ماذا بعد الموافقة على صناديق الاستثمار المتداول للبيتكوين في البورصة؟
بقلم: بن تشو، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة Bybit
جسد الإطلاق الناجح لصندوق الاستثمار المتداول في البورصة (ETF) للتداول الفوري للبيتكوين لحظة تاريخية فارقة في الأسواق، إذ توّج هذا الإنجاز أول عملية تكامل بين عالمي العملات الرقمية والتمويل التقليدي. وفي الوقت الذي فوجئ فيه منتقدو البيتكوين بهذه الخطوة التي لم تكن أبداً مدعاة سرور بالنسبة لهم، ساهمت التدفقات النقدية من منتجات البيتكوين بمضاعفة أحجام العديد من صناديق الاستثمار المتداولة الأخرى. وفي خضم هذا المشهد يبرز هذا التساؤل، ماذا يعني كل ذلك؟
البيتكوين "هنا لتبقى"
يمثل صندوق الاستثمار المتداول في البورصة (ETF) للتداول الفوري للبيتكوين لحظة فاصلة بالنسبة للمستثمرين. فمزايا البساطة وسهولة الاستخدام التي تتسم بها مثل هذه الأدوات الاستثمارية تبشر بمرحلة جديدة للمشاركة المؤسسية في عالم العملات الرقمية. فقد برز إلى الواجهة بشكل جليّ تصاعد الاهتمام في عملة البيتكوين نظير أدائها مقارنة بالأصول الأخرى، ناهيك عن قيم ارتباطها المختلفة، والاهتمام المستمر بها بصفتها حافظاً جديداً للقيمة.
ولا يخفى على المهتمين بأن صندوق الاستثمار المتداول في البورصة (ETF) للتداول الفوري للبيتكوين يمثل إنجازاً لافتاً بكل المقاييس في مجال الاستثمار الفردي، إذ يتيح للمستثمرين الأفراد مزاولة نشاطاتهم الاستثمارية بشكل مباشر في عملة البيتكوين دون التعقيد أو الملكية المباشرة للعملة الرقمية، الأمر الذي يجعل الوصول لهذا الاستثمار أكثر بساطة، ويقلص بشكل ملموس من العقبات التي تعترض هؤلاء المستثمرين أثناء دخول عالم العملات الرقمية.
وضع الجهات المعنية للوائح التنظيمية مسألة محتومة
من المتوقع أن تؤدي الرقابة التنظيمية وآليات إعداد التقارير الضريبية المبسطة المرتبطة بصناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين إلى تعزيز جاذبية هذه الأدوات الاستثمارية. فمثل هذه العوامل لا تزيد من جاذبية البيتكوين للمستثمرين من المؤسسات فحسب، بل تمنحهم أيضاً إحساساً بالأمان والدراية مع بدء رحلتهم نحو دخول منظومة العملات الرقمية المالية. وفي الحقيقة، فإن زيادة الرقابة التنظيمية ستمثل عاملاً حاسماً بالنسبة للصناديق التقليدية الباحثة عن تخصيص مساحة للعملات الرقمية.
ومن أبرز ثمار زيادة الرقابة التنظيمية هي تحول مثل هذه الصناديق لمنتجات مالية استثمارية خاضعة للوائح التنظيمية. فصندوق الاستثمار المتداول في البورصة للتداول الفوري للبيتكوين يقدم مستوى إضافياً من الأمان إلى جانب اكتسابه لصفة استثمارية مشروعة. وبالنسبة للمستثمرين الأفراد، سيشعرون بلا شك بمزيد من الراحة حيال استثمارهم في مثل هذه المنتجات المالية الخاضعة للوائح السلطات المالية وإشرافها.
وعلاوة على ذلك، لا تقتصر أهمية صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة للتداول الفوري للبيتكوين على تقديمها لفرص استثمارية قيّمة فحسب، بل لما توفره من وسائل جديدة كلياً لتنويع المحافظ الاستثمارية. فالأداء التاريخي للبيتكوين وارتباطها المنخفض بالأصول التقليدية يجعلها إضافة جذابة، في حين من المتوقع لهياكل صناديق الاستثمار المتداولة أن تؤثر بالإيجاب على معدلات تقلبات ومستويات سيولة البيتكوين، بما يثمر عن دفع أسعارها نحو الاستقرار على المدى الطويل.
نظام مالي جديد
تتبوأ أسواق العملات الرقمية بالفعل مكانة بارزة في عالم اليوم باعتبارها منظومة مالية موازية للنظم المالية التقليدية، مع ميزة إضافية تتمثل في كفاءة العمل المحسنة بشكل كبير. فعلى النقيض من النظم المالية التقليدية، يمكن تداول العملات الرقمية على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع دون توقف، في حين يتمكن المستثمرون من الحصول على أموالهم بشكل مباشر، بما يحد من حاجتهم للانتظار لأوقات طويلة لحصد ثمار تداولهم. وفضلاً عن ذلك، تفتقر النظم المالية التقليدية للكفاءة المطلوبة، ويتجلى ذلك في نظام SWIFT الذي يعيبه البطء الشديد، في حين تتسم عمليات العملات الرقمية بالبساطة والسرعة الفائقة. لذلك، ومن خلال تأسيس بوابة بين العالمين (القديم والجديد)، تبرز صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETF) للتداول الفوري للبيتكوين كوسائل ناجعة لاستقطاب المزيد من الأشخاص والأموال للاستفادة من المزايا الثورية التي يتمتع بها النظام الجديد.
طريقة جديدة
تبشر الموافقة على صندوق الاستثمار المتداول في البورصة (ETF) للتداول الفوري للبيتكوين بنقلة نوعية هامة في القطاع المالي، إذ تجسر هذه الموافقة الفجوة بين النظام المالي التقليدي وعالم العملات الرقمية. وتأتي هذه الخطوة لتمثل فجراً جديداً لقطاع مالي أكثر تكاملاً وكفاءة، في حين تقدم المزيد من الابتكارات العصرية لنظام مالي قديم هو بأمس الحاجة لها.
باتت اليوم شركات إدارة الأصول وصناديق التحوط والمكاتب العائلية قادرة على تقديم خيارات الاستثمار هذه لعملائها باستخدام حلول Bybit Institutional التي تستهدف المؤسسات. في حين يتمكن المستثمرون الأفراد من استكشاف عالم العملات الرقمية الجديد باستخدام منظومة Bybit Web3.
###