ما هي القيادة؟ تعرّف على الوصفة السّحريّة للنجاح والابتكار
من المهارات الاستثنائيّة إلى الخفّة بين المرونة والصّرامة، اكتشف كيف يُلهم القائد المبدع فريقه، لتحقيق أعظم الأهداف وأكثرها تحدياً وصعوبةً
ما هي القيادة؟ هل هي عصا سحريَّةٌ أم مهارةٌ مُكتسبةٌ؟ في الحقيقة، القيادة هي مزيجٌ من الاثنين! إنَّها القدرة على توجيه الفرق بحكمةٍ، وتحويل الأفكار المجنونة إلى نجاحاتٍ ملموسةٍ، القادة النَّاجحون هم من يستطيعون السَّير على حبلٍ رفيعٍ بين الحزم والمرونة، بين الإلهام والتَّنفيذ. وفي سطورنا القادمة، سنحاول كشف السِّرِّ وراء أولئك القادة الَّذين يعرفون كيف يجعلون من المُستحيل ممكناً، ويقودون فرقهم نحو القمَّة بابتسامةٍ وثقةٍ.
ما هي القيادة؟
القيادة هي القدرةُ على التَّأثير وتوجيه الأفراد أو الجماعاتِ نحو تحقيق أهدافٍ مُحدَّدةٍ داخل منظَّمةٍ أو مجتمعٍ أو فريقٍ، وعلى الرَّغم من أنَّ القيادة غالباً ما ترتبطُ بالمنصب أو الأقدميَّة في التَّسلسل الهرميّ، إلَّا أنَّها في الواقع مهارةٌ يُمكن لأيِّ شخصٍ اكتسابها أو تطويرها مع مرور الوقت.
تتجلَّى الحاجة إلى القادة في مختلف مجالات الحياة، سواءً في الأعمال التّجاريَّة، أو السّياسة، أو المنظَّمات الاجتماعيَّة والمجتمعيَّة، ويُعدُّ القادة أولئك الَّذين يمتلكون القدرةَ على اتِّخاذ قراراتٍ حاسمةٍ وحكيمةٍ، حتَّى في أصعب الظُّروف، ويقع على عاتقهم رسم رؤيةٍ واضحةٍ، ويضعون أهدافاً قابلةً للتَّحقيق، ويمنحون أتباعهم الأدوات والمعرفة اللَّازمة للوصول إلى هذه الأهداف. كما أنّ الرُّؤساء في القيادة الفعَّالة يتميّزون بعدَّة صفاتٍ مثل الثّقة بالنَّفس، ومهارات الاتّصال والإدارة القويَّة، كذلك التفكير الإبداعي، والمثابرة، والاستعداد للمُخاطرة، والانفتاح على التَّغيير، بالإضافة إلى التَّحلّي بالهدوء والاتّزان في أوقات الأزمات.
إنَّ تعريف القيادة السَّابق ذكره أعلاه، قد لا ينطبقُ على العديد من القادة الضُّعفاء أو الفاشلين، الَّذين لا ينجحون في أعمالهم ويفتقرون للعديد من المهارات الَّتي تؤهِّلهم للنَّجاح والتَّميُّز. [1]
شاهد أيضاً: كيف تدير تنوع أساليب القيادة في فريقك؟
أساليب القيادة
يتبنَّى القائدُ في العادة أسلوباً قياديّاً مُستمدّاً من شخصيَّته وتجاربه الحياتيَّة، مع ذلك فإنَّ القيادة الفعَّالة لا تتعلَّق بالأسلوب القياديّ فحسب، وإنَّما بمدى قدرةِ القائد على اتّخاذ قراراتٍ مناسبةٍ في الوقت المناسب، إذ إنَّ الأساليب المُتَّبعة لا يُمكن أن تُحدِّد فيما إن كانت القيادة ناجحةً أم لا، فهذا يعتمدُ على مجموعةٍ من العوامل سنناقشها لاحقاً، لكن أوّلاً دعونا نستكشف ما هي أكثر أساليب القيادة شيوعاً. [2]
ما هي القيادة الديمقراطية؟
تنبعُ أهميَّة القيادة الدّيمقراطيَّة، من كونها تعتمدُ على مشاركة الفريق في اتِّخاذ القراراتِ، حيث يحصلُ كلُّ عضوٍ على فرصةٍ للتَّعبير عن رأيه وتوجيه المشروع، لكن في نهاية المطاف، يبقى القرار النّهائيُّ بيد القائد. ويحظى هذا الأسلوبُ بشعبيَّةٍ كبيرةٍ؛ لأنَّه يمنح الموظَّفين في المستويات الأدنى فرصةً للتَّأثير والمشاركة، ممَّا يُعزِّز شعورهم بأهميَّة دورهم، وفي بعض الأحيان، قد يتحوَّل الأمرُ إلى تصويتٍ جماعيٍّ لاتِّخاذ القرارات، ممَّا يجعل الاجتماعات تبدو وكأنَّها انتخاباتٌ مصغَّرةٌ.
في القيادة الدّيمقراطيَّة، يتمُّ تفويض السُّلطة للأعضاء لتحديد المهامّ وتوزيعها، هذا يؤدِّي إلى الاستفادة الكاملة من مهارات وخبرات الجميع، كما يُشجِّع هذا الأسلوب على الإبداع والمشاركة، وبالتَّالي تحقيق الرّضا الوظيفيّ والإنتاجيَّة العالية، ولكنَّ الجانب الطَّريف في هذا النَّمط هو أنَّ محاولة الوصول إلى إجماعٍ بين الجميع قد تستغرق وقتاً طويلاً، حتَّى في الأمورُ البسيطة مثل اختيار نوع القهوة لمكتب العمل!
ما هي القيادة الاستبدادية؟
على النَّقيض تماماً من القيادة الدّيمقراطيَّة، هناك الأسلوب الاستبداديُّ، الَّذي يتَّخذ القائدُ من خلاله كلَّ القرارات بنفسه، دون أن يطلبَ رأي الفريق أو يستمعَ لاقتراحاتهم، ويعدُّ نفسه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، ويُوجِّه الجميع لتنفيذ المهامّ دون أيّ نقاشٍ، وبعد اتِّخاذ القرار، ينتظر من الجميع الالتزام به دون تردُّدٍ.
القيادة الاستبداديَّة قد تُسبِّب توتُّراً كبيراً في بيئة العمل، حيث يشعرُ الموظَّفون بأنَّ قراراتِ القائد لا تأخذ احتياجاتهم بعين الاعتبار، مثلاً قد يُقرِّر القائد زيادة ساعات العمل بشكلٍ مفاجئٍ أو تغيير ظروف العمل لتحقيق أهدافٍ إنتاجيَّةٍ، دون أن يسألَ أحداً، بالمقابل هذا النَّوع من القرارات يُمكن أن يؤدِّي إلى تزايد الغياب وارتفاع معدَّل استقالات الموظَّفين.
بعد أن أدركنا ما هي القيادة الاستبداديَّة، لا يمكننا إنكارُ أنَّ القيادة الاستبداديَّة قد تكون فعَّالةً في بعض الأحيان، خصوصاً عندما يكون القائدُ متمرِّساً، ويعرف جيداً ما يتطلّبهُ الموقف، أو عندما يحتاج الأمر إلى اتّخاذ قرارٍ سريعٍ دون الحاجة للتَّشاور.
ما هي القيادة المتساهلة؟
أمَّا القيادة المتساهلة فهي الأسلوبُ الَّذي يترك فيه القائد الفريق يعمل بحريَّةٍ تامَّةٍ، بعد أن يُقدِّم لهم الأدوات والمعلومات المطلوبة، ثُمَّ يبتعد ويترك أعضاء الفريق يتصرَّفون بأنفسهم، هذا النَّوع من القيادة يعتمدُ على الثّقة التَّامَّة في الفريق، حيث يُسمح للأعضاء بالتَّخطيط واتّخاذ القرارات وحلِّ المشكلات بأنفسهم.
هذا الأسلوب من القيادة يمنح الموظَّفين المبدعين والماهرين الفرصة للتَّألُّق والاستقلاليَّة في العمل، ممَّا يُزيد من رضاهم وإنتاجيَّتهم، لكن هنا تكمن المشكلة: إذا لم يكن الفريق منُظَّماً بشكلٍ جيِّد، فقد تسود الفوضى ويبدأ كلُّ عضوٍ بالعمل في اتّجاهٍ مختلفٍ تماماً عن المطلوب. وعلى الرَّغم من كلِّ شيءٍ، تُظهر الأبحاث أنَّ القيادة الفعَّالة لا يُمكن أن تكونَ متساهلةً لهذه الدَّرجة؛ لذا فإنَّ هذا الأسلوب غير مستحبٍّ كثيراً.
ما هي القيادة التحويلية؟
تركِّز القيادة التحويلية على إحداث تغييرٍ جذريٍّ في الأعمال أو الفرق من خلال إلهام الأعضاء لتحقيقٍ ما لم يعتقدوا يوماً أنَّهم قادرون عليه، والقادة التَّحويليُّون ينتظرون الأفضل من فريقهم دائماً، ويدفعونهم باستمرارٍ لتحقيق التَّحسينات الكبيرة، سواءً في العمل أو الحياة أو المؤسَّسة.
هذا النَّوع من القيادة النَّاجحة يُركِّز على إحداث التَّغيير من خلال تحفيز الفريق على الخروج من مناطق راحتهم والتَّفوق على أنفسهم، ولكي ينجح القائد التَّحويليُّ، يجب أن يتمتَّعَ بالنَّزاهة والذَّكاء العاطفيّ، وأن يكونَ لديه رؤيةٌ مشتركةٌ للمستقبل مع الفريق، إلى جانب قدرته على التَّواصل الجيّد والتَّعاطف.
غالباً ما يرتبط هذا الأسلوب بالمنظَّمات الَّتي تسعى إلى النُّموّ والابتكار، وعمليّاً القادة التَّحويليُّون يميلون إلى تكليف موظَّفيهم بمهامٍ تزداد صعوبةً مع مرور الوقت، مع تضييق المواعيد النِّهائيَّة، ممَّا قد يجعل العمل أشبه بمسابقة ماراثون مستمرَّةٍ. ولكن يُمكن أن يواجه القادة التَّحويليوُّن تحدّيّاً في تتبُّع احتياجات التَّعلُّم الفرديَّة، وهذا يُمكنُ أن يدفع الموظَّفين في الفريق للشُّعور بأنَّهم يواجهون تحدّياتٍ كبيرةً لوحدهم مع غياب الدَّعم المطلوب، ومع ذلك، يُمكن لهذا الأسلوب أن يزيدَ من الإنتاجيَّة والمشاركة من خلال بناء الثّقة والرُّؤية المُشتركة بين القائد والفريق.
ما هي القيادة التبادلية؟
القيادة التبادليَّة هي أشبهُ بعلاقة خدمةٍ مقابل أجرٍ، ببساطةٍ يقوم الموظَّفون بمهامهم، ويتلقُّون مقابل ذلك مكافآتٍ محدَّدةٍ، مثلاً بحال حقَّق الموظَّف هدفاً معيَّناً، فإنَّه يحصل على المكافأة الَّتي وُعد بها، وهذا الأسلوب شائعٌ في وظائف مثل المبيعات والتَّسويق، وقد لا ينجحُ في وظائف أُخرى. وفي هذا النَّمط، يتمُّ تحديد الأدوار والمسؤوليَّات بوضوحٍ، ويتمُّ تشجيع الفريق على إنجاز العمل في الوقت المُحدَّد، وغالباً ما يتمُّ تقديم حوافز إضافيَّةٍ بجانب الرَّاتب، ولكن هناك أيضاً عقوباتٌ إذا لم يتمّ العمل كما هو متوقَّعٌ، تماماً مثل نظام المدرسة في التَّعامل مع الطُّلاب.
القيادة التَّبادليَّة قد لا تكون ناجحةً دائماً، وبالعموم فهي تتميَّز بالوضوح والصَّرامة، حيث يعرفُ الجميع ما هو متوقَّعٌ منهم بالضَّبط، ولا يمكن تجاهل أنَّها قد تفتقرُ إلى الإبداع والابتكار، وقد يشعر الموظَّفون بأنَّهم يعملون في إطارٍ ضيقٍ، ممَّا يُمكن أن يؤدِّي إلى انخفاضٍ في الرّضا الوظيفي وزيادة معدَّل الاستقالات.
ما هي القيادة البيروقراطية؟
القيادة البيروقراطيَّة هي نوعٌ من القيادة يعتمد على الالتزام الحرفيِّ بالقواعد والإجراءات، حيث لا مجال للابتكار أو التَّعديل، كلُّ شيءٍ يتمُّ حسب القواعد المرسومة، بينما يحرص القائد هنا على أن يتَّبع الفريق التَّعليمات بدقَّةٍ متناهيةٍ.
قد يأخذ القائد في الاعتبار اقتراحات الموظَّفين، لكن إذا كانت لا تتماشى مع سياسة المنظَّمة، سيرفضها فوراً، كما أنَّ الأفكار الجديدة في هذا النَّوع من القيادة تمرُّ ببطءٍ، وهناك الكثير من الرُّوتين والبيروقراطيَّة، وكأنَّ الأمور تجري في مؤسَّسةٍ عمرها قرنٌ. وهذا الأسلوبُ لا يتماهى كثيراً مع القيادة النَّاجحة، إلَّا أنَّه يناسبُ الشَّركات الكبيرة الَّتي حقَّقت نجاحها باتّباع الممارسات التَّقليديَّة؛ لذا إذا حاولت اقتراح فكرةٍ جديدةٍ مبتكرةٍ، فمن المحتمل أن تواجه مقاومةً قويّةً؛ لأنَّ كلَّ ما هو جديدٌ يعدُّ إمَّا مضيعةً للوقت أو مخاطرةً غير ضروريَّةٍ.
على الرَّغم من أنَّ القيادة البيروقراطيَّة ليست صارمةً مثل القيادة الاستبداديَّة، إلَّا أنَّها لا تُشجّع على الابتكار، ولا تُحفِّز على بذل جهدٍ إضافيٍّ؛ لذا فهي ليست الخيار الأفضل للشَّركات النَّاشئة والطَّموحة الَّتي تسعى للنُّموِّ بسرعةٍ. ولكنَّها قد تكون مناسبةً جداً في الوظائف الَّتي تتطلَّبُ التَّعامل مع مخاطر كبيرةٍ، مثل إدارة الأموال أو المواد القيمة، وأيضاً في الوظائف الَّتي تتطلَّبُ تنفيذ مهامٍ روتينيَّةٍ يوميَّةٍ.
ما هي القيادة الخدمية؟
في هذا الأسلوب يضعُ القائد احتياجات فريقه أوّلاً، قبل احتياجاته الشَّخصيَّة، فهو يسعى لخدمة فريقه، ويقودهم بمبدأ القدوة، في محاولةٍ لتطويرهم وتحفيزهم بهدف تحقيق أفضل النَّتائج، ويتطلَّب هذا الأسلوب القياديُّ من القادة، التَّحلّي بالنَّزاهة والكرم، ومن مزاياها مساهمتها في خلق ثقافةٍ إيجابيَّةٍ وروحٍ معنويَّةٍ عاليةٍ بين أعضاء الفريق.
ومع ذلك فإنَّ معرفةَ ما هي القيادة الخدميَّة، يقودنا للتَّأكُّد من أنَّها قد لا تكون مثاليّةً أو قيادةً ناجحةً في بيئات العمل التَّنافسيَّة، حيث يُمكن أن يتفوَّقَ القادة الطَّموحون على القادة الخدميين، بالإضافة إلى ذلك يُنتقد هذا الأسلوب لعدم كفايته في التَّعامل مع المواعيد النِّهائيَّة الصَّارمة أو في الشَّركات الَّتي تتطلَّبُ سرعةً في الأداء.
شاهد أيضاً: عادةٌ بسيطة تفصل بين القادة الناجحين والمتظاهرين بذلك
صفات القيادة الناجحة والقيادة الفعالة
بعد عقودٍ من البحث والخبرة في العمل مع قادةٍ من مختلف المنظَّمات حول العالم، اكتشف الخبراء مجموعةً من الصّفات والمهارات الأساسيَّة الَّتي يتشارك فيها الرُّؤساء في القيادة النَّاجحة والقيادة الفعَّالة، وهي: [3]
- الوعي الذَّاتيُّ: حيث إنَّ إدراك القائد لنقاط قوَّته وضعفه يُسهم في تعزيز فعاليَّته، ممَّا يساعده على التَّعامل بشكلٍ أفضل مع المواقف والتَّفاعل مع الآخرين بفهمٍ أعمق.
- الاحترام: وهو الأساس الَّذي يُبنى عليه تماسك الفريق وفعاليَّة القائد، فعندما يظهر القائد الاحترام باستمرارٍ، فإنَّه يُسهم في تخفيف التَّوتُّرات وتعزيز الثّقة بين الأفراد.
- الرَّحمة: لتكون القيادة ناجحةً يجب أن يكون القائد رحيماً، يبني الثّقة ويُعزّز التَّعاون داخل المنظَّمة من خلال استجابته الفعَّالة لمخاوف واحتياجات موظَّفيه.
- الرُّؤية: لكونها الحافز الَّذي يدفع الفريق نحو المستقبل، فالقائد ذو الرُّؤية الواضحة يستطيع تحفيز الآخرين وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
- التَّواصل: أحد أهمّ ركائز القيادة، فجودة التَّواصل بين القادة تؤثِّر بشكلٍ مباشر على نجاح الاستراتيجيَّة التّجاريَّة للمؤسَّسة.
- القدرة على التَّعلُّم السَّريع: وهي سمة القادة القادرين على اتّخاذ القرارات الصَّحيحة في المواقف غير المألوفة، فهم يتعلَّمون بسرعةٍ ويتكيَّفون مع التَّحديَّات الجديدة بكفاءةٍ.
- التَّعاون: القادة الفاعلون هم الَّذين يتقنون العمل عبر الحدود التَّنظيميَّة والثَّقافيَّة؛ ممَّا يُعزِّز الابتكار ويرفع من أداء الفرق ويزيد من التَّفاعل والتَّمكين بين أفراد القوَّة العاملة.
- التَّأثير: ما هي القيادة؟ إنَّها القدرة على التَّأثير بشكلٍ إيجابيٍّ على الفريق وتحفيزه لتحقيق الرُّؤية المشتركة، إذاً التَّأثير يُمكِّن القادة من إقناع الموظَّفين وتوجيههم لتحقيق الأهداف.
- النَّزاهة: هي حجر الزَّاوية في القيادة النَّاجحة، حيث تقتضي أن يكون القائد متَّسقاً وصادقاً وأخلاقيّاً في كلِّ قراراته.
- الشَّجاعة: وهي القوَّة الَّتي تُمكِّن القادة وأعضاء الفريق من اتّخاذ خطواتٍ جريئةٍ تُحقِّق التَّقدُّم، وهي واحدةٌ من أهمّ سمات القيادة الفعَّالة.
- الامتنان: القادة الَّذين يُعبِّرون بصدقٍ عن امتنانهم يسهمون في خلق بيئة عملٍ أكثر إيجابيَّةً وإنتاجيَّةً، كما أنَّهم ينجحون في تحفيز موظَّفيهم ودفعهم للعمل بجديَّةٍ أكبر.
- المرونة: القادة المرنون يتميَّزون بقدرتهم على الحفاظ على نظرةٍ إيجابيَّة، ممَّا يساعد فريقهم على البقاء قويّاً متماسكاً في مواجهة التَّحدِّيات.
أهمية القيادة الناجحة
من كلِّ ما سبق نجد أنَّ القيادة النَّاجحة عنصرٌ حيويٌّ في تحقيق التَّميُّز داخل المؤسّسات، فالقادة النَّاجحون ليسوا مجرَّد مدراء، بل ملهمون يدفعون الموظَّفين لتقديم أفضل ما لديهم، من خلال تعزيز الثّقة، وإلهام الابتكار، وخلق بيئة عملٍ تُشجِّع على التَّفاعل والإبداع، كما أنّ القيادة الفعَّالة تُسهِم في تحقيق نتائج ملموسةٍ، وتضمن استدامة النَّجاح على المدى الطَّويل، ممَّا يجعلها المفتاح الحقيقيَّ لتفوُّق أيّ منظَّمةٍ في بيئة الأعمال التَّنافسيَّة اليوم.
في النِّهاية، ما هي القيادة ما لم تكن القدرة على إشعال شرارة الحماس في قلوب الفريق، وتحويل كلِّ تحدٍّ إلى خطوةٍ جديدةٍ نحو النَّجاح؟ القادة العظماء هم من يتركون أثراً لا يُنسى، ليس فقط بما يحقِّقونه، بل بالطَّريقة الَّتي يُلهمون بها من حولهم.