍ للحصولِ على إجاباتٍ على أسئلتِي، وفي هذهِ الأيامِ أفضّلُ الاستماعَ إلى معظمِ الأشياء؛ بما فيها الكتب، والأخبار، والبودكاست، وحتّى دروس اللّغةِ الإسبانيّةِ، وأملي عليهم باستمرارٍ تقريباً رسائلي وحتّى رسائلَ البريدِ الإلكترونيّ في بعضِ الأحيانِ، وأعلمُ أنّني لستَ وحدي من قامَ بمثلَ هذا التّحوّلِ.
وتتمثلُ الموجةُ القادمةُ من التّحدثِ بالصّوتِ (لم تأتِ بعد، ولكنّها تلوحُ في الأفقِ) في القدرةِ على استخدامِ الذّكاءِ الاصطناعيّ لاستنساخِ الصّوتِ وتسجيلِ أشياءٍ مثل أصواتِ المشاهيرِ للإعلاناتِ المخصّصةِ التي تستهدفُ المستمعين حسبَ تفضيلاتِهم الخاصّةِ، على سبيلِ المثالِ: ربّما تكونُ قد صادفتَ بالفعلِ الإصدارَ الذّكيَ لأغنيةِ (دوا ليبا) الشهيرةِ levitating بصوتِ المغنّي فرانك سيناترا، أو سمعتَ صوتَ سبونج بوب يحاولُ بيعكَ أحذيةً جديدةً على تيك توك.
إذا كان هذا هو الحالُ؛ فماذا يجبُ على المسوّقِ أن يفعلَ؟ عندما يبدأُ البحثَ القائمَ على النّصوصِ في الانحسارِ، تأكّد من أنّ علامتكَ التّجاريّةَ ستغتنمُ هذه الفرصةَ وتحاولُ تحسينَ كلّ الأشياءِ المتعلّقةِ بالسّمعياتِ والأصواتِ من أجلِ الموجةِ الجديدةِ الّتي يتوقّعُ أن تأتي بالتّأكيدِ؛ إذ تشيرُ التّوقعاتُ إلى أنَّ السّوقَ العالميّ للتّعرفِ على الصّوتِ سيصلُ إلى ما يعادلُ 26.8 مليار دولارٍ بحلول عام 2025.
شاهد أيضاً: إطلاق "ياسمينة" المساعد الذكي الاصطناعي الشبيه بالبشر
إبطال مفعول حيل تحسين محركات البحث القديمة (بفضل البحث المساعد)
صرّحَ 88% من المسوّقينَ في عام 2023 بأنّهم سيعمدونَ إلى التّركيزِ بصورةٍ أكبرَ على استراتيجيّةِ تحسينِ محرّكاتِ البحثِ، والجديد في عامِ 2024 يتمحورُ حولَ الطّريقةِ التي سيحاولُ بها المسوّقونَ تحقيقِ نجاحاتٍ في مجالِ تحسينِ محركاتِ البحثِ؛ إذ بدأَ دمجُ الذّكاءِ الاصطناعيّ بالفعلِ في محرّكاتِ البحثِ مثل Google و Bing.
ونحنُ في شركةِ Masthead Media نبحثُ عن كيفيّةِ دمجِ وجهاتِ نظرِ الخبراءِ ومقولاتِهم والأبحاثِ المُستقلّةِ والبياناتِ في التّدويناتِ التي تحظى بأولويّةٍ عاليةٍ، لتظهرَ وتُفهرسَ على المحتوى الذي يُنشأُ بواسطةِ الآلةِ، ويملأُ المواقعَ على شبكةِ الإنترنتِ في الأصلِ، وعلى المسوّقين في العامِ القادمِ تعلّم كيفيّة التّعاملِ مع الذّكاءِ الاصطناعيّ لإنشاءِ محتوىً عالي الجودةِ، لا يزالُ يحملُ طابعَ الإنسانِ في جوهرهِ.
وسائل التواصل الاجتماعي الخيار الأول للتجارة
يتوافدُ المستهلكونَ بأعدادٍ هائلةٍ إلى منصّاتِ التّواصلِ الاجتماعيّ، مثل: إنستغرام وتيك توك؛ لخوضِ تجربةِ التّسوقِ والبحثِ، وباشرَ عملاقُ التّجارةِ الإلكترونيةِ Shopify مؤخّراً الاندماجَ مع تيك توك، ومن المرجّحِ أن تحذو العديدُ من الشّركاتِ الأُخرى حذوهُ في عامِ 2024، حيثُ تثبتُ التّجارة الاجتماعيّةُ نجاحَها للمبدعينَ الأفراد والشّركات على حدٍّ سواء، ومع ذلكَ، تظلُّ الثّقةُ أكبرَ عائقٍ للمستهلكين عند اتّخاذ قراراتِ الشّراءِ عبر تطبيقاتٍ مثل تيك توك وإنستغرام.
ولحسنِ الحظِّ يمكنُ للمسوّقين التّعامل مع هذا بسهولةٍ في عام 2024، من خلالِ تبسيطِ عمليّةِ إعادةِ المنتجاتِ واسترجاعِ الأموالِ وتوفيرِ تقييماتٍ شفافةٍ للمنتجاتِ والخدماتِ، والتّواصلِ الفعّالِ مع المستهلكينَ؛ إذ من شأنِ ذلكَ كلّه أن يساعدَ في بناءِ الثّقةِ مع العملاء المحتملين، وجلب عملاءٍ موثوقٍ بهم ودائمين.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.